على يمين القلب/نقود انثوية 22/ميادة مبارك



سعد محمد مهدي غلام
2016 / 12 / 17

القيمة التعبيرية للمادة الفنية ،الموضوع الفني، تتحدد بتداخل واندماج مطلق وشامل لادوات الو جه السالب والوجه الموجب، وهذه الاخير يتضمن اعادة تنظيم كاملة للادوات تحملها تجاربنا السابقة ……ان القيمة التعبيرية للمادة هي العلامة والمظهر للاندماج الشامل لما نعانيه ، ولما سضيفه ادراكنا التنبه الى ما نتلقاه بواسطة الحواس . وتبعا لذلك فان اعطاء شكل متصل بكيفية تقدير واحساس وتقدير المادة المستعملة ، وذلك بما يجعلها تتحول عاجلا وبفعالية ادوات لاعداد تجربة مشابهة عند من هم اقل موهبة من المبدع الاصلي.. وفي غياب تفسير سيكولوجي . تام الوضوح لما يعطي للتجربة الجمالية اهاب الكلية فاننا واجدون هنا الارهاصات الفلسفية للتفسير المرجو. *كما يقول امبيرتو ايكو ، ما يفهم من عنونة الفعل النصي للشاعر ايما عرضة للفهم وسوء الفهم يقود ذلك الى تعينات لا تدور في افلاك ما يعنيه الناص وهي ظاهرة تتكرر باستمرار في هيجان هافت من النقود المستشرية في الوسط الادبي فترى انتقالات حادة الزوايا مابين تقليب المعطى المطروح تارة بقادح مؤذي واخرى بمادح يفوق ما فيه من احقية الا نجاز ويعود ذلك الى الدخول الشخصني فالنقود ماعادت فعل ابداعي يتناول المنجز ،بل من انجز بمعنى ان العلاقة الشخصية والصلات اللاموضوعية والفردانية تملي التنضيد الانشائي للنقود لا مراجعة لمنهج ولا اعتماد مدرسة ولا تتبع لمجريات المعطى . لسنا ممن يتبعون فصل النص عن الناص ولذلك ناخذ تصور بنارومي كامل عن الناص قبل تناول نصوصه ونحاول ان نستجمع المعلومات عن كلية انتاجاته بدرسها لفهم آلية الاداء للتعامل مع المفردة . ما يعرض لنا بالتصور الحسن اوالسيئ هو عمل جمالي كما يتفق علماء الجمال الان في توصيف المنجز وعليه لا توجد الاحكام العابرة ونحن نقصد فعل يؤدية المبدع وليس المستطرق في العمل الابداعي وذلك هو ما يعنيه ايكو *بقوله السالف الترابط بين حيثيات الابداع في انصهار الذاتي بالموضوعي ضمن الوسط البيئي هو ما لابد ان يؤخذ بالحسبان وليس توصيفات الشخصنة والفردانية التي تطغي على المشهد اليوم . من اين تاتينا الكلية عن الناص والنص انها من ملاحقة اعماله ومعرفة كيفية الفهم لدية والنص بالتعمق في درسته والغوص في مدارات ما خفي ومن المصرح به .بل ما وراء معاني المعاني من الاتيان على المسارات الاتيمولوجية للمفردة بعين عمومية وبعين ذاتية الاستخدام من لدن الناص . العمل ليس الانجاز الشبري في تعبئة صفحات من الكلمات لابد من معيارية في النصوص يمكن ان يوجز كما في الومض او الهايكو ولكن في الاداء النقدي لانجد ان التوفيق يسالم من يعمد اليه .كما اذاع البعض ؛النقد فهم كلي وعمل مدروس لنقل ذلك للتفهيم هو شروح مفتوحة النهايات كل زمن تتبدل الر ؤية فيها وعلى الناقد ان يعطي ما يغطي مساحة من الزمن الافتراضي من اللحظي الى المدى الممكن بالاستعانة بادوات معيارية وليس امزجة وانطباعات والا فالنقد لا اهمية له ولا يعدو كونه مجرد المرور العرضي العابر فنقتل النص ونهدر جهد الناص ونقتل الناقد على طريقة موت المؤلف عند بارات والمتلقي عند فيكو والله عند نيتشة .ما اراد ايكو * ايصاله لنا من امور بالغة الاهمية فتحول الفكرة العائمة الى انفعالا هو الانتقال النوعي للتراكم الكمي والتحول الوجودي بالمعنى الانطولوجي الذي يقتضي ملاحقة وتبصر والحفر العميق لبلوغ المؤسسات للمنجز اللفظي .فهم الدلالة والاشارة مع ما تمنحة المفردة من بعد لغوي .فالزمن كما يلمح ايكو* له الحضور من الماضي الى الحالي وقد نعبر لتكون نبوءات يقدمها الشاعر . ذلك لا يخص نوعا من الغائوية النصية ولا نمطا من المبتغى الغرضي ، كل النصوص وهنا نؤكد اننا بتشخيصية نعنيها نريد قصيدة النثر ذلك الجنس الذي لا حدود لمعانيه وازمانه الحدثوية وعليه ونحن نطالع نص ميادة المبارك حتى الوجداني يلزمنا التريث عند اعطاء المشورة والرأي ومن العنونية حتى القفل الخاتم مرورا بكل الارتاج التي تصادفنا داخل النص قصر او طال . مستوعبين البعد السايكولوجي والاثر والمردود وهو ما سنستعين به مع عديد المتاح من منهجات رسمها لنا النقاد الكبار . نجد اهمية الاشارة قبل مباشرة الفعل التعاملي لفت النظر الى اننا لا نعطي كبير اهمية لكون الناص من الكبار او من الصغار تلك اسماء من يقصدوها اطلقوها نحن يعنينا النص والناص هوالمنجز بكليته الشاملة من النصوص لا قيمة فنية مرجوة منها وهي من معطيات الصف الاول وكم من النصوص من الناحية الثيمياوية تحمل الزخم الهادر المدوي لما فيها من الشحن الانجازي الهائل. ولذلك نعامل نصوص ميادة ما نعامل نصوص لاسماء علمية في الساحة فلا يؤاخذنا من لا يعرف اسلوبنا .تقول ميادة :

أتهجّدكَ ..وبمعنى _
كضربِ إزميلٍ على رُخام المعنى أُكابدُ يومي وبالحسرات
على وطنٍ سقاني مُرّ السؤال.
وترك لي معاودة السؤال في تهجّد نوافله
وعلى مشارفَ بوابةِعروبتة الشرقية ..
له رجعُ الرقاب التي حزّت بصفّارةِ إنذار أمسهِ القتيل..
لغربانٍ توضأت ببقايا ماء كحل اليتامى ,الثُكالى ..
فلللللله.. أوكلت أمر شهد جنانكَ المعتّقة بالحروب للريح ..
لتخسركَ المعارك ..
وبانطفاء مياه حرائقكَ الكفيفة المقدّرة..
تنقشع جماحكَ..
كي تنبثق فيكَ بقعةً خضراءَ عصيةً على التأويل

في العادة التهجد صلاة مخصوصة من النوافل في الليل اوجب البعض لتفريقها عن القيام ان ترقد ثم تقوم من الرقاد واحسن اوقاتها الثلث الاخير ولها ادعية مخصوصة وفي اللغة هجد وتهجد سهر ونام في الليل فهي من الاضداد ومنها جاء التهجد صلاة الليل والتهجيد النوم اوالايقاظ كما جاء في الوسيط والقاموس ومختار الصحاح . عتبيتها العنوانية انها تتهجده وسنى. من هو ذلك الذي يستحق ان تتهجده تفعله وليس تفعل له وهو غاية الاخلاص للمعني وحلول فيه احلال له فيها وتفسر ضمن وبمعنى اي انها تعي ما تفعل وترومه وتتعناه .ولذلك كل ما سياتي بعد ذلك مشاعر طقسية يرسمها التعبدالتهجدي .قد لانها به وفيه له تناغيه وتعاتبه وتشكوه بالطبع له ان كان الكبير المتنبي يقول انه وهي منتخبات من قصيدة الابيات اخترناه بقصد لا ن فيها الشرح الوافي لما تريدة ميادة في تهجدها بمعنى ارجو التمعن لان كل ما سيلي ايضاح لما توضحه قصيدة النابغة فان عنا بها سيف الدولة ففيها مر على نفسه والم بشمول مبتغاه عندما تناول الوقائع الحادثة ولمن يريد ان يراجعها يقول الكبير بحق:
واحرقلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
يا اعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم والحكم
انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شئ بعدكم عدم
هذا العظيم لخص كل ما يخامر خاطر ميادة عمن تتهجده ويلتمس لها المعاذير ان عتبت او شكت اوتذمرت او تألمت مما تراه وتلمسه.
تقول : كضربِ إزميلٍ على رُخام المعنى أُكابدُ يومي وبالحسرات/على وطن سقاني مر السؤال..محتارة مشوشة يحفر فيها المراد من قضاء الله فيمن تتهجد فتضنى ويصيبها الوصب وهي ترفع اغطية تحت لحاء ما يجري وجرى لترى مصابات تدخلها في شرود الذاهل عن المعنى والطارق للاستفهام عن الكوامن والاسباب محنة نقر لها بها ولكل العشاق ممن وقعوا في الغرام ولكن درس التاريخ والتغور فيه وان ليس من الشاعري ولكن يفيها اجابة عما يعتورها من ضرب قاسي لتجربة وقعت بهول على جيلها المحب ليس الجميع متوغل في عمق سيرورة المحبوب المكتظة بالمصائب والمصابات الواقع ان طف يطوف عليه هذ الوطن المتهجد به وله بتوله وضناه . مكانته وموقعه للامة خطير وجيرانه عليه اخطر ولكننا اليوم قد جاءنا من نبعد عنه اكثر من خمسة الاف ميل اتراه القدر نقول فعلها المقدوني والتتار والمغول ومن الخروفين الاسود والابيض والعديد ممن جاء ليس من الجوار بل من بعيد وكان قبل العم سام الانكليزي . لكن اسقام المناشدة له فيه ليس من المقدور عليه عند من به علة العشق . نعم ابتلاها بحنظل ما ترى وتريد له جواب !!! نقول ان في ما هذه البلاد وما لها اجابات كما ان المنطقة اصل الكلمة التي محل صراع الامم عبر التاريخ وفي هذه البقعة مكمن حروف للكلمة بل احد المناجم تلك التي يقول الحسين بن علي عنها برده على الوليد بن عبد الملك عندما وجدها يسيرة لانها مجرد كلمة فاجابه بخطاب طويل خلاصته ان الكلمة شرف والمسيح كلمة ودخول الجنة والنار كلمة بل ان شرف الله كلمة . تجميع حر وف الكلمة في ادراك ما للمنطقة والعراق من كلمة هي اس بلاء هذا الوطن عبر التاريخ ولكن لا تثريب عليها ان تحفر بالازميل اوالسكين في كل ما تبوح به المضمرات وان وجدنا في نصها مباشرية الاانها ليست تقريرية ولكن اثر ممن يسود يدفع كتاب قصيدة النثر لدينا الى محدودية الغرض الا ان ميادة وان مشمولة بذلك ولكنها تاخذه محورا تنبش كل مداراته الغرضوية فتخرج من الواحدية وحتى المتنبي فاطلق عموده ولم يكن واحدي الغرضية كسواه من بعض كبار شعراء العمود انه يبؤر الغرض ويستدعي افلاكه فتداخل الذاتية بالموضوعية بالمحيط بالواقعة بالنتائج ولذلك استدعيناه للدلالة على ما تؤرق ميادة من علامات السؤال الكثيفة والعميقة . هي في نصها غرضية وقد يقول البعض ان ذلك يتعارض مع البروس نوافقه ولا نبرر ولكن نقول خصوصية قصيدة النثر لدينا انها قد تكون واحدية الغاية ولكن ممتلئة في توسيع حراك الدواران حول محيط الغاية وجذورها والمتعلق بها فتخرجها من الواحدية الغائية كما لدى ميادة نص عن الوطن لا ريب ولكن بحث شامل وليس مواجدة او تواد اوخطر على ملمح منه بل البحث التنقيبي في اعمق اعماق ما ينبغي ان نعرف عن الوطن تقول ميادة :

وترك لي معاودة السؤال في تهجّد نوافله
وعلى مشارفَ بوابةِعروبتة الشرقية ..
له رجعُ الرقاب التي حزّت بصفّارةِ إنذار أمسهِ القتيل..
لغربانٍ توضأت ببقايا ماء كحل اليتامى ,الثُكالى ..
فلللللله.. أوكلت أمر شهد جنانكَ المعتّقة بالحروب للريح ..

تعرج لتعاود القول انها لن تهجر ما تنشد من طلب الجواب ففيها يرهص مليون سؤال محير وما يدفعها لتخوض في ما هي فيه ما اداه على مشارف ارومته .وذلك من الاسئلة التي يجيبها معنى الاعراب !وما الاغراب !من الجيران والملخصات للمصالح قد يراها البعض ليست بحجم ما دفعوه نقول على قدر اهل العزم وتعظم الصغائر عند الصغار وكل ما هناك هم من الصغار الموتورة عقولهم الناضبة ضمائرهم من لا قيمة للكلمة التي مجد ها عيسى باسم الاب واعادها الحسين ليسفح دمه ودم مع من معه لاجلها فهي الجليلة والمستحقة للجلال .الامعات لا تدرك لانهم من الامعات فقدموا رقبة العراق ليزيد العصر كما قدم من تخاذل راس الحسين وصحبه ليزيد ذاك العصر انه الكرسي والمصلحة والمال والسلطة تهون عند الذي هو مهان جسامة الكلمة .فلما الاستغراق في الحيرة ياميادة ؟هذا التاريخ قلبيه فيه احكام ما جرى ويجري .ليس للعراق وحده ،لخص ميكافيللي في الامير والمطارحات اجابات ماتنشدين وفي تاريخ العراق المدون الكثير كان منها طفه الغارق بالدم الزكي الطاهر النبوي . نعم نعيق غراب ونعيب بوم تصدح في افياء البراح ونعم سادت المقرفات مما اشاعوه من موبقات فالذبح والتهجير والتقتيل بفنون لم نقع لها على مثيل كان التسميل وكان السم وكان الطعن من الخلف وحز الرقاب ولكن ليس من استخدم المثاقب وادوات اللحام. ليس تقطيعا للاوصال وذر الملح .ما عرفنا قتل على الهوية والاسم كم عثمان وعمر من اولاد على وذراريه وكم من علي وحسين وحسن بين ابناء الخلفاء لقد تزوج هذا ابنت ذاك ايها العقول العفنة نحن في الربع الاول من القرن الجديد. العالم اين ما يبغيه الصهاينة له بواعث ليس من بينها الدين .انه الاستحمار لعن الله مقتديه والمروجين له ومن قام بزرعه في العقول .لك ان تالمي وان كل ما دفع لاجله من الاعزة ذهب سدى دم الشهداء واموال اليتامى والمساكين سدى نهبا للريح .بوح انقته التباريح يرسم العناد شوقا يستبيح حتى الانزياح ليجرد الدلالة حروف ميادة عارية على شواطئ النص تصير مرايا وحلما يمسي الالم ما لايكون رزءا طالما لم نقيده كما يصرح ت. س. اليوت مهرجانية من النواح المكتوم تعطينا دروسا وانتشارا للحزن والريبة متيقنة من ذهاب الدم الدم عبيطا لترفع الراية تطلب الثأر ولكن من من ؟ لقد قدمت لنا درسا من افق وفضاء وظفت فيه اللغة والمفردة متناسقا بوحها منسجما مع الغرام تمترست خلف عقيدة الاسوياء تلك ثيمة تسجل لها انها لم تمل حيث الريح تميل وقدت لنا حروفها من حجر بليغ المعاني بنسق الشعر يعبر عن تفجر ايحائي جليل .ملفوظاتها حروفها تستبطن دلالات تقود لمداليل .ان كانت سافرة فالمقام هنا استوجب وان كنا نريدها ان تتوغل وتغوص لتضمر ليس بقصد الاغماض بل الناتج العرضي للتعمق واختزلت ببلاغة فصاحة باذخة الصرخات ناصعة البيان حراكها الاشاروي ترقية للمعاني وجريرة سردية تستكمل ما انطلقت منه وتعيد في خاطر النص مجاهيل ما قد لم نلمح ان لم نكن نحن فالمتلقي التقليدي الذي هو بغيتها في الاول والاخير . ان شاعرية الايحاء دخولا ليس هامشيا الى المداليل اكثر تاثيرا في منطق السرد من كثير ممن يعتقدون انهم بالتضليل يوهمونا بمداليل البوح التي من السذاجة عدها اكثر من خدعة لتمرير نضوب الشاعرية هنا في نصوص ميادة وسوقها ايحاء قصدي ماتع ممتلئ الشاعرية بلغة فصيحة جزلة لماحة الاشاروية وترميزات حتى مع قربها من فهم المتلقي فيها الحشد الوفير من الستغرق بالمداليل تردم مساحة حراك الذات والموضوع بالفاظ ومسميات بعيدة المآرب توجد نضاب في الوجد يمتطي فوضى الهدم القسري للبروس ببناء مشيد من الصفوف ذات المرامي. لميادة بصمات في الرص تميزها من بين عديد من النصوص. هي سمة وثيمة تسجل لها لا تنميطية وان يشوبها معاودات اسلوبية: نراها من حداثة التجربة. في سياق العمر تعوضها بالبؤرالانفجاريةالتي تحول دون سكونية النص وذهاب الركود من علامات البروس .تتلاشى نشوات وتبرز اضاءات لتنير مجازات معنوية وقنطرية للعبور الامن الى ضفاف الفهم الصافي عبر انتقالات انفعالية فطرية وذلك هو الجمال ان لا تكون تقصد ان تفعل لا تستفعل .وفي نصوصها متواليات متتالية من هذا مكحلة بالاستعارات ومزكرشة بروح انثوية وكأنه بوح وجدي وعتب احباب فيعطي الرونق والمتعة العشتارية للحرف الميادي ياخذك بعيدا عن فضاء الارض الى سماوات الارباب ترافقة هدهدات حميمية مع الرقة عنفوان وتلاحم يقترن بالوهج يشوبه الهاجس فتبقى على اتصال مع القلق البروسي انه من تجليات البوح الراقي العذب الفرات الذي تديفه في نصوصها الشاعرة بمرونة وخبث انثوي يعتم على القصدية ويبقي روح السليقية هي الطاغية .
جون ستروك في تبسيط كما يقول حفناوي بلعلي يلخص ، فالزهرة التي تنمو وسط الصحراء لتتفتح ثم تذوي، من دون ان يراها اويشم رائحتهااحد ، لا يكون علامة ، لانها لم تتخط مرحلة الدال الى المدلول ليحققا معا معنى اودلالة .ويقول ما نصه*اي ان المدلول ليس شيئا بل فكرة عن شئ ، او ان الدال يشكل الجانب المادي من اللغة ، وهو حالة اللغة المحكية كما في اللغة المكتوبة ، اي علامة ذات معنى *فمن سوى الله نكل له الامر لما ذهب سدى وما جرى وكل التضحيات وكل الجهد المعدوم بالمقصلة الاحتلالية التي نفذها من جاء اكثر من المحتل ذاته .

لتخسركَ المعارك ..
وبانطفاء مياه حرائقكَ الكفيفة المقدّرة..
تنقشع جماحكَ..
كي تنبثق فيكَ بقعةً خضراءَ عصيةً على التأويل
فياااااا ..أيها الوطن الراقد جوفَِ شريان خصر دمي الأبهر
وياااااا..أيها الملفّع بمساكب من ينابيع العيون وأكوام الغبار
فُكَ قيدي , وخذ بأحمالي..
لأدوووور.. كقطعةِ ثلجٍ حول جمر دلالِ قهوتك المُعتّقة بالبُّن..
ولأصنعكَ لغةً تَليقُ بتاريخِ مجد صرحكَ المهيب
في زمنٍ عبقت به رائحة البارود المختلط بالدم..
يقول جان بياجية في البنيوية * وبالفعل فان المفهوم الحالي للتابع هو صلة على مجموعة اخرى او على المجموعة نفسها وتؤدي هكذا الى بناء جميع انواع التشكيلات وهذا يعني انه، اذا ركزنا على التوابع ، لاتعود الفئات تتمحور على البنيات الام ولكن على الطريقة العلاقية التي نتبعها والتي ساعدت على استخلاص هذه الفئات . من هنا نستطيع ان نعتبر البنية الجديدة مستخلصة ليس من الموجودات التي توصلت اليها العمليات السابقة بل من العمليات نفسها والمعتبرة كسياقات مكونة* بمعنى ان ما توصلت اليه مسارات مسارب النص نتيجة محزنة لتخسرك المعارك !!من يدخل المعركة منك وسنرى ان الذي جرى خلط الحابل بالنابل وما عدنا كتلة تصلح لخوض حروب بل نحن نحارب بعضنا البعض. وبمزيد الاسى نقترف ما علم المعلم ولم يفعله بيده لقد ذبح بعضنا البعض . لطخنا سيرتنا واضعنا تاريخنا المعاصر وهدمنا بتعليمات المحتل واذنابه الديوشرمة واهل الجوار ما بنيناه . انه ليس طرفا يحكم ولا لسلطة فالشارع والمبنى لنا والحديقة والورد لنا والحدود والثغور لنا والصفاء في النوايا لنا وخلوص الذمم لنا والثروات فوق الارض وتحت الارض لنا . الفاو لنا وسنجار لنا فاين نحن الان ؟ ابتلاء صدق الباشا نوري السعيد فيما قال !!!
اضعنا الدين والدنيا بفعل فاعل . المحتل والجوار والاعراب لا عتب عليهم ، انتم يا من تزعمون حب الوطن اين انتم الان ها قد مر اكثر من عقد ومن سيئ الى اسوء نعم لا تعود الفئات تتمحور على البنيات الام ولكن على الطريقة العلاقية التي نتبعها والتي ساعدت على استخلاص هذه الفئات .علينا القائم المتحصل هو محور ما ندور حوله وان ابدت ميادة اساها ان الوطن خسرته المعارك التى يدافع عن وجوده فيها، لان لا احد هناك سيقاتل الا انها لما تزال تحتفظ ببعض بارقة بصيص امل عندما ستنتهي كل الخسائر والخسارات هناك امل. ولكن يا ميادة ما سيبقى حينها ونحن نحو الهاوية نسقط سقوطا حرا وليس تدحرجا. تقول ان بقعة خضراء لا تاويل لها هناك اتراها محقة؟ اما انها من خضراء الدمن ؟
ذلك ما ستبينه الايام وان لانشاركها الامل في الادنى ضمن القريب فالمحتل لازال والديوشرمة تتغول والخراب عميم !!!

فياااااا ..أيها الوطن الراقد جوفَِ شريان خصر دمي الأبهر
وياااااا..أيها الملفّع بمساكب من ينابيع العيون وأكوام الغبار
فُكَ قيدي , وخذ بأحمالي..

رائع ما تقول صورة بلاغية بليغة عن ما يكون الوطن لها في اعماقها المؤثرة رغم عجينة القتار الذي يتلبسها الدمع الا انها تطلب ان يفك قيد حمولاتها واشتغالات السؤال ليكون له جواب ما سيكون تترك لنا وللغد البيان ولن نبوح كيما لا نكرس الانكسار في النفوس التي هي في هبوط عند كل مراقب حاذق حريص على المصاديق

لأدوووور.. كقطعةِ ثلجٍ حول جمر دلالِ قهوتك المُعتّقة بالبُّن..
ولأصنعكَ لغةً تَليقُ بتاريخِ مجد صرحكَ المهيب
في زمنٍ عبقت به رائحة البارود المختلط بالدم..

انه ما تناغي الام وليدها في المهد .لا جديد ولا بديل ولا امر هناك عدوك الذي يسكن البر له الموت نم بني بسكينة وامان وماذا بعد ؟ ان تدورين حول دلالة وقد بردت نار جمرها وعتيق قهوته سكبها الفجار وما عاد للخيمة عنوان انهم مختلفون على الاسم وبلاد هارون والمنصور وبغداد المجد التليد يتنازعها الاشرار يختلفون على اسمها واصلها وكأنها بنت طر يق وليست ام حضارة الف عام ولكن ارض سومر واكد وبابل وكلهم من الجزرين حتى اهل سومر المختلف فيهم هم لهم جذور في عمان والبحرين هؤلاء الديوشرمة يختلفون على اصل العراق وكل السبعة الالف عام هباء ودولة بني العباس ترهات هم بخشخاشهم وسحت ما سلبوه وما اخرجوه من المتاحف والوثائق يريدون ان يكتبوا التاريخ الاخروكأن ابن خلدون خرف وبرتراند رسل مخبول هم بوثائقهم المزورة وهوياته المغفلة وخداع العوام يعيدون التاريخ .يمسحون العصور وبسنوات بالطبشور الامريكي المتصهين الوهابي والصفوي يعيدون الكتابة فليستحمر من يستحمر وليدم لهم الامر كم من العقود وكم هي من التاريخ .التاريخ الكون بسدمه واجرامه وافلاكه وثقوبه السوداء والمسارات الدودية فيه سيزدرد كل مخلفات مركبات صفرية عابرة .هنا معك ياميادة ولكن ليس بامل المو جود ذلك الذي استبدل الالوان والعلامات وهي من خواصه ودلالته كيف يسير بلا نياسم ولا طرقات ان اهال على ما يميزه التراب اكوام اكوام لا يفلح هو ما جاء على جياد الفولاذ من الزواريب والمكبات لا يخرج الا العفن والبوار وانت تتجولين في المتنبي ابحثي عن عارضة من الباطون وامسحي كفك وان طمعتي بترك اثر ابعثي على حناء الفاو ولطخي كفك واطبعيه على عارضة الباطون.
اختلط البارود بالدم ومن في الطليعة هم هم كيف سيتغير الحال ؟

ياااااا..غرسي المطحونِ دماً..
من أُمسكَ بتلابيب فلاة لغة ضادك !؟؟
و من نحرَ حرفك وعلق المشانق!؟؟
هل ؟ما زالَ المارقون يعبثونَ بكَ وباسم الدين ..
وهل؟ قَدِمتكَ قبعات رعاة السلاح المتأمركة ودونَ إستحياء
أعلم بأنهم لاذوك بالصمت حينَ إنكسار رقيمك الأخير
وأعلم بأن بنادقهم النزقة جاءتكَ من خلف متاريس جثث الأبرياء
كي نعيد بها ترتيب مِيتتنا مرةً أخرى وبشكلٍ آخر
وليمتد الصمت ثقيلاً فوق الرقاب المطعونة بلهاث الوقت..

ها انت تجيبين وتجاوبين بفصاحة عربية بينة غرسك المطحون دما، وارضك الفلاة البراح الواسعة لسيرورة الضاد فهنا كتب النحو واسست اصول اللغة. في الكوفة والبصرة وبغداد والموصل يمرح بها اليوم ومن؟ من نصب المشانق ونحرالحرف من طعن باصل البلاد من يريد لها التفكك والخراب من فجر رأس المنصور ؟ من يطعن بالخلفاء من حفر المندرسات واخرج الاجداث من عبث بالتاريخ واترع الفضاء عطن من فخخ كل روح الوحدة اليس هوالسارق والمارق والشاطر والعيار ومن جاء على مطية الفولاذ اليس هوالديوشرمة ومن باعهم نفسه من اصحاب مفستوفوليس من ايقظ الزومبي من فتح غطاء مصاص الدماء من ؟ وباسم من باسم من لاجل كلمة سلم نفسه واهله للسيوف وقال لها خذيني باسم خيرالناس اراذلهم يتقدمون الركب متامركون وارجاس وانجاس ومن الرعاع والهمج والهمل لا نرى ان نهون المصاب نخدم احد نخفف عن من ولمن وبمن؟ لنسمي الاشياء كما هي ونقول وقلت استغل الدين والعصبويات الامر يكية والديمقراطية اعترف بوش وبلير وقادة الجيوش والمخابرات انهم على خطأ وماذا ؟ ايعيدون للبلد الوحدة وهم الذين يسعون على قدم وساق لتقسيمه ايعود ما سرقوه من مات ايرجعوه، الاحن والاضغان اتذهب .وذاك الذي يهدد وهذا الذي له الصروح والهيلمان ايتركها ويعود يبيع البندورة في النرويج ويدفع عربة في دمشق ويسكن في مكان اخر ببيت التنك ان متنا كيف نعيد ميتتنا ولهاث الوقت يجري لصالح من ؟

وفجأةً؟ وعلى ربوةِ ربوعكَ العالية..
تعود بي… كي تهبني نسمةً عذبةً وبعد نهار يومي القائظ
لتكوووووووووون.
إليكَ الشموع عند مغيب الشمس
ونُذراً إليك العيون
يقول فرانكلين ر. روجرز*كما ذكر باشلار ، ان المرء يذهب الى الحديقة العامة بسبب حبه للزهور ، وقد يكون من السخف الى حد ما الذهاب الى هناك هو يتعمد عدم النظر اليها ، فيقول : ( لا تهدف وظيفة النقد الادبي الى تسويغ الادب .واذا اراد النقد ان يرتفع الى ذرى المخيلة الادبية ، فينبغي له ان يدرس التعبير الممتلئ بالحيوية كما يدرس التعبير المقيد ) ولكنه في هجومه على ما دعاه بهراء الاعتقاد بالموضوعية ، فانه ، وهذا ما يجب ان يخشى ، قد ارتكب هراءاخر :فوجه العملة غير قابل للانفصال عن ظهرها . ويؤكد قالا:( لايمكن للصورة الاان تدرس من خلال الصورة ، عن طريق صورة حالمة تجمع في حلم اليقظة . ودعوى دراسة موضوعية ، هراء ، لما كان المرء لا يستوعب الصورة حقا الا اذا اعجب بها) غير ان باشلار ينسى ان المرء اذا دخل الحديقة العامة حاملا باقة كبيرة من ورد الزهور المزرعة من قبل جنائني عمومي. لقد رغب باشلار في اظهار عبث الخوف من ورد في حديقة ورد :يجب على المخيلة ان لا تفصل بحاجز عن مجال التخيل . غير ان النقطة الجوهرية لا تكمن في المخيلة يجب ان تقدم طعنة خاطفة للمنطق وانما يجب على المخيلة ان تستجيب للتخيل :على القارئ ان يدخل الحديقة العامة لا بموضوعية ولا بذاتية بل بقدرة سلبية* نحن هنا امام استحاليات استخر اج مخرجات خار ج المدخلات والمخيلة تضفي نوعا من الخيال التلويني ليس اكثر وبالخصوص اذا ما جرد من موضوعيته وذاتيته فما بقي الا ما تفوح به رائحة المحيط المتخيل وهنا نعود الى ان اكذب الناس الشعراء الذين يتبعهم الغوون نحن لا نتفق مع ذلك في جنسنا المدروس لانه لا يستدعي الا تضخيم الرؤيا وليس الرؤية وتفعيل هيجان هدمي اوتشييد بنائي وقد يجتمعان ليس في النص بل بالصورة الواحدة هنا روعة قصيدة النثر التي لا تتيحها اي من الاجناس في لوحة واحدة تجتمع المتناقضات . تلك منطلقات لتفسير القفل الرتاجي للنص وكانها لاعبة شطرنج تنظر من الاعلى في قاع مخيلتها وتلفحها نسمات هجير بنسيمية رقراقة وعذبة ايضا وتعي انها في سوحان بروسي تجعل لتكون من واوات متعدده لتمد الكينونة الانطولوجية بل الكرونتولوجية لو تلك اللو تمنح ذاتها لها بفرشها العشتاري وايقاد الشموع في ليلة شهريارية لانها تعلم على وجه اليقين ان تلك من مستحيلات العرب تضاف الى الخل الوفي والعنقاء والغول رابعة ان يحدث ما تحلم به .
نص ميادة (اتهجدك ...بمعنى ...)

كضربِ إزميلٍ على رُخام المعنى أُكابدُ يومي وبالحسرات
على وطنٍ سقاني مُرّ السؤال..
وترك لي معاودة السؤال في تهجّد نوافله
وعلى مشارفَ بوابةِعروبتة الشرقية ..
له رجعُ الرقاب التي حزّت بصفّارةِ إنذار أمسهِ القتيل..
لغربانٍ توضأت ببقايا ماء كحل اليتامى ,الثُكالى ..
فلللللله.. أوكلت أمر شهد جنانكَ المعتّقة بالحروب للريح ..
لتخسركَ المعارك ..
وبانطفاء مياه حرائقكَ الكفيفة المقدّرة..
تنقشع جماحكَ..
كي تنبثق فيكَ بقعةً خضراءَ عصيةً على التأويل
فياااااا ..أيها الوطن الراقد جوفَِ شريان خصر دمي الأبهر
وياااااا..أيها الملفّع بمساكب من ينابيع العيون وأكوام الغبار
فُكَ قيدي , وخذ بأحمالي..
لأدوووور.. كقطعةِ ثلجٍ حول جمر دلالِ قهوتك المُعتّقة بالبُّن..
ولأصنعكَ لغةً تَليقُ بتاريخِ مجد صرحكَ المهيب
في زمنٍ عبقت به رائحة البارود المختلط بالدم..
ياااااا..غرسي المطحونِ دماً..
من أُمسكَ بتلابيب فلاة لغة ضادك !؟؟
و من نحرَ حرفك وعلق المشانق!؟؟
هل ؟ما زالَ المارقون يعبثونَ بكَ وباسم الدين ..
وهل؟ قَدِمتكَ قبعات رعاة السلاح المتأمركة ودونَ إستحياء
أعلم بأنهم لاذوك بالصمت حينَ إنكسار رقيمك الأخير
وأعلم بأن بنادقهم النزقة جاءتكَ من خلف متاريس جثث الأبرياء
كي نعيد بها ترتيب مِيتتنا مرةً أخرى وبشكلٍ آخر
وليمتد الصمت ثقيلاً فوق الرقاب المطعونة بلهاث الوقت..
وفجأةً؟ وعلى ربوةِ ربوعكَ العالية..
تعود بي… كي تهبني نسمةً عذبةً وبعد نهار يومي القائظ
لتكوووووووووون.
نُذراً إليكَ الشموع عند مغيب الشمس
ونُذراً إليك العيون