على يمين القلب /نقود انثوية 28/امل حسين



سعد محمد مهدي غلام
2016 / 12 / 24

----------
بحث تجليات الذات، ودوال ذلك لفظيا والظروف والحدود المحيقة برسم الكلمات والأدوات المعبر بها خطيا ومؤثثها من لوازم وكيفيات ، وآلية انتقالها الى الفكر المعبّر وقياسات ذلك ومشارطات الآلية والضروريات لا اختلاف جنسي جندري ، ولكن الصورة مختلفة كما سنرى ونحن نعالج صوت لشاعرة مشجعة لقفزة هي أمل حسن، كثيرا ستتابعونها في قابل الأيام حسب ما نعتقد .أنها تملك من أنوثة النص الراقي وشعرية أنسانية لا جندرية .لمعرفة قواعد فهم عامة وأشكال وفضاءات التجربة التي تحيط بادراك المفهوم الصوري يبعد التصور وقبل أجراء التصوير في المخيلة، فتصور المبدع غرائبي نجد مكانا لها في المستقبل لا يمكن في الإنفراق التاريخي لمكانة الانثى وانحساريتها ، وتراكم المكبوت في اللاوعي أن لا يترك الأ ثر الأعمق عندما تنقل عبر آليات الميكانزمية في السلوك الإنشطاري المبحوث تمهيديا في المبحث الجنسي السابق (27) ، والذي قلنا ما قاله علماء النفس من أن الفن والأدب معبرات قنطرية ينقل فيه الفرد ما في ظاهر شعوره ولا شعوره ، وباب أولى أن تكون الأنثى أشدّ في التجسيد الصوري . ولما كانت مباحثنا هنا لا نرغب الاستغراق في الجماليات واللسانيات والسيميولوجيات وانما تأشير فعل التأثير الى موقع الفعل الإبداعي الأنثوي، ضمن عملية المعطى الإنساني لا تميّز جندري ، ولكن هذا كما رددنا على د. نوال السعداوي الحرية وإعادة المرأة الى واقع المساواة تتطلب تغير رديكالي ثورة في البنية التحتية والتراكم البدئي من الإنطلاق الى التحصل .لا نتقبل نظرتها التشويهية للانوثة أنها الوجه اليانوسي الآخر للكائن البشري. البحث عن التماثل بل العكس، ذلك دليل خنوعية وتمرد على الخلق الوجودي لا نقبل السلعنة لا نرضى البضعنة لا عروض جسدية لا معايير إغراء لا برونوغرافية لا ملكات جمال ....ولكن لتبقى الأنثى أنثى والذكر ذكر دون الهدر لما نتوق اليه من رفع معاول تخريب سياج الفصل العنصري ما بعد تقسيم العمل الى التداولية بالمفهوم الرأسمالي ....ما نقوله أن التصوير والمخيالية بفعل التراكم التاريخي أو لمتطلبات خلقية لوجه من نفس المخلوق ولكن ينظر باتجاه آخر، لا جندرية في الأمر الصورة تختلف وهذا نلمسه في الإبداع الفني والأدبي . محاولات بعض الفنانات او الأديبات المماهات مع المنجز الذكوري تحت أي يافطة لا تختلف عن ما قالته سعداوي أن البعض يدعين أنهن غير معنيات بالفارق ولا يحتجن الحب .....هو الهروب ...هنا كذلك صورة المرأة لها لمسة لا نصفها بالرّقة أو العطرية أو ...ولكن هي غير صورة الذكر ، وأن الانحباس الجنسي والكبت وطريقة التصريف والواقع المجتمعي والأعراف والقوانين والفلكلور ....كلها عوامل تعزيز لما نقول ، حتى العلاماتية الاشارية السيميالوجية اوالسيميوطيقية تختلف حتى التأويل الحلمي او الارتكاسي للرمز مختلف ، ولا ضير من الاقرار هو المتحصل المثبت علميا وواقعيا .عندما قلنا ينشطر الذهن بين تلبس الجسد واحتياجاته ومتطلباته والروح والعقل والزامياته في الصورة ذلك ملموسا ، حتى التركيب داليا لابد ان نعي انفراقية في التأويل حتى نفهم الطبقة الثالثة من الرمز .

يتشعب الطريق في براري الروح/ مشجرا بنسغ حب لا يرتوي /في الوجد يشتّد ..!  /وحدكِ تغنين في معابد النبض/ تغزلين دخان سيجارتك/  تشتاقين ؛ ولا تتعبين !/ تمتلئ سماء غيمك بالرحيق /جمانا يتساقط .. /مبتلا بنداء راعفا بالتلاقي/ موسوما بزهر الرمان /
لانحتاج الى كبير جهد لنعرف ان الصورة أنثوية، من يقرأ لجورج صاند لا يمكن لأديب دارس لعلم النفس ويعرف عن المرأة وبصماتها العقلية ولا يقول انها الأنثى !!! ، الكثير كان يعلم ، هي من كانت تعتقد أنها أستغفلت الأخرين ..والكثير يعرف انها بصمة لأمانتين أورولوسيل دوبين ....هنا لولا تقول انها أمل حسن ، وقالت انها خالد المنصوري مثلا ... يتشعب الطريق وتغزلين تشتاقين ....تمتليء بالرحيق ...راعفا ...زهرالرمان ...هل من يغفل تناص مع بينيلوب ... هل لا يعني الصبر للقاء والوصال مع اوديس الزوج والحبيب ...لن ندفع بانفسنا للتأويل هنا نحن نبحث عن أنامل أنثى .ما نقول عطرها نعومتها أنوثتها هنا لن يخطئ أيّ دارس ....
كانت السكولاستيكية قد أنجبت مبدعين في الخيال التصويري .في الطليعة روجر بيكون. بحدود المعرفة الشعرية للصورة تمنح دلالات يؤطرها البعد الجمالي ونستشرف منها الإطار الوظيفي في دائرة المعطيات. فالصورة تركيب انصهاري في النص ، كلمة او السيل من الكلمات يمكنها أن تصور المعنى الذهني والحسي أفصح عنه الخيال وانعكس صورة جمالية مزينة بمعطيات اللغة ، وكانت هي الجسر التذوقي لتجربة تجريدية لخلق مشابه لما يرغب قوله الشاعر فان كان مؤداه صورته .أو كانت مركبة تتضمن حسّه بها. أومكثفة تأخذ بالحسبان كل الظروف المحيطة بالعملية الابداعية. فهي جمع الألفاظ المحتواة مغموسة بالحسّ وروح تسامي الوجد أماطهما الخيال لإكتساب جسد بملامح وسحنات يراها توصل ما يود قوله ، معالمه جاءت من تصوراته المسبقة سبكتها اللحظة الخلقية والتصور العاطفي بين متشابهين في الظاهر دون اختراق للمعاني النفسية هي واحدة من المعطيات ، والتركيب الجامع مابين ذلك والشعور الحسّي يمتع تعاطف مع ما ينبغي أن يعبر عنه الوجدان ليتحول الى تكثيف جذاذي ينسقها العقل الواعي واللاواعي في سياق مقروء يتجسد في مشروع الكاتب نصا معبرا عما يجول في خواطره .ممنوح الشكل ومكتسب المحتوى متعكز الدلالات اللغوية في حومة من التناقضات وهنا مكمن الغائة للفن حتى في شكل الفن للفن ؛هناك قول يبوح به الشاعر في موسيقى التقليدي والزمانية المصاحبة لها وفي التصوير الذي قد يدفع المبدع الى التلاعب بالزمن وافكاره ورؤاه. فيتجول عبر الرسائل التي يتلقها او يبعثها عبر القرون السالفة أو ينفذ الى المجرات بسلطان الخيال ذلكم هو التصور .عندما تكون الكلمة فرشاة والتجليات الوان دالية ينتقل التصويرهنا لا اعتراض على الانر لا مفارقة جندرية . يقول سيوبيدس الكيوسي الروماني العتيد ان الشعر صورة ناطقة او رسم ناطق والرسم هو تصوير شعري صامت متكئ على انجازات هوراس مستعينا بعبقريتة والذي ينسب له تصريح أن الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير.
أليس في ذلك جذر ما صرح به الجاحظ ؟ بأن الشعر صناعة والصورة له التعبير. الثابت أن الشعر كله قصيدة في النص بذاتها صورة وسبيلها سبل فنية مستعارة من اللغة في مجازها وتشبيهها وإستعاراتها وتشخيصاتها وتجسيمها وتراسلها وترميزاتها ، لا فارق جدي في ضربة الفرشات ولكن ما تقول الصورة يعود الى حيثيات متراكمة موروثة مترسخة في قعر العقل الباطن ...كيف لا تنعكس في المخرج ان ظاهرا او مستترا

متوشحة بحنانك/  ودمعة رقراقة تراوح عزف الصباحات / تقطر شهوة لمواعيد مؤجلة /تتوسّد جفن الحنين / وجدا مصاغا باللّهب !  /فعيون النهر تبرق بالشفق / لا تأنس الغسقَ .. /

ما يريد من ينقب هذا التوق للحضن وتلك الخيبة في الصباح تعزفها الدموع والشهوة غير المنفه عنها والنار في الحشا/ الوجد .... ونهارات لا ليل ، شفق لا غسق ... حتى لا حاجة الى حفر تحت الطبقة الثانية للرمز لنفهم ما تريد ...الجسد والأنثى والحبيبة من الغائب ، نحن الآن في الوجه المنظور ...هل ذكر يقول ذلك ؛ العزة والتربية حتى وصب المجنون لم يتح له ان يقول ذلك ، انه حاجة خارج حب افلاطون وتقسيمات ابن حزم . انه حاجة الأنثى والمطلوب حضن الذكر ...الصور تترى في النص تفوح أنوثة وأعباق عرق جسد يتلظى . لتكن الرمزية احالتها غيرية ، لأن ليس هذا ما نبحث عنه أننا نريد الأنثى بكليتها هي ذي نراها نشمها نلمس نعومتها حتى ما ينغرز في لحمنا من قلامات أظافرها هنا...ولا نقول أنها صورة أنثوية ....العجيب ان أديبات مرموقات وشابات في مقتبل العمر بالتقليد ينافحن لقول العكس يدافعن ان الملامح في المنجز لا تفرق الأنثى عن الذكر شعور الخواء والحاجة للامتلاء يحسها الذكر !
الكل تمتحنه ملكة الشعر لتصبح جسما حيا ان أزيح عنه في البوح المكتوب ، في قصيدة النثر أنجبت تلك الصورة المكونة من الجذاذات التي بمجملها تعطي معنى صورة فسيفسائية ، يمتلك الناقد المتمكن قدرة القراءة لدى من يتناول الصورة الفضائية الجوية المسمات التصوير عن بعد أو استشعاريات فسيفسائية وهي نمط من التصوير يعرف به أهل الاختصاص . لكننا هنا نستعير تقنيات التفسير والإيضاح والتوضيح للدخول الى ذاتية الشاعرة ووجدانها وتكون القصيدة صورة النفس تصورها بالمفردات التي تولد الدلالات وجدلياتها الشعرية.
هنا حركية التعبير الصوري للشعر لها أهمية في القراءة وﻻسيما في البعد الجمالي والسيميائي ، وامتحان التعبير واستنطاقه لتقويم ما يتمثله من أوسع أبوابه ؛ مرورا باشكالية التجلي التي نجدها تنتاب المبدع على غير هدى وﻻبرمجة سابقة وهي ما تمثله قصيدة النثر الحقيقية. ليس الرص العشوائي للكلمات مستقات من الدواوين والملخصات ومنشورات النت وكل ما يتيح التحصل على المفردات ويقوم البعض برصفها وترصينها ورسم لوحات بها ويوجد أدوات الربط. ان الناقد الأريب لاتفوته تلك الملامح مهما غطتها وسائل الحداثة ولكن هم قلة من يميزون او ان علموا، فقليل لأسباب لسنا هنا بصددها (وبالذات عند المعالج من نصوص انثى ) ، من يفصح عن واقع التصنع والكولاج للاغارة والدوبلاج واللصق الالكتروني وأعقد أشكال التصير والخلق هو البروس ؛ وهو الأيسر على تمرير الخديعة والمبين في الصنع .ﻻيغفل من له بصيرة ناقد وباصرة مكينة من كشف أساليب تمرير الاستغفاﻻت الشائعة ، ولكن ما يؤسف له أنها تمر لأسباب وأخرى ، بل تطبع مجاميع يسمونها شعرية أو قصصية او ومضية اوشذرات ....وكلها هراء مصنوع ومعلب وصور خلبية ، نستشف من د. محمد صابر عيد تلك الرؤية ولما قارن الجرجاني في أسراره وقارب الشعر بالرسم فقد بلغ ذروة إستيعاب مداخيل الفهم العصري الحديث المعضل الاخوانية والشللية والاغراض خارج مدارالأدب والمرأة لها قطب الرحى ، وتجاهله النقد العربي لقرون ، بل ان اوروبا لم تعر التصوير والصورة كمعطى دلالي في فهم النص حتى بعد ورد زورث وكولريدج. في ما تمخض عن الرومانتيكية من إيضاحات جلية عن أهمية الخيال في الرسم الصوري التي بينوا أنها تعبر عن الشاعر ، بعد ان ظهرت قيمة التصوير وطروحاتة الصورية وطروحات منظريها في الطليعة عزرا باوند وجماعته التنظيرية ، فان الصورة لم تأخذ حيز متقدم للتعبير عن جوهر الماهية وما لابد ان يقوله الشعر للتعبير عما يخالجه ويختلج في بواطن ما يروم التعبير عنه.وكان ما قد بلغه النضوج قاصرا في ما يسمى في النقد الثقافي ما بعد الحداثوي الأدب النسوي ومنه النقد الأنثوي ..
ونحن نقدم الاستطلاع الأولي للصورة الأنثوية في نماذج خزعية من نصوص امل حسن التي ستكون في المستقبل الموضوع لأكثر من بحث خاص بها شعريا ، ولذلك لم نقدم عنها التفصيل لانها هنا أنموذجا دراسيا في النقد الأنثوي، وهو الصورة .

أسلبك بحكمة الشوق جسارة نابضةً !/ تبتهل بأنسِ أسمائنا /تسبّح خضرة مقلتينا  /بحدائق النبض المترعة / وعلى قيد الشوق ... /ننبش الضفاف الرابضة على إيقاع نهمك المغامر  /نيمّم غلال الأوراد  /من فرط المطر !! ./

تسلب الحكمة ....ننبش الضفاف ..نهمك المغامر .....نيمم الاوراد ...فرط المطر .
أين الذكر المسلوب الحكمة اذا السالب لتلك الصفة أنثى ، لا ذكاء وفطنة وحدس ، من ( نهم المغامرة ) أهناك أنثى في أسى الغلمة وأشد ذروة الاوركنزم تقول أنها نهمة المغامرة ...من النهم للمغامرة ؟...هل المساواة هي قفل باب الأنوثة.؟ ان النص للذكر وكثّ الشعر للانثى، أيستقيم الأمر ؟....لتستبدل أوضاع المباضعة ، أيغير من الأنثى ومن الذكر أنستبدل الأعضاء ؟ كلاهما يمتلك ما عند الآخر ولكن هذا الذي تكيف وله فلسجيا وفسيولوجيا غاية ووظيفة .
البرناسية وقفت عند حدود تابوية حيال الصورة وتأطيراتها بذاتها وليس لذاتها لم تبحث بالجندرية .عندما دخل السريالي ومزج بين الفهم الكولريديجي والباوندي وزج بعوامل اللبيدو والايروسية والعمق في ترسبات الوعي من إنبثاقات اللاوعي مارين على الترميزية والميثولوجيات وأعتبارها كلها من تجلياتة تكون الصورة ماتهمهم، أعطوها نظريا ما تستحق الا أنهم في التجسيد العملي والتطبيق تجاوزوا مستغرقين في التشويش على أفكارهم مانحين للمتسلقين سانحة ما كانوا لياخذوها والمعين منتج التحليل النفسي الفرويدي .
في قصيدة النثر والبروس على وجه التحديد التشظي والشيئنة والشخصنة لايمكن ان تكون حتى لواستخدمت الرموز واستعيرت الدلالات الميثولوجية دون درس. أستغرقت بالغرائبية او التشبيهات الفنتازية بل البوح والاستنطاق للوجد معهما أحاطه بالغموض والضبابية ، ولكن الباصر ينفذ ويستكنه كنف المفهوم ومؤداه وحيثياته واليوم خارج جران الفرويدية او اليونجبجية والادلرية ولا حتى التلاميذ ، التطورات هائلة في مختلف العلوم ، ومنها ما يفيد تفسير التصوير وفهم الصورة هو المعين الذي ترجع اليه في الفهم.
في الصورة ذات الشاعر تتحقق موضوعيا أكثر مما في أي تحويرات لفظية في البناء المدماكي للنص ، والدروس المستقاة ان كانت أدبية أو فنية محض أو بلاغية بيانية أومجاز هي تمريرات للتعبير. د. جابر عصفور يوضح ان المصطلح الحديث لم يتواجد في مطاوي التراث البلاغي والنقدي ولكن كل ما يثيرة الحديث تواجدت في الموروث وان اختلفت طرق الفهم واساليب المعالجة،طريقة العرض والعنونة تناولت جوانب تركيز مغايرة وهو محق وقارب ما نعتقد من أن التراث لم يغفل الصورة ، ولكن الشكل الثابت للمعطى الشعري وظوابط محدوديات الخرق ل مسلم بن الوليد وبشارد بن برد ودعبل والمتنبي صوررائعة بالغة الروعة ولكن تبقى مصنوعة. حتى في المعلقات هناك ستاتيك في البناء الصوري لابعد داينميك ، ومن حاول حورب ، كما تلقى امية بن ابي الصلت المحاصرة لاشعاره وعندما بلغنا الموشح والكان كان والقوما والتعاطي الفلسفي واختراقات المعتزلة والكلاميين واخوان الصفا ومعهم التوحيدي الكبير وتطور التعاطي الصوفي والتحرر تحت عباءته من الانضباط بقية الدلالة ، فبقيت التصاوير الصورية اما مباشرة او غارقة في الترميزية الهاتكة للابداع والقاتلة للفهم والقابلة للتفسير. كما شاء من تصدى لها وليس ذلك ما هو مطلوب من تقدم الصورة انها خلق في العجب ، ولكن ليس فيه ما لا يمكن ولوجه سوى الروح ولدينا تصور عن التعاطي بها : امل حسن كشاعرة حداثوية معين وانموذج انثويا مثاليا لترسم الفوارق موضوع درسنا لها وبها .لا تهمنا هنا في تناول الصور لا بد ان تقبل التشريح والمعان بالتحري والفحص الدقيق وكلما امتلكنا ادوات ارقى كلما ولجنا لداخلها اعمق .لكن ليس عوالم الغيب والما وراء الميتافيزيقي تلك علة في طرق التعبير لا تقل عن عائق اصفاد النظم. انها من ذات حيثيات النثر الذي ينوء عنق المبدع من جورها والغلواء. فما تشريع الرومانس لفتوحاتهم باطلاق النوافذ على الخيال الى الاستمرار بشكل أو أخر ولظروف مغايرة ، فالمنظوم كان بالمرصاد رب من يقول ، ولكن النثر موجود ؛ لماذا لم يستعر التصوير البلاغي الشعري والأدبي والجمالي؟ بلى أستعار، ولكن هو الآخر مؤطر بشروط تحد من انطلاقته وخصوصا مابعد عصر الكبار.مع ذلك هناك ملامح في كتابات الاندلسيين ومنهم ابن حزم وان احتياجه للصور الا ان فيها الكثير من سحنات لوحات لولا وضع العصر ذلك لانتجت صور راقية وخارجة عن مألوف ذلك العصر، هناك لن تنفع في تبين الفارق الجندري لواقع تاريخي وبناء تحتي مغاير ولسنا الآن فيه .لكن الوقوف الكلامي والاعتزالي امام الاشعرية وتطور النقاش الى موقع الفلسفة أحدث شروخا في جدار اﻻبداع وقاد الى مصابات ومصائب جمة حالت دون تطور الفن التصويري في الرسم والشعر ومتطلبات النثر المقبول. مقيدات ملزمه ترسمها العقائد لا يقل نيرها قسوة عن المنظوم فلما قال :الجاحظ ان المعاني المطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والقروي والبدوي وانما الشأن....بتخير اللفظ وسهولة المخرج وكثرة الماء وفي صحة الطبع وجودة السبك كان يعني ما يقول؟ في عصرة. هو أفصح أن التعبير تبعا للمعبر وخلفياته انها أحد اشكال الفهم الصورلوجي واللكسولوجي ليس متاحا تصور المعلوم من طرائق المنثور ولاتجاوز جدي للنظم ، ومع هذا ينم عن ان صياغة اأفكار تؤثر فيها مواضعات تمنع المعطى للنص. فالمعنى الحسي قائم في التعبيرات الصورية حتى النظم. لو عدنا الى كبار الشعراء نجد انفلاتات عند أهل المعلقات ومن في زمانهم وأتيان بصور غير مألوفة وقالبة للهضم في الذائقة المعاصرة للمحدثين اما المتزمتين ومن النظامين فعلى المسارب يقتفون الأثر فيعوزهم ما كان عند المتفلتين من عباقرة شعراء ذلك العصر فيعودوا؛ اما للتقعر أو لوم اللغة ومنهم من يصب جام غضبه على ذوق المتلقي والناقد .وحتى في الشعر الأموي والعباسي في الذروة صورا زاخرة عامرة بإبداع الخيال والشطح عند المستخدم فلا نقول: أنزياحا لأنه لم يكن ظاهرة عامة والغالب المشغول بالمحسنات والوشي والتجميل .تطورت البلاغة والبيان ولكن في حدود الامكان وعند ابا الطيب انفلاتات انفلاقية عن عصرة ، فقدم صور متقدمة تعدى المعهود فلا نستغرب من انبرى له واتهمه بالسطو والسرقة والاغارة والتغريب والتقعر وغيرها وخطت كتب في ذلك ما كانت لو لم يكن شاغل الدنيا ولكن حينها لو قورن بصورة أنثوية أتراها ذاتها ؟هل ابن ريدون يتماهى وولادة ؟ لا نريد الشعرية بل الصنعة والطبع والحيثية والحذر والمنتج....واثقون أن اخلافات وأعمق من ايام الخنساء مثلا....الاسباب نناقشها في فرصة اخرى ...
قدمه بن جعفر يقول: أن المعاني كلها معرضة للشاعر وله ان يتكلم فيها فيما أحب وآثر من غير ان يحضر عليه معنى بروح الكلام فية .فاذا كانت المعاني للشعر بمنزلة كما يوجد في كل صناعة من انه لابد فيها من شيء موضوع يقبل التأثير الصوري منها ، هو يستعير اطروحات ارسطو ويلبسها الثوب العربي فقد التزم بما ثبته صاحب كتاب الشعر من أبعاد ثلاث للمحاكاة في البوطيقا ورغم استفادته من اطروحات الجاحظ ومعطيات عصره في تقدم علوم اللغة الا انه بقي محبوسا بارسطوياتة وكان كتابه في نقد الشعر خير مثال على ماسقنا.
اما الجرجاني اذ كما واسلفنا يقول: الملام من الاسماع أصوات محلها النواظر من اﻻبصار وانت قد ترى الصورة تستكمل شرائط الحسن فهو ذا قد ربط الصورة بالمعطيات وتحليات النفس فليس فيما خرج به الغرب في ما بعد بجديد. الا في ما قدمه العلم في مختلف فروعه ومنها علم اللغة العام وهوعين ما كان قبل القرن العشرين وخلاله والان ، فهل النقد العصروي الا استجابة لمتطلبات التطور الهائل في العلوم؟ ومع ذا نراهم يستمدوا من الجذور ومنها ماقدمه العرب في اللغة والبلاغة والبيان .القرآن والسنة يزخران باشكال مما يبتغون فليطلقوا عليها مايشاؤون من تسميات مستوحاة من تقدم العلوم ، هنا نقف لنقول: ان الغرب ليس هو من اكتشف الصورة ودلالتها ومعايرتة الدلالة على مفهوم الشاعر .لكن اللغة قد تبدلت مفرداتها وتوسعت مع مداليلها ومعطيات الفهم بعد التطور في كل ما له علاقة بالابداع ، وهو ما حصل للنقد فدخول علم الدماغ وبافلوف وفرويد ودوركهيم وفروم وعشرات سواهم وتقدم العلوم التشريحية والفسلجية مع معطيات تطور الاشارات والعلوم المقارنة وفتوحات كانط ولوك وفيورباخ وشيلينخ وهيغل وماركس وعدد ﻻيحصى في كل المناحي والجميع لم يقدم ما يفيد في فهم المفارقات الجندرية ....الأسباب موضوعية وذاتية ...
ان الناقد العربي لابد له من تنقيب تراثة واستيعابه واعادة النظر بحيادية بلا عقد واعتقادات وسيكتشف الكثير. يقول: الجرجاني الصورة تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا عن الذي نراه بابصارنا ولمّا يقول: مداليل عصرية في تفسيرات اليوم ولولا شروط المنظوم، لكن تقدم فهم الصورة قد بلغ شأوا عظيما حتى ما يقوله علم النفس من صور شمية وذوقية ولمسية وسمعية مبثوثة في النصوص الشعرية لانرى فيه فتحا جديدا بل حتى الشكل التصوري للباراسيكولوجي متوافر في الرؤى الصوفية ومنحهم ما يمنح شاعرالعصر من توسيع المدرك وتجويز في الشاعر علوم النفس وأقترب من منظورات الشرق، تلمس الفرق بين رابعة والمعاصر من أهل التصوف وان موضوع العشق نفسه ولكن الانثى تصويريا غير الذكر ولم يتنبه الكثير لهذا ) وهذا نجده من اﻻستعانه بالشعر الياباني والمهابارتا والمهايانا واطروحات السهرودي والبسطامي والفري وابن عربي وذنون المصري وتقنيات التأمل البوذي الدارس والباحث والمتعمق لا ياخذ الفارق الجندري وكانه لا وجود له.
الصورة الذهنية للشاعر ليس المعطى الذهاني بل نتيجة للعقل وتأثير المعنى الابداعي ويكون التركيز في هذه الدلالة موجها نحو ما يحدث في ذهن المتلقي انها استجابية مولدة من الصور مؤطرها الحس ، فنلمس العبارة المكتوبة تولد بحثا مشكلا من توازي يوظف القدرات الذهنية بطريقة موضوعية وتحليلية منحنا قدرة فحص واختيار وربما تحسين قدرات تقديراتنا وفقا لقيمة ارتكاس الصورة في عقولنا . .
في الشعر ، واعتماد الناقد باعتباره المتلقي المختص أولا ابداعيا للمنهج المستخدم في ظل هذا الفهم تبعا لمعايير ما يوفره منهجه انه بمثابة اختصاصي وفق منهجه ذهنيا دراسة النص تحليله ، ثم تسجيل بطريقة احصائية وتصنيفية للصور المختلفة التي يمكن ان تنير مجمل النص في الذهن وتولد دلالته كعنصر ذوقي حسي علموي رغم انه تناول معطى فني ولو كانت المعالجة بلاغية اوحتى نحوية، فالصورة بوصفها النمط المجسد لرؤية الترمز للمعطى لما يستلزم فهم الدلالة لذلك المعطى عند بحثها نقدويا .عليه فان العمق النفسي وظيفة في منهجية البحث في الصورة كما هو البعد السسيولوجي واللوكسلوجي والابستمولجي ولم يكن ومن بين كل الانشغالات الفوارق الجندرية التي هي اليوم خطيرة الاهمية في الدرس النقدي الأنثوي أو الأدب النسوي أو في كلية النقد الثقافي باعتباره منجز العصر المتوجب الاقتداء ..، والذي من يؤسف من المهجور والمتروك الآن ...
ابن منظور في لسان العرب يقول: ان الصورة في الشكل والجمع صور وقد صوره فتصور وتصورت الشئ توهمت صورته فتصور لي ، والتصاوير هي التماثيل اما ابن الاثير فيذهب ابعد ، يقول: ان الصورة ترد في لسان العرب لغتهم على ظاهرها وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته ، اما التصور فهو ابراز الصورة الى الخارج بشكل فني فالتصور اذا عقلي اما التصوير فهو شكلي .التصور علاقة بين الصورة والتصوير اداته الفكر اما التصوير فاداته الفكر واللسان بضمه اللغة .في القرآن ليس شكلي فيه التصوير الشامل فهو باللون والحركة والتخيل كما ان التصوير بالنغمة تقوم مقام اللون في التمثيل ، وكثيرا ما يشترك الوصف والحوار وجرس الكلمات ونغم العبارة وموسيقاها في السياق الذي يعطيها معناها الصوري في الماضي وحتى عند البعض الصورة مدح وقدح ونسيب وتفاخر ورثاء ..... وغيرها من الأغراض .علي البطل يقول :ان الصورة في الشعر العربي حتى القرن الثاني عشر لاوجود لها وقد تجنى على الموروث لا نختلف بتباين التسميات ولكن الصورة موجودة لو تعمق في الدرس لوجدها .ابو هلال العسكري أعلنها ان الالفاظ اجساد والمعاني أرواح فالصورة حسب نظرية النظم المرتبطة بالصياغة تقود الى ذلك.
بيار ريفاردي من الرومانتيكين يجد في لفظ الصورة بانها ابداع ذهني صرف وهي لايمكن ان تنبثق من المقارنة وانما من الجمع بين حقيقتين واقعتين تتفاوتان في البعد قلة وكثرة ، ولايمكن احداث صورة المقارنة الأبعد تبين لما يدرك ما بينهما من علاقات سوى العقل. الصورة هي ما اوحى بها كولريدج لا ببعد بلاستيكي وﻻ ترميزي وذلك نراه قصورية في الفهم تقود الى قصورية في الرؤية وتليها قصورية في المناهج النقدية التي تتبناها .
تبني الأثر الوجدي بوجود الأثر الزمكاني واستيعاب الارتكاسات والمترسب مع اخذ المطواعية العتبية الموروثة ومعالجة ذلك بتطورات العلوم والانعكاسات على الذات والموضوع ، ودور أبعاد الزمن المتحركة والمكان بابعادة الثلاث وقيمته البشلارية كلها تحكم ، لاصورة بلا أبعاد ولا أبعاد بلا زمن وان التطور الحداثوي في زحزفات وانثيالات وانزياحات ولكن ضمن التاطيرات العلمية .حتى في فهم ريماوي اهليلجي هو أمر ليس حادث الان وان التقارب ومقاربات المستويات المختلفة وايجاد بدائل رياضية وهندسية متقدمة تعني الفهم ، فحتى مفهوم الحلزنة لتشكل الفهم من أيام هيغل ولا يستدعي استبدالات مفاهيمية ولكن ادارتها بالدرس والاطلاع العميق معين للفهم ، وليس استخداماتها في الصياغات والتصنيع .نتحدث عن حدث أدبي هو الآخر ليس جديد فهمه وتفريز المصنع عن الأصيل يستلزم ادراك الحلزنه التكوينيه للفهم والحراك الشاقولي واأفقي ولولبية التصاعد ، وكما اسلفت أثبتها العلم تشريحيا واصبحت من المسلمات ولكن ان نعتمدها في الصوغ نكون قد قتلنا ما يدعى قصيدة النثر وبالخصوص الراقي منها البروس.
ان حالة زئبقية تسود النصوص ، حنكة الناقد تثبيت وملاحقة وكشف دون ان تخدعه تشكلات الملحقات التي يحتويها النص ولايعني الشكل مطلق المتمثل للنصوص. لكل نص تمثلاته بل داخل كل نص عدد من التشكلات ذات هي الانثيالات واﻻنزياحات وما نستشفه من التشظي والشيئنة والسخصنة .هنا قد نلمس المخادعة للتثاقف والتناص بل للتراسل كذلك ، ونستوضح مصاديق الابداع من سواه . عبد القادر القط يذكر ان الشكل الفني الذي تتخذه الألفاظ والعبارات ينظمها الشاعر سياق بياني خاص حيث درايدن قال التصور هو الصفة المطلوبة.
مستوعبين لطروحات جون لوك في حدود ما من كون العقل ورقة بيضاء وما كتب أملته الحواس.
ليسنخ قال أن الأجسام بخواصها المرئية مواضيع للرسم اما الموضوعات فهي موضوعات الشعر ، ت .س .اليوت يزعم؛ ان الشعر ليس انغماس في العاطفة بل هروب منها !
متفق أن الشعر أثرى خيالا من الفلسفة ولازال صراع الشكل والمضمون المبنى والمحتوى الا أننا نقول بالتلازم والتكون في نفس اللحظة وهو ما اذا ماز احد سواه قلنا أسلوبه .
الزمخشري في الكشاف يقول :تصوير الحقيقة المعنوية بصورة حسية تلزم غالبا ولاشيء أثبت من الصور الحسيّة اما التهانوي فانه يقول :ما يميز الشيء مطلقا سواء كان الخارج ويسمى صورة خارجية اوالذهن ويسمى صورة ذهنية وصورة الشئ ما يؤخذ منه عند حذف المشخصات اي الخارجية التجريد واما الذهنية فلا بد منها لأن كل ما هو حاصل في العقل فلا بد من تشخيص عقلي.
وليم فان يقول : أن الصورة كلام مشحون شحنا قويا يتألف عادة من عناصر محسوسة .
وروز غريب تقول: الصورة أبسط وصف لها هي تعبير عن حالة أوحدث بأجزائهما اومظاهرهما المحسوسة وهي لوحة مؤلفة من كلمات او مقطوعة وصفية في الظاهر لكنها في التعبير الشعري توميء باكثر من الظاهر وقيمتها ترتكز على طاقتها الايحائية ، وهو ما دعانا لنفرز لها مبحثا لخطورتها الدالة على التباين الجندري المهمل بقصد والمهجور من العرب للموضوعية الدينية والعرفية والتقاليدية والفقر المعرفي الذي غير خاف أن النقد الثقافي لا يقبل الا مساحة ابستمولوجية عميقة وشاسعة والنقد الأنثوي بحاجة الى تبحر في ما لا يقل عن خمسة علوم.....
تعوّد الغرب على اجتراح التجريب ، وان كان يصلنا متأخرا الا انه يترك بصماته علينا لعدم وجود نظرية للآداب والنقد لدينا ، فشاع العودة للغة الخاصة من علمها في تصورات نعوم تشومسكي الدراسات النحوية وعند التكوينية البعد البلاغي فخرج البعض بالقول : استبدال الاستعارة عن الصورة في فهم النص وهنا كما نجيب تشومسكي أو من تبنى البلاغة وأهمل سواها من مكونات بنبويه وتركيبيه ان في التحليلية او التفكيكية نقول: للذي يقول أن الاستعارة بديل أنك تأخذ جزء فرعي من جزء أصيل ولكنه واحد من المكونات بالكل الشامل ، وأنت هنا ﻻ تقع في الوهم بل في التوهيم للتلميذ الذين يتابعوك فما الاستعارت الا شكل من البلاغة ، وهي معطي مجازي كلها تضخ في كمون ما يكون الصورة. ان الصورة رمزا لكل المعطى وليس البعد المنظور انها المستبطن وهي الوعي واللاوعي وهي المعطى الذهني والمعطى الموضوعي المعكوس وما تزعمه يخرب المفاهيم ويشرد أصول المفاهيمية وأنت تبتعد عن تطور العلوم. فعندما يقول: د.جابر عصفور انها طريقة خاصة من طرق التعبير ووجه من أوجه الدلالة تنحصر اهميتها فيما تحدثة في معنى من المعاني من خصوصية وتأثير ايا كانت هذه الخصوصية او ذاك التأثير. .

أندفكَ بريقَ خمرة وأغانٍ/  وأجـــــــــــوع ، /أجوع لأقرع الشغف نهما في الوصال / يا نبوءة منذورة تبرعمت في كياني/ تلهج بي كحبات كرز نافرة/ وأنـــاااا   على عشب خلاصي /ورحى رهاني في أنفاس الأماسي/ أراود الأثـــــــــــــــر !! /

من يندف من ؟...من يدق أبواب اليقظة على من يغفو؟....طلبا لوصال جديد ...من يبقى يحلم وفيه نبوءة بينيلوب ؟...من يلهج ؟ وحبات الكرز النافرة عند من ؟ من يفترس من ؟العشب عند من ؟ من كان يراود الأثر ..
لا نحتاج لشروح سنجرح النصوص نؤذي الأنثى في البوح الصادق ما يدفع الا الجهل والأمية والعناد المتوارث من ابليس......انها صور انثوية لا جدال ..لا اجتهاد ...، التسليم العلم والنفس والحس والحدس والعطر والملمس ذلك اللحم الطري وهذا الاملود الامرد ليس لذكر في اي حال .....
أفلحت امل ليس في الشعرية بل بالأنثوية ايضا ، لتؤكد انها الأنثى بانوثتها تبز وتتفوق على أي ذكر دون الحاجة للتنصل من الهوية كما يفعلن البعض لجهل ونضوب معرفي وعدم نضج شعري ..


الصورة لا تغير المعاني في طبيعتها الذاتية بل في وظيفة العرض والكيفية في تقديمه في كتابة الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي، فهو قد أجاب عما يدور اليوم في الغرب من تخبط البلاغة والبيان ومنها الاستعارة والتشبيه والمجاز قناطر عبور. فالاستعارة تعليق الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف كما يقول: ابن المعتز فاين هذا من المعنى الحديث الشامل للصورة كتجلي كلية النص ، العسكري يقول: الفصاحة والبلاغة ترجعان الى معنى واحد والفرق في الابانة عن المعنى والاظهار له والمجاز مفصل لما جاز الشيء يجوزه اذا تعداه واذا أعدل باللفظ عما يوحيه اصل اللغة وصف بأنه مجاز وابن الأثير يعده ما اريد به غير المعنى الموضوع له في أصل. اللغة انها من مداخيل التجريب عندما يستفحل يوقع في الضياع نحن بحاجة لتثبيت مفاهيم لتستوعب الاسلبة فهل ترى ان الاستعارة حكرا لاسلوب ؟ ت .س .اليوت في كتابة فائدة الشعر يقول : ان هدف الأدب ان يركز على تعبير عن الفكر من حيث هو فكر او عاطفة ويركز على ايجاد معادل موضوعي يجعل حدثه الشعري في النص منسجم كليا فبقي التدرج في تسلسل الصورة الشعرية ولكن بعمق وليس على السطح .
حضور الشاعر في الأبجدية اللغوية لان اللغة تدخل في هوية الكلام التوسع لشمول الأصوات التعبيرية للصورة تقدم حداثوي بل ما بعد حداثوي اما المزاعم والدعوات الاخرى فهي نكوص. اننا اليوم في الصراع النقدي لبنبوية تكوينية خلال التحليل التفكيكي يتناول النقاد فيه ومعهم اهل البلاغة ، لايجاد الفواصل بين الشكل والمضمون وكيفية الجمع في التصدي الفهموي للنصوص .فان كان الرمز صياغة شكلية وهيكل تركيبي والمعنى هوالفكرة المحضة التي تفي بالغرض وتطور الفكرالعربي عبر استيعاب الصور لان الامر تبناه المعتزلة وهو ماحدى الى مواجهتهم ومن ثم محاربة الافكار المستمدة من طروحاتهم ولا ننسى ان الجرجاني كان يمكن ان يلعب دورا أكبر بكثير لوﻻ كونه من زعماء الأشاعرة اعداء المعتزلة .
ان مادة قصيدة النثر هو النثر ، عكس قصيدة الحر والمرسل فلا أوجه مقايسة ، بل نرى أن من يمارس هذا لا بد له من هجر الطريق المخالف والنغم الأساس هناك مستبطن عارض هنا. فان توجب أن يكون هارموني هناك فهو بوليفوني هنا والصورة هناك تسكش قبل البدء ، هنا ترسم بلا سيكيشات مسبقة بل مجرد ما تضع لها محددات تكون خرجت من قصيدة النثر. اما البروس فتكون واياه في مستويين متباينين لا رابط بينهما وهذا ما نلمس عند العديد ، باجازنا قدمنا ملامح للبروس وقصيدة النثر التي نعمل بها منذ ما يفوق أربعة عقود ومحمل الصورة أحد التجليات وسنستخدمه تطبيقا للمكمل المبحث المتعلق بالصورة وسننتخب صور ليس وفق حسابا او قياسا ممن نعتقد فيهم ممارسة قصيدة النثر ومنه القليل الذي يكتب البروس الذي انا ممن يعتقدون باهمية ابقائه على اسمه جنس أدبي كاﻻبيغراما والومضة والهايكو..... وكان يلزمني معرفة بالكاتبات الشاعرات هنا والقاصة ولاحقة الرسامة وقد حتى النحاتة وحيثياتهم وموجز شخصي عنهن وعن طبيعة ومحددات انتاج النص الذي سنخلص الى فهم صوره وهذا لم يحصل وسيؤثر على فهم الصور نقديا ..انتخاب من اقطار متعددة تكوين قاعدة بينات معرفية أنثوية ، فلا بد له من معايير أحدها أردنا أكبر عدد ومن أقطار مختلفة لكل اسلوب وهناك تقاليد أدبية هي أعراف متبعة يقتفيها الأدباء ممن سبقهم ولذلك نقول النموذج بالشكل السوري أو العراقي أو المغربي وهكذا ومن يتناول طبق الأصل ، نرى ان الممارسة النقدية له تعوزها التدقيق وهذا واحدة من وقوع النقد في الخطيئة بالتميز بين التابع والمتبوع الابداعي والاتباعي المتسلق عبر اللصق والكولاج والتناص اللصوصي و.. وغيرها من مفهوميات غير سوية لمصطلحات حداثوية وقد مرر النقاد لنفعية أوجهل اونويا عقدية اوشخصانيات جهات ﻻتستحق مكانها في قاموس الأدب وسمح لهم عبر التكرار والتنميط من طبع العديد من المنشورات والدواوين واصبح لهم اسم ويراجعون وهم لم يحوزوا اجازة ابداعبة حقيقية علمية وبذلك أوقعنا الأدب في مطب الفن والتحصيل العلمي الزائف ، والمواقع الوهمية التي سادت في العقد الأخير من محلل استراتيجي الى باحث الى خبير اومتخصص وشرعنا للتجريب والتخريب وضياع النسقية والنمطية والاتساقية والتجنيس فدخل الطفيلي والجاهل والمستجد والجاهل والمغرض ، وكننا في بازار اليوم كل من هب ودب يمارس التجارة ، كذلك في الأدب ﻻ يكتبون ويصمتوا بل يطلقون عن نقل اوترجمه أو سماع أو محض تخيّل او للشهرة عناوين وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، فخلطوا الحابل بالنابل ترافق ذلك من صراخ للحداثة وصراخ مضاد بالأصولية فضيعوا الأصول والقواعد والمعايير والأسس ....
نصوص أمل حسن (اشتياق)

اشتياق (1)
يتشعب الطريق في براري الروح مشجرا بنسغ حب لا يرتوي في الوجد يشتّد ..!  وحدكِ تغنين في معابد النبض تغزلين دخان سيجارتك  تشتاقين ؛ ولا تتعبين ! تمتلئ سماء غيمك بالرحيق جمانا يتساقط .. مبتلا بنداء راعفا بالتلاقي موسوما بزهر الرمان وأنتَ تنبع من نبض الياسمين ! تتوسد الآه مسافاتنا القاتلة استند على أريكة الرعشة البكر يتناسل حبك أكثر ..!! أشبّ على وهج الغضى هدير اشتعال تعلق بالتنور ! في انفلات لذعاتك واستفاقة كرمتك واكتواء المواويل في ظلالك الرابية .


اشتياق (2)
على شطر سريرتك  وبسمة التبر في أنينك  ولمعةِ الوتر ! تجمعنا صبابةُ أغنية وردية الجنان  متوشحة بحنانك  ودمعة رقراقة تراوح عزف الصباحات  تقطر شهوة لمواعيد مؤجلة تتوسّد جفن الحنين  وجدا مصاغا باللّهب !  فعيون النهر تبرق بالشفق  لا تأنس الغسقَ .. ليشتعل ثغرُ الغوى ، في زهر حبك المنتهى  حين يتطاير الموج زغبا يستحضر الذكريات .

اشتياق (3)
بهدير هواجسي..  أفترش النهر صوب صوتكَ ولَها يضجّ بالخاصرة  لجيناً ينادم ملامحك الثمر فأهمي  شلالات لظىً  في انتشاء الرؤيا الحالمة ! أسلبك بحكمة الشوق جسارة نابضةً ! تبتهل بأنسِ أسمائنا تسبّح خضرة مقلتينا  بحدائق النبض المترعة  وعلى قيد الشوق ... ننبش الضفاف الرابضة على إيقاع نهمك المغامر  نيمّم غلال الأوراد  من فرط المطر !! .

اشتياق (4)
في وهج تقاسيمك تركض روحي .. حنطةً عذراء مخضلّةً  وماؤك أزرق .. !! نمتصّ الأمل كنسغ الروح  سنابلَ تطرح فيض هديل  تمدّ ذراعيها بحنوّ عاشق يقظٍ وبكلّ وحشة في فراشي ، أضمّ خيالك المطر ! أختم ببنان نعاسي  مناسك الصور .  أصحو على سلوى الغواية برحابة آسرة  أرتكبك ناراً في تنّور ذاكرتي  أندفكَ بريقَ خمرة وأغانٍ  وأجـــــــــــوع ، أجوع لأقرع الشغف نهما في الوصال  يا نبوءة منذورة تبرعمت في كياني تلهج بي كحبات كرز نافرة وأنـــاااا ..  على عشب خلاصي ورحى رهاني في أنفاس الأماسي أراود الأثـــــــــــــــر !! .