بيت هيدرا14



مارينا سوريال
2017 / 3 / 18

"ساخبرهم ان يحررونا يا فاطمة ..حرية العقل قبل الجسد نريد ان نفكر مثلهم من دون خوف ،نحن بحاجة الى ان نشاركهم فى كل شىء وليس الجلوس داخل بيوتهم فحسب علينا ان نخرج للعمل دون ان يضعوا لنا قوانين خاصة حتى ترفضها اغلبية النساء فانظرى كم معلمة امراة لدينا وليس لدينا ناظرة مدرسة مصرية جميعهن اجنبيات انجليزيات من يشرفن على ابنائنا والكل راضى بالرغم انهن نساء مثلنا ايضا ولكن لا يوجد من يعترض على هذا..هناك فى بريطانيا نالت المراة الانجليزية حقوق افضل بكثير وخرجن لديهن نساء يطالبن بحقوقهن بينما نحن نعانى يمزقونك لانك تريدين الامومة والتعليم فى نفس الوقت اشعر بالمك ولا ادرى كيف يمكننى ان اقوم بالتهوين عليك ولكن لا كلمة يمكنها ان توقف عنك ألم رؤيتك لاطفال لايمكنك انجابهم او تركك لحلمك بمهنة التدريس والجلوس فى البيت فى الحرملك الخاص ..اعلم انك قاومت كثيرا ذلك الزوج الذى كادوا ان يجبروك عليه وهو متزوج ولديه ابناء بحجة ان عمرك صار كبيرا ولم يعد رجلا شابا لم يسبق له الزواج يريد بك زوجة له ويخبرونك انك لم تعودى تصلحى للانجاب ..تمسكى بقوتك فلو تسمعين الكلمات التى سمعتها والتى اعادت اليه الثقة فى مهنة التدريس التى كرسنا لها وقتنا وتعلمنا لاجلها منذ صغرنا من فم ملكة سعد واخريات لشعرت ان هناك امل قادم قريبا الكل يتحدث عن ثورة قادمة صدقينى واصبرى لاننا قادمات.

.ارسل جون خطابا جديدا ومعة مظروف به اسطوانات جديدة يقول لى انه اكتشف شىء جديدا يغير الحياة وانه رغم الحرب التى تحيط به وتخيفه قرر ان يتعلم الموسيقى عندما كان فى مصر لم يخبرها انه يميل الى تعلم الموسيقى من قب لكنها لاحظت انه يحب الاستماع الى الموسيقى ويحب زيارة الموالد الدينية لانه يقول ان بها توشيح تجعله يشعر بالسحر لم تعرف عما يتحدث لانها لم ترى موالد من قبل عن قرب ،قال انه اكتشف شخصا عظيما وعليها ان تستمع اليه يدعى ياناتشيك،ارسل له على الدرب المغطى وفى الضباب ،ماروكا ماغدونوفا،كانتور هالفار،سبعون الفا. يقول انه رائع برغم انه ليس مشهورا الى الان ولكنه مختلف قليلا عما سمع لم يلتقى به بعد لكنهم يقولون انه معزول ولا يحب طريقة الموسيقى التقليدية وان كانت موسيقاه لاتزال تقليدية ولكنه لايراه كذلك فى تلك الاسطوانات الخاصة به التى اختارها من اعماله ليرسلها.. يقول انه مثله لا يزال يبحث عن نفسه،لقد اختار لغته التشيكية وهى ليست مشهورة ولم يختر الفرنسية او الانجليزية حتى يغزو بها اوروبا قال البعض انه انتحر لاجل لغة مجهولة لكنهاكانت ببساطة لغته هو.. لكن جون يشعر بالفخر وعدم الخوف لانه لم يجد نفسه بعد فذلك الرجل رغم سنه لا يزال يبحث عن صوته وسط العالم الصاخب فالحياه لم تنتهى بعد ولن تنتهى لان بها حربا .حتى وان كنت وحيدا فلا باس حتى اجد صوتى انا ايضا.

نحن امة كتب عليها البقاء وليس الموت ولا تنطفىء شمعتها باخذ شبابها الى السجون فان كنا خرجنا ضد الاحتلال البريطانى لمصر فلقد اقسمنا الا نعود وسوف نخرج حتى اقصى الجنوب والقرى لنخبرهم بان هناك محتل وعلينا ان نخرجه وكل من يتعامل معه وكانه ليس ابن لتك الامة وانذارنا له قبل ان يعانى مثلما يعانى المحتل معنا.
كانت المشورات تسلم فى المكاتب والمصانع بين طلبة الجامعة والمدارس ولا يعرف من كتبها ولكن ميخائيل ومن تبقى خارج السجون من جماعتهم كان عليهم ان يكملوا ما قد بدا .كان دوما يجد طريقة يوصل بها اخبار جماعتهم الى مصطفى والمعتقلين من افرادهم داخل السجن ،كان يعرف ان عليه ان يكمل ذلك حتى لا يشعر المحتل انه كسرهم بحبس شبابهم لديه وان من فى الخارج هم اكثر ويمكنهم ادخال الرعب داخل قلب كل من يتعامل معهم لانه سيسقط من حساب تلك الامة وقريبا سيلقى المعاملة نفسها ..كان ايضا يرسل الى كبار الاعيان ممن يتعاملون مع المحتل ،ويلقى باخرى وسط شباب الامة القبطية حتى يقاطعوا من منهم نسى انه مصرى واستسلم لمحتل جديد او استراح لان العثمانى لن يرجع وعليه ان يتعامل ان تلك البلد هى دائما لمحتل .
كان يرسل لها خطابات مثلما اعتاد صديقه ان يفعل ويطمأنها انه سيخرج قريبا،كان يعرف ان مصطفى سيسامحه لانه يفعل هذا لاجله يعرف انه لو تمكن من مراسلتها لفعل .كان يراقب بيتها وهو يتاكد ان اخته ستتمكن من ارسال الخطابات الموقع باسم صديقه اليها دون ان يشعر بهم احد تخبرها انه بخير وانه قريبا سيعود للحرية من جديد وان عليها ان تنتظره وتصبر فلولا السجن لتمكن من ابعادها عن كل ما يشعرها بالخوف .
كانت بالكاد استطاعت ان تقنع والدها بان تكمل فى المهنة التى تريد لانها ستحصل على ثلاث جنيهات ستسلمها للبيت بالكامل تلك الاتفاقية التى عقدتها مع زوجة ابيها سهلت مهمة اقناعه لكنها لم تنسى احدا منهم ان عليهم بتزويجها فلا يجب ان تبقى فتاة دون زواج الا ان كانت راهبة ومارى مجرد معلمة حينما ياتى من يناسبها ستترك المهنة لتكون مثل اى امراة اخرى فالبيت بحاجة الى زوجة وليس الى معلمة هكذا تردد زوجة ابيها وهى تتحين الفرصة لان تلوذ عنها لتفتح خطابا اخر قد وصلها اليوم .كلما مر الوقت زاد خوفها ولم تنجح الرسائل فى تطمنيها والى متى ستنجح الثلاث جنيهات فى صد افكارهم عنها ربما لينهى اخر اشقائها تعليمه فى الجامعة ويتمكن من وظيفة حينها لن تكون لجنيهاتها الثلاث ثمن لدى زوجة ابيها .
كانت تخبرهم بان مرتب المعلمات سوف يرتفع اسوه بمرتب المعلمين ليضاعف ،كانت تعلم ان زوجة الاب تحب المال اكثر من صبيانها الثلاث ..لم تتذمر يوما وتسأل لما ماتت امى؟ فقط تقبلت الامر لاتعرف كيف تكون الام هل كانت ستكون مختلفة عن زوجة الاب؟ولكن الجميع يحب الصبيه فما الفارق هى فتاة وتلك الحقيقة ،فى حياتها القصيرة لم تعرف سوى الخوف .من والدها من زوجة الاب من القادم ،ماذا سيحدث لها فى الغد ؟ كانت تراقب نظرات ناظر مدرستها فى صمت لا تستطيع ان تفتح فاها خوفا من ان تفضح ،هى لم تخطىء تردد لنفسها كل ليلة مما تخافين هو من يحاول الاقتراب منك من لمسك انت محتشمة والجميع يعرف هذا ،كل يوم تقسم ان تصرخ فى وجه لكنها تقابل وجوه معلمات اخريات يبتسمن له .هل تشفقن عليهن ام تكرههن ليس الكل واحد بعضهن ضعيفات يردن ان يصبح لديهن اسرة مثل بقية النساء ولكنهن محبوسات داخل زى المعلمات وكانه عقابا لهن لانهن احببن التعليم والعلم .المراة الافضل هى التى لا تحب التعليم لا تقرأ ولا تكتب يكون لديها بيت واولاد والاخرى لا.اشفقت عليهن ولم تحكم انهن فاسدات ولكنها لم تعد تحتمل الصمت ارسلت شكوى تلو الاخرى من مجهول ليتم التحقيق مع ذلك الناظر ولكن احد لم يتحدث ولم يتغير شىء.تلتفت من حولها ليس من تشكو له لا يمكنها الرحيل عن المهنة ولا عن المدرسة لى اخرى .تنتظر كل ليلة ان تمر لياتى غدا يخرج فيه من تنتظره من محبسه لتتمكن من المغادرة معه هل سيقبلون به؟انها لم تفكر فى ذلك من قبل؟لكن احد لم يهتم ..ستقول زوج الاب من قله القبط ستخرج احد من مله اخرى .ربما ارضه تشفع له لديها..
ربما كان عليها ان تتحمل نظرات زميلاتها المعلمات وهن يتهامسن عنها وناظر المدرسة ،كانت تتجاهل كل شىء عقلها فقد ينتظره ،ولا مرة شعرت بنظراتهم انها سيئة لكنها كانت تشعر بذلك فقط عندما تكون غير طاهرة..تتحمل الايام تمضى حتى تعود كاملة كما كانت من جديد.