كوجو ..... صرخة الالم والوجع



خالد تعلو القائدي
2016 / 9 / 20

كوجو ..... صرخة الالم والوجع بقلم / خالد تعلو القائدي
كوجو ، تلك القرية الصغيرة التي تقع الى اقصى جنوب مركز قضاء شنكال بحدود 15 كلم او اكثر ، يحدها من الجنوب القرى العربية وابعد من ذلك قرية خرابازار ومن الغرب قرية القابوسية ، اما الشرق فلها شراكة مع القرى العربية والكوردية ، كان فيما مضى يسكنها الالاف من الاقلية او المكون الايزيدي ، وصحيح القول جميع سكان هذه القرية من الكورد الايزيديين ، تشتهر هذه القرية بالزراعة وتربية الاغنام ، اهلها لهم في الكرم وحسن الضيافة شهرة لا يمكن لاحد انكارها .
واقتربت ساعة الفناء لقرية كاملة ، ساعة انتهاء مفهوم الانسانية في قواميس الاوباش ، اولئك اصحاب الفكر المتطرف والهمجي ، بل ان صح القول ، موعد لاكمال الابادة الجماعية لقرية كاملة ، ابادة الانسانية في وضح النهار ، احكموا حصارهم ، وامطرهم بالاكاذيب والترهات اللا اخلاقية في زمن الفكر الارهابي تجاه اناس عزل وبسطاء ، جمعهم افرادا افرادا وقوافل من النساء والاطفال والشيوخ ساقهم ازلام الكفر والارهاب ، الى مدرسة القرية ، انتزعوا منهم الحلي والذهب ، وجردوهم من كل شيء ، عزلوا الرجال والشباب عن النساء والاطفال ، ساقوا الرجال والشباب قوافل وقوافل الى منابر وسواتر الذبح والقتل في سيارات صغيرة ، جرائم القتل هذه حصلت بعد مرور 12 عشرة يوم من الجريمة الكبرى ، جريمة كارثة شنكال في 3 / 8 / 2014 ، حيث ان جريمة قرية كوجو حدثت في 15 من نفس الشهر ، هذه الجريمة حصلت امام انظار العالم اجمع ، جميع حكومات العالم وجميع المنظمات الانسانية واولها الامم المتحدة كانت تسمع صراخ اهل القرية وهم يستغيثون ويطلبون النجاة من الاوباش والمتوحشين باسم الدين وشريعته الفاسدة ، ولكن بلا جدوى فالواقعة وقعت ، وما يؤلمني حقا هذه التكنولوجيا العسكرية الخبيثة التي يمكن لها ان تصور افراد الدواعش وهم يمارسون الفحشاء وجهاد النكاح بحق الحيوانات ولا يمكنهم من رؤية الالاف وهم يُقتلون في حضرة الخالق وملائكته ، اي ضمير هذا الذي مات بين ليلة وضحاها ، العالم باكمله كان يسمع ويشاهد اصحاب الدولة الاسلامية – الدواعش وهم يقتلون اهل القرية واحدا تلو الاخر ، اما النساء والفتيات فكان ينتظرهم الاسوأ والابشع ، ويسوقهن الى اسواق النخاسة والعبيد ، ويتم بيعهن لاصحاب اللحايا والشعر الطويل ، اصحاب القبعات الافغانية واعراب الصحراء من المنافقين يتقاسمون الربح من الدنانير والدولارات ، وتمر الايام وتستمر الاوجاع وتكبر رويدا رويد ، ويتم اغتصابهن واحدة تلوا الاخرى ، صراخ والم ووجع لا ينتهي ، اي انسانية هذه واي شريعة هذه ، اغتصاب القاصرات كانت فيها لذة وحشية وهمجية ، وتستمر رواية القتل وتزداد سوءا والانسانية صم وبكم ، في وقت تتعالى الصراخات في القرية بلا جدوى ، الشيخ احمد جاسو والعم سعيد جزاع والاساتذة الاشقاء امين ونوزات وشيرزاد وغيرهم كثيرون جدا والجلادين لا رحمة في قلوبهم ، قتلوهم بدم بارد .
اما الاطفال ، ادخلوهم في مدارسهم التكفيرية ، وعمدوا الى غسل ادمغتهم من الانسانية وهم يزرعون في عقولهم اصول الفكر والتطرف ، اطفال صغار تتعالى صيحاتهم وهم يرددون ،،،،، تكبير .... الله اكبر ، تكبير ... الله اكبر ... ايها الطفل الصغير ايتها الطفلة المدللة ، قتلوا اباك وقتلوا اخاك واغتصبوا اختك واستعبدوا والدتك ، وانت مازلت اسيرا في سجون الدواعش واسيرا لشريعتهم الفاسدة واسيرا للفواحش ، انتهاكات لا تعد ولا تحصى وجرائم في القتل والاستبعاد والاغتصاب ، واخجلتاه ، قرية كاملة حكم عليها الفناء ، واسفاه على ضمير الانسانية فقد مات في حضرة الخالق ورب العرش ، واسفاه ، قرية محاصرة 12 يوما واهلها يستغيثون بلا جدوى ، انه يوم اسود مميت يوم عندما تخلى الانسانية عن انسانيتها ، ماتت قرية كوجو وابيدت عن بكرها ، نعم كوجو صرخة الالم والوجع .. كان لها بداية ولكن ليس لها نهاية ...