بمناسبة اليوم العالمي للحجاب .. لماذا يعتبر شعر المرأة عورة ؟؟



عبير عدنان القطب
2017 / 2 / 3

بمناسبة اليوم العالمي للحجاب ..لماذا يعتبر شعر المرأة عورة ؟؟

أتعجب من سريان فكرة الحجاب وإنتشارها بشكل مفزع في مجتمعاتنا الشرقية ، وأتعجب أكثر من إقتناع السيدات والفتيات بها رغم أنها لم تكن موجودة قبل عدة أعوام ، فحين كنت مازلت طالبة في الجامعة لم تكن هنالك فتاة واحدة محجبة بل لم تكن حتى أمهاتنا محجبات
لم يكن غطاء الرأس مقياسا للشرف أو الفضيلة ، كنا فتيات عاديات نلبس ملابسا عادية محتشمة ولكن بلا حجاب
ما الذي طرأ على مفاهيمنا وعاداتنا وأعرافنا ؟ ومن أين نبتت فكرة الحجاب والجلباب التي هي في الأصل ذات جذورخليجية ؟
انا لست ضد فكرة أن تلبس المرأة حجابا فهذة حريتها الشخصية ، لها أن تلبس ما تشاء ولكن بشرط أن تكون مقتنعة ومالكة لزمام حريتها لا أن يفرض هذا عليها كعرف إجتماعي وكضرورة دينية وكمقياسا أخلاقيا
الحجاب ظاهرة مستحدثة في مجتمعاتنا تخدم أجندات سياسية معينة ، فمجرد أن يصبح ملبس المرأة محورا للفتاوى الدينية فهذا يعني أننا نسير في طريق مظلم لا نعرف نهايته
المرأة كائن حر كالرجل تماما ولها أن تقرر بنفسها ما يناسبها من ملابس وليس من العدل أو الدين أن يفرض عليها ما يشير أو ما يقرر أنها عورة ، فنحن لسنا بعورات ، نحن نحمل مسؤوليات كبيرة في عملنا ومع عائلاتنا وفي مجتمعنا قد تفوق في بعض الأحيان مسؤوليات الرجل نفسه
المرأة التي تعمل وتنفق على أسرتها وترعى أولادها لا يزيدها الحجاب عفة ولا شرفا ولا ينقصها سفورها أهمية ولا إحتراما ، لكن الأمر تحول الى عرف والعرف أقوى من الدين بحيث يصعب تحديه أو الخروج عنه
أعلم أن كثير من القراء سيرفعون في وجهي راية الدين وكأنهم أصبحوا وكلاء الله على الأرض ، ولكني أرفض أن أصبح واحدة من القطيع فكما يقول (جان بول سارتر) (اذا أجمع الجميع على رأي واحد فهذا يعني أن لا أحد أجهد نفسه بالتفكير)
وقد إعتدت أن أجهد عقلي بالتفكير بل وأن أعبرعما يجيش في وجداني من أفكار ، ذلك لأنني نشأت كإنسان كامل ولم أنشأ على أنني عورة ، إنسان يحافظ ويحترم نفسه ويعمل عقله في كل صغيرة وكبيرة ولا يتبع أي فكرة لا تعجبه لمجرد أن الآخرين يتبعونها ، حتى لو أدى هذا لكثير من الخسائر والتضحيات ، فالخسارة تتحول لمكسب في هذه الحالة