المرأة والدين بين الشيخ الفوزان والأرثوذكس



مالك وردي
2017 / 2 / 19


حكم تولي المرأة للشئون العامة في المجتمع ردًا على سهيلة زين العابدين


الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد:

كتبت سهيلة زين العابدين حماد مقالًا في جريدة المدينة في يوم الثلاثاء 1434/2/26هـ تتحمس فيه لتوليه المرأة الولاية العامة في المناصب الكبيرة مما لم يجر في تاريخ الإسلام العمل به، فهو مردود بالإجماع. وقد سبقها إلى هذه الفكرة كُتاب باءوا بالفشل ورد عليهم علماء كثيرون بالأدلة الصحيحة التي لم يقو هؤلاء الكُتاب على معارضتها، فأرادت سهيلة أن تعيد الكرة ليكون سبيلها سبيل من سبقها في هذا المضمار الذي لم يبين أصحابه على أدلة من الكتاب والسنة ولا من الواقع العملي من المسلمين طيلة القرون الماضية.

ولما اصطدمت سهيلة بالحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، لم تجد مخرجًا إلا بالقدح في أبي بكرة رضي الله عنه، ثم القدح في الحديث وهذا مما يدل على إفلاسها من إقامة الدليل الصحيح على قولها.

والجواب عما تمسكت به وإن كان واضحًا للعيان بطلانه هو:

أولًا: أن أبا بكرة رضي الله عنه صحابي جليل لا يجوز الطعن فيه وفي روايته لأن الصحابة كلهم عدول كما قرر العلماء وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم أو سب واحد منهم حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي"، فكل من ثبتت له الصحبة لا يجوز سبه ولا تنقصه وإنما يجب علينا أن نقول في حق أفرادهم وجماعتهم: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، فحقهم علينا الدعاء لهم بالمغفرة والاعتراف بسبقهم لنا بالإيمان وطهارة قلوبنا من الغل عليهم والبغضاء لهم كما يحصل من المنافقين والشيعة في حقهم مما هو كفر ونفاق، وقد قال تعالى في الصحابة (لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)، وأبو بكرة رضي الله عنه من أكابرهم وفضلائهم قال عنه الحافظ بن حجر في الإصابة (وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة وأنجب أولادًا لهم شهرة)، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أولاده – انتهى، وقال عنه ابن الأثير في أسد الغابة (وهو ممن نزل يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وروى عنه أبو عثمان النهدي والأحنف والحسن البصري وكان من فضلاء الصحابة وصالحيهم) انتهى.
وحديثه في منع ولاية المرأة رواه البخاري في كتابه الذي هو أصح كتاب في السنة بعد كتاب الله، وقد أجمعت الأمة على قبول كل ما فيه من الأحاديث ومنها حديث "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، وقول سهيلة: (ولا يصح الأخذ بروايته أصلا حتى لو كان الحديث صحيحا فإنه لا يؤخذ على ظاهره لئلا يعارض ظاهر القرآن – وتريد بذلك ما ذكره الله عن قوم سبأ وملكتهم بلقيس كما ذكر الله قصتها في سورة سبأ مع أن القرآن لم يذكر قصة سبأ مقررًا لها، لأن هذه القصة حصلت من قوم مشركين يعبدون الشمس من دون الله فكيف يؤخذ منها دليل على جواز تولية المرأة الشئون العامة في الإسلام).

ثانيًا: ليس في عدم تولية المرأة الولاية العامة حط من قدرها ولا احتقار لشأنها، وإنما هو من باب الرفق بها، لأن الولايات العامة تكون من شئون الرجال الأقوياء الذين لهم أعصاب قوية في مواجهات المهمات وحل المشكلات المعضلة وللنساء أعمال تليق بهن وينتجن فيها، فللرجال أعمال لا تقوم بها النساء وللنساء أعمال لا يقوم بها الرجال والحكمة وضع الشيء في موضعه والمرأة الصالحة التي تقوم بأعمالها اللائقة بها أنفع للمجتمع وأليق بها قال الله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)، وهذا مدح لهن فيما يقمن به مما يليق بهن.

ثالثًا: مصالح المجتمع تقوم على أعمال الرجال وأعمال النساء معًا إذا كان كل من الجنسين يعمل في مجاله، فإذا خرج عمل أحد الجنسين عن مجاله كان هذا خلاف الفطرة وسيؤثر آثارًا سلبية على المجتمع لا تحمد عقباها، ويتعطل عمل الجنس الآخر فلا بد من التوازن بأن يعمل كل من الجنسين في مجاله اللائق به والذي ينتج فيه.

رابعًا: المرأة إذا تولت أعمال الرجال فسيترتب على هذا أن تتخلى عن حشمتها وحجابها فتخلع الحجاب وتجالس الرجال على طاولات العمل وتختلط بهم في اللقاءات وتخلو مع الرجل الذي ليس محرمًا لها وتسافر وحدها لأعمالها بدون محرم مما يعرضها لما لا تحمد عقباه وهذه محاذير خطيرة تؤثر سلبا على المجتمع قال الشاعر حافظ إبراهيم:

أنا لا أقول دعوا النساء سوافرًا مثل الرجال يجلن في الأسواق

في دورهن شؤونهن كثيرة كشئون رب السيف والمزراق

ثم هذا يحمل المرأة فوق طاقتها فهو من تكليف ما لا يطاق والله سبحانه أمرنا أن نقول (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ).

فليت الكاتبة سهيلة وغيرها ممن يرون رأيها يتصورون عواقب ما يكتبون مما تكون عواقبه هدم المجتمع شعروا بذلك أو لم يشعروا، وفق الله الجميع لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصبحه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

1434/03/02هـ



XXXXXXXX XXX XXX


كهنوت المرأة

سؤال: ما هو رأي الكنيسة الأرثوذكسية في موضوع كهنوت المرأة؟ ولماذا لا يسمح بهذا الأمر؟ وما الإثبات من الكتاب المقدس؟

الإجابة:
مرجعنا الأول في البحث هو الكتاب المقدس الذي يمكننا أن نجد فيه ما يعبر عن الفكر الإلهي تجاه هذا الموضوع لأن "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم.. الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح" (رسالة تيموثاوس الثانية 3 : 16، 17).
نحن في بحثنا عن الحقيقة لا يمكننا أن نعتمد على حكمتنا الخاصة. بل يجب أن نعود إلى الكتب المقدسة، متذكرين قول الرب في سفر الأمثال "يا ابني لا تنسى شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي.. توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.. لا تكن حكيمًا في عيني نفسك طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم.. طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام. هي شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط" (أم3: 1، 5، 7، 13، 17، 18).
ليس من حقنا أن نضع تعليمًا أو تشريعًا أو نظامًا في الكنيسة لا يتفق مع تعليم الكتاب المقدس. ولهذا فالقديس بولس الرسول يوصى أهل تسالونيكي قائلًا: "فاثبتوا إذًا أيها الأخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا" (تسالونيكي الثانية 15:2) ثم يؤكد هذا المعنى محذرًا إياهم قائلًا: "ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب الترتيب الذي أخذه منا" (2تس6:3).

المرجع الثاني في البحث هو تقليد الكنيسة وبخاصة في عصورها الأولى على اعتبار أنها أخذت التعليم من مصادره السليمة من السيد المسيح والرسل فإذا بحثنا في الكتاب المقدس وتقاليد الكنيسة القديمة نجد ما يلي:
1- عدم قيام المرأة بالتعليم في الكنيسة:
وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول: "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تُعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. لأن آدم جُبل أولًا ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (تيموثاوس الأولى 11:2-14).

ونلاحظ أن تعليم القديس بولس الرسول في هذا المجال قد قدم تبريرًا لهذا المنع لا علاقة له بالظروف الاجتماعية السائدة في ذلك الزمان ولا بالظروف الخاصة للكنيسة التي كان يرعاها تلميذه تيموثاوس، بل استند إلى أمور تخص الرجل والمرأة منذ بداية الخليقة وحتى قبل خروج آدم وحواء من الفردوس بسبب الخطية.
فإذا علمنا أن المرأة لا ينبغي أن تعلم في الكنيسة فمن باب أولى لا يجوز منحها درجات من درجات الكهنوت حيث أن الكاهن يمارس خدمة الأسرار إلى جوار التعليم وقيادة الكنيسة في حدود مسئوليته.

2- الرجل هو رأس المرأة حسب تعليم الكتاب المقدس:
يقول القديس بولس الرسول "أيتها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء" (أفسس 5: 22-23).
كيف يمكن تطبيق هذا التعليم في حالة منح الكهنوت للمرأة؟ كيف تخضع لرجلها في كل شيء إن كانت هي التي تقوم بعمل القيادة والرعاية والتعليم؟ المفروض أن الخراف هي التي تخضع لراعيها والتلاميذ لمعلمهم والأفراد لقائدهم والأبناء لآبائهم.
نحن نقرأ أيضًا: "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو الله. لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل" (1كو11: 3، 8، 9).

3- الكاهن يمثل المسيح نفسه:
لقد أعطى السيد المسيح للرسل بسلطان الروح القدس في الكهنوت أن يغفروا الخطايا على الأرض وأن يصالحوا الناس مع الله وأن يحملوا بركات الخلاص والفداء لجميع شعوب العالم، إذ صاروا وكلاء أسرار الله (1كو1:4).
وصيرهم السيد كهنة على مثاله في تقديم ذبيحة الفداء باستحقاق ذبيحة نفسه على الصليب صائرًا هو نفسه رئيس كهنة إلى الأبد. وقد ربط معلمنا بولس الرسول بين عمله الكرازي في التعليم وعمله الرسولي في الكهنوت والأسرار وعبّر عن ذلك بقوله: "النعمة التي وُهبت لي من الله حتى أكون خادمًا ليسوع المسيح لأجل الأمم مباشرًا لإنجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم مقبولًا مقدسًا بالروح القدس" (رومية 15 : 15، 16).
إن الأمم الذين قبلوا الإيمان واختبروا في المعمودية والأسرار المقدسة شركة الموت مع المسيح قد اعتبرهم القديس بولس الرسول بمثابة قربان تشتعل فيه النار الإلهية ليكون مقدسًا مقبولًا أمام الله.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن عمل الكهنوت هو امتداد لعمل المسيح الخلاصي على الأرض. ولهذا فالكاهن يمثل السيد المسيح في رسالته الخلاصية. وقيل عن السيد المسيح أنه رئيس كهنة وليس رئيس كاهنات.
ومن جانب آخر نلاحظ أنه لم يكن بلا ترتيب أن جاء السيد المسيح رجلًا وليس امرأة، لهذا يقول الكتاب "يسوع الناصري رجل وقد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضًا تعلمون" (سفر أعمال الرسل 2: 22).
كل طفل يولد من الممكن أن يكون ذكرًا أو أنثى أما السيد المسيح فقد ولد ذكرًا إذ هو رئيس الكهنة الأعظم. وله الأبوة الروحية والرئاسة على الكنيسة كلها إذ هو رأس الكنيسة لهذا قيل عنه "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (إشعياء 9: 6، 7). فالوحي الإلهي هنا يعلن بوضوح أن هناك علاقة وثيقة بين الأبوة والرئاسة والقيادة والإرشاد.

4- لم يسبق في التاريخ أو التقليد مثل هذا الكهنوت للمرأة:
السيد المسيح نفسه اختار رسله من الرجال ولم يختر بينهم امرأة واحدة ولا على سبيل الاستثناء. بل سلم الكنيسة لاثني عشر رجلًا، ثم أرسل إرسالية من سبعين رجلًا، وأوصى بالكنيسة لتلاميذه (إنجيل متى 28) و(مرقس 16) وكلهم من الرجال. كذلك الآباء الرسل لم يختاروا امرأة واحدة لتصير كاهنة بل أقاموا جميع خلفائهم من الرجال فقط بلا استثناء واحد.

5- العذراء القديسة مريم وعلاقتها بالكهنوت:
العذراء مريم وهي أقدس إنسانة لم تتول أي عمل من أعمال الكهنوت ولو كان يحق الكهنوت للمرأة لكانت هي أولى من غيرها في كل زمان ومكان.
الذين يطالبون بالكهنوت للمرأة عليهم أن يتأملوا عمليًا مثال العذراء مريم، التي ولدت الله الكلمة بالحقيقة وساهمت في تنشئته -وهو رئيس الكهنة الأعظم- لكنها ظلت محتفظة بدورها الطبيعي كأم ولم تطالب بالكهنوت على الإطلاق.

6- الإفخارستيا والكهنوت:
نلاحظ أن السيد المسيح قد سلم تقديس الإفخارستيا لتلاميذه الرجال الذي كلمهم حوله على مائدة الفصح وقال "اصنعوا هذا لذكرى" (أنجيل لوقا 22: 19).

7- منشأ الكهنوت:
الكهنوت منذ بدايته كانت نشأته حسب ما ورد في (خروج 1:13) "قدس لي كل بكر كل فاتح رحم". وكان المقصود بذلك كل بكر من الذكور بدلًا من الأبكار الذين افتداهم الرب في أرض مصر ضرب جميع أبكار المصريين. ثم استبدل الرب الأبكار من الذكور بكل ذكر من سبط لاوي "وقال الرب لموسى عد كل بكر ذكر من بنى إسرائيل من ابن شهر فصاعدًا وخذ عدد أسمائهم. فتأخذ اللاويين لي. أنا الرب. بدل كل بكر في بنى إسرائيل فكان جميع الأبكار الذكور بعدد الأسماء من ابن شهر فصاعدًا المعدودين منهم اثنين وعشرين ألفًا ومئتين وثلاثة وسبعين" (سفر العدد 3: 40-43).
أما عدد اللاويين "جميع المعدودين من اللاويين الذين عدّهم موسى وهارون حسب قول الرب بعشائرهم كل ذكر من ابن شهر فصاعدًا اثنان وعشرون ألفًا" (عد3: 39).
ونظرًا لوجود فرق في العدد مقداره مئتين وثلاثة وسبعين فقد طلب الرب عنهم خمسة شواقل فضة لكل رأس (عد3: 47). ولو كان من الممكن منح الكهنوت للمرأة لكان الأولى أن يأخذ هذا الفرق من بين الإناث الذين ولدوا قبل باقي أخوتهم.

8- الكهنوت هو للرجال فقط:
نلاحظ أن أنواع الكهنوت التي قدمها لنا الكتاب المقدس كلها من الرجال. سواء كهنوت الآباء البطاركة الأول مثل نوح وأيوب وإبراهيم وإسحق ويعقوب، أو الكهنوت الهاروني، أو كهنوت ملكي صادق، أو كهنوت الرسل وخلفائهم من الأساقفة كله كهنوت رجال وبهذا يكون كهنوت المرأة هو ابتداع في الدين.
9- انقسامات في الكنيسة:
لاشك أن هذا الابتداع في الدين سوف يكون سببًا في حدوث نزاعات تؤثر في وحدة الكنيسة. سواء وحدة الكنيسة الأنجليكانية داخليًا، أو في علاقتها مع الكنائس الأخرى. وهنا نحب أن نقول أننا كنا نتطلع نحو مزيد من التقارب بين كنائسنا لا إلى مزيد من التباعد.
10- نتائج المبالغة في إعطاء حقوق للمرأة خارج إطار تعليم الكتاب:
نحن نرى العالم يندفع مسرعًا نحو تعديل ما يختص بالتعليم الكتابي. حتى وصل الأمر بالمدافعين عن حقوق المرأة إلى محاولة فرض الأنوثة على اسم الله نفسه. ومنع كلمة أبانا أو أبوكم السماوي وهنا تغيير للكتاب في مواضيع عديدة يختص بعضها بالأقانيم الإلهية وعلاقتها ببعضها، مثل علاقة الابن بالآب السماوي ويختص بعضها بالفداء وعمل المسيح الكفاري وأبوته الروحية كرئيس كهنة.

11- عقبات عملية :
هناك عقبات عملية بالنسبة للمرأة في فترات الحمل والولادة والرضاعة الأمور التي تأخذ بسببها بعض النساء الموظفات عطلات طويلة من وظائفهن. وربما يؤدى الانشغال بعمل الكهنوت إلى إهمال وظيفة ربة البيت تمامًا بما في ذلك تربية الأطفال.

اعتراضات والرد عليها :
أ- قد يعزو البعض ما ذكر في الكتاب المقدس مضادًا لمنح الكهنوت للمرأة وكذلك ما نراه في التقليد السائد في كل الكنائس القديمة، بأن المرأة لم يكن لها دورًا فعالًا في المجتمع بصفة عامة مما أدى إلى منعها من ممارسة الكهنوت في الكنيسة تمشيًا مع الوضع الاجتماعي السائد في ذلك الحين وأن المرأة قد أصبح لها دورًا فعالًا في المجتمع في الوقت الحاضر مما يدعو إلى إعادة النظر في التعليم الكتابي وما عمله لنا التقليد الكنسي بهذا الشأن.
ولكننا نجيب عليهم ونقول أن المرأة في كل الأجيال كان لها تقديرها فكان هناك نساء نبيات مثل مريم أخت موسى وهارون ومثل دبورة القاضية والنبية، ومثل خلدة النبية.. إلخ.
ووجد في الكتاب المقدس وفي التاريخ ملكات مشهورات مثل أستير الملكة ومثل ملكة سبأ التي ذكرها السيد المسيح وملكات في شعوب كثيرة مثل كليوباترة وحتشبسوت.. إلخ.
وبالرغم من وصول هؤلاء النسوة إلى هذه المناصب وقد بقى الكهنوت -حسب تدبير الله في وسط شعبه- ميدانًا لا تدخله المرأة فهي من الممكن أن تصير ملكة وممكن أن تصير قائدة الجيش ويمكن أن توجد أسفار في الكتاب المقدس باسمها. فلا مجال للإدعاء بأن مكانة المرأة لم يكن لها وجود في العهد القديم.
وفي أيام السيد المسيح كانت هناك لهن مكانة كبيرة كالعذراء مريم، والمجدلية التي أخبرت بالقيامة، ومثل النساء اللائي وهبن بيوتهن لتصير كنائس مثل أم يوحنا الملقب مرقس ومثل ليديا بائعة الأرجوان ومثل بريسكيلا زوجة أكيلا (رومية 16) ومثل بنات فيلبس المبشر اللائي كن يتنبأن ومثل نساء كثيرات ذكرهن بولس الرسول في (روميه 16) بالاسم وذكر تعبهن في الكنيسة ومع ذلك لم يعط الكهنوت لواحدة منهن..
المجامع المسكونية التي اجتمعت فيها قيادات الكنيسة في العالم لم يكن فيها امرأة واحدة.
دور المرأة المناسب في الكنيسة:
المرأة تصلح أن تكون شماسة (بدون وضع يد) تساعد أسقفًا في أمور الخدمة؛ مثل فيبي شماسة كنيسة كنخريا وأوليمبياس التي كانت شماسة للقديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية..
نحن نعطى اختصاصات للمرأة في أعمال كثيرة في الكنيسة في الخدمة الاجتماعية، وفي تعليم النساء والأطفال وخدمتهن وفي رسم الأيقونات، وفي صنع ملابس الكهنوت، وفي رعاية الأيتام والمتغربات والمحتاجين.. إلخ. ولكن لا يوجد أي سند في الكتاب المقدس أو التاريخ لتعليم المرأة للرجال أو قيامها بخدمة الكهنوت للرجال.
لهذا فمن واقع محبتنا للكنيسة الأنجليكانية ومن واقع حرصنا على مزيد من التقارب بين الكنائس في العالم فإننا نهيب بمؤتمر الكنيسة الأنجليكانية أن ينظر إلى الأمر بمزيد من الاهتمام وأن يتناول هذه القضية الحساسة بمزيد من الدراسة والبحث.
وإن كان هناك حوارًا قد بدأ بين الكنيسة الأنجليكانية وكنائس العالم فمن باب أولى أن يقوم الحوار في الأمور التي تسير في طريق التغيير والتباعد قبل النقاط التي كان الاختلاف موجودًا فيها من قبل.
وفى الختام أرجو أن أعبر لكم عن محبة قداسة البابا شنودة الثالث لكم ودعائه من القلب أن يعمل الروح القدس في قلوب المجتمعين في مؤتمر لامبث
وللأسف فإن مؤتمر لامبث بإنجلترا لم يستمع إلى نصائح الكنائس ذات التقليد الرسولي وأباح سيامة المرأة في درجة الأسقفية وليس القسيسية فقط وبذلك ظهر حقيقة أنهم لا يأخذون سر الكهنوت على محمل جدي بل هم في صميم عقيدتهم بروتستانت مع مظاهر خارجية للاحتفاظ بأسرار المعمودية والإفخارستيا والخدمة B,E,M كما سبق أن أوضحنا.
×××
المرجع:
مذكرة: لاهوت عقائدي - لاهوت مقارن - حوارات مسكونية: الحوارات اللاهوتية مع الكنائس الأخرى - الحوار مع الكاثوليك - نيافة الانبا بيشوي - هذا المقال إعداد قداسة البابا شنوده الثالث وقام بتقديمه نيافة المطران الأنبا بيشوى في مؤتمر لامبث للأنجليكان بإنجلترا سنة 1988
××××

دخول المرأة الهيكل
سؤال: لماذا لا يصرح للمرأة بالدخول إلى الهيكل؟ ما الفرق بينها وبين الرجل في هذا الأمر؟
سؤال: ليه السيدات مش بتدخل الهيكل ويا ريت الرد يكون من الانجيل

الإجابة:
الأصل هو أن دخول الهيكل لخدام المذبح فقط، ونعنى بهم رجال الكهنوت ومعهم الشمامسة، وليس لأحد آخر. والذين ليسوا من الكهنة والشمامسة، لا يدخلون إلى مذبح، سواء في ذلك الرجال أو النساء، بلا فارق. ولذلك نرى أنه كانت في الكنائس القديمة طاقة في حجاب الهيكل، يتناول منها المؤمنون السرائر المقدسة، وهم وقوف خارج الهيكل.. ولهذا فإن الهيكل يرتفع ثلاث درجات عن أرضية الكنيسة رمزًا لدرجات الكهنوت الثلاثة التي يصل بها خدام المذبح إلى هذا الهيكل. ولما كانت المرأة ليست من الكهنوت، لذلك لا تدخل الهيكل.
ذا ليس هناك تفريق بين الرجل والمرأة، إنما هناك نظام واحد ينطبق على كليهما في الدخول إلى الهيكل. ولعل البعض يسأل: هناك رجال ليسوا شمامسة، ومع ذلك يدخلون إلى الهيكل ويتناولون.. فما السبب؟ في الواقع كان يسمح فقط للملك الأرثوذكسي الممسوح بالمسحة المقدسة، على اعتبار أنه مسيح الرب هو.. أما باقي الذين يدخلون، فلعل لهم سبب آخر، هو: كثير من الرجال كانوا يرسمون في إحدى درجات الشماسية، وإن كانوا لا يلبسون ملابس الشمامسية، ويدخلون الهيكل تشبهًا بهؤلاء، وهذا خطأ تحاول الكنيسة أن تعالجه، بأن تمنع الكل من دخول الهيكل، حتى المرسومين أغنسطسيين، ولكنهم لا يخدمون في نفس يوم تناولهم.. على أن هناك خطأ آخر نلاحظه، اقتضته ضرورة الظروف المهنية، كأن يدخل الهيكل بعض من رجال البناء والهندسة والفن، ولكن ليس في وقت الخدمة. كما يدخل الهيكل بعض المصورين أو رجال الإذاعة والتلفزيون..
أما من جهة الكتاب المقدس، فهل سمعنا سواء في العهد الجديد أو العهد القديم بدخول نساء إلى الهيكل؟! لم يحدث هذا، ولا حتى سر الكهنوت مسموح به للمرأة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. بل حتى الكتاب المقدس نفسه كان به شروط حازمة جدًا بخصوص قدس الأقداس، فلم يكن ليدخله إلا رئيس الكهنة مرة كل عام..
ففي العهد القديم أيام موسى النبي ولا بعده لم نسمع بوجود كاهنة امرأة في اللاويين (سفر العدد 3؛ 8)، ولا حتى مَنْ تخدم المذبح.. والسيد المسيح عندما اختار تلاميذه الاثني عشر، لم يكن من ضمنهم نساء.. وعلى ذلك، فقد اختص الله خدمة الهيكل بالرجال فقط..
يقول الكتاب: "أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 6)، ويقول أيضًا: "لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 12-14)، وكذلك: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 34، 35). ومن هذه الآيات نرى أولًا من جانب، أن المرأة هي التي أُغوِيَت من الشيطان، وليس الرجل.. ومن جانب آخر، إن كانت الكنيسة لا تسمح للمرأة بأن تعلم في الكنيسة -بخلاف اجتماعات المرأة أو مدارس الأحد أو غيره- فكيف تسمح لها بالدخول للهيكل؟!
ويوجد في الكنيسة رتبة الشماسات للنساء، وهي رتبة خدمية وليست رتبة كهنوتية..
فمن الجدير بالذكر أنه لا يسمح بالدخول للهيكل لأي طفلة أو فتاة أو شابة أو سيدة كبيرة في أي سن أو غيره.. فالأمر لا علاقة بالسن بل بالجنس بالنسبة للنساء.. وللرتبة بالنسبة للرجال، مع استثناءات بسيطة للرجال وليس النساء، من خلال الآيات التي عرضناها في الفقرة السابقة. وأن دخول الهيكل لأي شخص من الشعب لا يليق بقدسية المكان..
××××
المرجع :
سؤال حول كهنوت المرأة
×××


التعقيب :

هل من فرق في الفكر بين الإسلام والمسيحية في النظرة الأقل ولا أقول الدونية صوب المرأة؟!!

الشيخ الفوزان يقول :
مما لم يجر في تاريخ الإسلام العمل به، فهو مردود بالإجماع. !!


الأرثوذكس يقولون :
أما من جهة الكتاب المقدس، فهل سمعنا سواء في العهد الجديد أو العهد القديم بدخول نساء إلى الهيكل؟!

××××××××

الروابط

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14345

http://st-takla.org/P-1_.html

http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/017-Priesthood-of-Women.html

http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/04-Questions-Related-to-Spiritual-Issues__Ro7eyat-3amma/083-Women-not-Entering-the-Holy-Altar.html