إليهن



حمدى عبد العزيز
2017 / 3 / 9

احتفائي بيوم المرأة العالمى هذا العام
أهديه لتلك المرأة التي قد لاتقرأ تلك السطور في الغالب المرجح
ذلك ليس فقط لأنها لم تنل حظها من التعليم أو ربما تعلمت ولكنها لاتمتلك نافذة علي محررات المثقفين من أمثالنا

وربما سيصلها ذلك الإحتفاء وتلك التحية يوماً ما
عندما يستطيع المثقفون إزالة الحواجز بينهم وبين المهمشين من البشر وإيجاد أدوات ولغة اتصال مباشر معهم

تحية 8 مارس
هي لتلك السيدة التي تجلس علي رصيف الشارع صباحاً خلف بضع أحزمة من الجرجير والبقدونس والبصل والفجل وماتيسر من خضروات أخري في محاولة يومية متكررة لاستجلاب بضع جنيهات ربما ستكفي بالكاد أو لاتكفي أسرة لاندري نحن المثقفون متأنقي الأحاديث ومنتقي أفضل مفردات اللغة بأحوالها الحقيقية وكيف تعيش وكيف يلبس الأبناء مايذهبون به إلي المدارس وكيف يشترون كراساتهم وأقلامهم وملتزماتهم التعليمية

تحية 8 مارس
لها
تلك المرأة التي ظلت تمسك بصحنها كل يوم أمام بائع الفول المدمس ليضع لها بضع مغرفات تسد به رمق من تسد وكان الله بالسر عليماً

أو تلك التي تهرع - بمجرد أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود - إلي المخبز كي تفوز ببضع أرغفة من الخبز المدعم قبل أن تنتصب الطوابير وتضج المخابز بمعارك الحياة اليومية للفوز بالخبز ، لتعود به إلي أطفالها اليتامي

تحية 8 مارس مصحوبة بانحنائة آدمية للرأس
إلي الكادحات في شرف كمستخدمات في منازل القادرين في مجتمع لم يرتق بعد لكي يتعامل مع تلك المهنة بالإحترام الذي تستوجبه ثقافة المواطنة والتساوي في الحقوق وفي الكرامة الإنسانية بغض النظر عن المراكز الوظيفية والوجاهات الاجتماعية المترتبة علي تشوه إنساني بالغ

تحية هذا اليوم يجب أن تمر علي جباه العاملات الزراعيات والفلاحات اللواتي يسبقن الشمس إلي الحقول بظهور منحنية طوال اليوم حتي غروب الشمس اللافحة للرؤوس والأبدان

وتحيته أيضاً لهؤلاء الأرامل المتجمعات في طوابير القسوة أمام مكاتب صرف المعاشات

في 8 مارس
أحني رأسي لتلك النماذج وماتشابه معها من نماذج الكدح اليومي للمرأة المعيلة
سيدة كانت
أو فتاة لاتزال
لعل ذلك هو اعتذار ضمني عن قسوة مانعيش

حمدى عبد العزيز
8 مارس 2011