شارع القبط25



مارينا سوريال
2017 / 1 / 28

عاد اليها الخوف من جديد ،الخوف الذى نسيته لبضع سنوات،هى لم تعرف مثل هذا الشعور من قبل حتى المسيو كانت تحب ان تتحدث اليه دائما وان يرحلا الى حيث لم ترى لكن هذا النسيم ليس كذلك .هل نظر اليها فقط لانها تخرج الى حديقتها وتراعى الزهور وتجيد القراءة كل هذا فقط ما راه فى هدية .كانت تشعر بالخوف والغض كليهما يتنازعاها الان اكثر من ذى قبل بعد ان توقف عن زيارة اخيها .انه اخيها الاكبر هل عاد مثلما كان فىا لسابق من جديد واخبره الخدم بما راوه وانه فعلوا لم يكن ليتركها ،كان الى الان يؤدب زوجته مثلما فعل وارسلها الى حيث بيت ابيها حتى تتعلم الا تقاطعه وتتحدث معه حول عمله فكيف وهى تقف مع غريب تتحدث مكشوفه الوجه .
علمت ان البابا قد كتب لمختار باشا المندوب العالى العثمانى ولكن فى تلك الليلة كان هناك خمسمائة شخص منهم الاخ الاكبر من دعوة من بطرس باشا غالى بصفته نائب مجلس الامة لاجراء انتخاب المجلس .كانت تعرف دائما انهم يرددون ان اخيها الاكبر هو عين مطيعة للديوان الخديوى وما يصدر عنه فهو امر لذا لم يكن مستغربا ما حدث .لم تكن تهتم بذلك النزاع الدائر ولا تفهم له سببا ان كان لتحديد راتب لمن يعملون داخل الكنيسة الاثوذكسية فما المشكلة؟!.
وفى اليوم التالى قصد بطرس باشا البطريركية يتبعه البوليس ومنع الدخول الى البطريركية وصرف التلاميذ من المدرسة واساتذتها وطرد الخدم وسط دهشة الناس وهم يتعجبون مما يحدث ،وبعض الظهر جاء محافظ القاهرة وطلب من البطريرك ان يقبل الرئاسة على الانتخاب فابى فقام المحافظ وبدء بالانتخاب فاسفرت عن فوز عدد من الاعضاء على راسهم بطرس باشا غالى ،حنا بك نصرالله،بطرس بك يوسف،مقار بك عبدالشهيد،قلينى بك فهمى،حبشى افندى مفتاح،يعقوب افندى نخلةكاول اعضاء للمجلس الملى .
قراءت فى الصحف على لسان البطريرك ان ماتم كان بغير اذن او رضى منه ،وانه لا يوافق مطلقا عليه،وان البابا توجه بصحبه المطارنة والقسوس لمقابلة الجناب العالى وكان ذلك يوافق عيد الاضحى،ولكنه رفض مقابلتهم بسبب رفض البابا الانتخاب الذى اقره الباب العالى .
كانت تعلم ان اخيها يسعى لان يصبح عوضا فى المجلس ايضا لذا سافر بقطر المحروسة يجمع اصواتا تؤيده فى الانتخاب ولكن البابا كيرلس اصر على موقفه .كان البيت الواسع تحول الى مقر للاجتماعات الاعضاء الراغبين مع اخيها فى الانضمام الى عضوية المجلس كممثلين للجمعية التوفيقة وان المجلس سينعقد بعد رفض البابا الموافقة على الانتخابات ويقر برفعه من رئاسة المجلس ومن ادارة كل ما يتعلق بشون الطائفة وان المجلس ينتخب من يلزم ليكون وكيلا للبطريركية ورئيسا للمجلس .
كانت تنتظر خبرا ياتيها عن نسيم وسط كل هذا الشجار والشحان الذى يملا بيت هيدرا والجرائد لذهاب البابا الى القنصل الانجليزى والروسى بعد ان اغلقت الحكومة المصرية ابوابها فى وجه مطالبه ورفضت الاستماع او مقابلته.لان قنصل روسيا هو من وافق على التدخل لدى الخديوى.وان بطرس باشا يريد الصلح وانه زار البطريركية واتفقا على تعديل لائحة المجلس.فارسل اخيها الاكبر رسالة تهنئة الى الباشا والبطريرك بمناسبة ذلك !.
ارسل اليها الخطاب الاول بعد طرد اخيها له اخبرها انه طلبها ولكن اخيها قام بطرده ،جلست صامتة محاولة ان تهدا وعقلها الغاضب لايفعل اختار منذ زمن طويلا والان بعد العمر لايزال هنا ليمنع ويختار ويامر .فكرت ترفع رايه العصيان وان ترحل لكنها لم تعرف اين هو لم يرسل لها اين يعيش لم تعرف عنه اكثر مما اخبروها.كانت تراقب فى مراتها شعيراتها البيضاء وتحصيها مثلما تحصى كل شىء فى دفترها ،استطاعت ان تحضر كتب داروين لتقوم بدراستها ،خاصا بعد قراتها لكتابة الاول لاتزال تتذكر ملمس اوراقه ،وصور التشريح التى قام بها لقد علمها كيف يمكن تشريح الحشرة وماهى اعضاء جسدنا ووظائفها وكيف تنمو لقد اجابها على الكثير من الاسئلة بحثت عنها ولم يجاوبها عنها احد من قبل .كان هو منقذها الوحيد وهى تنتظر ان يعود اليها نسيم مرة اخرى بينما استطاعت ات تقف فى وجه اخيها وجعل ايزيس ترتاد مدرسة الفتيات ،اخبرت امها انها تريد ان تصبح معلمة ايضا عندما تنتهى من دراستها .منذ ان رحلتا لم يسال الاب عنها فكرت ان ابنتها مثلها ،كلتاهما كان هناك اب بمكان ما .