لنّوش في مزرعة القرع



جميل السلحوت
2016 / 10 / 18

جميل السلحوت
لنّوش في مزرعة القرع
قرّر والدا لينا اصطحاب الحفيدة لينا إلى مزرعة "القرع"، وقد شاركتهم أنا وزوجتي في تلك الرّحلة، وهذه المزارع منتشرة في الولايات المتّحدة الأمريكية، وهي استثمار ناجح لذوي رؤوس الأموال، ويؤمّها الزّوار من جميع فئات الشّعب الأمريكيّ؛ ليروّحوا عن أنفسهم وعن أطفالهم.
والمزرعة التي زرناها تبعد عن بين ابني قيس حوالي نصف ساعة سياقة، وهي مزرعة تزيد مساحتها على ثلاثة آلاف دونم، فيها مواقف تتّسع لآلاف السّيارات، وطرقها منظّمة ويساعد على تنظيمها عدد من رجال الشّرطة. رغم وجود آلاف الزّائرين إلا أنّه لا اكتظاظ ولا تزاحم، فالطّرق منظّمة، وكلّ شيء منظّم، أكثر ما يلفت الانتباه في معروضات المزرعة للبيع هو القرع، الذي يغلب على لونه اللون البرتقالي أو اللون البنّيّ الضّارب للحمرة، وهو أحجام وأشكال مختلفة، يشتريه اكتوبر من كل عام، 31الأمريكيون ليعملوا منه أقنعة أثناء احتفالهم بعيد"الهلوين"في
وفي هذا اليوم يغطي كثيرون وجوههم بأقنعة مختلفة، ويرتدون ملابس لافتة،
ويقوم الأطفال جماعات بطرق أبواب البيوت والمحلات التّجاريّة، وفي يد كلّ واحد منهم وعاء، فيعطونهم قطع الشوكلاتة، وبعض السّكاكر، وقد شاهدت في سنوات سابقة معلمات يصطحبن تلاميذهنّ ليجمعوا الحلويّات، ومعيب جدّا إذا لم يتجاوب أحد معهم.
أمّا الحفيدة لنّوش، فقد استغلّت يومها بطريقة جيّدة، فقد رفضت أن يحملها أو يقودها أحد، مشت وحدها من موقف السّيّارة حتى المكان الذي يعرض فيه القرع في أكثر من موقع، وهناك أكشاك لبيع الذّرة، وأخرى لبيع زجاجات الماء والعصائر، وهناك مقاعد متوفّرة للجلوس. ويوجد أيضا قسم لحيوانات غير مفترسة مثل: الخراف، الكونغر، اللاما، الزّرافة والجمال التي يمتطيها كبار وصغار من مرتفع مواز لارتفاعها، وكلّ ذلك مقابل مبلغ ماليّ، والحيوانات الأليفة أمام حظائرها ما يمكن أن يشتريه الزّائر لاطعامها، وقد ابتدأت لينا زيارة هذا القسم بأن اختطفت جزرة من يد سيّدة أمريكيّة وأطمعتها من يدها لزرافة وسط تصفيق وضحك المتواجدين، وعند قسم "الطّيور، هناك طيور موجودة في أقفاص، وأخرى في خيمة من البلاستيك الأبيض الشّفّاف، كي لا يحجبها عن عيون النّاظرين، وهي طيور ملوّنة ومغرّدة، يشتري من يريد دخول "خيمة الطّيور، تذكرة، وعصا قصيرة عليها سمسم، تحطّ عليها الطّيور لالتقاط السّمسم، فدخلت لينا في حضن والدها، حاولت الامساك بأحد العصافير الملوّنة، ولم تفلح في حوالي ثلاث محاولات، فصمتت وراقبت، وفي لحظة خاطفة أمسكت بعصفور ولم تفلته، وبعد محاولات من والدها أفلتته بعد أن بقي ريش ذيله بيدها!
ركضت لينا كثيرا عند أكوام القرع، لمسته محاولة اكتشاف كنهه، والتقطت أكثر من قرعة بحجم حبّة البرتقال، وهو بالطّبع قرع جافّ، وما في داخله لا يؤكل.
عند المخرج هناك معروضات لبعض الفواكه والخضار لمن يريد أن يشتر، وهناك أيضا يتمّ دفع ثمن القرع.
17-10-2016