لينور تفضح الأنسانية



أسامة هوادف
2016 / 9 / 14

إن أبرز ما يستوقفنا أثناء متابعة الأزمة السورية هو الظلام الدامس الذي يطغي على معاناة الأطفال الذين بدلا أن ينعموا بطفولتهم نجدهم يتحملون أوزار الحرب المجنونة في صمت رهيب , جميعنا نتذكر مشهد الطفل أيلان وهو ملقى على الشواطئ التركية جثة هامدة تلك الصورة التى طبعت في أذهاننا خلفية مروعة عن الوضع السائد في سوريا وقضية أيلان كانت السبب المباشر في تأثر الرأي العام الأوروبي وتعاطفه مع ازمة اللاجئين السوريين وقد كانت ألمانيا السباقة لستقبالهم وذلك بتبني المستشارة الألمانية سياسة اليد المفتوحة ,إلا أنني تفاجئت بقصة لينور تلك الطفلة التى لم تتعدى ربيعها الحادى عشر.
حيث ظهر عندها بعمر السنة ونصف كتلة بمنطقة الحوض و بالتحاليل طلعت الكتلة سرطانية و تمت عملية اسئصال الكتلة بمشفى العباسيين بدمشق و بسبب خطأ طبي اثناء العملية تم ايذاء عصب المثانة و قطعه و منذ ذلك الوقت ولينور تعيش على القسطرة البولية التفريغية كل اربع ساعات بحيث تقوم عائلتها بتفريغ المثانة الحماية الكليتين ونتيجة الحرب الدائرة في سوريا ضاق الحال بعائلة فالجأ والدها الى ألمانيا منذ ما يقارب العامين من أجل أنتشال العائلة وتوفير العلاج المناسب لأبنته الصغيرة لتى قد تفقد أحدى كليتيها هي تقيم الان في دمشق مع والدتها وقد قام أبوها سمير الشريف عن طريق محام ألماني وبواسطة منظمة الكاريتاز ومنظمة الصليب الأحمر بطلب تسريع الأوراق من أجل لم الشمل ألا أن الرد السفارة الألمانية كان برفض مؤكدة أن الحالة لا تستدعى الأستعجال,أن لم يكن المرض لا يستدعى الأستعجال فما هي الحالات أذن أن حالة لينور تكشف زيف المجتمع الدولى فهم يهتمون بغنائم الحرب ولا مكان المرض أو الحالات المرض والموت والجوع مكان في أجندتهم ..لينور نموذج من مئات الألاف من الحالات المماثلة لسان حالهم يقول أوقفوا هذه الحرب المجنونة فأن لم تستطيعوا فكونوا مقاتلين ذي شرف ومرؤة ..لينور توصل معاناتها وكل يوم تبتسم رغم أنحطاط الأنسانية كل يوم تدعو الله أن يرأف بأصحاب القرار في السفارة الألمانية ببيروت وأن لا يعيشوا على هامش أنسانيتهم وأن يسهلوا تنقلها العلاج لان هذا في بداية حق مشروع لها كفلته كافة الأخلاق..لك الله يالينور ولك الله ياسورية والودع الأنسانية.