«لقد أتعبتني، يا سيادة الشيخ»الطلاق الشفوى - لماذا كيف ؟



على عجيل منهل
2017 / 2 / 17

هذا بالضبط هو الموضوع الذي يقلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الآن. في يناير/ كانون الثاني، أثناء مراسيم -يوم الشرطة- الذي يُحتفل به في اليوم الذي اندلعت فيه ثورة الربيع العربي في مصر، اقترح الرئيس سن قانون يعتبر أن الطلاق ساري المفعول فقط إذا تم أمام موظف مخول. السيسي يخشى من المعطيات الصعبة التي نشرها مكتب الإحصاء المركزي، والتي تفيد أن 40 في المئة من الأزواج قد تطلقوا في السنوات الخمس الأولى من حياتهم الزوجية. والرئيس يتهم بذلك السهولة التي يسمح فيها الدين بالطلاق، الأمر الذي سيؤثر حسب رأيه على الأمة وعلى مستقبلها.
إلا أن رجال الدين في الأزهر، بمن في ذلك رئيسه الشيخ أحمد الطيب، وقفوا على أرجلهم وقالوا للرئيس بأنهم لن يستجيبوا لطلبه. المتحدث باسم الأزهر، عبد المنعم فؤاد، نشر مقالاً شديد اللهجة ضد الرئيس في صحيفة «الأخبار» الرسمية، وقال إنه ليس من حقه التقرير في هذا الأمر. «موضوع الطلاق هو موضوع ديني خالص، وعلى الرئيس أن يعرف أن الدين هو علم، لذلك فقط فقهاء الدين هم المخولون في تفسيره»، كما كتب المفتي السابق علي جمعة في صفحته في «الفيسبوك». لكن السيسي لا يتنازل بسهولة. «لقد أتعبتني، يا سيادة الشيخ»، قال لرئيس الأزهر في يوم الشرطة. والتعب ينبع، حسب رأي السيسي، من معارضة الأزهر ليس فقط في موضوع الطلاق، بل في كل ما يتعلق بتجديد النقاش الديني في مصر.

ا لطلاق الشفهى
هل هنالك - حاجة إلى قانون ينظم الطلاق ليحمي الحياة الزوجية وأطفالها من المصير الغامض الذي يواجهونه عند الطلاق. وربما ما يلفت النظر أن القرأن- وضـــــع قاعدة للحياة الزوجية سواء عند الخلاف واستحالة استكمالها أو استئنافها فيقــــول: «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» (البقــــــرة 229 ) وفي الآية 231 من السورة نفســــها: «وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فإمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه» .وهنا أتوقف عند قوله تعالى: «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» وأرى أنهما القصد الذي استهدفه الحـــق لتنظيم الحـــــياة الزوجية سواء في حالة استمرارها (إمساك بمعروف) أو تقرير ذهـــاب كل لحال سبيله (فتسريح بإحسان). وهي عبارات كما يتضح تشـــع في كل الأحــــوال بالعـــدل والرحمـــة والكـــرامة وحفظ الحقوق. واعتقادي- أن الاجتهاد في قاعدة «الإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» تســــتطيع أن تحل لو أردنا الكثير من المشاكل التي تواجه حالات الطــــلاق وحياة الكثيرين من الأزواج، الذين للأسف رغم وسائل الإعلام والتنوير الواسعة الموجودة فإن كثيرين منهم يجهلون واجـــبات الحياة الزوجــــية بصورة أكبر كثيرا من أي تصور. وهو أمر يقــــع ذنبه على المشتغلين بالدعوة الذين ينسون تعليم الناس كيف يعيشون حياة سليمة ويركزون على العبادات والتخويف من النار وعذاب القبر، بينما النصوص مليئة بآيات الرحمة والغفران.-

الأزهر: الحديث عن الديمقراطية أولى من المزايدة بقضية الطلاق الشفوي-

ـ دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، علماء لم يسمهم إلى “ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، ويهتموا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدلا من المزايدة في قضية الطلاق الشفوي”.
جاء ذلك في بيان لمشيخة الأزهر، نقلته الفضائية المصرية (الحكومية)، اليوم الجمعة، في أول تعليق له عقب جدل أُثير مؤخراً، نتيجة رفض هيئة كبار العلماء، مطلب رئاسة الجمهورية، بتقييد الطلاق الشفوي، الأمر الذي أدّى إلى تعرض المؤسسة الدينية لهجوم وانتقادات من وسائل إعلام وكتاب، بعضهم مؤيد للنظام .
وقال “الطيب” في البيان ذاته، إن “المزايدة على الأزهر في قضية الطلاق الشفهي تجاوزٌ للحد، وأيضًا تجاوزٌ للحق”.--في حفل أقيم يناير/كانون ثاني الماضي، على الهواء مباشرة، طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور شيخ الأزهر، بتقييد الطلاق الشفوي، لكبح ارتفاع معدلاته.
وفي الخامس من فبراير/شباط الجاري، قالت هيئة كبار العلماء في مؤسسة الأزهر (أعلى هيئة دينية في مصر)، إن “الطلاق الشفوي يقع دون الحاجة لتوثيقه”، وذلك بالمخالفة للمطلب الرئاسي.
وأضاف “كنا نتمنى من بعض المنتسبين للأزهر ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، وأن يتركوا للمجامع والهيئات المتخصصة في الأزهر الشريف بيان الحكم الشرعي في هذه القضية، ولدينا وثائق علمية حتى لا يزايد علينا (أحد) في الصحف ولا في القنوات”.
وأضاف “على العلماء أن يجتهدوا ويجددوا الأنظار فيما يتعلق بالأمور السياسية؛ كالديمقراطية؛ان الطلاق الشفوى امر خطير ويضيع حقوق المرأة والطفل وضرورة توثيقه امر مهم جدا