جنون الكون في حمالة الصدر



ناجح شاهين
2017 / 2 / 8

جنون الكون تحمله حمالة الصدر
ناجح شاهين


"جنون الكون
تحمله بخيطين رقيقين
حمالة الصدر.
متى امتدت أصابع العبث
فتدلت كروم الخطايا،
أكثر حبيبي
من الهمهمة
و لتسقط الكلمات.
لغة الحديث آنذاك
تراشق النظرات
الكرم ينتظر القطاف
و الكف حان
فاغترف لذة القرب
و لا تخاف"
النص الشعري أعلاه نص جميل فيما أحسب، وهو نص كتبته خريجة جديدة من الجامعة، بقدر ما أتذوق الشعر أجده نصاً ساحراً. ومن العسير جداً بالطبع أن تتمكن الصبية التي تحمل في توهمي طاقة إبداعية واضحة من نشر النص باسمها. وقد كان بإمكاني بطبيعة الحال أن أنسبه لنفسي دون أن تقدر أن تنبس ببنت شفة. تعرفون: يحق للرجل أن يتباهى بمشاعره الذكورية مثلما يشاء أما المرأة فيعتقد على نطاق واسع أن من المخل بالأخلاق والشرق أن يكون لديها أحاسيس غريزية أو عاطفية. أما إن وقع الشر والابتلاء، وكان لديها ذلك النوع من المشاعر التي تجلب العار، فلا مناص من أن تقفل فمها وتبتلع لسانها بانتظار أن تفرغ مشاعرها أو "تفرغ لها" في حرملك الزوجية.
كتابة نص جميل متدفق بالمشاعر مثل "جنون الكون" هو ترف خطير على صحة مجتمعنا الذكوري الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا ذكرت حمالة الصدر –ناهيك عما بداخل تلك الحمالة- لكنه يرد بشجب عابر تخجل من ضعفه جريدة هآرتس إن كان الموضوع متصلاً بتطهير فلسطين النهائي.
وصدقوني من الممكن أن تدشن داعش أعمالها الجهادية ضد الصبية كاتبة النص بوصفها أخطر على الأمة من قوانين الكنيست كلها.