حقيقة قضية المرأة



ارام كيوان
2017 / 3 / 20

حقيقة قضية المرأة

مقدمة : أكتب هذا الموضوع بشكل رئيسي استنادا الى فصل (قضية المرأة) في كتاب الرفيق فؤاد النمري قضايا معاصرة في التحليل الماركسي,حيث وجدت من واجبي أن أكتب عن هذا الموضوع في ظل الانحطاط الفكري للمدافعين عن قضية المرأة والذين لا يزيدون بتنظيراتهم الجوفاء قضية المرأة الا سوءا.

ولكي نبدأ بالموضوع بشكل مباشر علينا أن نعود الى بدايات الجنس البشري لنتبيّن كيف ومتى حاقت كارثة الدونية بالمرأة,كون الانسان أضعف الحيوانات المفترسة فقد اقتصر انتاجه على الالتقاط والافتراس وكما لاحظ انجلز الذي سنعود اليه "كلما كانت العملية الانتاجية محدودة مال المجتمع الى العلاقات الجنسية" وفي ظل مجتمع كهذا لم تكن الحقوق قد تأسست بعد فضلا عن تأسس أي حقوق للرجل

في ظل مجتمع بدائي تسوده الفوضى الجنسية أول حق كان قد تأسس هو "حق الأم" حيث امتلكت الأنثى دفة القيادة في المنزل,أعتبرت الأم خلالها أصل الحياة وخالقها فكانت الآلهة الأولى للإنسان أنثى مثل عشتار إلهة الكنعانيين وعشتروت إلهة الفينيقيين، وكانت الميزة الأبرز للإلهة هي قوة الرغبة الجنسية

*كيف ولماذا سقط الحق الأمي؟

ما بين العصر الحجري الأول (Paleolithic) والعصر الحجري الثاني (Neolithic) مر الانسان بنقلة نوعية حيث تمكن من تنمية قدراته في مواجهة الطبيعة فزاد بذلك من أعداده ومن طول بقائه وأهم ما ستجد في العصر الحجري الأول التناقض الجدلي للانسان مع أدوات الانتاج البسيطة الطارئة عليه وهو الالية الوحيدة لنمو الوعي لدى الانسان الذي انعكس في عمق انسنته والتناقض الثاني هو الحاجة الملحة للغذاء لاستمرار الجنس البشري,هذان التناقضات هما ما مهدى للثورة التقنية التي ستعبر بالانسان الى العصر الحجري الثاني

أهم ما نجم عن الثورة التقنية هو معرفة زراعة البذور واستنباتها فكان ذلك الخطوة المهمة الثانية بعد تربية الماشية والأغنام باتجاه انتاج واعادة انتاج الحياة والتي اختزلت في البداية بحدائق صغيرة قبل الانتقال الى الزراعة الحقلية,الزراعة الحقلية تحتاج الى قوة عمل كبيرة أو حتى غير محدودة وتضاعف انتاج الحنطة أضعافا مضاعفة حتى غدا كافية كافيا لسد احتياجات جميع الأفراد البشرية انذاك وشكل نمط الانتاج الجديد نقطة مفصلية في تاريخ الجنس البشري حيث اختص هذا النمط بالرجل دون المرأة وانتقل مركز الانتاج,انتاج الحياة من المنزل والحديثة من حصة المرأة الى حصة الرجل ما أدى بدوره الى سقوط حق الأم والانتقال الى "حق الأب" وبناء على هذا الانتقال أخذ الرجل يتزوج من عدد من النساء يمتلكهن ويحرمهن على غيره من الرجال كوسيلة وحيدة لامتلاك العائلة,قال انجلز عن سقوط حق الأم : (ان إسقاط الحق الأمي كان هزيمة تاريخية عالمية للجنس النسائي. فقد أخذ الزوج دفة القيادة في البيت أيضاً، و حرمت الزوجة من مركزها المشرف، و استذلت، و غدت عبدة رغائب زوجها، و أمست أداة بسيطة لإنتاج الأولاد.)

ان الانتقال الى نمط الانتاج الذي يخص الأب دون الأم والانتقال من الحديقة الى الحقل شكل بذرة الأساس لقانون القيمة الرأسمالي وكيف يمكن المقارنة بين الانجاب وانتاجا الحبوب؟!! نعم البرجوازيون الذين يصرون على تسعير كل شيء يفعلون ذلك,ألم يقل كولومبوس :"الذهب شيء رائع ومن يمتلكه يصبح سيد ما يشتهي,بواسطة الذهب يمكن للمرء أن يفتح للأرواح حتى أبواب الفردوس" ولما كان الإنجاب لا يعطي ذهباً بعكس الحبوب فإن الرجل هو من يسوى وليس المرأة وأن الأب هو صاحب الحق المطلق بعكس الأم التي يجب ألا تتمتع بأية حقوق

قد ينكر بعض السفهاء أي علاقة لقانون القيمة بتدهور حال المرأة بحجة أن قانون القيمة لم يتشكل قبل ظهور المدن البرجوازية في القرن الثالث عشر للميلاد,صحيح أن قانون القيمة لم يتشكل بصورته الفاعلة المعروفة إلا بعد ظهور المدن البورجوازية لكنه لم يكن غائباً أبداً في التبادل العيني. لقد كان يعمل في الأعماق وتحت السطح حين كان الناس يتبادلون منتوجاتهم المختلفة. ـ ثوب بإردب من القمح أو إردبين من الشعير أو برأس من الغنم.

ما بعد تبلور قانون القيمة الرأسمالي أصبح الرجل يخرج من بيته ليخلق قيمة مضافة بينما تبقى المرأة في بيتها لتقوم ببعض الخدمات المنزلية المتدنية القيمة والتي تعرض في السوق أصلا وبل وحتى لو خرجت من البيت فانها لا تنتج بالمتوسط مقدار ما ينتج الرجل

شوهت الرأسمالية الانسان ونزعت منه انسانيته وأضحى الانسان سلعة تباع وتشترى ومن هنا يكمن الخطأ في استعمال شعار (المساواة بين الرجل والمرأة) الذي تلقفته البرجوازية بكل رحابة صدر وزادت المرأة اضطهادا بقانون القيمة فتلقت المرأة أجرا أقل من الرجل نظرا لأن جهدها المبذول أقل من جهد الرجل ومن هنا ينبع الخطأ في استعمال شعار المساواة بين الرجل والمرأة الرأسمالي الملتقط من السوق,أما المساواة الاشتراكية فهي كما عبر عنها انجلز : ان الاسرة لابد ان تتقدم كما يتقدم المجتمع ، وتتحول تبعا لتحول المجتمع ، كما فعلت حتى الآن تماما . انها ثمرة النظام الاجتماعي وستعكس ثقافته. ولما كانت الاسرة الوحدانية قد تحسنت تحسنا كبيرا منذ بدء الحضارة ، وتحسنا محسوسا جدا في الازمنة الحديثة ، فلا اقل من ان نعتقد بانها قادرة على المضي في التحسن حتى يتم بلوغ المساواة بين الجنسين" (انجلز,أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة) ومن ثم أضاف لينين على فكرة انجلز حول المضي قدما بقوله :"ان المراة ماتزال الرقيقة البييتة رغم جميع القوانين التي نصت على تحريرها اذ ان الاعمال المنزلية الصغيرة ماتزال تثقل كاهلها وتخنقها وتخبلها وتذلها اذ تقيدها بالطبخ وتبدد جهودها في عمل غير منتج بصورة فاضحة في عمل حقير مثير للاعصاب مخبل مرهق. ان تحرير المراة الحقيقي والشيوعية الحقيقية لا يبد ئان الا حيث وحين يبدا النضال الجماهيري " بقيادة البروليتاريا سيدة السلطة " ضد هذا الاقتصاد المنزلي الضصغير او بالاحرى حيث وحين تبدا اعادة تنظيمة بصورة مكثفة في اقتصاد اشتراكي كبير" (لينين,حول حق المرأة ومساواتها مع الرجل)

تكمن الدنائة والخسة لدى البرجوازيين والليبراليين ونفر ليس بقليل من "الشيوعيين" في طرح قضية المرأة بتحويل قضية المرأة من قضية تحرر انساني طبقي الى قضية "حقوق" فتحرر المرأة التام لن يكون الا بالشيوعية الراقية وليس بسفسطات الليبراليين

قد يتنطع البعض ويقول ميركل رئيسة وزراء ألمانيا وكلينتون ترشحت لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية, نجيب هؤلاء قبل ميركل كانت غاندي في الهند فهل يوجد في الهند مساواه ؟وقبلهم كانت شجره الدر العبده المصريه سلطانه على مصر فهل هذا سبب. فقط ظروف معينه اوصلت بعض النساء.في فرنسا النساء حازوا على حق التصويت فقط في الستينات