كلمة الى كل ام فى الانسانية فى يوم عيدها



نشأت عبد السميع زارع
2017 / 3 / 21

ولو جردنا المرأة من كل فضيلة لكفاها فخرا انها تحمل شرف الامومة فما بالك وهى تحمل فضائل شتى من العطف والحنان والتضحية بحقوقها المشروعة والصبرعلى الالام المادية والمعنوية والنفسية والمحن
بما اودع الله فيها من غريزة الامومة لتفضيل ابنائها عليها .
هل رايتم الحيوانات مع اولادها القطة مثلا مع صغارها والدفاع عنهم لكل من يقترب من صغارها بل حملهم من مكان الخطر الى مكان امن انها الفطرة والغريزة الصادقة فى كل ام سواء من عالم الانسان او الحيوان او الطيور فاللهم لاتحرم اى ام من ابنائها فى كل الاجناس

تحية الى كل ام حملت وليدها وهنا على وهن جنينا فى احشائها ورضيعا على صدرها ووليدا فى حجرها ولم تغفل عنه لانه قطعة منها وهى صابرة مجاهدة مضحية بكل ماتملك من عاطفة ومشاعر وحنان .

تحية الى امنا الكبيرة (( مصر )) التى تحملت كل ابنائها على مختلف اعراقهم واجناسهم وافكارهم ومذاهبهم وعقائدهم واتجاهاتهم تحملت من بعض ابنائها الغدر والخيانة والغباء والطعن من الخلف سواء من بعض الاشقاء اومن بعض الابناء والتواطؤ مع الاندال وهى صابرة شامخة متحدية فالكل مقصر معها .

تحية للام وللمرأة فى الانسانية فى كل مكان من ارض الله قدمت رسالتها نحو البناء والتنمية وعمارة الارض .

تحية الى الام المصرية التى ضحت وتضحى وسوف تضحى الى اخر نفس فى حياتها من اجل تقديم رسالتها الى الامة الانسانية
تحية الى كل ام شهيد بطل قدم روحه فداء للدفاع عن وطن ومن اجل ان يعيش الاخرون فى امان وسلام ومهما اكتب فلن اوفى حقها ولن يستطيع الجميع ان يعطوها حقها ونترك هذا الحق المقدس والواجب لله يكافئها على صبرها وتمسكها وهنيئا جنة الخلد لبطلها والتقدير والاحترام لك ايتها الام التى انجبت وربت هذا البطل الذى لم يتوانى ولم يفر امام هذا الواجب المقدس .

تحية للام المصرية التى تحملت ايضا فاتورة الصراع السياسي والعنف وماترتب عليه من ارتفاع للاسعار وتعرض الوطن للخطر.

تحية للام العربية واخص بالذكر الام السورية التى دفعت الكثير والكثير من تطاحن ابناء الوطن الواحد فى حرب اهلية احرقت الاخضر واليابس فى وطن كان امنا فاضطرت الام السورية للخروج من الوطن الى بلاد الله او تعيش فى المخيمات على الحرمان وتتحمل القهر والفقر والعوز والحاجة ومد اليد بل فقدت الام السورية ابناء لها فى هذه الماساة الانسانية والحرب الاهلية فاللهم انزل عليها صبرا وسلوانا .
وتحية للام الليبية ايضا التى تحول وطنها الى ساحة من الحرب والعصابات والمسلحة وضاع الامن والامان وهى عمود الخيمة فى وطن يشهد صراع الاغبياء على السلطة
وهل ننسي الام اليمنية التى نسيها العالم باكمله والتى كانت تعانى اصلا من الفقر وشظف العيش والان تعانى الجوع والخراب والدماروسط صراع سياسي يدمر وطنا وسط سكوت تام للجميع .
ولاننسي المراة العراقية التى تحملت مافعله المجرمين الدواعش فى وطنها وتحملت الصراعات الطائفية والمذهبية المدمرة فى وطن كان امنا وان شاء الله يعود امنا .
وتحية للام الفلسطينية التى عاشت تحت الاحتلال الاسرائيلى وعاشت لتربى اجيالا يدافعون عن وطنهم ولا يستسلموا ابدا للتنازل عن الارض .

وتحية للام التى ربت ولايشترط انها انجبت بل ربت واغدقت من مشاعر وحنان وحب نحو ابنائها فى اى مؤسسة اواى مكان من ارض الله .

تحية للام التى فقدت زوجها وواجهت الحياة بشرف وتحدى رغم قسوة الظروف والاحوال وصبرت حتى خرجت ابناء نافعين للانسانية .
رحمة الله على كل ام ربت اولادا وقدمت رسالتها ولم تستكملها لان القدر او المرض كان لها بالمرصاد فانتى ايتها الام العظيمة فى الجنة ان شاء الله مع الانبياء والمرسلين .
تحية الى كل ام تعرض مركب الحياة الزوجية للغرق وانفصلت عن زوجها وفضلت ان تعيش لاولادها فكانت الاب والام المعيلة والمدرسة والجامعة وتنازلت عن حقوقها الانسانية المشروعة من اجل صغارها فلن يكافئك احدا الا الله فاحتسبي اجرك عنده وتحملى نظرة المجتمع لك احيانا فى غير مكانها .

تحية الى كل ام فى الانسانية ربت اولادها وكانت لهم شمعة مضيئة ونورا فى طريق طويل نحو الامل والعمل وتحية الى امهاتنا جميعا الاحياء منهن والاموات ورحمة الله على من انتقلت الى جوار ربها .

تحية الى كل ام تحملت مسؤلية بيتها واولادها فى غياب زوجها فلم تقصر ولم تهمل هذا الحق ولا ننسي ان نقول لكل ناجح فى حياته هذا المثال ( وراء كل رجل عظيم امرأة )

وارجوا ان تقرأوا هذه السطور القادمة بالعقل والروح والقلب والتصور الوجدانى ان يكون اى انسان مكان هذه المرأة .

((( انها الأم أو المرأة الغارمة ))) التى ارادت ان تزوج بنتها وبسبب ضيق اليد وعادات وتقاليد زواج عجيبة وغريبة فاضطرت ان تستدين وتوقع على شيكات او استدانت من اجل مرض او حاجة فكان مصيرها ان تدخل السجن ان وجود مثل هذه الام او المراة فى السجون دليل قسوة مجتمع ومؤسسات مجتمع مدنى .
ولقد استمعت بالامس فى البرنامج العام 20 مارس 2017 عن قصة مأساوية ان ام دخلت السجن 16 عاما لانها اقترضت مبلغا من المال لاجراء عملية لابنها ووقعت على 16 شيكا تحت ضغط الحاجة والفقر ومجتمع لايبالى الا من رحم الله
ورغم ان اموالا بالمليارات تنفق على تكرار الحج والعمرة ويذهبون لكى يطوفوا حول البيت وكان حقا عليهم ان يطوفوا حول الفقراء والمسجونات فى غير سرف ويخرجونهم الى الحرية وانها حقا اعظم من مئات الحجج والعمرة
وكم من اموالا تنفق فى الافراح والعزاء فى غير اماكنها واولوياتها .
وعلى كل انسان واجب عليه زكاة ان نذكرك ان هناك بندا فى مصارف الزكاة اسمه الغارمين (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين ))
اخرجوا الغارمين والغاريمات فى غير سرف من السجون فذلك من اعظم واحب الاعمال الى الله .