على يمين القلب /نقود انثوية 11/ميادة مبارك



سعد محمد مهدي غلام
2016 / 12 / 6


.....تودورورف يقول * تأويل عنصر من العمل يختلف باختلاف شخصية الناقد ومواقفه الايديولوجية وباختلاف الفترات ، ولكي يتم تأويل عنصر ما فاته يدرج في نسق ليس هو نسق العمل ولكنه نسق النقاد ، فتأويل استعارة قد يكون استخلاصا حول دوافع الموت لدى الشاعر اوحول استعماله ( عنصر) من عناصر الطبيعة للشعر دون عنصر اخر .....*
تلكم مداخيل لفهم مدا رات حر اك المفردة في نصوص ميادة ولولا مجاورة الحر اك واختراقه يستعصي علينا معرفة موقع كمون الدالة التي اصلا في هذا الجنس الادبي لا ثبوتية لها وتعينية بالمعنى التوصيفي فهي لا تخضع الى معايير البوطيقا ولكن الى توزين مقايسات لها تعينية او تحديدية كما في الشعر والقص القصير التقليدي ونعني بالشعر جميع ضروبه من حر ومرسل وتفعيلي وتدويري حداثوي والقص السردي بكل انماطة الاستندالي او البروستي اوالدستيوفيسكي اوالتولستوي والمبوساني اوالهوغوي اوالدوماسي .....الخ نحن نخوض في ميدان لا شبيه له بالعضوية والشكلانية مارس السرياليي والدادائي ونمذجة النفريات وبعض الاورود والكتب الدينية على سكة النهج ولكن ليس من ادلة توثيقية للتاصيل والتواصل التاريخي فما امامنا الا الركون الى خط الشروع المتصل المتواصل الذي ليس باعتباره التاصيلي بل باعتباره مثابة تاسيس ومحطة انطلاق قطار جنس جديد. وهو ما ابانته سوزان برنار في اطروحة الدكتوراه لها من هنا نعيد كون منجزها اطروحة اكاديمية بمعنى المعايير المعتمدة وان سكولاستيكية الا انها ذات مصاديق تعيين وتقييس نظامية يمكن العودة اليه بضمانةالمنهجية والقواعدية المدرسية . النص الذي سنعالجة من البداية له اكثر من منصة عتبية العنوان والكلمة المدخل التي علمتها بالتعجب والعجب ذاته انها ثلاث ثيمات معيارية لابد لنا من تعرفها والتعريف بها قبل الخوض في النص وحراك دواله للخروج بالمداليل .لا نرى انه علامة التعجب هامشية وان وجدنا في بعض نصوصها مجانية الاستخدام الاانها هنا بالذات وفي اماكن سنشير لها تعنيها بكل ما تضمر من مداليل . السجف كان استثناء وهو ما قبل بلوغ الباب ولما ندلف بعد لافته تصفعنا تمايز وتجريد عما نحمل معنا من معين لنتجرد ونلج بخصوصية المقصود.الاستثناء جاء بتوظيف دلالي لابد من اخراجة من حومة حلقاتةالمعنى المفرداتي الى المفرداتية التي ترسم حلقات الاشارة للعلامة وهو مشتغل ايجاز له البعد النحوي والمحطة منفصلة على اطار حراك كلية النص فهو معنى مستل للتعبير عن الباطني بقصدية وجدية موجهة الكلمة بالمعجميات /استثنى /واستثنائية /انثنى / استثنائي وكلها تقود باتجاه استبعاد وتنحية من دائرة الحراك اوالمرجعية المعتمدة لميزة ا حصان توهب او تمنح لفرد او حا لة كرونونتولوجية في اللغة له ادوات سنبحث عنها في المتن هي الا وغير وعدا و خلا و حاشا . اتراها ترمز لذاتها الانوية اوذاتها الهنا اوالهناك او انت الهنا اوالهناك لتجريد المعني وألباسه خصوصية اخراجه من المعتاد والتقليدي من ترى تعني امرا ، حدثا ،حالة واقعا، شخصا . انها طرق لابواب في النص مغلقة عندما نلج العتبة الاولى والي سردلوجيا اجرائيا يفسرها رومان جاكوبسن باعتبارها مفاتيح العلامة التبادلية بين المرسل المؤلف والمرسل اليه المتلقي المؤلف الحقيقي اي المبدع الحقيقي للعمل الادبي يوجه رسالة ادبية الى القا رئ الحقيقي /المتلقي/فهما شخصان حقيقيان ولا ينتميان للعمل الادبي بل الى العالم الموجود بالفعل .حيث يعيشان بمعزل عن النص الادبي عيشة مستقلة وهناك مؤلف مجرد يمثل المعنى الحقيقي الكموني للمعنى الدلالى في الفهم ليس لجاكوبسن وجان لينفيت وحسب بل حتى عند الجر جاني كان درسه العالم في البحث عن معنى المعنى وهو ما اتفق عليه في علم الاشارة واللسانيات . المعروض المباشر لا يبعد عند المبدع عن المبتغى .الناقد عليه الكشف والاسفار عن المدلول ليسبرالمتلقي التقليدي العام ما اثمر الحفرالتنقيبي من كشوفات في المنجم المعجمي للمعاني عند الناص . نتلمس في العمل الادبي الرؤوية المفترضة وهنا مجردة في العمل الادبي ومو جهة ثانية كصورة للمتلقي المثالي القادر على تحقيق الفهم الكلي ضمن فعالية الفهم القرائي وهنا لابد من التميز بين المؤلف الحقيقي والمؤلف المجرد . معضلة اخرى والمطب ليس سهلا ان تجاوزنا العتبة العنوانية واقتصرناها بالفهم العام او الخاص قاداتنا الى اهمية الولوج في ابحار داخل النص. هي سجف الدخول القفزوي قدمته على طبق البوح جئتك هي المتحدثة تخاطب كائنا من يكون .لكن مما يؤجل العبور ما زرعته من علامات تعجب وهي ليس عابرات وان لم تعنيها فكيف ان عنتها؟ لقد فتح علينا ماسورة اسئلة واختلف التناول عدنا لنصر على معنيين يقول تودوروف في مقولات السرد * الشكلانيون الر وس هم اول من عزل هذين المفهومين الذين اطلقوا عليهما الحكاية اوالمتن الحكائي ( ما وقع فعلا) والموضوع اوالمبنى الحكائي ( الكيفية التي بها يتعرف القارئ على ما وقع ) كما اشار الى استعارة ذلك من توما شيفسكي . بمعنى حتى لواسفرنا عن المعنى الدلالي لن بفصح عن المدلول الاجرائي الا بعد اتمام تشريح كلية النص وان تناولنا كل صورة فر عية منفردة على حدة سنبقى بالضرورة ملزمين بر بطها بالكلية للفهم ومن ثم التفهيم يعود تودوروف ليقول *بعدذلك بثلاثين سنة ، انتقل شلوفسكي في وثبة من الندم ، من النقيض الى النقيض مؤكدا انه من المستحيل ومن غير المجدي فصل الجزئي عن تنسيقه التركيبي اذ ان الامر يتعلق في كلتا الحالتين بالشئ ذاته اي بمعرفة الظاهرة وهو امر غير مقبول التاكيد عليه كسابقه مهما ينسيان ان العمل له مظهر وليس مظهر واحد .

جئتُكَ!!
خلفَ تيهِ المعنى أستجدي منكَ نُضبَ السؤال!!
جئتكَ!!
أبحثُ عن مطلقك المشاكس لرؤيتي الحالمة ..
كيْ أبتهلَ من تواشيحِ سمرتكَ الفتية وداعةَ أول الغيث ..
فحنجرة الوقت أناااااا..
أُصفرُ من بللِ حُلمي المنقوعِ باستثنائكِ المنسكب مجازاً..
على خزينِ منظومةِ مشهدي المأسورِ بوجدك..
أهشُّ مدارجَ فناراتكَ البخيلة..
من وميضِ ضوءِ نوارسكَ الموسمية الطيران ..
ووسط زُحام قادح الإبتداء ما بيننا..
تُستثنى بأنااااا..

فاستيفاء مظهريات العتبة والسجف والولوج لمتاهة نصية تبدو مضاء. وان الالوان غواشية والاطار من الابيض والاسود واستقبلنا بالذهول السجفي المعبر عنه بادوات التعجب ليدعم اشارة العتبة الام الاستثناء وان ادراك تعني نفسها الهي والانوية وبالضرو ة المقابل الانت او الهو في فضاء كرونتولوجي لن يغير من المعادلة . الاشكال فينا فلسنا من مدرسة فصل النص عن الناص واستعلمنا وتكونت لدينا رؤية ولكن المباشرة التي نجريها تبتغي التواصل نحن في ظرف وبيئة لا يتحان التواصل بن الناقد والناص لطبيعة الواقع العام والخاص وكما حدث من باب الاستلطاف اوالحقيقة ان دكتورا رغب اجراء الفحص السريري والموضوعي على مريضة طلب اليه الزواج منها لاسباب تتعلق بالمعتقد ونحن مزمعون ان نستخدم السونار والتسبير والكشف ليس امامنا الا ان نراجع كم غير قليل من نتاجات ميادة لمعرفة سندرومياتها ولاملازماتها وتضييق مدى حراك الدالة لمسكها والتعرف عليها في جنس يتيح لها الانزلاق .يقول تودوروف مرة اخرى في مكان اخر من نفس الكتاب *العمل الادبي هو خطاب في نفس الان ، اذ يوجد سارد يروي القصة ( الصورةكما نعنيها هنا)وهناك مواجهة قارئ يتقبلها ويهتدي اليها ...........هاتان الصورتان (صورة السارد وصورة القارئ ) خاصتان بكل عمل متخيل ، نريد ان نقول من يظن ان الحديث اداة الفحص للسرد الحكاوي لا تستجيب نقول له الفحص وسنأتي على ذلك في المتن المسبور لنصوص قصيدة النثر افقية وعمودية تنطبق عليها ادوات التسبير المعتادة والمتقدمة ويمكننا ان نستعير مصطلحات دون الايغال في الاستخدام وانما يقتصر الامر على الاستدلال من السرد الحكاوي والخطاب. اعترضنا في مرة على استخدام الحجاج وهي من مصطلحات النص النوعية وليس من ادوات الفحص الاجرائية. وهنا نحن لا نستعير الا الاجرائيات لمباشرة التنظير والتسبير لمفردات النص للفهم . تراكيب الصور عند ميادة بالغة التعقيد لانها ليس كما اعتقد البعض انها من تلك التي تسلم نفسها طائعة ، بحاجة الى مراس ومداومة معالجة ومرور على المفردة ثم ربطها بمعنى تفكيك وتحليل بعين الوقت وحفر تنقيبي في المعنى بطبقات قد لم يبلغها سوانا لعدم صلاحيات ادواته الفحصية .الدخول الذاتي يبدو وجدي ولكن لدن ناصنا متعدد الاغراض وهو شان غالب كتاب قصيدة النثر الكبار والصغار ان كانوا يمارسون هذا الصنف فالغرضية معدومة يعدمه الناص باسلوب التناول مهما تباين فان عبرت هنا قنطرة وجدانية قد لا تعنيها فردانية ومن هنا يزدوج المعنى ان لم يتعدد
خلفَ تيهِ المعنى أستجدي منكَ نُضبَ السؤال!!/جئتكَ!!/أبحثُ عن مطلقك المشاكس لرؤيتي الحالمة كيْ أبتهلَ من تواشيحِ سمرتكَ الفتية وداعةَ أول الغيث فحنجرة الوقت أناااااا..
ضربة موسيقية في المعنى المشاكس للمعتاد ليس انزياحا بل العناد والاصرار والاستثناء وان لبس الانثوية الاريبة من خلف المعنى . ما ذا هناك هويعرف ما ترمي اليه المخاطب المضمر او المعلن لن يغير في الامر تستجديه ليس اجابة بل خلوص السؤال امر غريب تعيد الاستثناء ادواته اللغوية بالمباشرالسافر لا تشبية ولا استعارة جئتك وعلامةالتعب تعود لانزال في نفس الموقع من العتبة لم تدخلنا عالمها تعنيها وتقصدها ولكن كما هي نحن سنبقى نلاحق النص مقاربات تناقضية بينهما هي الناص المرسل والمقابل المعني المرسل اليه لم يكن ما يعنيه اولا الا ما فيه تلك خصلته المريبة مابين يعنيها اوسليقة اترى لا يدرك ام هل تراه ممن يدركون ؟بمعنى هل هو شخصاني او معنوي فقد يكون الفرد اويكون الوطن اوالواقع. لما يصدها في حلميتها اتراه يعلم بماذا تحلم ؟ ام مجرد رفض تلمح الى تجريده من الغرضية وقد يكون ذلك الامعان في تانيبه؟ بلى يحدث احيانا ان نوقع التذنيب بالصمت عما يحدث اوتجاوزه ، كما يتمنى المقترف الفعل لواننا خاطبناه بفعله ولكن اوقعناه في شراك الحيرة بين هل ند رك ام لا نبال ام نعني ايقاع الاذى الاهمالي فيه بالتعمية عما نعنيه؟ رغم التصريحية بان مطلقه ذلك انه كلي في المظهر والجوهر يعترض طريق الحلم . صورة رائعة وجميلة باخراجها عن السياق اوابقاءها في دورة الوجدانية منها تتغزل به لتمتاح منها بداية فصلية للاخصاب والبلل الشهي لم تعطي ملامح من تخاطب الفرد ام الكل الحالة اوالواقعة زمانية ام مكانية؟
وتغنج انثوي انوي هي من يعلن انطلاق شوط الدر الوافر من ما القته عليه تدور حولها هي المركز البؤري للمعنى المعني والتعجب هنا تاكيد مضاعف متراص متواصل متصل انا هي المانح والواهب هي حنجرة النطق هي اسرافيل الذي يعلن بداية وليس كما يظن بعض المفسرين انها النهاية فالخلق يبدا من النشور وكل ما سبقه تحضير ومحطة عابرة هذا ما اخبرنا به فهم عرافتنا في الدين وهو في الميثولوجيا المصرية وليس في العراقية والسورية ولا في اليهودية ولا كما صرح البابا قبل اسابيع نحن نعتقد بالخلود ومن ذلك هنا جنة ونار ونقطة ابتداء هو النشور لم تتعداها ميادة في واحديتها ادا ة حول ذاتها في انها من العراق والاصل انانا عشتار خارج الام والاب هي محور وجود الحياة نعم لابد من تموز ولكن بوجودها هي وارادتها هي فلم تعدو ذلك ميادة عندما تؤكد انها حنجرة الاون ،
أُصفرُ من بللِ حُلمي المنقوعِ باستثنائكِ المنسكب مجازاًعلى خزينِ منظومةِ مشهدي المأسورِ بوجدكأهشُّ مدارجَ فناراتكَ البخيلةمن وميضِ ضوءِ نوارسكَ الموسمية الطيران ووسط زُحام قادح الإبتداء ما بينناتُستثنى بأنااااا..
وبعد طول انتظار اباحت وفتحت لنا كوة في الظلام المقيم لتجيب عن العتبة والاستفهام الذي ركبنا من لحظة الولوج من السجف الاخير الاستثناء له الهو دون الكائنات المختار المحير لها من تضمر له مكائد جره الى مخدعها البوحي وافلحت فاصفرت لان حلمها ما تمكن من منعها اياه وكان من الاحلام المبتلة ليس بالدموع بل بالتوحيد له وتفريده وبالاستثناء المندلق في صيرورة سيرورة حلمها .تعبيرات عما تجول في خواطرها اوصلتها بمجازات سالت على مكنون كلية المقام الجزئي للرؤيا وفيه كامن ولكن بنفسه تكشف اليست هي المحور والمرتكز والبؤرة؟ وان وهبته استثناءات واغدقت عليه هبات ومنحته توصيفات تبقى عشتار الخالقة مهما تمرد وعاند واستعصى لها ملكات تطويعه بالكيد بالقدارات الاريبية بالتدوير حوله تعرف ما في داخله وان كان يعرف ما في داخلها وان نقول !!! فلن يؤخر ما ازمعت ان تؤدية ولا نذهبن الى البعيد هي تجيب بروية المطمئنة المتيقنة القادرة المهيمنة الربة للمشهد النصي .فكل كلية الحادث والواقع عليه ان يدرك النهاية مهما تماحكت الاشياء واحتدمت الاحداث .وان ازدحمت المسافة ما بينهما بكل الغر ائب وغير المنتظر حتى انتخابه المستثنى عن الكل بفردانية التوحيد تعود اليها. وبتاكيد مركب مكثف هول من تصميم انثوي ان كان المبتغى وجدي وهائل من الاصرار ان كان عاما المرام . هي بها تم استثناءه وبها امتلك الفردانية وبها يعوم ولم يمنع عنها الحلم الطري هنا تاكيد اخر على نضارة ما تحصلت عليه. وصفيرها ضفر اكيد وعلامات التعجب التاكيد .كانت رحلة بين مرسل ومرسل اليه وكانت حكاية من شهريار في منظورات قصيدة النثر .ضج بها ما ضخ من مفهوميات تلازم الفردانية بالكلية الوجد الذاتي بالمحيط الموضوعي واجتازت ميادة المخاض لتنجب النص المتخم بالثراء المعنوي والصورة الهائلة في ما تؤول اليه تفسيراتها وهذا مدار غائية ما تر مي الية قصيدة النثر . *فتلاحم الاستعارة والخطاب والوحدة الخطية في حالة تشاكلية وهي جنينية في الصورة تبرز وجهة النظر التي تقول ان الشعر يشبه الرسم لا لان نشأته تبدأ من صورة بصرية - مكانية فقط بل في حالته المنجزة ايضا، تجسد صورة واحدة هي هذا التشاكل *كما يقول فرنكلين ر.روجرز .ونستعين بسارة برنار التي لا نوافقها في كل ما تقول وبالذات بعد عقود عن كتابتها ومحدودية المستعان على دراسته ولكن يبقى له الريادة التنظيرية التي نعود اليها فكتابها كان اطروحة اكاديمية فهو مرجع تقول * ما القصيدة ؟ ينبغي ان نرد لها هنا معناها الاشتقاقي كله على انها عمل مبني ( كامل) غالبا يحصل الخلط بين (القصيدة)والشعر ، كما اننا نسمي قصيدة كل نتاج نصادف فيه شعرا.
ولكن قصيدة النثر التي يجب عدم خلطها مع النثر الايقاعي يجب أن لا تخلط كذلك مع الشعر . وسوف يكون من المجدي أن نستعيد هنا هذا المفهوم للقصيدة لتحديده ولنرى ما يحتوي عليه وما يلغيه،. لنحذر قبل كل شئ من سوء الفهم الذي قد يولد من استخدام واسع جدا للمصطلح : في القرن الثامن عشر كان الناس ما يزالون يطلقون اسم (القصيدة )على كل نتاج ذي سعة خاصة ، محكم البناء وقادر على دغدغة الخيال وتشنيف الآذان بالشعر وتناسق الاسلوب *
نحن هنا لانجد توصيف ذلك للمقصود من القصيدة ولكن نجد التطبيق المثالي في قولها الانف ان لا يجب ان نخلط قصيدة النثر مع النثر الايقاعي ولا مع الشعر . ان قصيدة النثر نسيج ذاتها جنس مغاير للاجناس نستغرب بعض من يمارس النقد ان يعتبر من باب الاطراء القول ان ايقاعات وموسيقى ( خطية يقصد) في النص الفلاني انه يقدح به( قصيدة النثر ) .نقول ونحن نتناول نصوص ميادة اننا لانبحث عن موسيقى قد نتحرى بولفنة وتلك احدى اطروحاتنا النظرية وان سبق وان كشف عن مستوى ما منها في نماذج قديمة ولم تراعى الا قبل عقد بدراسة عن المقالح وهناك من اغار على تدارسنا ، المهم نبحث عند ميادة الثيمات المستشرية في نصوصها والمعاني ونسلط الضوء على جمال تصويرها المنتج لصورة مثالية في قصيدة النثر. ولكن لابد من القول انها حصرت نفسها بتأطير وبأنموذج محدد وضعت بدراية اوبحكم تلبية متطلبات التسليع فاكتفت بنصوص محددة لم تتجاوز في المد بل تكتفي بالتقصير لا نقول تقليلية كما يفعل المستحدثون فذلك نمط مغاير في القواعد والتاطير نقول محدودية وتحديد للنصوص وان كان هو المسوق والرائج ولكن الشاعر لا يبال بما هو مرغوب يبوح بما يريد .......
(((استثناء)))

جئتُكَ!!
خلفَ تيهِ المعنى أستجدي منكَ نُضبَ السؤال!!
جئتكَ!!
أبحثُ عن مطلقك المشاكس لرؤيتي الحالمة ..
كيْ أبتهلَ من تواشيحِ سمرتكَ الفتية وداعةَ أول الغيث ..
فحنجرة الوقت أناااااا..
أُصفرُ من بللِ حُلمي المنقوعِ باستثنائكِ المنسكب مجازاً..
على خزينِ منظومةِ مشهدي المأسورِ بوجدك..
أهشُّ مدارجَ فناراتكَ البخيلة..
من وميضِ ضوءِ نوارسكَ الموسمية الطيران ..
ووسط زُحام قادح الإبتداء ما بيننا..
تُستثنى بأنااااا..
فتتوغلُ بصمتكَ المعهودِ جوفَ محارة حرفي التتري..
لأنَّ لي!!
من همسِ ليلكَ وردةً تغفو على رصيف الذكريات..
تطبعُ إمضاءة عطركَ فوقَ إسفلت شرائطِ الياسمين ..
وتُضرِم بعضاً من أزيز الحرائق..
لأكتفيكَ حُلماً يترى خلفَ مضاربِ شُهبك..
يُراقصُ أثوابَ الغيم المزركشة برفيفِ السنونوات الساحرة..
يتلو سمفونيةَ العشق الغارقة بتسابيح الهوى..
فأمدُّ يدي خلف قضبان أبجديتكَ المُعمّدة بنصل الحروف..
لأُعااااود الحُلم...