آزمة الرومانسية في المجتمع العربي



عماد البابلي
2005 / 12 / 31

الرومانسية كلمة انكليزية من أصل لاتيني وليس لها مقابل في اللغة العربية ولغويا تعني الرقة والشفافية في التعبير وأما كمصطلح فهي نزعة ذاتية تدل على الخيالية والبحث عن معاني دراماتيكية للحياة ..
جلست معها في لقاء هادئ وتحدثنا بعمق لأول مره.. كانت سيدة غير متزوجة تحلم مثل المئات من النساء في اصطياد زوج من هنا أو هناك حتى تقتل شبح العنوسة الذي يطاردها من زمن ، خلال حديثي معها اكتشفت بأنها امرأة عادية جدا حياتها عبارة عن فيلم قديم بالأبيض والأسود لاشيء مميز سوى سيناريو مكرر نجده عند أي امرأة أخرى لاشيء غير وجبات الطعام وكيفية تحضيريها والماكياج وأخر صرخاته .. الخ ، أعترف سؤ حضها العاثر أن القدر جعلها تلتقي بشخص مثلي رومانسي حتى الجنون .. شخص يحلم بامرأة تناقش في فلسفة هيجل في لحظة وفي لحظة أخرى ترقص وتسكر كأي محترفة صالة رقص ..
شرقنا العربي يشبه تلك المرأة شرق عفن لسبب واحد لأنه لا يفهم معنى الرومانسية ويحاربها بكل قوة ويعتبرها تهديد خطير لعنترياته الزائفة وأي رجل عربي الآن يحلم بالزواج بقطة عمياء فلسفتها الوحيدة هي كيف تكون أداة متعة للرجل وأم للكثير من الأطفال في نفس الوقت .. بصراحة أكره هذا الصنف من النساء وأعتبره آفة خطيرة تنخر في جسد مجتمعنا فكل نساء هذا الصنف يعتبرن الأنوثة هي عيب ونقص للمرأة مثلا سمعت قصة رجل عاب زوجته أمام أهلها يوما لأنها طلبت منه في لحظة الجنس !! ورجل أخر سألته عن عدد المرات التي حضن فيه زوجته بدون أن تكون حضنته تلك مقدمة لشيء أخر ضحك مليا وقال: ( أحضن زوجتي !! لماذا ؟؟ ) ، بالمناسبة كل النساء تقدس الرجل الذي يحضنها ببرائه عرفت ذلك من خلال بعض التجارب الممنوعة القديمة وأعرف أن خطيبتي وحبيبتي الآن ستزعل كثيرا من أني ذكرت ذلك. وأعرف طبيبا دخلت عليه وهو يحتسي الشاي وكان معي صديق طلب مني تأجيل زيارتنا له بسبب حسب قوله بأنه لديه طقوس خاصة في شرب الشاي ؟! لم يفهم صديقي طبعا كلماته وأتهمه بالجنون ولكنني عرفته مقدار رومانسيته وعمقه الرائع.. الرجل الشرقي مستودع مصطلح عراقي شعبي هو ( الدوخة ) وتلك الدوخة هي من انشغاله طوال اليوم في البحث عن لقمة العيش لعائلته وعندما يعود ليلا لا يرى زوجته ألا لغرض واحد سوى حقنها بسائله المتجمع في عملية بائسة وبعد دقائق يغط السيد شهريار في نومه متعبا مرهقا وتبقى زوجته تأكلها الحرائق دون أن تتجرأ على التفوه بكلمة اعتراض واحدة ، هل لقمة العيش صعبة لهذا الحد وبالمناسبة قد يتهمني البعض بأنني أرستقراطي نظري ولكن أنا من عائلة ذات دخل تحت المتوسط.. يتهمونني أصدقائي بكوني خياليا جدا وغير واقعي وعندما أتزوج سأبدل كل كلامي هذا، عموما سنرى.. تلك المواقف من مئات المواقف التي كنت قد تعرضت لها فيما مضى وما زادتني الأ غربة وبعد عن مسرح هذا الشرق المتخلف..
الرومانسية من هذا كله هي نتيجة درجة وعي ومستوى ثقافي متقدم يصل أليها الإنسان أو المجتمع في سلم تطوره الطويل والصعب والناس في بلادي يبحثون عن الثورة والجهاد وأتفق مع السيد نزار ( عليه السلام ) الذي قال: ( أن كل ثورة عربية لا تضع الجنس في حساباتها هي ليست ثورة ) . لماذا الرومانسية ( أزمة الجنس العربي ) تغيب من أيديولوجيات المفكرين والثوريون العرب ؟؟؟ وحتى أكثرهم تطرفا ويسارية لا يهتمون بهذا الجانب ؟؟؟
أتذكر كلمات كان قد قالها لي صديقي ( حمدي ) وهو رومانسي من اللون الوردي النادر: ( الحب يا صديقي باب من أبواب الفردوس). بصراحة كلماته تلك أثرت كثيرا في تفكيري.. وأسف جدا على هذا المقالة المفككة بعض الشيء لكون الموضوع كبير جدا وخطير ولا تكفي كل أوراق العالم للكتابة من أجله.
أدعوكم من هذا الموقع الرائع لأحياء حفلة حب وهذا العمر لا يساوي غير لحظة حب حقيقية..