نساء تناضل أمام الكاميرات



نادية خلوف
2017 / 1 / 25

في الوطن العربي منظمات نسائية كثيرة عربية، وغير عربية، فالوطن العربي ليس عربيّاً خالصاً، هو خليط من القوميات، والثقافات، لكنّه خليط متجانس، متشابه في كثير من حالاته.
بعض الدّول العربية خالية من المنّظمات النّسائية تماماً، وبعض الدول يحتوي على منظمات نسائية رديفة للأحزاب، وكما نعلم فإنّ الأحزاب يسيطر عليها الرّجال، والحدّ المسموح لممارسة النساء الحريّة هو بيد الرجل، وتبقى مهمّة المنظّمة في هذه الحالة إحياء الحفلات في ذكرى المرأة، والتأكيد على دعم نضال الشّعب الفلسطيني، والشعوب الأخرى، وتثمين عمل الأفراد من الرّجال.
لا أتحدّث عن عبث فقد عملت في هذه المنظّمات، وربما كتبت مقالاتي الأولى على صفحاتها، ثم تخرّجت منها بدرجة رسوب. ولا زال الأعضاء هم .هم، والقيادات هي. هي، لو عدّت لن أكون غريبة، لكنّني سوف أكون كما كنت غير مرحبّ بأفكاري. ولا يهمّ ذلك .علينا أن ندعم حقّ كل إنسان في ممارسة حياته كما يحبّ، وحياته التي يحبّ هي كرنفالات وسفر، وتجديد في اللباس والشّعر، والقضاء على الشّيخوخة، وأهم من هذا هو: نظرة الاستعلاء عند هذه القيادات، فلو أرادت شابّة اقتحامها لتسبب الأمر لها بالاكتئاب. كلّ ما يتحدثن عنه ليس له وجود في الواقع. هنّ أربع أو خمس نساء في كلّ دولة يستفدّن من كلّ جهة، ويشفّرن أنفسهن، فيدعيّن معارضة الأنظمة بينما أيديهم تمتدّ إلى الخلف . يصافحن النّظام ويدّعين أنّهن ناضلن وحقّقن المكاسب نتيجة هذا النّضال، وفعلاً يحقّقن المكاسب المالية لأنفسهنّ.
العنجهيّة التي يتميّز بها الحكام العرب تبدو متواضعة جداً أمام زعماء الأحزاب من الرّجال، وهؤلاء يبدون متواضعين أمام عنجهية هؤلاء النّساء.
في الوطن العربي، تحارب المرأة . المرأة، وتشتم الرجل لأنّه رجل، وليس من أجل فكره، لكن الرّجل الذي يمنحهنّ المنصب فله الحبّ . كلّ الحبّ إلى أن يميل عليه الزمان فيصبح ذكراً.
بالنسبة لي أرى في الرّجل ذاتي المقهورة، وإذا كان الكثير من الرّجال ربتّه امرأة وعلّمته بطريقة أو بأخرى أن يكون ذكراً، لكن يمكن للرجل أن ينضج . كم يحزّ في نفسي عندما أرى رجلاً يمدّ يده من أجل أن يطعم أسرته. هل هناك ظلماً أقسى من ذلك؟
الفقراء متساوون في الظلم رجالاً، ونساء. هم لا يبحثون عن العدالة. يبحثون عن الرّغيف.
كنت أكتب في موقع الكتروني يدّعي العلمانية، وكلما قرأت مقالاً يدخل رأسي في الحيط. لا أفهم منه شيئاً، بحثت إذا ما كان العذر في، أم في الكتابات، وبينما أبحث رأيت إعلاناً يروّج لامرأة يبدو أنّها اختيرت كرئيسة تحرير، عندما أتت أمام الكاميرا، وأوّل ما نطقت بأوّل كلمة أغلقت الفيديو، ولم أعد أكتب في الموقع. رفقاً بنا أيّتها المناضلات.
هناك نساء مناضلات حقيقة لكن لا أحد يمرّ عليهنّ بكلمة، منهنّ هؤلاء الأمهات العازبات، والمتنوّرات أيضاً، أمهات عازبات تعني أنّهن يربين أولادهن بأنفسهن لغياب الرّجل بسبب الموت، أو بسبب أنّه يفضّل الرّفاه على المسؤوليّة.
بالنّسبة لي لا أعادي الرجل لأنّه ابني، وأخي وحبيبي، لكنّني أتمنى أن أعيد تربيته على احترام نفسه، واحترام زوجته، والانتماء للأسرة.
ا