المراة فى كتابات اسامة انور عكاشة



مارينا سوريال
2017 / 2 / 23

لم تعرف المراة المصرية فترات تنوير حقيقة سوى فترات قصيرة بدات مع ثورة 1919 وبدأت فى الخفوت فى الثمانينات حتى باتت الان فى صورتها القديمة التى سعت المراة فى فترة التنوير لالقاء الضوء عليها وعلى مشكلاتها بل وبدأت فى الظهور فى اماكن العمل المختلفة بتشجيع من الدولة واتيحت امامها فرصة التعليم مساوية للرجل وبدات تغزو مجالات العمل المختلفة متحدية قديم التخلف المورثة ومع التطوير ظهر التليفزيون وكان عام 1960 شاهدا عليه فتنافس 1600 فردا للدخول الى هذا العالم الاحر الجديد ليتيح لهن فرصة التعبير عبر الصورة والكلمة والنفاذ لكل البيوت العربية ومناقشة المشكلات والتحديات فظهرت كوثر هيكل وفتحية العسال ووفية خيرى مجيدة نجم شويكار خليفة انعام محمد على علوية ياسين ..كاتبات ومخرجات فى الرعيل الاول لهذا الجهاز العظيم ..حاولن من خلاله الانتصار لمشكلات المراة ومعالجتها حتى اتى التغيير ولم يعد العالم الذى اردن تطويره بل اخر اتى ليعيد كل شىء الى الخلف.
مع التليفزيون ظهر اسامة انور عكاشة واستطاع ان يتربع على عرش الدراما العربية من خلال اعمال ابرزها ليالى الحلمية ..ارابيسك ..زيزنييا .
زهرة ..عايدة ..فريال
زهرة يتيمة لابويين احياء لفظتها امها لعرق ابيها واهملها ابوها باعتبارها خسائر حربه المستمرة مع البدرى مهملة منسية تعتمد على ذاتها وهى صغيرة نراها تكبر وهى حائرة هل ستقبلها امها فى قصرها كابنه لها ام ستعود لابيها ..ادركت فى صغرها ان التعليم هو الوحيد القادر على اعطاء الامان فلا انسان مهما كانت قرابته يعول عليه ..تلك هى خلفية زهرة الفتاة ثم الشابة التى استطاعت بدهاء ودبلوماسية اكتشفتها فى ذاتها ان تقترب من ابيها ليكف يد الرجال من عائلتها لتدخل الى الجامعة ..ملامح الصلابة القسوة من قطع صله الحب ممن اوجدوها فى الحياة ..
ومن ناحية اخرى ياتى حبيها على بخلفية مشابه مع الفارق ان خالته انيسة قامت بتبنيه وقام توفيق بدور الاب فى حياة فعرفها رغم جرح ترك ابيه سليم له ..
يكبران فى عصر الاشتراكية والتأميم والاحلام بالقومية وهى التى امن بها الكاتب لزمن طويل واستمر فى تجسديها حتى اعلن هزيمتها فى كتاباته اللاحقة فى الالفينات وانهيار القديم التى ابرزها لدى عائلة السماحى وقهوته مجتمع مصر الطبقة الوسطى وانهيارها مع المجتمع.
فى فورة تدخل المراة مجال الاعلام والصحافة مجال السلطة الرابعة تشعر زهرة انها انسان حر مستقل له خطوطا على الارض لكن الشريك على لم يعى كل خطوط التطور كان فى منافسة خفية معها عملها يساوى تقليل من ذاته او ذاته الضعيفة التى تبرز انهيار قيمه بعد خروج من السجن ..فى الحقيقة ان شخصية زهرة والتى ارى ان اثار الحكيم قد اجادتها اكثر من الهام شاهين وستكرر هذا مع عايدة وبشر وهالة صدقى التى لم تمتص روح عايدة المتمردة فى اربعينات وثلاثينات القرن وكلا من عايدة وزهرة تقابلان المصير سقوط من نظرة المجتمع استغلال من رجل المراة عورة فى حين ان زهرة لم تنكسر واستمرت تعتد على ذاتها ظلت عايدة تبحث عن بشر منقذا لها من ضياع ذاتها ..تظل تنتظر منه الزواج ليستقيم كل شىء باعتبارها كائن ناقص ..ثم فريال الاحدث بينهم فتاة فى مرحلة التسعينات تحاول الخروج من ماضى لم يعد صلبا تعرض للفساد فى ثلاثين عاما من الستيانت وحتى وقتها لم يعد شىء مثل الماضى تركت الدولة الاشتراكية واصبح العالم راسمالى وبقيت الحارة تحاول الخروج من الزمن ومن يحاول فهو باحث عن العبث والمجون والكل حراس فروج النساء .. لااحد يعرف ما يريد لااحد يطور من مهنته التطوير يعنى لهم تدمير اصول المهن وفاتهم ان الحضارات تزول لاخرى ان لم يحدث تكيف مع التطور البطىء الذى يحدث فى العالم وهو الواقع ..وفى الثلاث اى محاولة جادة للبحث عن الذات يساوى وقوعها فريسة من ذئب ومسألة من كل حدب ثم ركض نحو الشرنقة عقابا لها لانها قررت ان البطل ليس هو كل شىء وان لديها احلام عليها السعى من خلفها لاتقلل من كيان الاخر الهش ..على البدرى عادل البدرى كلاهما كلما حاولت امراة ان تسير من خلف كيان فكأنها ذكرته انه لاشىء عادل وابنه زينهم السماحى زوجته الفلسطينية كلاهما اراد ان يكون سليم البدرى الذى يترك الهانم والاخرى ويعود فيجدهن فى عصر اخر كلاهما شعر بالنقوص لم يعى تغيير الزمن يؤكد هذا من علاقة على بشيرين ..ربما اراد الكاتب شىء اخر فمرحلة الستينات لم تكن انارة حقيقة بل عباءة لعودة افكار قديمة هى فقط سلمت البلاد لمرحلة الاحتلال العثمانى من تخلف وافكار ظلامية وعودة للعصور الوسطى وكل مظاهر تدمير المجتمع حينها لقرون