لنّوش تنتصر



جميل السلحوت
2016 / 9 / 24

لنّوش تنتصر
لن أصف لينا بالنّحلة بعد هذا اليوم، أو هي بالأحرى لن تقبل هذا الوصف، فلينا دائمة الحركة، تريد أن ترى وتتعلّم كلّ شيء مرّة واحدة، وهذا اليوم رافقت والدها إلى حديقة عامّة في الحيّ الذي تسكنه في أحد أحياء شيكاغو، فبلاد"لكفّار" هذه تعنى براحة مواطنيها في المجالات كافّة، ومن ضمن ما توفّره لهم هو الحدائق العامّة المنتشرة بشكل واسع وما تحويه من أشجار، ملاعب مختلفة، وورود، ومراجيح وألعاب للأطفال، ومقاعد لجلوس من يريدون.
وهذا اليوم اصطحب قيس ابنته لينا، كي تتجوّل في الحديقة، وتتمرجح في الأماكن المخصّصة للأطفال، وعندما وصلت المراجيح حطّت على كعب وجهها نحلة صفراء اللون من فصيلة الزّنابير، ولسعتها لسعة جعلت صراخ لينا يصعد إلى عنان السّماء، فقتل قيس النّحلة التي التصقت بوجه لينا، وعاد بابنته مسرعا كي يستبدل ملابسه ويأخذ لينا للمستشفى، احمرّ مكان اللسعة وانتفخ قليلا.
لكنّ قوّة المقاومة في جسم لينا قضت على سمّ النحلة سريعا وكأنّ شيئا لم يكن قبل وصول لينا للمستشفى، ضحكت لينا بينما كان والداها وجدّاها خائفين عليها، فهل كانت تضخك ساخرة من مخاوفهم، أم من غباء النّحلة التي هاجمتها فخسرت حياتها؟
24-9-2016