في عالم موازى - معاناة شاب في مجتمع نسوى



سامر حكيم
2017 / 1 / 1

انا شاب بمقتبل حياتى خرجت اليوم من منزلى متجها الى عملى كالمعتاد و لكن درجة الحرارة اليوم كانت عالية بدرجة غير طبيعية فلبست تى شيرت خفيف بكم قصير و بنطلون جينز و ما ان خرجت من الشارع متجها الى محظة الباص حتى رمتنى بضعة بنات واقفات بعبارات قذرة حاولت الا استثار و أكملت طريقتى رغم انهم افسدوا على يومى كله بما قالوه دهبت الى محطة الباص و وقفت و اذ بفتاة سمجة تنظر لى في بلاهة شديدة و كأنها ستنقض على و لخوفى من اثارة مشكلة معها ركبت اول باص متجه الى مكان عملى رغم انه كان مزدحماً حاولت الوقوف بين الناس بصعوبة و الاقتراب من الرجال قدر الإمكان حتى ابتعد عن الفتيات و النساء و اذ بسيدة تقترب من عمر والدتى تقف بجوارى و تبدأ في الاقتراب شيئا فشيئا و انا أحاول الابتعاد و لكن دون جدوى من ازدحام الاتوبيس و بدأت تمد يدها على جسدى الذى املكه انا كشاب و كإنسان و لا يملكه غيرى فبدأت بالتحدث بصوت عالً قائلا لو سمحتى احترمى نفسك و ابتعدى عنى انا بعمر ابنك تقريبا تدخل اهل الخير في الاتوبيس و و باعدوا بينى و بينها كل هذا و انا اعصابى تغلى و لا زلنا في بداية اليوم و ربنا يستر من بقية اليوم وصلت الى مقر عملى و دخلت و القيت السلام على الجميع و بعد رد السلام قالوا لى ان مديرتى في انتظارى تلك المديرة التي عينتنى بمرتب اقل من الفتيات لانى شاب و لكنى رضيت فهذه هي ظروف مجتمعنا النسوى الذى يفضل المرأة عن الرجل و سالتنى المديرة عن بعض المسائل الخاصة بالعمل و لكننى وجدتها تحاول التقرب منى بشكل غير مهذب فأستأذنتها في هدوء بحجة ان ورائى بعض العمل الذى ينتظر إنجازه و خرجت و ذهبت لعمل كوب من النسكافيه في البوفيه قبل الشروع في العمل و اذ بى استمع لبعض الفتيات اللاتى تقفن بجوار البوفيه من زميلاتى و احداهن تقول للاخرى شفتى جاى لابس ايه النهاردة انا لو أطول اقطع التي شيرت ده من على جسمه كنت اقطعه و اذ بالاخرى ترد عليها سيبك منه هو أصلا شكله شاب عاهر اين امه و اخته و هو يخرج من المنزل بهذه الملابس الفاضحة ابتلعت ما قالوه بكوب النسكافيه و انا في حلقى غصة من احاديثهن عنى و عن ملابسى و مظهرى رغم انهن كفتيات يلبسن كما يشاؤون و لا احد يملك ان يقول لهن ماذا تلبسين او ماذا تفعلين انهيت عملى و بدأت رحلة العودة للمنزل التي لم تخلو من الكلمات البذيئة من الفتيات حتى حاولت احداهن تحسس جسدى في احدى الشوارع المجاورة للعمل و انا ففي طريقى لركوب الباص فضربتها بالقلم و حدثت مشادة بينى و بينها و بالطبع تدخل البعض من الفتيات و السيدات في الشارع و قالوا لى (ما هو ده مش لبس برضه يا بنى اللى انت لابسه و البنت معذورة و انت عارف ازمة الجواز) و لما راجل ينزل من بيته بلبس زى كدة يبقى يستحمل اللى يجراله و ما آلمنى هو مشاركة بضعة رجال ممن يعانون من نفس معاناتى و حتى لو كانت ملابسهم محتشمة مما اعانيه و لكنهم وقفوا بجوار هذه الفتاة المتحرشة و بالنهاية اصريت على عدم تركها الا في قسم البوليس و بالفعل ذهبنا للقسم و بعد نظرات من سيادة الظابطة في القسم و تلكؤ في عمل المحضر قالت لى هي تحرشت بك و انت ضربتها بالقلم يبقى الطيب احسن و نلم الموضوع بدل بهدلتك انت و اهلك في القسم و النيابة و اللذى منه و لا انت شايف ايه؟ و بعدين ما هو برضه لبسك ده مينفعش بصراحة تنازلت عن حقى حتى لا اجلب المشاكل لى و لاهلى و عدت للمنزل بعد يوم ملئ بالصراعات فقط لاننى أحاول ان أقول للجميع اننى املك جسدى و لا يملكه احد غيرى!!