لماذا اتضامن مع مزن حسن



ساره كحله
2016 / 12 / 8

تنشا المراه فى شرقنا منذ طفولتها لتستقبل كم عظيم من كبت وعنف وعنصريه المجتمع بكل اركانه
وينجح المجتموجدتى هما محورع من بعد صرخه قدومها للحياه بان يعرضها لكافه اشكال العنف بلا توقف حتى ان تنتهى حياتها
فهو يشكل جميع النساء ان تكون اهم انجازتها ان تصبح (ست بيت) فيقدم للطفله العروسه اللعبه والمطبخ وتمر بهما الى ان تموت وتدفن لكن دون ان تدفن معها فتورثها لما بعدها فهو يؤهلها ان تصبح ست بيت بدرجه امتياز دون اى انجاز اخر واذا اهتمت بانجاز اهم فيقنعها انه ليس دورها وان الدور الطبيعى والامثل هو البيت فقط..
كنت افكر داءما فى وجودى وهل وجودى وبقاءى مشروط بان اصبح مثل باقى النساء التى عشت معهن طفولتى ومراهقتى وعمرى كله كنت افكر باستمرار فى احقيتى للحقوق والحريات دون وعى باى دراسات خاصه للنوع الاجتماعى او الحريات
فكانت امى وجدتى نقطه فارقه فى حياتى
انهن اصحاب انجازات اخرى غير كونهن امهات
كانت امى امراه عامله فكان الاهم لديها تعليمنا وعملها ومتابعته واحراز انجازات وترقيات فيه وزياده علانها انت صاحبه كلمه هى وجدتى فى هذه العاءله للرجال والنساء
فكانت جدتى تجمع الرجال والنساء وتلقنهم دروس اجتماعيه وتنهى كل مشكلات العاءله وكانت الرابط للجميع
فكنت من العاشقات لشخصيتها ولحضور كل اجتماعاتها فاحببت ان انظر اليهن من هذه الزاويه اكثر من زاويه الانجاب والاعمال المنزليه والجلوس ليل نهار لخدمه رجل
فكان الغريب ان نفس الرجال والنساء الذين يلجؤن الى امى وجدتى هم انفسهم من يمدحوهن ومن يسبوهن فتشكل عندى توتر وتوهان ايهما الاصح امى ام باقى النساء كنت اسمع احدهم يقول لامى انتى ست جدعه ونفس الشخص فى موقف اخر مش ست صح وجوزها مش حاكم عليها والشغل واخدها من عيالها وجوزها
كنت داءما فى صراع نفسى ذاتى حول اعجابى بشخصيه امى المستقله التى يهابها الجميع وبين كلماتهم التى كانت تجعلنى اتشكك فى ما تفعله هل الصح والطبيعى بان تعمل وتتركنا امهى مقصره فى حقنا فاصبحت الجا لخالتى التى تربى الاربع بنات وتتلخص حياتهن فى البيت والطبيخ والاعمال المنزليه فكنت اشعر بجو من التسليه حول الحديث عن اخبار العاءله وانواع الطبخات والجلوس جانب ام طوال الوقت وكانت هذه البيوت تحتضنى وكان امى مقصره فى حقنا وكنت اتعامل مع امى عل انها شخص مقصر وغاءب وانى واخى احق من العمل والدخول فى مشاكل خلقت للرجال
فى وقت قصير كنت اشاهد الكثير من الاهانت لخالاتى اللواتى لا يمتلكن عمل فكانتا يهددنا من ازواجهن بالطلاق فى احد المشكلات وتذهب خالاتى الى امى لانها لا تستطيع ان تاخذ حقوقها او تستطيع ان تطمءن حول مستقبلها ومستقبل اولادها فهى بلا عمل مهدده طوال الوقت
حينذاك تيقنت ان امى وضعها الافضل عل الاطلاق فكنت داءما اثق بان المستقبل مؤمن مع امى ومع خالانى لا يوجد اى امان سوى اللحظه التى نجلس فيها سويا عل ماءده العشاء وكنت اقارن حياه امى بالباقيات من العاءله من خالاتى الى عماتى الى زوجات رجال العاءله وبعد صراع قوى اكتشفت ان حياتنا افضل لكن المجتمع عنفنى بافكار تربيت عليها من الباقيات وكدت لا اعرف الصح من الخطا وان امى هى الافضل لنفسها ولنا عل الاطلاق
وكان السؤال " لما ماما وحشه وغلط ليه كل الستات لما بتتخانق بتروح تقولها ساعدينى واصرفى عليا مش هما ماشين صح زى المجتمع ما قال ليه معذبات وماما صاحبه شخصيه قويه؟"
وانتقلت بعد هذه المرحله الى بحث اخر عن سؤال" هل امى مثال للام ام لا ؟"
واخذت بحثا طويل حول معنى كلمه ام وهل هى كذبه وضعها المجتمع ليقلص دور النساء فى ان تربى وتنظف البيت وتنجب العزوه الكبيره وفى نهايه المطاف لا تضيف الى البشريه الا الدور البيولوجى فقط وانها لا يجب ان تخرج خارج هذا الاطار حتى تضعه عل اكمل وجه
لم اعرف الا مؤخرا ايضا ان هناك جوانب كثيره لان تصبح النساء امهات بطرق مختلفه وليست طريقه ونمط واحد تمشى عليه الجميع واكتشفت ان تربيه امى لى كانت العلم واهميته وان اكون صاحبه قضيه والشخصيه القويه ومن هنا بدا بحثى عنى
حياتى.. افكارى .. فكنت انا المراه الثانيه التى يتحدث عليها نساء ورجال العاءله "مالهاش حاكم وافكارها شارده ورايحه جايه وبتعمل اللى فى دماغها مش متربيه " فكان العنف موجه نحوى ونحو امى ونحو ابى فذلك
العنف فقط يمارس علينا لاننا لسنا كالباقيات وابى ليس كرجال العاءله فكان ذلك مدخل لمعرفتى اشكال العف القاءم على الجنسين دون دراسه اكاديميه ودخولى المجتمع الادبى والسياسى والفنى لا يختلف كثير عن مجتمع العاءله فنحن يا ساده محاصرون جميعا فى بيت ابوى كبير يدعى مجتمع ذكورى متسلط يعنف النساء والرجال فتعرفت فى رحلتى عل مزن حسن...
تلك التى جعلتنى ابتسم حينما دخلت نظره واردد هذا المكان خارج من البيت الابوى الكبير وكنت داءما اتخيله مجتمع خارج مجتمعى هذا
فتعرفت عل رفيقاتها فى العمل النسوى واكتشفت اننا نتفق جميعا فى اننا نتعرض لاشكال عديده من العنف سواء فى المجال الخاص او العام وذلك فقط لكوننا نساء كنت انظر الى نظره التى نشاتها مزن حسن ورفيقاتها عل انها مساحه امنه للنساء وكنت اشعر حينما اصل تلك المؤسسه اننى فى معزل عن مجتمع الزومبى واننى فى المكان الافضل لى عل الاطلاق حيث اعامل واتصرف كما احلم ان اكون او كما احلم ان يصبح مجتمعى تعلمت معنى التضامن النسوى هناك وتعرفت عمليا عل كافه اشكال العنف التى تقع عل النساء والرجال وتيقنت اننى عل صواب واننى كنت اتمرد للافضل رايت كيفيه تصالحنا عل انفسنا وكيفيه تضامنا سويا عل ان العنف واحد مهما اختلف شكله او مهما اختلف الجنس الواقع عليه فكلنا معنفون .درست العديد من الدراسات الاكاديميه حول النوع الاجتماعى والتاريخ النسوى والدعم النفسى للناجيات من العنف الجنسى وكانت مزن المساعده ورفيقاتها اللواتى لا تقل واحده منهن اهميه عن الاخرى تخطيت انا والكثيرات من رفيقاتى ازمات العف التى تربينا عليها نفسيا وجسديا وشكلت داخل عقولا شرخا والما .اتضامن مع مزن حسن لاننى تعلمت من خلالها اننا لسنا نساء ناقصه شىء عن الرجال ولا نزيد عنهم شىء فى حقوقنا وواجباتنا واشكال العنف علينا سوى فروق كل شخص الفرديه عن الاخر .فهذا المجتمع جعلنى اشعر فتره كبيره ان الحق والصواب اننى الاضعف والانقص .وصدقت ان امى ناقصه وعلى خطا لانها لم تكن كالاخريات من مثيلاتها .نظره جعلتنى اكفر عن ذنب الكثيرات والكثيرون الذين زرعوا فينا اننا الاقل . جعلتنى نظره اتضامن مع الاخريات والاخرون "المدافعات عن حقوق الانسان" اتضامن مع مزن حسن لانها تتضامن مع الحقوق والحريات
"المجد كل المجد للنسويات الاواءل اللواتى وضعن انفسهن امام تلك ضربات وطعنات هذا المجتمع اللعين"