بيت هيدرا10



مارينا سوريال
2017 / 2 / 26

"من ايزيس الى فاطمة كيف حالك الان اتمنى ان تكون حدة غضبك قد خفت ،نحن نقاسى القوانين ضدنا منذ كنا اطفالا واعتدنا عليها،سمعت ان المراة الاروباوية الان تطالب بحقوق المساواة مثلنا ايضا ،ربما ياتى دورنا قريبة ياعزيزتى ولكن شرطا علينا ان لا نستسلم الان وان نعد انفسنا لذلك اليوم .اسمع سخريتك ايزيس لقد اصبحت الان تتحدثين عن عدم الاستسلام ،وانت من تركتنا فى البداية.اعرف هذا وقد اخطأت اعترف بهذا
ولكننا جميعا ثمرة اخطأئنا التى لا تنتهى ولكن انا تعلمت ان لا ابيع جزءا منى لاجل ان اخذ القليل من الراحة ،كما كان من الخطأ قبولنا بذلك القانون الذى يرفض زواج المعلمات ويقبلها للرجال وان نصمت عليها كل تلك المدة ولا تصرخ رافضة سوى واحدة منا فقط لا يعقل ان تتحدث وتقاوم واحدة ونحن بقى صامتات ولا نقدم لها المساعدة ،على تلك الحكومة ان تعى اننا نريد المساواة ليس فى الراتب فحسب بل فى العمل ،اشعر بك واعلم انك تعيشين فى نيران بمن تحبينه وعملك الذى وهبت له عمرك ،وانك انسانة شريفة لا تقبلين ان تسقطى فى الخطأ الذى حدث لبعضهن نتيجة ذلك القانون الجائر علينا ان نقف من خلف نبوية موسى حتى تتغير تلك القوانين ،لقد تعرفت على ملكة سعد صاحبة مجلة الجنس اللطيف من كتاباتها وقمت بمراسلتها ايضا ربما نحن بحاجة الى اصوات جميع المعلمات حتى يستيقظ هذا المجتمع".
لم اعرف ان هناك عالما واسع ينقصنى معرفته سوى الان بعد عزلتى فى البيت الذى حمل ضجيج ابناء واحفاد هيدرا اعواما طويلة والان فقط ادخل الى عالم غرفة المكتب التى ماتت هدية وهى تجلس تراقب من نافذتها بينما من خلفها عالما اجلس الان واعرفه كلما قرأت مزيدا من ملاحظتها على دفترها بما يجب على المبتدأ قراءته حتى يصل الى الاعمال الضخمة كان عليه ان ابدا منذ البداية كطفلة تتعلم الكلمات حديثا .تدير اسطوانات الاوركسترا على الجرامافون فتملا فراغ غرفتها الواسعة وتغذو اركان البيت الواسعز
"الى هدية اعتذر منك ستقولين لما؟ ساخبرك لاننى كنت طفلتك الوحيدة ولكن لم اعرفك يوما قط ،جعلت ألمك يتضاعف لانك اعتقدت ان جزء منك كفيلا بان يعرفك جيدا ويعوض اعداد لا باس بهم ممن قرروا تجاهلك ببساطة.ولكن انا فعلت مثلهم .اليوم اعرف نظرتك لحديقتك مودعة كانت حزينة كنت اخبرها انها كانت مخطئة وانها ربما كانت وحيدة بارادتها او ربما لاننى لم اثبت لها بعد كم انا اشبهها وادور فى فلكها ذاته ولست بعيدة عنهاكان كل شىء يسير من حولها فى كهف ابولونى يخبرها ان كل شىء تم بتناغم ودقه لم تخترها ولكنها صارت جزء منها الان وعليها ان تتقبله وهى تدير الصفحات وتقرا عن هيدرا ويوسف واخوته مثلما خطتها احرف امها لكنها لم تغفل زوجاتهم ايضا .لم تنسى فى نهاية دفترها ان تسامح فتركت خطابا لتيريزا ارادت ان تعتق روح دميانة لكن دميانة لم تعرف ابدا بأمر هذا الخطاب..
برغم الحرب لم ينسى جون الصغير ان يفى لها بوعده فارسل لها اسطوانات سترافنكسى الحديثة ،ادرات الجرامافون لم تتعلم ايزيس الرقص لكنها استطاعت ان تفرد ذراعيها على شكل اجنحة الطيور التى كانت هدية تعشق ان ترسمها على صفحات وصفحات من دفاترها التى تخطت الاربعون وهاهى الان تتعلم الرقص وتدور غير عابئه بنظره الخدم لها همسن :لقد جنت من الوحدة ،فترد اخرى :لما لم ترحل مع زوجها ألم يكن هذا افضل لها مما فعلت ؟ تلكزهم اخرى :ما شاننا لا يجوز ان نتحدث عن السيدة التى نخدمها نحن تربينا فى بيت هيدرا وان كان الجميع قد رحل الان فلا يحق لنا ان نسىء اليهم .
لم تبالى بما تسمع ارادت ان تتعلم الرقص ولكن لم يكن مسموح كان فقط للاجنبيات فى مصر لم تحضر من قبل حفل راقص واكتشفت انها لم يكن لها صدبقات سوى فى مدرستها الداخلية لتعليم الفتيات حتى يكن معلمات فلم تصادق احداهن من الخارج ولم تعرف الكثير من الامور كانت تفكر فى انها معلمة والان تتسأل فى ان كانت الى الان تصلح لهذا الدور؟.
قرأت قبل ان يحجب بيان الخديو عباس م تركيا الى الامة المصرية يوم 11نوفمبر1914 ويعلن فيه رغبة امير المؤمنين تسيير جيش عثمانى بصحبه الخديوى لتحرير مصر من الاحتلال البريطانى ويحس المصريين على مساعدة الحملة ويعلن منحهم الدستور الكامل ،والغاء القوانين المنافية للحرية.ولكنها علمت من الصحف فيما بعد ان الخديو قد امر باحراق هذا البيان لان وعود الاتراك له لم تكن حقيقة .