على يمين القلب /نقود انثوية 25/ميادة مبارك



سعد محمد مهدي غلام
2016 / 12 / 21


لانعارض الشكل باللاشكل والفن برفض الفن ولكن بصيغتي خلق شعري مختلفتين . وتناسب كل واحدة من هاتين الصيغتين مع موقف جمالي وميتافيزيقي مختلف :الصيغة الاولى التي تعطي تنظيما ايقاعيا ودائريا صارما تظهر اهتماما اكثر بالفن الشكلي وموقفا اكثر وعيا وارادة ، وهي في الوقت نفسه علم جمال مبني على النظام والوزن ، وبالنتيجة على الشعور بالنظام والتناسق الكونيين وعلى الرغبة في المشاركة بذلك ؛اما الصيغة الثانية التي ترفض الصيغ الزمنية والمنطقية وتضع علم الجمال المنفصل والاشراق ضد التناسقات التركيبية والايقاعية فهي تتاتى من رفض للكون كما هو عليه ومن مطلب فردي – ومن هنا ينشأ الاضطراب ، ومن هنا يقوم الجهد لاكتشاف عالم آخر او لخلق هذا العالم بالسحر الشعري .لفهم ومتابعة نص ميادة هنا وهو من الوجديات بامتياز ليس بالمقياس المباشر لفهم الغائية ولكن في حركة التمتع ودواخل نموالدوال ولتتعرف على تلك الانماط سنتخذ نماذج من كبار كتاب البروس يقول رامبو في اشراقاته في نص رحيل :
رأى ما يكفي . صودفت الرؤيا على جميع النغمات ./ نال ما يكفي . ضوضاءات المدن ، المساء ، وفي/الشمس ، ودائما / عرف ما يكفي . قرارات الحياة .-ايتهاةالضوضاءات الرؤى !/رحيل في العاصفة والصوت الجديدين .
ويقول ادونيس وهو من الشكليين في قصيدة النثر
(جسد)
الحب جسد أحنّ ثيابه الليل./للأعماق منارات/لا تهدي إلاّ الى اللجّ./شجرة الحور مئذنة/هل المؤذّن الهواء?/أقسى السجون وأمرّها/تلك التي لا جدران لها./كان أبي فلاّحًا/يحبّ الشعر ويكتبه,/لم يقرأ قصيدة/إلاّ وهي تضع على رأسها رغيفًا./الحلم حصان/يأخذنا بعيدًا/دون أن يغادر مكانه.
ويقول انسي الحاج وهو من الفوضويين في قصيدة النثر:من قصيدة
(كلُّ قصيدة ، كلُّ حب)ّ
كلُّ قصيدةٍ هي بدايةُ الشعر/كلُّ حبٍّ هو بدايةُ السماء.تَجذري فيّ أنا الريح/اجعليني تراباً./سأعذبكِ كما تُعذب الريحُ الشجَرَ
وتمتصّينني كما يمتصُّ الشجرُالتراب./وأنتِ الصغيرة/كلُّ ما تريدينه/يُهدى إليكِ الى الأبد./مربوطاً إليكِ بألم الفرق بيننا
أنتَزعُكِ من نفسك/ِوتنتزعينني،/نتخاطف الى سكرة الجوهري/ّنتجدّد حتى نضيع/نتكرّر حتى نتلاشى/نغيبُ في الجنوح
في الفَقْد السعيد/ونَلِجُ العَدَم الورديّ خالصَين من كلّ شائبة./ليس أنتِ ما أُمسك/بل روح النشوة./… وما إن توهّمتُ معرفةَ حدودي حتى حَمَلَتني أجنحةُ التأديب الى الضياع./لمنْ يدّعي التُخمةَ، الجوع/ُولمن يعلن السأمَ، لدغةُ الهُيام/ولمن يصيح » لا! لا!«، ظهورٌ موجع لا يُرَد/ّفي صحراء اليقين المظفَّر./ظهورٌ فجأةً كدُعابة/كمسيحةٍ عابثة/كدُرّاقةٍ مثلَّجة في صحراء اليقين،
ظهوركِ يَحني الرأسَ بوزن البديهة المتجاهَلَة/

ما رغبنا قوله قبل البت في معالجة نص ميادة ان نمطين لقصيدة النثرغير ملتزم بهما عند العرب وليس المعضلة هنا بل ان الكثير ممن يكتب وينقد لا يميز الحر والمرسل والشعر المنثور من قصيدة النثر ولنا مباحث ولسونا العشرات في هذا الصدد وقد اوقع المتلقي في خلط وعدم فهم وقد وجدنا شعر اء يبدون الاطراء بالقول ان القصيدة لغتها حجاجية واخر يقول انها تماهي التفعيل وهو كما نرى قدح بالناص والنص فقصيدة النثرمن جنس له قواعد محكمة مستقرة ولكن فقر الناقد وركوب موجة الكتابة من الجميع اضاع الفواصل هي ليس الخطاب ولا قصيدة الحر. خربت الاذواق وفقد النقد للمنهجية والاصول وكذلك فهم النصوص فتداخلت الخاطرة والومضة والكلام الذي لاوصف له مع الشعر الحر والتفعيلي وقصيدة النثر فتخلفنا عن العالم. اتحنا الفرصة للمتطفل والفقراء في الفهم الى ركوب الموجة النقدية اوالكتابية فاضعنا على المتلقي الحس الصائب وحسن القراءة وهو ما نشير له. ان ميادة تكتب قصيدة نثر وفق المعايير ونحن لانتصدى الا لمن هو له هوية في جنس ما يكتب وليس خنثيا كما سوانا يزعم بالباطل وليس لنا اغراض سوى الادب والرفعة والثقافة .اما الاغراض الاخرى التي غير خافية قد اضحت عند الجميع من ما ليس له علاقة بالفعل الابداعي فمع الاسف انها الشائعة الاانها لاتعنينا فنحن من جيل عندما كان المتسلق يسمي نفسه اليوم من الكبار، هو من الاحداث حتى لو كان له الف مطبوع وعمر نوح . المهم التجويد في القريض الذي هجرناه ليس عجزا ولا تعاجزا بل لاننا لا نؤمن به لتلبية متطلبات ما نود ان نبوح ولمن النظام كان مع البوح المنظوم فلزمنا الصمت لاننا لا نمدح ولا نجامل ولا نقبل بالباطل ومن هم ركبوا القاطرات بالامس هم اليوم في المقصورات حسبنا الله . فالزمن للامعات ،

تقول ميادة :
(وحدكَ …من يُجيد قراءتي _)

كدبيبِ النملٍ تختزلُكَ خطوتي/لأعودَ بمفكرتي الماضيةَ إليك/عذراءٌ أنا يؤرقني أنينَ عاشقٍ مآ سي التكوين/أتعبهُ قرع الطبول وأجراس الكنائس /فكم هدهدني خِوار همساتكَ كسكينٍ من ناروكم أحرقتَ بطيفكَ المسلوب أقماري التي لا تنتهيك
لأوقدَكَ مصباحاً يضىء عتمتي فتكونني شاهدَ عصري الحديث/أتكيء على موقدكَ الذي لا يطويهِ عطش بحرٍ ظامىء العيون.

سنستعين بقاموس فرويدي على وجه العموم وليس التعين ما دام النص وجديا . لنتعرف بعض مداليل الدوال ليس اعتمادا كليا المتفق عالميا ان ليس ما قاله الرجل كله من السليم . ان حراك الانثى في التقرب والافصح مغاير عما هو عند الجنس الاخر من اسفار ومحاولات تقرب صريح معلن فلا غرابة اذن ان تتنمل لتدب بحراك بطئ عبرها تختصر ما تبتغي البلوغ اليه ولا يعتقدن ان اطالة الزمن في التواصل من المهمات بل نفس الايروتيكية التي قد تلامس البرونو في بعض الاحيان ولذلك ستجدونا كميادة ندبي كالنمل في ايصال ما نريد لنتحاشى الاذعان للمحاذير فنخسر ايصال المعنى ،او ان نذهب للبعيد ونخوض فيما لانريد من ايمان بعقيدة منهج النقد. وليس مراعاة لايما امر اخر ، تستعين بما لديها من معارف بخصائص محفزات الاخر وما منها يستفزفيه المعاني لما تروم وكل ذلك المخزن في المستودع اللاوعي الذي حان اوان استدعاء المخزون المشروط له من الطابعات الحيوية الجديدة. يرسم ويكون الاجسام مطابقات الاصل تكمن في ذخيرتها البدايات حتى الخواتيم كلنا يعلم ان البدايات اكثر استثارة وفيها الهوس والرغبات اثرى واعمق واشد في ما يرتد من معطيات حسية ولا يتماهى مع العذرية ولحظات اللقاء الاولى مع الحبيب كل ذروة معنى يسعى له كل العشاق في لقاءاتهم المتلاحقة . الاسترجاع بداية الخلق ارجاءاما يقض مضجع الانسان وينعكس في كل فعاله ومنها اللقاءات الحميمية سجل يستعاد فيه تدويرات الزمان لينطلق من نقطة الشروع ويعود اليها تلكم ذرو ة ما يتمناه الجميع ان يتحصلوه وليست الشاعرة متفردة فيه . تمر على ما ينتاب الاخر اذ يستهلكه رؤية ما ينعكس عليه من البدايات تمعنوا التحديق في المفردات يؤرقني انين عاشق مآسي التكوين يقول اندرية جيد عاطفة فاعلة ، عاطفة منفعلة واحد . عندما نفرح بقوة تدمع العين كما هوما يحصل ان نالنا الوصب المؤلم . انين الرؤية الاولى تند عند الواقع تحت نيرها ما يصيب الذي يقاسي الاسى فالتكوين الرباني من الملكات التي تستثير فينا لحظات تناول ادم وحواء اول تفاحة وخرقوا ما منعه عنه خالقهم يمتزج اللذة بالوجع تلك الخطيئة الام هي التي انزلتنا الى الارض .ولكنها هي من وهبنا متعة معرفة ما حجب عنا من معرفة فكان ابليس ادرى ما في حواسنا من هيجان حسي والتوق غير البائر. واننا وان نشعر بالذنب ولكن نكرر ما اقترفناه عن طيب خاطر تدفعنا الرغبة فيما تحصلنا عليه هي المعرفة كذلك ان تعرف من الامر بعضه تريده كله وتبقى تسعى كلما تعمقت تفاقم فقرك للمعرفة باضطراد ما تتحصل عليه هي الرغبة واللذة والمتعة من ذاك القبيل تثور نوازع تقرع الاجراس وتضرب الطبول في النفس التواقة وتهيج ما لم يكن من المتصور الحصول هو هذا الكائن البشري. وهنا نختلف عن الحيوان في اننا نتلاقى ليس بغاية الغريزة البحته. الدافع ليس بقاء النوع ولا لنا فصول انا نحن الكائن الذي نسكن ذواتنا ونريد ونرغب ليس بما تمليه الطبيعة او ما قدره الاله وحسب بل لنوازع تعنينا نبتغيها وهي جزء منا تكون مورث عقلنا وتفكيرنا والدافع لنا للنحو الى قد ما لا نرغب ولكن مكرهين. فالذي فينا اقوى مما نمنعه ونكبته ونحول دونه وان يصحب الحس الذي خفوت الخواتيم واحباط ولكن ينتابنا الحافز لنعاود الكرة وهو من فعل الحس والمخيلة معا يقول والاس ستيفنز في العلاقة بين الرسم والكتابة* ان اصول الشعر توجد في الاحساس *:ومع ذلك فلو ان المرء حاجج الاعتقاد الذي يذهب الى ان اصول الشعر توجد في الاحساس واذا قيل ان القصيدة المحظوظة او اللوحة المحظوظة هي في تركيبة مكونة من تركيز استثنائي . فاننا نجد ان القوة الفاعلة في داخلنا لا تبدو في الحقيقة ، انها الحساسية ، اي المشاعر . بل تبدو انها قدرة بناءة تستمد طاقتها من المخيلة اكثر مما تستمدها من الاحساس ،. فالعقل يحتفظ بالتجربة بحيث انه بعد انقضاء فترة طويلة على التجربة ( قارن ذلك مع استعادة الليلة الاولى ). تقوم تلك الطاقة في دواخلنا تحدثت عنها ، بعمل بنائها الخاص من تلك التجربة . ولو انها قامت بمجرد اعادة بناء التجربة او كررت علينا احاسيسنا والتي علينا مواجهتها ، لكانت ذاكرة. ان ما تفعله حقا هو استخدامها بوصفها مادة تصنع بها ايما تريد . وتلك هي بالضبط وظيفة المخيلة التي تستخدم دائما المالوف من اجل ان تقدم ما هو غير مالوف *هذا ما سبق ان اكدناه وهو من تجليات التكوين الانطو لوجي للكائن الانساني الذي يسكننا ويخرج من لدنا كل تلك الدافعيات المستغربة والاعتيادية بذات الوقت التي تعطينا ما نقول انه هكذا هو الكائن الذي يدعى الانسان لا يكل ولا يمل وما يعتمل فيه يجعل منه فرويد والمدرسة الحداثية من تجديداتها مع كل ما اضيف وشذب فان تلك هي اقوى الدوافع في النوع البشري لا يضارعها اي من الدوافع الغريزيةالاخرى لا الطعام ولا الشراب ولا اي من ما يشكل الفعل عند سواه من الكائنات. نحن في الشرق ومن المسلمين نغطي ونكتم وبضع الستو ر ونشيد الحواجز ،تثور فينا الحاجة اعمق مما لو فرجنا بالعلم والوعي والروية عما هو من الطبيعي والملازم للنوع البشري .تصاحب الحميمية صعق وتقطيع الاوصال وكي بالنار ليس من حقيقة الفعل الواقع ولكن مشابهات وتلك اخرى مما يميزنا المخيلة في ان نرى ونحس وتتراسل الحواس لنخوض في غمار ما لم يحدث وكأنه واقع بالفعل تقطيع بالسكين لمجرد هدهدة همسات كل من مرمن هناك يعي ويدرك ويستذكر فلم الوجل بالبوح ؟ ما تمكنت منه الشاعرة من رسم بالالوان معززا بالصوت والحس الكامن في مضمار التراسل الاستعادي هي من قدرات البشر وحسب وظفتها الشاعرة ليس بقدرات الذكاء الانثوي الفطري بل بروعة وسمو ورقي العبارة والمفردات التي استخدمتها وهي تضارع كبار الشعراء في ذلك البوح العنيف والاملس والشفاف الرقيق بعين الوقت ، تحقيق الهيجان الثائر مع الهدوء السلحفاتي فن يتقنه الشاعر الذي يمتلك مران وسليقة في الاستخدام والاستعارة والتناول للحرف الناطق .كل من الطر فين للنوع البشري له الخواص والخصائص الفسيولوجية فيهما والتعرف عليها وادراكها وتوظيفها هنا بالذات له ما يكسب الواقع حيوية ويمنح الحال حضورا طاغيا للمعنى الانساني الذي يميزه عن كائنات غير عاقلة انهاالثيمة البشرية التي ينقلها الشاعر والرسام بمهارة مثيرة وطاغية الحس تبعا لمقدراته وما يمتلك من ادوات تعبير بالفرشاة واللون والخامة المستخدمة او الورقة واليراع ومخيلتهةالتوصيفية ومن يداخلها من هيلمان العقل من ماهياتةالقول المسوح والمستور والذي يقود الى بث العناوين وقد نتوغل بالتفاصيل للفعل الحالة الواقع . من يظفر بها يحوز الاحساس الانطولوجي بقيمة النوع الذي ننتمي اليه . يلتبس بل يتلابس المكونان لاحدهما يكون الاخر في حلول لحظي والخطر الخاطف تصوره الشاعرة بمهارة التصوير والصورة والاستخدام المهذب للمفردة دون اسفاف ولا حاجة الى ما يستخدم سواها من ما يثير ويستفز ويقمع روح الادب في المعطى النصي وتلك ليس حنكة المهارة بل بمعطى الفطرة عند المطبوع كان مسلم بن الوليد وابو نؤاس وديك الجن افصح في ما يرمون ايصاله .نجزم انهم لم يتمكنوا اليوم ان يقودونا الى فهم احساس وشعور لو استعانوا بغير قصيدة النثر ، ليس لاننا من روادها ودعاتها والمناصرين لها وكتابها من عقود ولكن هوالعصر ومتطلباته ومنجزاته في جميع الاصعدة ومنها تلك الواقعات وتناولها وآلية التوصيل للتعبير عنها وتلخيص المرور بها ونزع الغريزي الحيواني منها ونقلها الى الرصيد البشري كفاعلية تعنية وان مستمدة من اصله الحيواني ولكون التقادم والتطور اوجها تلك الجذوات المغايرة ما عند الحيوان وانتقل الانسان بتلك الممترسة من فعل الحاجة الغريزية المحسوبة والمقدرة والتي لها الغايات المحصورة في الحيوان التي وظيفة فسلجية لها غير ما كان وفيها غير ما عند غير الانسان الصوت والمخيلة من الايحاءات الدالة وليس الشم وفصل معين من العالم ولا افرازات لا يفقها الحيوان لروائح ودافعيات هرمونية تحرك النوازع فيه الانسان قادر بما المخيلة ان يصنع الحدث ويستجلب الحاجة ويقيم المراسيم تبعا لما تضعه المخيلة وتلك ارقى ما تكون عن المبدع والفنان وكلما تهذبت ادوات تعبيره كلما تفوق على نفس بالبوح توغلوا بلوحة الفنان الكبير او النص العميق المعبر من شاعر متمكن تصلوا الى تصور الواقعات والحالة والاحساس بتراسل سلس توحيه اللوحة والقصيدة كان في الماضي الشعراء الكبار والفنانين الكبار في الرسم والنحت يوصلون هذه الرسائل ولكن متطلبات العصر والمفهوميات وتطور ما نبحث عنه من مفردات الحياة تستدعي الفنان الجديد والشاعرالجديد من النوع القادر على ايصال المتطلبات العصرية وبادوات حتى وان كانت ذاتها ولكن الاسلوب والتوظيف والتعاطي يختلف نحن بالمفردة واللون نستعين ولكن تركيبةالجملة ورص الحرف وطريق ايصال المعنى متباينة عما كان وهو الحال في الرسم فتقدم وسائل التصوير لسنا بحاجة التى قدرات هائلة بنقل تفاصيل المرسوم بمحاكاة الواقع نحن نريد ما لا تستطيعه الة التصوير والتسجيل من ايصاله تلك خصائص الفن والادب التي نسى اليها اليوم . افلحت الشاعرة في ذلك بجدارة اهل السليقة . تصل الى مبتغى ما ترمي ولم تذهب مساعيها ادراج الريح وهو يحصل احيانا !!! فتراها تتكأ على نار الجوى في جوارها من موقد اذهب القر عنها ولكن لا يوقف ما قلنا عليه سالفا ان ما ان ترتوي وتعاودك نوبة بعد هفوة عنوانها العطش المستديم خلق وجبلة ليست بايدينا ان ننفيها او نتجاوزها اونحول دونها .لا هم من اي جانب كان ولكن كائن موجودا وان رمته على الاخر فهو ابلاغ عن المثوبة وعرفان بما يبادل الطرف الطرف الاخر وهو من حسن جمال العزة بالاثم التي استشعر ها جدنا ادم من البداية ورفيقته حواء لو هوباح لقال عن حواء ما قالته الشاعرة .

فياااا أيها المستحيل .. ترّفق بي
فما زالت الكواكبُ دوّارةً في محورِ فُلكها المشحون
وما زالت فناجينُ صباحاتِكَ تُقّلبها الرشفات بينَ الحينٍ والحين
تعزفكَ هواجسي سمفونيةً ..كذبذباتِ نَفَسيَ العميق بك
فأنت حُلم إنتظارٍ مؤجل ..تغليهِ أصوات المراجل
تثقبهُ رياح السَمومِ صدفةً
أتلصصُ بانذهالٍ على رقصة قطرات مطركَ الناهمة كالتفاحة
أتوقُ لسماعِ إستغاثاتِ عصافيركَ العازفة في خُلدي

تلتقط ثيماتها من بوح امها حواء فتخاطب المنشود انك بين ذراعي ليس مستحيلا ولكن تانى لاتتعجل كل ما يدور لك والكون بسديمه لك والاجرام لك فلم العجالة والتعجيل كل ما في الكون له مدار المحور معلوم فهي تتمهل لا تتعجل فالكون لايقف عند لوان فموسيقى الكون في استمرار وتواصل لا يكل كما في النفس من رغبات وهواجس ونوازع ورغبات كما انت تريد النفس تروم حلما قيوما الهواجس الاصوات تقيمه من جديد مقدور مما تقيمه الثبورات من مقدور ستقلبه اقدار المقدو ر وما خلفته من اثر لم يزول تركت اثرا عميقا وبل تامل ان تعود لتعود المقيل في خلد تناغيه انغامك تلكم ا لعصافير اﻻتي تزقزق في الخوالج والخلد تريد اعشاشها لتاوى وياوب وتعاود المقيل لا اسفار اكثر والا افصح انجع ولا تعبير ابلغ مما تقول ميادة لمن يستفهم عن المعنى

فحينما يخيّلُ إليّ بأنكَ مُغادر .
فجأة ؟
أجدكَ ماثلاً كأوراقي وقيد إنتظار حرائقي
تُمزّقُ دساتيري التي سنّها البعض ..ليقتُل البعض!!!
تُنضُبكَ سمائي وفرةَحجرِكَ الكريم
لتوضئني برذاذِ ملح أرضكَ المخضبة الوجد
وتُعلنني بدايةً لعصرِكَ الجديد

لا تبتغي اكثر من العودة وان بموعد جديد فان تحس ان على عجل تتعجل ان تطلب المزيد فالنار موقدة تنظر من يتدفأ.وكل امين قد اعد لا معنى لها ما دام لك الحضور فيها فالمواثيق الى قير وباس المصير ولا نواميس والدساتير و المحاور واللقاءات مادمت هنا تقيم في الوجد وتقدح شرارك فالجرح ينتظر القدوم ليتلظى بعذابه اللذيذ ويصتبغ بوجدك الذي فيه الشفاء او ولو لوعد ان تعود وتعاود الابحار في الجرح من جديد ترشح ملح الشفاء والبلسم لنعيد كتابة التاريخ من جديد عنوانها ما اعلنت انت من معاذير فالغد العصر القادم ينتظر المزيد .ما تكتب انت وتوضئني من جديد لنصلي معا بلا مواعيد نوافل هي حقنا لكتابة تاريخ ارضك التي هي انا فيها زرعك وليكن العصر في العصر ولكن فيه انت وانا نكتب المزيد . اي خضرفة شعر تبوح بالمزيد واي النصوص يقول ما قالته ميادة واي الاجناس من الشعر يستحق التمجيد الكلمات الماتعة ام الحروف المفضوحة المقاصد دون مبرر ام القصائد الذين يدعون الحداثة فيستعيروا الايروتيكيات المدسوسة ام تلك التي هي في اصل الخطاب هل من اقحم ام ما يعبر عما يحصل تلك هي المسألة ايها السادة بين قصيدة النثر وسواها انها تحكي وتحاكي ما يجري لانها من الاجناس التي ولدت على الورق من المخيلة وليس لسانية لفظية وتعتمد البوح والصورة والاستعارة في ايصال الرسائل وليس الصوت الرنان. لها ايقاعاتها التي كل قصيدة توجدها لنفسها وكل شاعر له بصمته ليس الامر ذاته في الشعر التقليدي ان حر اوتفعيلي اوتدوير لن يغير من الامر نحن هنا اما وسائل ايصال مغايرة الشاعر في قصيدة النثر يوقع ذاته المعبرة على الورق بنوتة غير مطروقة نحن من علينا ان نتقفاها ونتلمسها ونكشف عنها حتى لو اعتلى المنصة يتحدث بتهدج او يستعير الوقفات وقد يستخدم يده مع الكلمة ولكن ان حاول التصويتية والمنبرية فقد قتل الجنس الادبي وهو مع الاسف ما يفعله البعض هنا مجانية ولا غرضة والايجازية بمعنى قدرة لم المفردات وتكوين الصورة وليس ما يعتقده البعض الاقتصار على تحديد .المفردات ادونيس وفاضل العزاوي وانسي الحاج وخليل خوري لهم مطولات وهي من جنس قصيدة النثر ولكن فيها الايجا ز التصويري الاستعاري التعبيري والرسمات الفاحصة بافصاح عن المعاني والمجانية فلا هو الشعر بتعاريفة التقليدية ولا هوالنثر بمقايسه المعيارية ، هذا وجدناه في نصوص ميادة رغم انها في بداية الطريق فليس لها نفس المطاولة وهو من المرغوب في النشر الالكتروني ولكن ليتكامل الشاعر عليه ان يشحذ الملكات ويتعلم ان يكتب ليس المتوسط والقصير من النصوص بل الطوال مع المحافظة على اصل الجنس. بل اسفاف ولا تغريضية قسرية ولا موسقة مقحمة ولا استدرار عطف المستمع باستخدامات مفردات جاذبة في الغالب الاعم كاذبة عليه الصدق .ولذلك قد نجد مفردة مجلهمة وطرقها غير شائع وهو عكس السائد الذي املي على المتلقي استخدامات محدودة في المفردات وتقليم اللغة وحجب المفردات وتكرار ذات الاستخدامات عند ما لا يحصى تلك موقعة قتل الجنس الادبي الجديد وغير المطروق واستخدام ليس فقط المتاح المعجمي بل بالتغير الانزياحي في انثيال المفردات والاستعارة من المطروق .ولكن بمعنى جديد لا ربابة ولا جلو ،ادوات مموسقة غير معهودة تنغيم غير مطروق لوحات جديدة تدهشنا فيها بناء هيكلي من غير المسبق التصميم وومض خاطف يهاجم الاصغائية الرتيبة في نفس النص حققت بعض ذلك ميادة ونامل لها ان تفلح في تعميق تجربتها وتوسيع افقها المعرفي فالجنس الجديد من اسلحته الناجعة ثراء المعارف وجسامة الخبرة والغنى الشاسع في الخيال حد الشطح والغلو مع هيمنة العقل على كل ذلك كيف ؟ ذلك ما يجيب عليه نص الشاعرلقصيدة النثر التي اللغة من الذخيرة وليس جميعها . والذي يتلقفه بالحس المتلقي والناقد الوسيط الموضوعي في التفريز والافصاح عما في الصور المكثفة وليس استغفال المتلقي بالتدبيج الاطرائي والثناء المجاني لا ينخدع المتلقي ولكن يعتقد ان ذلك هو ما يسمى قصيدة النثر والا هي مجرد خواطر مطولة وترصيف للكلمات وتغريبية في الكولجة واللصق هنا تكمن واجبات الناقد وخطورة دوره عليه ان يقول هذا الشعر وهذا الشاعر وذاك لا علاقة له بالشعر ومن ساقه ليس من الشعراء ............
نص ميادة (وحدكَ …من يُجيد قرائتي )

كدبيبِ النملٍ تختزلُكَ خطوتي
لأعودَ بمفكرتي الماضيةَ إليك
عذراءٌ أنا ..
يؤرقني أنينَ عاشقٍ مآ سي التكوين
أتعبهُ قرع الطبول وأجراس الكنائس
فكم هدهدني خِوار همساتكَ كسكينٍ من نار..
وكم أحرقتَ بطيفكَ المسلوب أقماري التي لا تنتهيك
لأوقدَكَ مصباحاً يضىء عتمتي ..
فتكونني شاهدَ عصري الحديث
أتكيء على موقدكَ ..
الذي لا يطويهِ عطش بحرٍ ظامىء العيون
فياااا أيها المستحيل .. ترّفق بي
فما زالت الكواكبُ دوّارةً في محورِ فُلكها المشحون
وما زالت فناجينُ صباحاتِكَ تُقّلبها الرشفات بينَ الحينٍ والحين
تعزفكَ هواجسي سمفونيةً ..كذبذباتِ نَفَسيَ العميق بك
فأنت حُلم إنتظارٍ مؤجل ..تغليهِ أصوات المراجل
تثقبهُ رياح السَمومِ صدفةً
أتلصصُ بانذهالٍ على رقصة قطرات مطركَ الناهمة كالتفاحة
أتوقُ لسماعِ إستغاثاتِ عصافيركَ العازفة في خُلدي
فحينما يخيّلُ إليّ بأنكَ مُغادر .
فجأة ؟
أجدكَ ماثلاً كأوراقي وقيد إنتظار حرائقي
تُمزّقُ دساتيري التي سنّها البعض ..ليقتُل البعض!!!
تُنضُبكَ سمائي وفرةَحجرِكَ الكريم
لتوضئني برذاذِ ملح أرضكَ المخضبة الوجد
وتُعلنني بدايةً لعصرِكَ الجديد