نعمى7



مارينا سوريال
2016 / 10 / 11

بصيرة
اسمتنى بصيرة قالت ستكونين لى عين ارى بها كنت صغيرة احدق الى وجهها كثيرا اراها تنظر بعيدا وكانها ترى احد ما بعيد لكننا لم نراه ابدا كان عمرى ست سنوات حين سألتها قالت انتظرى قليلا انت بصيرة وسترينه مثلى وستريها ايضا وتاتى لزيارتك..
لا اذكر متى احضروا لى شيخ القرية ليعلمنى الاحرف كنت انصت له واحفظ كانت نعمى تراقبنى من بعيد وحين يحل موعد الغروب تاخذنى حيث الشجرة التى تذهب اليها كل ليلة اسمع النساء وهن يثرثرن قاطعة اللبن اماتت ضرتها كانت صبية قتلتها
تاتى عديلة نبيلة فتدير وجهها بعيدا عن بصيرة تسير فى الترتيب الثالث تمضى الايام تاتى حسن وترحل يرحل ابى واسمع النسوة فى الدار يتجنبن رؤيتى يرددن شوم شوم ملعونة لاادرى ما خطأى انصت لامى لا اخالف حديث لهن ..راقبت عديلة ونبيلة يلعبن من بعيد لكنها نهرتنى قالت انتى لا بل راقبيهم فحسب حينما كنت انهرهما عن الركض تنهرنى عن الحديث ..توشوهن ولم تعد تفعل معى ..هناك اخرى قادمة بالطريق كلنا اخريات الكل يهمس صبى صبى نعمى تتالم اراقبها من حولها النسوة لا يلحظنى احد وسط صراخها اخاف من صرخاتها ..لا يمكن ان ترحل وتتركنى لكنها تحضر جليلة ليست مثلهن كنت اقبلها فتبتسم فكرت انها ستكبر قليلا ويمكننا ان نلعب سويا لن انهرها مثل الاخريات ولن تضحك مثلهن ..صار العدد مكتمل وكلا منا لها دور تردد نعمى لها حتى اتت نعمة لما اسمتها على اسمها كنت اراقبها تركض حتى الشجرة وتدور وتبكى تسهر فى الشرفة العلوية لكن الصغيرة حضرت برغم ان الكل لم يرد وقت ان جاءت سمعت اسم يهمس من جديد بخوف كان لغريب قدم ودخل مضيفة الغرباء انصت جيدا لم افهم سوى ان اسمه سليمان احضره ابى من جديد ..الكل نظر للصغيرة يبحث عمن يمكنها ان ترضعها لم يجف لبن لنعمى من قبل ولم تحتج من قبل لمن ترضع لها فتاتها ولكنها الان تفعل ولا تنظر اليها تمر الصغرى بفمها على امرة كل يوم سمعته يضحك صارت البلد ولود كل بيت يلد جديد لن تكفينا القرية والمحصول كيف سيطعم كل هؤلاء ؟ كان يحدث سليمان ويضحك بينما الاخر مشغول بجوزته يشربها بنهم ..استمرت نعمى فى فراشها حتى خفت ان تموت لم تنهض قبل ان تاتى الليلة التى سارحل فيها لدار سليمان التى بناها له ابى وسط البلدة دار من طابقين كانت تشبه دارنا لم يسالنى احدا عنه لو سالونى لقلت اخاف منه لا اريده ارادت ان احدث نعمى كانت تذبل قالوا لعنت ..وهل سأفك لعنتها اذا رحلت ؟! فعلت وحينها نهضت عرفت وقتها ان نعمى صارت تكرهنى انا وليست الصغيرة ..
نعمة تبكى تضحك تركض بشعرها الاصفر وعيونها عيون نعمى لها عرائسها اسمها تغنى لهن وتلعب تحكى عنهن طوال اليوم من يصدق انها كادت ان تقتل نعمى ماذا كنا سنفعل حينها ؟ كانت ستبقى هى يرددن ان شىء عجيبا قد حدث وروح نعمى عادت لها من جديد تنفست ونظرت لنعمة راقبتها جيدا تاكدت انها سليمة ولا عيب فيها بكتا لصغيرة حملوها بعيدا عنها وعنى ..نامت نعمى فى هدوء حتى ظهيرة اليوم التالى وحين استيقظت التهمت الطعام الموضوع امامها بنهم شديد ..تلذذت بالطعام ..غريب كنت احسب انها تكرهه..