على يمين القلب /نقود انثوية 32/أ.د.بشرى البستاني A



سعد محمد مهدي غلام
2017 / 1 / 30

الفنون الجميلة القسم الثاني ارسطويا المحاكاة عماده ، ولكن ليس كل محاكاة فنا ،وسيلتها موضوعها واسلوبها المحاكاة تبقيها في دائرة هذا القسم، من النثر انه الملفوظ وان دخل عليه الوزن تحول الى شعر المديح والملاحم ، وعندما تضاف لهما الانغام يصبح الشعر الغنائي والتراجيدي والكوميدي .
افلاطون المحاكاة للمحسوس الموضوعي ويبقى اقل في حسن الصورة عن اصله ، ارسطو طور الفعل الادائي للمحاكاة فقال ليس الانعكاس المرأوي للمحسوس بل للشخوص وما يخلفونه من انفعال في عقل المحاكي والفعل الذي يند عنه حيال فعل الخارج المحسوس ، وادخل امورا اخرى ستكون فاتحة لتوسيع ابواب الفهم الابداعي .وهو الاسقاط الانسني فما يحاكى لا يعود مجرد الشيء وما تصدر عنه واما موقفنا الذاتي حياله واسلوب تلقينا لردوده..تطور الفلسفة والعلوم ترك بصمات في تفسير كلمات ارسطو والتي تناولها في كتاب البوطيقا ..في العصر الروماني ظهر مجموعة يمارسون فعل مغاير للمعهود، وهو العمل النقدي ، وتطورت تخصصات دراسة الكلام والانغام والايقاع والاوزان وهي عمادات الفنون جميعا الرقص الى الشعر ...اللافت هو ما قاله هوراس ان الشعرصورة ، ..في العصور العربية الاسلامية شهدنا نقلات نوعية
في دراسة اللغة التوسع في قواعدياتها ونحوها وقوانينها ....الخ ووسائل استخدامها ، ومنها الشعروالنثر .لم تخرق قواعد البوتيقا من النقاد للشعر واهل اللغة من البلاغة والبيان والنحو اثروا القاموس بالدروس والمفهوميات ووضعت قواعد للشعر حصة كبيرة ، فالشعر كما يقال ديوان العرب وكان ثمة من المح لاختلاف الكلام عن اللغة معياريا ومشاركات وقواعديات وجدنا صكاها في دراسات بيرس وسوسر وقبلهما من الشكلانيين الروس ، هو المرجع والمستشهد به وميدان التطبيق ، ظهرت المعاجم ومفاهيم الترادف والتضاد وادوات البيان والبلاغة، وكشف الخليل بن احمدعن بعض اهم البحور (نقول اهم لان اليوم قد ثبت ان الخليل اهمل اكثر من نصف التراث الشعري ان وجده لا يتطابق مع عروضه وقواعده الرياضية المسطرية وتلك اليوم من المسلمات البحثية في تاريخ الشعرية العربية كما عدم معرفة توزين الشعر العراقي والفرعوني..افقد العروض المصداقية في انه قانون جامع مانع هو جزء من القاعدية وليس جميعها وثبت ايام الدوبيت والمواليا والكان كان والتسميط والتوشيح والاوراد والنفريات والعتاهيات وشعر مسلم بن الوليد .....الخ الكثير الكثير الذي يستند له اصحاب هذه الافكار ....) فاكملها الاخفش بالمتدارك . وسلط الجاحظ الضوء على الصورة ، فخاض الجرجاني بالمجاز والاستعارة والتشبية وجرى تقدم هائل في فهم الاستعارة والتشبيه والتعريض ... وفي الشعروالنثر انبرى من خاض في تأسيس مقدمات ما نسميه النقد البارز كان التقسيم للشعراء طبقات جمع المنجز الشعري وتقديم رؤية اولية من النقد اللساني في البلاغة والالتزام بالبحور التي اصبح لها دروسها الموسعة وهو علم العروض ، حتى المقدم في تناول نقد الشعر والنثر خرج عن قواعد ارسطو، والفلاسفة ذاتهم ، وهو غير ما اتبعه ابن قتيبة والجمحي ....الخ .
توغلوا في اعماق التفسير والتأويل والربط بين الشعر والمنطق وهو ايضا من موروث ارسطو ، ولكن لوحظ في كتابات الكبار ظهور مصطلح لم يأخذ عند من سبقهم مكانته وهو العدول او الانزياح ، فوجدنا ان دارس البلاغة والنحو والقواعد كما هو دارس الشعر اطلقوا على مخالفة القانون والمعيار مصطلح الانزياح ، فجاء في كتابات ابي بكر والاخر عبد القاهر الجرجانيان كما في كتابات سيبويه ودراسات ابن جني وعيار ابن طباطبا والرماني وقرطاجني والزمخشري وابن كثير والامدي .....الخ . فيكاد لا احد لم يكتب في الصوت والايقاع والبلاغة والقواعد او درس الشعر بل القرآن والسيرة ذاتهما الا ووجدنا كلمة العدول والانزياح احداهما تقابل الاخرى تماهيا وتماثلا واحيانا يضاف الخروج والانحراف ...الخ .امسى درس الانزياح ملازما للدروس المعيارية بل لا مباحث دونها .
منهم من اوقفه على الايقاع والتقفية ومنهم على الوزن .البلاغيون على شروط معيارية صاغوها والنحوي على قواعد اعتمدها ، في الشعر عدد هائل من المفردات لكل عدول على مسطرة الخليل ، وشهد ت اكبر النهضات العربية العصور الرابع والخامس الهجريين ..وما اضافه اهل الاندلس ، واستقر التراث على المعطيات بعد سقوط بغدادو الاندلس ،وتفكك الدولة الدولة العربية الاسلامية وما اعقب ذلك لم يخرج في ظل الانقسام والاحتلال والتمزق الا دراسات توثيق وتحقيق ومحاولات استرجاع الموزع على الامصار والتعمق في السيرة والتفسير والسنة والحديث ،انتقال الحراك القكرى الى الغرب ، وضع الامة كمستهلك لما ياتي بل وجدنا حتى تراثنا يسهم المستشرق الغربي في ان يكون الدليل والمعين والمفسر .... ما حدث في القرن الماضي وحتى اليوم محاولات انقسمت الى ثلاث خطوط هناك من لزم التاصيل والاصولية ، وحارب بكل السبل اي تعديل او تطوير ، وحتى الاجتهاد منع الا في الفروع ، وهناك من طالب بالتوقف عن الامتياح من التراث والاعتماد على المنتج الغربي بها ندرس ونعالج ونثري ونقيس حتى الموروث ونافح في ذلك التغريب لدرجة تسفيه كل التراث ، كان ثمة خط ثلاث نحن لا نميل الى ما يدعى الوسطية
نجد المصطلح اكليكتيقيا ومزاجيا وتوفيقيا تلفيقيا اكثر منه تواضعيا اكثر منه منهجيا ويستند معرفيا على اصول وقوانين ،لذلك لا نعده موقف الوسط بل نراه خط ثالث يدرس التراث بكل معطياته السلبية والايجابية ويدرس الغرب بل العالم كله درس مقارن سلبه وايجابه ويكون نظرية ليست تلفيقية توفيقية بل رؤية علمية ، الواقع لم يكتب لمثل هذا الخط الفلاح الا في حالات والكثير من دعاته انزاحوا عن مناطق فعلهم بعدول عن النهج والمنهج ليميلوا الى الاول او الثاني او كونوا كتلة من التي لا سمات ولا صفات لها مجرد خليط من تجميع وليس مزاوجة واثراء وتطوير ، عموما عند الجميع وجدنا الانزياح متداولا ، وكل وفق خندقه ، لكننا نحن لا نعد انفسنا مع اي من الخنادق بل من أهل الخندق المندرس والمحارب من الجميع ، هي عقيدتنا وعلى هديها نسيروان عرضنا ذلك للمهاجمة والعدوان علينا دون وجه حق من الخنادق الثلاث الا من هم من قبيلنا المعرفي ان العلم البشري تفاعل وتصاهر ولا تحديث دون تأصيل ولا تراث دون معاصرة والتثاقف والمقارنة ليست رغبة بل الزام يستوجبه النهج العملي وليس العقدي . مما نعالجه وفقها موضوع الشعر فكانت قصيدة النثر ، وكانت اللغة والكلام وعموم اللسان على خط الاقدمين او سوسريا او بيرسيا.او اسلوبيا من مونتيه لدوفيليه الى موليه الى بافون ......الى كل من كرس الدرس للاسلوب ، واللازب
ان ندرس الانزياح ونتعمق فيه للوقوف مع ما يتماهى وعقيدتنا العامة .. سبق لنا ان اخذناه مساق لمباحث نقدية في تناولات معالجات نصوص شعراء لهم حضوة ومكانة مرموقة في ما نجد اننا قد كرسنا من اربعة عقود جل دروسنا وقراءاتنا وتموضعاتنا عليه في الشعر والنقد وكل المتعلق بهما كان قصيدة النثر . وضعنا اجندة لتناول عدد كبيرا من الشعراء الذين لهم الحضور في هذا الجنس من الرواد او من يليهم وحتى ادخلنا الشباب من شعراء اليوم نقصد في الحقبة والعمر
والاغلب ممن تناولناه هم احياء اطال الله اعمارهم . مما نحن نجده اعظم انزياح في المسيرة الشعرية هي قصيدة النثر ، ليس لانها خنثية فذلك ما لا نوافق د. عز الدين المناصرة عليه ابدا ، ولا هي القصيدة الخرساء كما يزعم عبد المعطي حجازي ، لما نعتقده فقدان قدرة تماهي مع رتم العصر واستيعاب الانزياح العام في اللغة والشعر منها ، فلذلك هناك عدولات صرفية وايقاعية وتركيبية واسنادية ولسنا ممن يبحث عن ايقاعية داخلية وانتظامية ليقول ان قصيدة النثر امتداد للشعر الحر لسنا مع ذلك غربية نحن حتى لا نوافق سوزان برنار فليس برتران اليزيوس ولاجاكوب ،،وقصائد الشر لبودلير ولا ادغار بو والا ويتمان ولا اشراقات رامبو او كتابات مرلين ..... اننا بدرسنا الخاص نرى ان كرستوفر مارلو هو الاب لقصيدة النثر في منتصف السادس عشر غربيا ...وعربيا نجده في الاوراد الدينية والكتب السماوية وقصائد سومر وبابل واناشيد الفراعنة .. ....وثمة درجات وطبقات ومستويات تخرج القصيدة من عالم النظم مع كل ما احدث فيها او حدث عليها من تفعيل وتجزئة وتشطير وتلاعب بصري مهندس في الموجة الكونكريتة والتلاعب الكاليوغرافي . وكل الافعال البصرية والصورية والكتابية كتابة بالرسم او رسوم بالكتابة او بعثرة حروف الكلمات واسقاطها عموديا او افقيا او تدويرها لا نراها تصاقب فعل المنجز في التحول لقصيدة الحر والمرسل ان من المحددين او المطلقين وضمنا التفعيل والتدوير واشراك عدة بحور في المدماك الشعري الواحد . ومن ثم في النص الواحد ...حتى نكون صريحين في كشف الاسباب ونحن في مضمار نقود انثوية هي من تفريعات النقود في الدرس الثقافي ولن نغادر خطنا ، ولكن دراسة متخصصة في معالجة انثوية لمنجزات شاعرة وشاعر اعتمادا على محور الانزياح واعتباره بؤرة الدرس الثقافي ، يعود لاسباب في طليعتها ان الشاعرة بشرى البستاني شاعرة نظم وتفعيل بالاصل وتعد من الجيل الثاني من الرواد فهي تكتب من اواخر الستينات ومن مطلع السبعينات نشرت نصوصها ، ولكن ليس ذلك هو الباعث لان
نتعمق بخصوصية التبئير ، السبب ان الشاعرة استاذة جامعية اختصاصها الادب والنقد ، تكون اخر اصداراتها التي لابد من انها الارقى والاثرى والانضج عمريا وتجريبيا وابداعيا تكون من قصائد النثر امر ملفت ، يدعم ما كنا نقوله من عقود ، ان هذا الجنس هو الارقى في التداول والتوصيل هو الذي يستوعب كلية الانزياح ليتمكن المبدع من الافصاح
عن كلية من يبتغي دون قناع ادونوسي وحتى تقانة الترميز والميثولوجيا والفلكلور والصورلوجي والتناص والبولفنة والتراسل ، عابرة فيه نعني انها اصلا من مكوناته لانه هو ذاته جنس منزاح عن كل الاجناس المطروقة ، وسندرسها . ولذلك فان اختيار الاستاذة الاكاديمية له ليس للتجريب كما اطلعنا على نصوصها هي فعل انجاز يكمل مسيرتها الابداعية الغنية بامتياز ، وهو دافع لتشجيعنا حتى نازك الملائكة بعد ان استكملت التحصيل العالي ومارست التدريس الاكاديمي تخصصا ما انجزته وكتبت عنه تنظيرا مشوشا ومخلط بل المراوحة في موقعها ومرات حاولت العدول عن مزج البحور والتوقف على بحر او بحرين والاكثر شيوعا كما عند حجازي ودنقل والكثير التوقف مابين المتدارك
والىخبب، شاعرتنا تجاوزتهم سيقال ان الفاصل عن نازك زمن وله مستلزمات نقول حتما ، لكن حجازي ،اطال الله
عمره لايزال ، وهناك العديد، بل وجدنا بعد من الجيل الثمانيني والتسعيني نضب ، فعاد مخذولا الى التفعيل او النظم العمود ي فلا افلح بالصمود في مسيرة عقود ، ومهما تقدم لن يبلغ سموق اصحاب التفعيل والعمود من الرواد في العصر الجديد من يبلغ الجواهري وشوقي والرصافي والحبوبي ....من يتجاوز حجازي والبياتي ودنقل ؟ لا توجد مؤشرات ان ثمة من له القدرة او قدم لنا ما يقول انه سيبزهم ولو سيساويهم ، حتى من رواد الطبقة الثانية امثال
سعدي يوسف ، الرجل يمارس البروس من سنوات ، وسنتناوله ، انزياح الشاعرة بشرى البستاني هو دلالي اسنادي وصرفي وصوتي .....هي الاكاديمية الرفيعة المتقدمة ولها المؤلفات في الدلالي والايقاعي .... ان هذا يثبت ان الجنس قيد الدرس له مكانته وحضوره ، ربما من يقول كل الكبار في العالم لم يشكلوا لك انتهاء محنة الاختبار ؟نقول : ليس الامر هكذا نحن نقيس على منطقتنا العربية والعقل العربي ، ان يخرج من المؤسسة الاكاديمية الملتزمة المنضبطة كما هو المشهود للدكتورة البستاني اكاديميا عربيا وعراقيا التقيد والانضباط ولا انزياح في مسيرتها ، اذن العدول الابداعي له دلالة ومرجعية تعتمد كان لابد للكثير دراستها ، قد لم تقع بين ايدينا ولكن لم نقرأ من تعرض الى هذه الظاهرة ، نعم نعتبرها ظاهرة وليس فعل عابرا . عنها كتب الكثير جدا ومنه الاكاديمي ، ودرست كل منجزاتها الابداعية من كل الوجوه
درس التناص والتراسل والا يقاع و تداخل الاجناس والتشامل النسقي والانزياح كذلك لكن اللافت انه الانزياح المعياري .
المسطري ، فليس ثمة من شاعر مبدع دون انزياح ذلك ما دفع جون كوهين ليعتبر الانزياح من منجز الشعر وميزته ودلالته ، وبغلو وصلف علمي بيقين منه دعمه بالدرس والدليل وفق ما يراه في البنية الشعرية ، وعدم وجوده في شاعرية الا الشعرية ،،ولذلك من تناول الانزياح عن بشرى البستاني تناولها وفق معيارية سكولا ستيكية ، لان اثربيكون بل الاكويني لايزال في ثنايا ارقى معاهد العلم وهو ازمة كونية في وسائط التعليم افلتت منها بلدان لم تخضع الى تسلسل مراتبية التطور التقليدي الغربي ما بعد الرسننس ، نقصد الدراسة في اليابان والصين وحتى روسيا رغم في المشار الادبي القاعدة كما الحال في الغرب ان مدرسة براغ او هامبورغ او مجموعة فينا او الخطوط الامريكية ولكن الشفيع ان روسيا اس كل المدارس النقدية الحديثة وغالب المنتج المعتمد وان تغير النظام فيها الا ان من الشكلانيين وجماعة باختين ....علامات استرشاد فالتناص والتراسل والبوليفونية والبحوث اللسانية و اللغويات مرجعها هم (يجدر انهم ومنهم الكثير في الغرب يعلنون صراحة انهم استمدوا من الدرس العربي الكثير من القواعد في دروسهم ...)؟. . .. وما وقع تحت ايدينا من دراسات حداثية نقدية وادبية وفنية تشي انهم لا يزالون لهم خط مختلف عن خط التطور الغربي . فشاعر قصيدة النثر لديهم ان قرأ لبوشكين الذي قاموسه المفرداتي 600الف كلمة لابد ان يكون ثريا والانزياح على قدر المختزن سيكون عظيما . فلوا اخذنا من الشعر التقليدي قصيدة غيمة في سروال للشاب العشريني حينها قبل الثورة فلا ديمير مايكوفسكي مابين 1914-1915انزياح متبوع حتى اليوم ، رغم انه ترجمها بعد الثورة الى علاقة الحبيبة بالوطن ،
فاكسبها دعاية وحقق الشاب بعد اعادة طبعها 1918 ..انتشارا كبيرا ولكن لا ينقص ذلك من الانزياح العتبي للعنوان
وهو ما قلناه عابرا عن عنوان للشاعر د.سعد ياسين يوسف حول عنوان مجموعته الجديد الاشجار لا تغادر اعشاشها ...سنرى
ان الشاعرةالراقية بشرى البستاني من السبعينات لها انزياحتها التركيبية والدلالية ولكنها وقبل حتى استكمال دراستها كانت انزياحات مسطرية ، لم تحاول في الصرف والنحو ، وحتى في الانقلاب الانزياحي النوعي ،قصيدة النثر وان نوعت من انماطها فوجدنا كما سنتابع الومضيات والمقطعيات والسرديات .... ولكننا لم نجد السرد الافقي ولا الانزياح الصرفي ، قد يكون مخزونها المعجمي المكتنز ،قد موقعها الاكاديمي ومكانتها دافع عدم المجازفة ، قد هو الغالب طابع اسلوبي لاننا وجدناها من اول قصائدها التي وقعنا عليها حتى اخر نص قصيدة نثر مع زخم الانزياحات الهائل في المعنوي والدلالي والاسنادي ، ولكن وجدناها هنا تعوض الحاجة للانزياح الى اعتماد تقانات اخرى هي ليست فقط في هذا الجنس هو في التفعيل وحتى في النظم الشاذ كالتسكين والتكرار والحذف وتغير وظائف علامات الترقيم ، ولكن لم تحدث انزياحات جسيمة هو ذلك ما نعتقده وراء عدم اعتماد النمط الفوضوي او الشكل الكتلوي حتى في ما طرحته رواية حب الذي داخلت الانماط والفنون والتشكيل، الاسلوب اللا فتاوي او الصحافي التقنين البصري والتنوع بين النثر والعمود والتفعيل والكلام والشعر ..كلها انزياحات ولكن منضبطة ، ومسطرية ......سنؤجل الانزياحية اصل الجنس
الادبي لمبحث الشاعر عباس باني والسبب ، لاننا سندرس مكانة المرأة الانثى في نصوصه ولانه جرب كل الانماط والاشكال المتعارف عليها في قصيدة النثر الفوضوي والشكلي والمقطوع والمتواصل والومضي والمتنافر والمتجاور .....
وسيكون درسنا للشاعرة بشرى البستناني دراسة عن الانزياح مداخلين فيه الفكترات السايكولوجية والانثروبولوجية والتناصية والتراسليات ولكن لن نتوقف عندها الا في الجزئين المكرسين لنصوص منتخبة من مجموعتيها النثريتين المكتنزتين جدا خماسية المحنة ، وألبسي شالك الاخضر وتعالي والاخيرة ما بين 2005-2014 نجدها اكثر نضجا في نصاعة الجنس ولانها الارقى وفي النظام المتوقع ...وهو ما لمسناه حيث كانت اكثر تحررا وضحت ملامح قصيدة النثر في الغالب الاعم . الامر ليس اكاديميا وكما يقول الخليل في الكلام الشاعر متبوع والكل تابع ، وعليه انا اعتمد ليس على مسطرية مدرسية لاسلوبي الخاص ولان نقد قصيدة النثر ليس الا من ناقد مختص بها كما توصي هريمين ريفاتير ....وعليه ما وجدته ان بشرى البستاني حققت قفزات نوعية في البسي شالك الاخضر وتعالي عن خماسية المحنة
في الانقياد لمتطلبات قصيدة النثر الا في اماكن بعينها وجدناها تمتاح من الشعر الحر لتعويض ضرورة خرق انزياحي شمولي في حراك انزلاقي للدالة عبر محاولة قصدية لابقاء بصيص تراها متوجبة ولكن التداخل الخارجي في
الاندياح الذهي الكتابي دون قطوع تأليفية او محاولة تنغيم يحرم النص الحر المطلق لقصيدة النثر من الانفتاح الذهني على الشعور واللاشعور لانك حينها توقف فعل اللاشعور بالقمع والكبت الواعي وان لم تقصد ذلك ، وللابقاء على ايقاعية داخلية تتوخاها ، نظنها تمليها خلفيتها الاكاديمية ....والسقف العمري .
ما حققته الشاعرةالمتقدمة من الانجازات المتقدمة لانها حجزت لنفسها مكانا في الغد وليس في الحاضر الذي ما فتيء
يرهص في ضبابية ونكوص وهجمات اصولية وعبث في الجنس وتسرب المتسلقين وركوب موجته من الذين لا ملكة السليقة لديهم او ممن هم في فقر مدقع اتيمولوجي او لساني او معجمي وكل رصيدهم معرف كتاتيبية ان في تحصل اولي او عالي لم يثرى ابستمولوجيا ، وهو من الشروط المتوجبة قطعا لقصيدة النثر ، وهو ما لا يدركه الغالبية من كتاب الجنس والانكى نقاده ... وهو ما نغبط الشاعرة الفذة في كنوزها التي وظفتها في قصيدة النثر ثراء شاسعا فلسفيا وعرفانيا وصوفيا وحتى تشكيليا وموسيقيا مع القرآن والسنة والتزامها الفكري الذي لايكفر باي ترميز فالاندلس وغرناطة ودمشق وعمان حاضرة في نصوص هذه الشاعرة الطليعية (كانت ضمن مجموع كبيرة من اخرجت مجموعة كبيرة لهم تحت عنوان شعراء الطليعة العربية عام 1977 )....
تقول د. بشرى البستاني * والكتابة هوية وديمومة وخطاب ، والخطاب سلطة ، والسلطة -حضور بقوة ،،و املاء لاوامر كانت مسكوتا عنها ، والسلطة صوت ، وهذا الصوت بالنسبة للمرأة كان في طي الكتمان خشية أو رهبة او تقية ، والصوت إفصحاح وعلامة وكشف عن الذات ، انه الهوية وقد تجلت ، والكلام وقد انبعث من أعماق الغياب مذ ضاع حضورها زمن اكتشاف الزرعة حيث استقرت الأسرة بعد طول رحيل مع الصيد ، وحيث قسم النظام الذكوري الادوار فاختار لنفسه صنع القرار السياسي والاقتصادي ، ومنحها الدور العاطفي متمثلا بالامومة وخدمة البيت الذي يتزعمه الرجل *.....تلك مداخلة تعطينا مفهومها للادب النسوي ومكانة المرأة ...ونتوافق مع نتيجتها المتوائمة من حيث التأصيل
والسببية والتي ارجعتها لما طرأ على عوامل الارتكازات في البنية التحتية لعوامل ادوات الانتاج والخروج الذكوري
الى خارج الدار وبقاء المرأة في الدار ، وهي مؤدى انثربولوجي لمورغان وتحليل المادية التاريخية لفردريك انجلز وخصوصا في كتاب الاسرة والملكية الخاصة ..التعقيب هو اختلافنا مع الدكتورة في موضوع حصر الوجدانية والعاطفية بالمرأة فالجانب العقلي والفسيلوحي والفسلجي والبيولوجي تبقى فاعلات خطيرة في مديات التحول الانثروبولوجي ، فان اقتنعنا ان المتحصل التاريخي لعصور الابعاد والتعنصر ضد المرأة وتنحيتها عن موقعها اوجد ذلك نكون خدمنا فكرتأصيلي جندري دون ان نعي ، ما نقوله ومعنا الجميع ان الحادث في المتغيرات الحاصلة على تركيب ووظائف بنية ومكوناتيات والاشتغال البنيوية الفوقية انتج مفهوميات فكرية وثقافية ولكن ليس بتلك التاصيلات التي تصفها انها حصرا بالمر أة كمتحصل لتقسيم العمل ، هذا يدعم فكرة لا نؤمن بها معرفيا وعقديا وادبيا .. الوجدانيات والعاطفيات لا تقتصر بالانثوية له محدوديات لاتمليها شروط المتحصل في المتحرك ضمن البنية الفوقية وانما كلية المتحقق في عموم البنيتين العليا تعتمد السفلى وتعود السفلى لتعجل تحولات العليا والتركم الكمي يحدث الانتقالات النوعية والنقيض يتضمن نقيضه والصراع الضدي ينتج الثالث النوعي وهذه سيرورة فعل المتناقضات . الوجدانيات ، لا تخصص جندري وان الملامح تختلف
جندريا المتحصل ليس رديكاليا ارجاعية منتج متحقق في البنبة الفوقية ، والصاق الجندري ، يضعف ذلك دفاعات اخراج المرأة ممن هي فيه ، الحراك يتطلب تغيرات جذرية ولكن المتيسر لان المتحقق ليس لازبا ماسكا بعمق واحدث تغيرات جينية او هرمونية او انثروبولوحية ، ولهذا الدفاع ، يمكن ان يحقق اغراض ملموسة حتى لو تعثر التغير الرديكالي الطبقي والمجتمعي ومن ثم الثقافي والفكري والسلوكي والنفسي ، بمعنى اننا في حراكنا حتى الحالي في المتاح بالتصدي للنقود الانثوية والحراك في دائرة الادب النسوي والتوظيف للمعطيات الابستمولوجية التي يتيحها النقد الثقافي ، نعتقد نقدم خدمة لتغيرات ليست سطحية وحسب. القبول بالنتيجة التي تقولها د. بشرى يعني لا جدوى من الضغوط التي نمارسها وان
ما نجده اضرار الخط القباني او الحراك الادبي لامثال احلام مستغانمي والتي نجد ذلك مهين لمسير المرأة وليس سليما وان عوارض تلك النرجسية والفرويدية والكبت التساموي عابرات وليست متاصلات كم اعتقد فرويد وتلامذته
والتكريس بالاقرار انها من المتحصل تحولها لخصائص جندرية لا نجده ينسجم مع العلم وسبق ان قدمنا مباحثا معمقة
واستندنا لكبار رموز حركة النهضة النسوية العربية والعالمية والمجمع فيه وفق العلم ومعطياته ان الفوارق المتلازمة بالسلوك الانثوي ليست جوهرية وهي نتائج ولكن لم تجذر لان الرابط الهرموني والبايولوجي لم يحدث عليه تغيرات من
من البداية حتى الان ، وتلك الاوديبية والالكتراوية عوارض ليست تاصيلات وهي من ترسبات عقل بطرياركي ومفهوميات توراتية ورثها سيغموند فرويد وعززها بدراسات كرسها علما وتخرج على يديها الكثير منهم خرج عن مسار استاذه ومنهم من طوره وحتى اليوم هناك التعمق من انصاره لافكاره في منطق التحليل والتعليل والارجاع والتكريس يعد اليه
من الباحثين والمفكرين والادباء ، بل علانية يقولون انهم من الفرويدية المحدثة ، تلكم الطروحات عن تاصيل الوجدانيات والعاطفيات للمراة تلحق الضرر بها .لا ننكرها ولكن لانعدها متلازمة لازبة بالجنس لاننا اصلنا لا نقبل التفسير للجنس خارج الوظائفية وكل الموجود نردها للحادث اعقاب تقسيم العمل . ولذلك عارضنا عروض الازياء واحتفاليات ملكات
الجمال واعتبار الامومة يترتب عليها فوارق تاصيل وجدي ، حتى ايام شاعرات بابل ومصر وحتى قصائد سافوغير اللسبوسية ،الرقة فيها والحنو والوجدانية ليس صفة الانوثة حصرا ولكن التكييف الجنسي والتمظهر البيولوجي يخرج وظائفية وليس تاصيلا .......عموما قد نعرج على ذلك في المطاوي للمباحث في اجزاء اخرى وخصوصا عندما نتناول نصوص الشاعرة بالمعالجة النقدية ..القادم جزء يكرس لدرس الانزياح كما اسلفنا وبمقدمة عن الايقاعية ، لنخرجها من المفهومية الانزياحية لاننا نرى ان قصيدة النثر ان تواجد فيها الايقاع هو متحصل داخلي متواجد من حراك الدوال والمعاني والتجاور والتنافر ولا علاقة له بالموسقة . بل حتى التكرار والحذف ، والانزياحات الشطحية والجذبية
في الومض والادهاش واي تغيرات شكلانية توجبها ضرورات سوق المعني وايصال الفكرة وليس غاية تنغيمية . واينما نجد تقصد تنغيني او ايقاعي نعده مثلبة ، في عقيدتنا لمفهوم الجنس الكتابي اللامنبري . وغير المنصي والذي لا يحتاج الى جهورية وتنغيمية باي شكل من الاشكال . الذي يتطلبه الاصغاء واعمال العقل والعاطفة لاحقة للجنس نرتقي بها للتماهي مع المنجز الابستمولوجي الذي نضخه في قصيدة النثر ....