نساء +18



ميسون ممنون حطاب
2017 / 3 / 11

مجاميع سرية مشبوهة هنا وهناك في هذا العالم الكبير, الذي أصبح صغيرا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي,إانتشر الموضوع في الغرب على إعتبارهم سباقون في كل تطور, ومصدرون لثقافات لا تمت لنا بصلة.
ناخذ على سبيل المثال "بريطانيا", حيث وجدت هيئة الاذاعة البريطانية, أن مستخدم واحد نشر شريط فيديو راقص للأطفال, وقد رافق معظم الصور تعليقات بذيئة, وجدت الهيئة إن إستضافة الصور الجنسية للاطفال التي لها أسماء تشير بوضوح الى مضمونها والتي تحتوي على مواد فاحشة بعنوان:
( نحن نحب بنات المدارس)
(we love schoolgirlz)
وهناك مواقع كثيرة لشتى الأعمار والأفعال, حيث يقول آنجوس كراوفورد مراسل بي بي سي, إن نشر تلك الصور بالنسبة له كان موضوعا مقلقا للغاية من بعض المحتويات, والذي بدوره سلمها للشرطة, ونبهت كل مؤسسة مراقبة الأنترنيت؛ ووكالة الجريمة الوطنية.
أشرت إلى أحدى التجارب الغربية, في طريقة التعاطي مع مواقع التواصل الأباحية أو المشبوهة, لما لها من أثار على تنشئة الأطفال ونقصد بالاطفال كل شخص تحت عمر ال18 من كلا الجنسين.
لكنني فقط وددت أن أفتتح مقالي, الذي يتناول مواقع وشبكات تم انشاؤها في الأونة الأخيرة, بأخبار نستطيع التنبؤ بوجودها مثلا لجو الإنفتاح الذي تعيشه الدول الغربية, المشكلة ليست في صناعة مواقع الشبهة العربية أو العراقية لكننا أصبحنا نعاني من كفتين أرهقت الشباب على وجه الخصوص.
فهناك كفة تنادي بالأصلاح الأخلاقي, والتركيز على منظومة الأخلاق, وتلك الكفة بعيدة عن مواقع إتخاذ القرار, بل وأنها منظومات تكاد تخلو مما تنادي به, والكفة الأخرى التي أصبحت تتعاطى رسمياً وبصورة علنية مع ما يتم تداوله تدريجياً, وقد أصبح موضوع التعاطي مع مواقع الشبهة (+18) تحصيل حاصل, وكأنه أمر طبيعي ومسلم به.
فبعد أن أطلقت صفحة "الخوة النظيفة" مجموعتها بسنوات والتي عرفت في وقتها وعلى مرتادي تلك المجموعة بأنفتاحها التام بنشر كافة المواضيع المحظورة اجتماعياً, وعندما أصبح الأسم متداول وأكثر أسماء من يديرون الصفحة معروفة أصبحنا نجد بالمقابل مجاميع تنافس تلك المجاميع الرجالية, أما لمراهقون أو نساء يافعات.
وموضوعنا هنا يتناول مجاميع اليافعات تحديداً, بدايةً تكونت مجاميع بعناوين مختلفة تقودها سيدات عراقيات محترمات في مجموعة أو مجموعتين أشتركن من مختلف أنحاء العالم ليتشاركن اللمة العراقية النسوية التي تعودت على الثرثرة الجميلة, وأحيانا الشكوى لبعضها وتناولت قضايا أجتماعية تشغلها, وهذه الثرثرات من النوع المألوف, وممكن أن نسردها كنساء من وقت الى آخر بين صديقاتنا وقريباتنا.
وفي أحيان أخرى يكون هناك بث مباشر تديره أي عضوة في المجموعة لموضوع هي تختاره لا على التعيين, فأحيانا تسمي بثها (ضوجة) وأحيان أخرى تطل علينا شابات مثقفات لديهن إرشادات ونصائح عن كيفية العناية بالبشرة أو الشعر, وبطريقة السرد العفوي المتبادل, تارة يكون البث دون إظهار الشكل وتارة أخرى تظهر بطريقة محترمة, مثلما تظهر أي إمرأة في الشارع وليس أكثر من ذلك.
لكن إنبثقت من تلك الكروبات مجاميع أخرى, باتت تنافس المجاميع التي كنا نراها, تتناول مواضيع إجتماعية بسيطة كالزواج والطلاق والمكياج وكثير مما يشغل الفتيات ويتساءلن عنه, فالمجاميع الجديدة أصبح شاغلها القضايا الجنسية, والأشارة لها بنكته سمجه أو فيديو قصير يكون كوميديا ساخرا.
أصبح الكلام البذئ أمر طبيعي, حتى لو حدث وأعترضت بعض العضوات فأنها ستزول لأنها ستلاقي موجة من الأنتقادات التي تصفها بكلمة نفسية (اي معقدة)او (ملتزمة؛ متدينة براسنا ), وبعدها مباشرة نجد (الي معاجبها خلي تطلع ).
سبب كتابتي لهذا المقال في هذا الوقت تحديداً, لأن القادم أبشع بكثير, فقد أصبحن يلوحن بموضوع بث مباشر من "غرف النوم", بعد الكثير من مقاطع البث المباشر غيراللائقة, وتقديم فقرات الرقص الشرقي وكأنها تبث من ملهى ليلي تكون في وسط عائلتنا وتحديدا بناتنا,وايضا هناك الكلام النابي والألفاظ التي لا تستخدمها سوى بنات الليل.
الطامة الكبرى أن الكثير من الفتيات, أصبحن يرددن ما تتكلم به الأدمونات, بل ويذهبن أكثر من ذلك, سنرى قريباً تنفيذ لأمور مشينة, احتمال أنها سوف تخرج للعلن أو تتسبب بقتل أحداهن, مع الأخذ بعين الأعتبار إن المجاميع أو الكروبات, لا تكاد تخلو من الرجال الذين دخلوا بصفحات وهمية, وباتت الأدمونات والعضوات توجه لهم ألفاظ ومنشورات قمة بالقذارة.
من المؤكد والمؤسف أنهن سيلاقين رواجاً في مجتمع هش, تبحث فيه المرأة عن أي منفذ, حتى لو كان وهمياً, يريها كيف تكون حرة لكن بطريقة بنات الليل, فهذه المجاميع وصلت لآلآف المشتركات وبكل الأعمار, وخصوصاً المراهقات, سيصبح الأمر مسلما به كليا, بعد أن يدخل الى كل بيت كما تدخل الحية من التبن دون أن تشعر بحركتها.
مسؤوليتنا أن نفرش قضايانا على الطاولة, ونتناولها بدقة وحذر, ونبحث عن أمننا الالكتروني والأستخباراتي, ونأمره بأن يتحرك, فبعد هدم المجتمع وقتله والتمثيل به وذبحه بالفساد تارة وبالأرهاب تارة أخرى, لم تبقى سوى أخلاقنا, وهنا أختم مستشهدة بقول الشاعر أحمد شوقي:
(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)
وهذه هي مراهنتنا الاخيرة