شارع القبط16



مارينا سوريال
2017 / 1 / 19

لم تسألها تريزا كيف علمت بهذا اخفت تعجبها وصمتت شعرت ان هدية دبرت لكل هذا ولم تخبرها لم تعتد منها هذا لم تحب ان تكون سيدتها بعيدة عنها وهى لاتعلم سيدتها لها فحسب ..فكرت ان كانت هناك خادمة اخرى الان تنقل لها الاخبار بعيدا عنها ..ولكن من هى؟.
رحلت تريزا بخطاباتها فى اليوم المحدد صباحا وانتظرت عودتها ولكنها لم تفعل ..دب الخوف فى اوصالها ماذا يكون ؟هل عاد الاخ وراها ؟حتى دميانة صارت تعتذر للام وترجوها ان تخرج لترى اين ذهبت تريزا كل هذا الوقت .لعنت نفسها لما لم تغادر مساء من دون خطابات انها تعرف هانت لم يكن ليتركها تاتى اليه فى الليل ثم يتركها بين يد اخيها انه يحبها كثيرا هكذا ما قاله فى الورقة الوحيدة التى وصلتها منه فى تلك الاشعار التى كان يجعلها تقرأها ويعود ليرددها امامها من جديد وكانها كتبت خصيصا لاجلها هى حتى تلك الورقة التى كتبها كانت تشك تشك فى كل شىء ولكن عندما رحل تاكدت من انها ارادته هو فحسب لانه من تستطيع ان تقرأ وتتناقش معه من دون ان تشعر بالخوف من عقاب اخيها او امها او اى انسان قال لها ان الثورة التى قامت فى فرنسا فعلت هذا بشعار الحرية والمساواة لكل انسان تخيلت نفسها هناك تجوب الشوارع مثلما فعل الثوار ..اخبرها ان هناك بلدا تدعى امريكا قد نالت استلالها عن بريطانيا بعد قيام بثورة لاجل الحرية وانها يمكنها ان تزورها فى يوم ما ولكنهم هناك فى اوروبا لا يحبون نسائهم اضا مثلما يفعل اهل المحروسة مع الاجنبيات من ابناء بلدته لانهن لسن مثل سيدات المحروسة .
مرت الايام كانت تعرف ان دميانة تبكى فى غرفتها ،ورأتها وهى تترجى اخيها الاكبر ان يبحثوا عنها حتى تعود ليس لديها سواها ولكنها لم تعد منذ ليلتها مع الوقت ذهب الخوف وارتفع عوضا عن الحزن فى قلب هدية حتى عندما طلبتها الام فى غرفتها واخبرتها عن ذلك المدعو ويصا الذى قبل به اخيها الاكبر سيداروس ان يصير زوجا لها وسوف تاتى امه لزيارتها فى اول الاسبوع المقبل لم ترفض او حتى تعترض لقد قبلت فى صمت .هل تشعر بالملل من البيت الكبير تريد الرحيل عن اخيها فحسب ،عن اخيها الاصغر الذى وعدها ان يظل معها ولكنه الان يقضى جل وقته مع اصدقائه الضباط فى الجيش يقولون انه مقرب من احد الضباط الذى بات اسمه معروفا لدى اخيها لانه يجمع بقيه ضباط الجيش من حوله وهو احمد عرابى .قال الاخ ومالنا نحن بالثورات يا اخى هل نسيت من نكون نحن؟
كان صوت اخيها ناثان يصل اليها فخرجت من غرفتها لتراقبهما من بعيد فى غرفة المكتب .
وماذا نكون نحن يا اخى ؟ألم نكن نحن هنا منذ البدء منذ ان كانت تلك البلاد ثم صرنا جميعا فيها .لا يا اخى لم نعد كما الماضى لقد دخلت هذا الجيش وصرت جزءا منه وماذا اكون الان ااذ اختفيت،جندى جبان هل هذا ما تريده لاخيك.
رد سيداروس بغضب:ليست لنا نحن الثورات على الخديو نحن من قبل كنا مع اسماعيل ولم نرى افضل منه ومنذ عهد جده الاكبر محمد على اصبح يمكننا العيش واذا كنت نسيت فاسال امك عن حال اجدادك لتخبرك نلنا وضعنا ولسنا مثل البقية وعليك ان تتعلم مثل اخوتك او تغادر مثل اخيك بلا رجعة الى هنا وساتكفل بمصاريفك بالخارج طالما حييت حتى تدرس ما تشاء او تعمل او ماتراه مناسبا وهذا افضل العروض عندى لك فاقبلها وغادر.نحن عائلة لا تقف فى ثورة ضد الخديو وهذا العرابى الذى معك لا ينفعك يا اخى اتفهم انه لا يجيد سوى الحديث فقط نحن بلدا مديون علينا البحث عن طريق لسداد ديونه وليس الثورة والهياج انت لا تحب تلك البلد حقا يا اخى الصغير.