عن حقوق الفتيات!



فهد المضحكي
2016 / 12 / 10

لا يمكن لمجتمعاتنا، أن تتقدم نحو تنمية، محورها الإنسان، والمرأة حبيسة النصوص الدينية المتطرفة، ولا ريب أن ثقافة المجتمع الذكوري، والقيود الاجتماعية والسياسية تؤدي إلى تهميش حقوق المرأة وتمنع تحررها ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات.
وهذا يعني أن رفع الحيف عنها والنهوض بها وبالفتيات يتطلب التصدي إلى ثقافة العنف والتعصب، ولا يمكن حماية الحقوق وتطور المجتمع بمنأى عن الحريات والمساواة والعدالة.
وحينما نتحدث عن حقوق الفتيات - وهو ما نود أن نسلط الضوء عليه في هذه المساحة فإن احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للفتاة يوم 11 أكتوبر من كل عام جاء ليؤكد دعم الفتيات من أجل حماية حقوقهن، والمزيد من الفرص لحياة أفضل، وزيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن.
في 11 أكتوبر الماضي، اليوم العالمي للفتاة، نشرت حقائق مفزعة في مواقع التواصل الاجتماعي قامت بترجمتها الكاتبة دعاء جمال.
- هناك 1.1 مليار فتاة في العالم تواجهن احتمالية قتلهن أو تركهن من قبل والديهن بنسبة أكبر مقارنة بأشقائهن الذكور.
- في الهند ما بين 11 مليون طفل تم التخلي عنهم، تتواجد 9 فتيات من بين كل عشرة أطفال.
- القراءة والكتابة عالميًا، هناك حوالي 511 مليون امرأة لا تستطيع القراءة.
- العنف، حوالي 35% من النساء تعرضن لعنف جسدي أو جنسي.
- الفقر، حوالي 1.65 مليار فتاة يعشن بأقل من 2 دولار يوميًا.
- زواج المراهقات، في الدول ذات الدخل المتدني والمتوسط، 40% من الفتيات يتزوجن قبل بلوغهن الـ18 عامًا، كما يشهد العالم زواج فتاة دون سن 15 عامًا كل سبع ثوانٍ، وفقًا لبي بي سي.
- الوفيات، تموت 800 امرأة يوميًا نتيجة مضاعفات حمل أو ولادة يمكن تجنبها، حول العالم، 14 مليون فتاة بين سن الـ15 والـ19 يلدن.
- الفتيات المفقودات، هناك حوالي 100 مليون فتاة مفقودة حول العالم، بمعنى أن الآباء اختاروا عدم إنجباهن، في الصين وحدها يبلغ معدل الإنجاب 100 فتاة لكل 119 ولد بينما المعدل الطبيعي 100 فتاة لـ103 أولاد.
وحول ذات الموضع كتبت انتصار الميالي في «نضال المرأة» التي تصدرها رابطة المرأة العراقية العدد 20 – 21 السنة 61 نوفمبر 2016، في دول البلدان النامية تتعرض ما يقارب 50 ألف فتاة يوميًا للعنف الذي يخطف براءتهن، ويسرق أحلامهن مبكرًا لتستيقظ على واقع يصنع من الطفلة زوجة او أمًا، وذلك بسبب أفكار ذكورية وأعراف وتقاليد تصادر طفولتهن وتحكم على إنسانيتهن بالموت!
وهناك أسباب للواقع الأليم الذي تعيشه الفتاة اليوم تقول عنها: أولها العوز والفقر الذي ينخر البيت الأسري فيدفع بالعائلة أن تبيع بناتها تحت غطاء الحماية والتخلص من المسؤولية بحجة أن الزواج يوفر نوعًا من الحماية ولكنه يدفع بالكثير منهن إلى مأزق كبير.
بالإضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي وتأثيراته تواجه الفتيات مشكلة الزواج المبكر (زواج القاصرات) الذي يحكم على الفتاة (الطفلة) بقتل طفولتها البريئة، ويمنع استمرارها في الدراسة ويحول دون تمكينها، وتكبر الطفلة سنوات بعد أشهر من الزواج لتجد نفسها أمًا على الرغم من عدم نضوج جسدها، ما يتسبب في حالة الإجهاض، ويزيد من مخاطر الحمل والولادة وحتى الوفاة وتشير الميالي إلى إحصاءات الأمم المتحدة وهي تؤكد أن 700 مليون امرأة في العالم جرى تزوجهن قبل بلوغ 18 عامًا، ويزيد احتمال الزواج المبكر لدى الفقر بمعدل مرتين ونصف منه لدى الطبقات الغنية، كما تشهد الدول النامية 20 ألف حالة ولادة لأمهات تحت سنة 18 يوميًا، أي سبعة ملايين حالة كل عام.
في حين تعاني منطقة الصحراء الافريقية من المعدلات الأعلى لتزويج القاصرات، حيث يتم تزويج اربع فتيات من بين كل 10 قبل بلوغهن سن 18 عامًا، وأحيانًا بأعمار مبكرة جدًا حيث يتم تزويج فتاة من بين كل ثماني فتيات دون سن 15 عامًا.
وتأتي أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في المركز الثاني من حيث نسب الزواج المبكر للقاصرات، تليها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث تم تزويج 18 في المئة من النساء اللواتي يتراوح أعمارهن بين 20 و24 عامًا خلال مرحلة المراهقة.
وتضيف: إنه رغم ما يشهده العالم العربي من تقدم فيما يخص حقوق المرأة، إلا أنه مازال في ذيل الترتيب العالمي في سد الفجوة بين الجنسين، بحسب ما كشفه المنتدى الاقتصادي العالمي للعام الماضي، وجاءت الكويت الأولى عربيًا في مجال سد الفجوة محتلة المرتبة 117 عالميًا، فيما كانت اليمن الأسوأ عربيًا وعالميًا باحتلال المرتبة 145، بينما بقي العراق خارج التصنيف لأسباب أهمها أن العراق غير قادر حاليًا على الدخول في أدنى مستويات التنافس مع بقية دول العالم في مجال السياسات العامة وجودة البنى التحتية.
إن دعم الأولويات الأساسية لحماية حقوق الفتيات يشمل مجالات كثيرة مثل الحق في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الطبية، والحماية من العنف والتمييز، الحق في العمل، والحق في الزواج بعد القبول، والقضاء على زواج الأطفال.