منى لا تقود السيارة



علياء المالكي
2016 / 10 / 11

منى لا تقود السيارة
رغم أن والدها شرطي مرور لكنها لا تقود السيارة ، منى .. الفتاة التي تعشق القيادة و تمارسها منذ الطفولة وحتى الآن ولكن في مدينة الألعاب فقط ! لأن والدها لا يوافق ان تشتري سيارة رغم قدرتها على شراء سيارة جيدة بعد ان تخرجت من كلية الطب وتحتاج لوسيلة نقل مريحة تجنبها التعرض لمشاكل الطريق ..
نجد هنا ان الشخص الذي يقضي حياته في مهنة او مهارة ما يدرك ايجابياتها وسلبياتها يصبح الأكثر اعتراضا على من يمارس هذه المهنة او المهارة او الهواية حتى ، وهذا ما نجده ملموسا مع الفنان الذي لا يرضى لاولاده الاتجاه الفني وان كانوا ميالين بالفطرة والوراثة الى الفن .. ويصادر رغبات الآخرين معتقدا انه بذلك سيتجنب المحضور .. والمحضور اصلا هو أمر نسبي لا يتفق عليه الجميع ، بالمقابل نجد عائلة بسيطة جدا و بمستوى تعليم متدني لا يمنعون وقد يشجعون اولادهم على ما يراه المثقفون محضورا ً .. هكذا منى لا تقود السيارة وان نجحت في ذلك واستطاعت ان تقنع والدها بذلك ستكون هنالك عقبات تجعل من مسألة القيادة أمرا ً مزعجا ً وتبدأ الأسئلة : كيف ستقودين وسط جموع السيارات والاشخاص السيئين ؟ وكيف اذا تعرضت لحادث ماذا ستفعلين ؟ و كيف ستذهبين لتعبئة الوقود او تصليح السيارة ؟ ماذا لو طلب منك احد المعارف ان توصليه بطريقك ؟ وماذا لو تأخرت ليلا ً ؟ والسؤال الأهم كيف اذا واجهتك سيارة نوع سايبا او سائق كيا ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تتوالى دون التعامل مع هذه المرأة او الفتاة انها شخص واعي ذو قدرة على التصرف الصحيح وبناء شخصية تستطيع الاعتماد على نفسها بثقة عالية .
نحتاج الى توجيه سليم بدلا من اسلوب رادع يمنع منى ومثيلاتها من ممارسة حقهن في قيادة السيارة التي اصبحت من ضروريات الحياة بدلا من الاستخفاف بقيادة المرأة التي كثيرا ما تتفوق على قيادة الرجل لولا النظرة الدونية للمرأة الشرقية لدرجة ان الرجل يشعر بعدم الرجولة اذا جلس بجانبها وهي تقود .. أي فكرة هذه التي تجعل من المرأة رجلا لمجرد انها تقود السيارة و تجعل الرجل خجولا لأنه يجلس بجانبها لأنها من يسيطر ويتحكم بالطريق .. كيف اذن تتحكم الامهات بتربية أولادهن و بتنظيم حياة الاسرة اقتصاديا ان كان معيبا ان تتحكم بقيادة سيارة قد يستطيع قيادتها أي طفل أو رجل بليد !