هدى و الدراجة



علي عجيل ابراهيم
2017 / 2 / 18

إبنتي الوحيدة ... ألبِشارة التي تَلَقيتها مِن أختي الكٓبيرة عِندَ صـالة الولادة وٓهِيٓ تقول لي مُبتسِمة
لقد رُزِقت ببنت . كانت طِفلة جميلة .. إستثنائية .. وُلِدَت في زٓمٓن الحصار وبيئة مُقٓيِدة للبنــــــــــات
ولأبوين لايمتلكان تَجربة تربية ( بنت ) سابقة .
في طفولتها كانت تُريد أرنبين تُربيهما بِحنـان ! أو طائرة ورقية تشاركُهٓا السماء .. أما حلمُـــــــــها
( ألمُزمِـن ) فكان إمتلاك دراجة هوائية والتجول بها بحُرية .
لَــم تٓكِن طلبات هدى عِندٓ أقرانها مِن ( ألٓذِكـور ) أحلاماً إنما هي تٓسلِيات مُكتَسبة بالذِكورة سَـواء
بالتَمَلُك أو المُشاركة مَعٓ أصدقاء آخـرين . أثّـرَ ذلك عليها كثيراً فأصبحت سلبية وكٓثــيرة البُكـــــــاء
حَــد الادمان . وكان تٓعويضها على ذلك مُثابرتها في الدراسة مِـما مٓكَنٓهٓا مِن الوصول لِدَرَجـــــــــة
رَفيعة على مُستوى المُحافظـة . لٓقًد كانت مُعظَم البنات كهُدى .. فكانت ظاهِرة ( البنات الأوائِــــل )
مُلفة للنٓظَر وَمُنذُ أكثر من عقدٍ مِن الزَمًن ! فنسبة الأوائل ( الذكــور ) لاتٓتٓحاوز الخٓمسة بالمائــــــــة
في أحسن احوالها على مُستوى القُطُر ويتٓجّلى ذلك بوضوح عند الاحتفاء بالأوائل بالقنـــــــــوات
الفضائية . وصارت مدارس البنات معروفة بإنعدام الغياب وقُوٓة المُثابرة على التحصيـــل العلمــــٓي
والانضباط الدراسي .
كَبُرٓت هُْـدى وهي الآن على أعتاب إنهاء دراستها الاعدادية .. جَميلة .. واثِقة بثبات .. رصينــــــــة
القرارات .. شفافة ككُل البنات .. وَهِيَ إبنتي .
صارت تٰخٓطِط لأفكارٍ حاضرة .. لتحقيق أحلام مُـمكِنة . أما أنا فٓحُلمي أن تعيش بهَنـاء تٓصنعــــهُ
بارادتها وأجواء تختارها بعٓلُو هِمتها .. وعندَ ذللك سأشتري لَهٓا دراجة هوائية كي تُحـلِق بهــــــــــا
أمامٓي فالبنات لايركبن الدراجات على الأرض .. بل يُحَلِقـن بها في السمـاء ! .