شارع القبط20



مارينا سوريال
2017 / 1 / 23

كانت تسمعه يتشاجر مع اخيه الاكبر والام قلقه لم تستطع هدية ان تتدخل بينهم كان بينها وبينهم جدار ليس لانها الصغرى فحسب بل لانها فتاة ومنذ ان بدأت تخفى وجهها شعرت ان لسانها لم يعد فى محله لم يعد بقوته السابقة يتحدث وقت ما يريد ،حتى مع الام فقد اصبحت اكثر طاعة وانصات لنصائح الام ربما كانت الام مصيبة كانت تحدث نفسها بهذا طوال الليل ،لا يمكن للجميع ان يكون مخطأ وهى مصيبة وحدها ،هكذا فعلت زوجة اخيها واختها ايريس ،ودميانة مع تريزا ابنتها ،تتذكرها فتشعر بالحسد بالحيرة ،هى هل سعيدة الان بهروبها ؟ هل احبت احدهم لذلك رحلت معه؟قم تلوم نفسها تريزا تمتلك الشجاعة وانت تمتلكين الصوت المرتفع فحسب هى تفعل ما تشاء وهى ابنة دميانة خادمة الام الخائفة التى تحتفظ ببعض الخزين لنفسها ربما تبيعه او يذهب لدارها مع ان الام لاتفارقها وتاخذ كل ماتريده منها ،ان الام لا تراجع خادمتها دميانة ابدا بل تطيعها !!وتستمع الى مشورتها ولكن منذ ان رحلت ابنتها لم تعد تتحدث او تنصت ،شاردة عيناها لاتفارقها الدموع ،لولا سنوات خدمتها للام للاعادتها الى بيتها واحضرت اخرى،لكن الام ايضا لم تعتد ان تترك عادة قد تعودت عليها حتى ولو لم تعد معها كالسابق ،والام ايضا لم تحب ان تتغير عادتها ،فلم تتوقف عن الحديث لها طوال الوقت خاصا وصوت شجار الاخويين كلما اتى الى البيت لا يتوقف .
قلت ان الحركة ستعيد البلاد كما كانت فى السابق وسيكون للجميع حق الحديث ،لم تقل انت ذلك؟قال سيداروس بسخرية
التوت شفتا ناثان :ليس بعد انتظر عليهم ،سيغيرون كل تلك القوانين السابقة وستعود الصحف ايضا للتحدث نحن لسنا انقلابا اتفهم فعل ما فعلنا حتى نخرج الاجانب من بلادنا الخديو الذى تعتبره شرعيا يدخلهم الى حيث الحكم واداره البلاد انه فقط ممثل لمن كانوا اسرة محمد على ،وكل هذا من تحت راس السابق الخديو اسماعيل ولو لم يتركنا بتلك الحالة مااضطررنا الى التحرك على قادتنا السابقين ولكن انت كيف لك ان اتفهم فلا باس لديك مع الانجليز والفرنسوية طالما عملاتك النقدية تصبخ اوفر.
انت غبى عملاتى هى عملات عائلة هيدرا انت لست من ابناءه نحن تجار ابناء تجار منذ ان بدأ جدنا لاكبر تجارته من لاشىء لن تعود انت وتضيع ما اصبحنا عليه ،من سيرحمنا اذا عدنا فقراء؟انظر لحال فقراء القبط ؟املاكنا تمنع الخوف عنا.
لا ارى سوى الخوف يا اخى الاكبر فى عينيك
هذا لانك قررت ان تكون مع هؤلاء الجهلاء .قانون مطبوعات حكومة شريف باشا سيظل اتعرف لماذا لانه يعرفون انه كان على صواب لكن لذه الكرسى مغرية .ليس على الكل ان يفكر يا اخى الصغير ولن يغير كل من يفكر العالم ..البلاد لا يمكنها ان تستمر وكل ليلتين ثورة .ان لم يعجبهم البارودى الان وعرابى فمن ايضا ولما كان كل هذا منذ البداية ؟لقد رايتم ان خديونا طيب فكانت فرصة انت بمفردكم تستغلون جوع الجهلاء فحسب انهم لم يعرفونكم فى السابق فهل كان عرابى يهبط الى الناس فى المقاهى ليجمعهم ويحدثهم مامشكلتك كل مااردته ان لا ترى اجانب فى الجيش وان يتساوى القبطى فى الحقوق وكان هذا يكفى فحسب ولكن ان تكون الحكومة هى هم !
الا ترى الصحف انت اى صحفا تتحدث لم تغلق سوى الصحف السورية واللبنانية اما الصحف المصرية فهى تحب عرابى والبارودى لم يكن لدينا جيشا مصرى من قبل .كانوا اغراب ياتون الى هنا وكنا نخاف لم يكن من بنى القبط من يحمل سلاحا او يركب فرسا ويسير به فى الشوارع مطمئنا ،ماذا كان يحدث لجدك الذى فر باهله هاربا سنوات حتى استطاع العودة ،كم عام حتى نسوا الخوف قليلا ،لو انهم نسوا ما فعله جدى بشاى ما كانت انا لاكون جنديا لانه لم يقتل جنديا مصريا وقتها هذا ما شفع لى لدى لحركة .
وماذا اكمل محمد على جاء وازدهرت تجارتنا وصارنا بكوات وحصل جدك على لقب باشا ومستشار لدى الخديو ،اصبح لنا بيت واسع امن ومحمى دون اعتداء اوخوف من احدا .اصبح يمكننا عدم الخوف اتفهم سافرت انت واخيك الذى احب باريز على العودة من اصحاب البعثات ولم تكن لنا من قبل واصبح مننا نظار واصبح هناك مجلس شورى يحق لنا التمثيل فيه .وفى بلدتنا فى الصعيد لم يحصل قريبك جرجس على العمودية دون خوف ،سنوات لم نشعر بالامان والان نرد نحن هذا الجميل ونقف امام ابناء محمد على ونحضر هؤلاء الجنود الى الحكم مال الجنود بحكم البلاد انت اخبرنى ؟ادخلتمونا فى حرب مع الانجليز وانت قلت انه لم يكن لنا جيش فى السابق هل سنحارب بالنبابيت والسلاح الابيض فى الشوارع ،البنادق والرصاص بسيوفنا الخرقاء سنفعل باسلحتنا التى يصنعونها ،ومن سيموت اليس ابناء القبط الفقراء ،من خائف الان اليس هم ؟اذا دخل الانجليز ألن يقال مثل السابق ابناء مله واحدة ؟.كيف سنخبرهم ان ملتنا ليست واحدة معهم ،لما صمت الان تحدث ؟نحن لسنا مثلهم يا ناثان ولن نكون؟انا رب تلك الاسرة الان ومن يدير مصالحها انت فتى صغير ولن تكبر ابدا يكفينى ان اخيك قد هرب وتركنى معكم وحيدا ..والان انا بمفردى عليه ان احمىكم وانت اين؟.
كانت تراقب ناثان وهو يخرج من البيت مسرعا لم يعد الى البيت حتى اغلق على نفسه كل شىء ولم يعد يخرج من غرفته ،لم تحزن لانه لم يحضر زواجها كانت تعلم انه ليس راضيا وهذا اشعرها بقليل من السعادة ان يكون احد معها ويعرف انها بداخلها مصيبة ،ستتزوج من شخص لم تراه او تعرفه او يراها لانه صديق لاخيها وان كانا مختلفين لكنه ايضا ابن لتجاره عائلته ولان اخيها يراه الانسب لنسبه فلا باس لديها .او هكذا كان وجهها امامهم فلم يعد المسيو ياتى ليراها ورحلت من كانت تحمل له الخطابات ولا تعلم عنها هدية شىء بعد ،لكنها ستعود كانت تمتم بهذا وهى ترتدى فستان العرس.
الام من اخبرتها عندما عادت من الثغر بعد ان دخل الانجليز الاسكندرية ،وانحاز الخديوى اليهم كيف كانت تشعر وهى تعلم انه مع جيش العرابين الان ولكن لاتعرف ان كان حيا او ميتا ،كانت ترتجف وهى تتطلع لها هل مات ناثان هل يمكن ان يكون هذا قد حدث له؟ وقفت هدية تتطلع الى الام الان فهى لم ترها ترتجف من قبل كانت جسدها الممتلىء يكاد ينفجر من كثره الرج به وهى تنتحب وتبكى فتاخذ انفاسا عميقا لان بطنها الضخم يحجب عنها التنفس الصحيح ،كانت هدية تراها ضخمة جدا من قبل ،فلم تكن تقف حتى تظهر دميانة وهى وايريس جوارها اقزام لم يضاهيها فى الطول سوى الاخ الاكبر ،اما الاب فقد كان الوحيد الاضخم منها .منذ صغرها وهى تنظر الى الاعلى حتى يمكنها ان ترى وجوههم والا كانت ستنظر الى اقدامهم فحسب ،اعتادت ان تلاحظ اصابع قدم الام الملونة اما الان فهى متورمة حمراء اللون قاتمة ممدة امامها فى الفراش وكل جزء بها ينتحب اكثر فتحاول خادمتها ان توقف نحيبها قليلا حتى تعطيها الدواء الذى وصفه الحكيم لها بناء على معلوماته من الخادمة فلم يسمح للطبيب ان يعاينها ابدا.
تعجبت فقد كانت الام قزمه ايضا طولها اقصر من خادمتها دميانة التى تنتحى الان وتدلك قدمها بالماء وتطهرها جيدا من اى وسخ يمكن ان يزيد من الم الام من جديد ، اخبرتها دميانة ان الام تتالم الان طوال الليل وحتى الاخ الاكبر لم يعد يقبل على غرفتها ولا زوجته ولا احد من ابناءه يرى جدتهم المريضة ولكن اصغر الاولاد يستيقظ ليلا على صوت ألمها فيتجول فى البيت حتى غرفتها لكنه يركض حين يراها لا يجرؤ على الاقتراب منها .