نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!



اثير حداد
2017 / 3 / 23

نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
هذا شعار اطلقته النائبه جميله في دعوتها لتعدد الزوجات ك " حل" تتصوره هي لمشكلة الاربعة ملايين ارمله و مطلقه عراقيه موزعين على ارض العراق بالتساوي جغرافيا ولكن بعدم التساوي الطبقي.
ما الجديد في الامر ودستورنا يعرف العراق بانه وطن مؤمن ؟ ماذا اضافت النائبه الى تحريم تشريع قوانين تتعارض مع الشريعة الاسلاميه كما جاء في دستور 2005؟ ماذا قدمت النائبه من جديد الى الاسلام نفسه وهو يشرع تعدد الزوجات ؟ الجواب على كل تلك الاسئله هو لا شيئ جديد اطلاقا .
اما في فروع مقترحها فهي تطالب الدولة العراقيه بمنح مرتب لكل رجل يتزوج امراة مطلقه او ارمله . ولا ادعي فهمي العميق لفلسفة هذا التشريع، فانا افهمه بانه يقترح تقديم مكافئة لـ " تضحيه " قام بها الرجل بزواجه من ارمله ام مطلقه . وهنا ستبرز بشكل جلي العبوديه الاجتماعيه للمراة بشكل عام والمرة المطلقه او الارمله بشكل اكثر تمركزا او كثافتا في ظل نظام او منظومه زواج باليه جدا، لم يتغير منها سوى غياب الخاطبه وتحول مهامها للام او الاخت، وشروط زواج تتمركز فيها مكافئه اول الخدمه ونهاية الخدمه فقط مقيمة بالعمله النقديه او الذهب .
مشكله الارامل والمطلقات في العراق ليست مشكله تحل بالزواج. فتعدد المطلقات وتنامي اعدادها في يومنا الحالي دليل على فشل نظام الزواج عندنا، واقصد به نظام الزواج التقليدي القائم على اختيار العائلة لزوج او زوجه الراغبين في الزواج بمعاير قديمه جدا وبمفاهيم ضبابيه ومنها طبقيه لم تثبت الحياة صحتها اطلاقا لانجاح الزواج وبناء الاسره . والاسرة هيا بناء اجتماعي لفردين عبر اختيار حر، وهذا غير متوفر عندنا في ثقافتنا الجمعيه ، فهذا الفهم غير موجود عندنا اقصد بها مفهوم الفرد و مكانته ، فالفرد عندنا منصهر ضمن المجموع، فحتى في النسل تتدخل فيه العائلة ويعتبر ملكيه جماعيه للعائله .
اما قضيه الارامل فهي نتاج سياسي اجتماعي لفترة تمتد منذ الثمانينيات من القرن الماضي. في السابق شكلت الارامل نتاج العنجهيه السياسيه . اما ما بعد 2003 فانها نتاج الفساد المالي والاداري ونظام المحاصصه الذي كان الحاضنة للارهاب وسمح له بالسيطرة على ثلث اراضي العراق .
هذا من جهة ومن جهة اخرى فان غياب برنامج اقتصادي يعتمد على تقليص العبوديه لواردات النفط وبناء مشاريع تمكين المراة كان من الممكن حل غالبية مشاكل النساء عموما، وخلق استقلاليه اقتصاديه لهن.
اما ما طرحته النائبه المشار اليها اعلاه فهو لا يخرج عن كونه
Take show ويذكرني بقصه سمعتها قديما تقول:
في مضيف احد العشائر كان الشيخ يجلس وابنه وخليفته المتخلف عقليا لا يتكلم طوال الجلسه، فقط يدير راسه يمينا ويسارا . اقلق هذا الامر شيخ العشيره فقال لابنه : ولدي انت من ظهر شيخ وراح تصير شيخ فلازم تحجي بالمضيف حجي جبير. الابن رد تؤمر بويا . في الليل جلس الشيخ وعلى يمينه ابنه وهو ساكت، فلكزه بعكسه، تذكر الابن حديث والده معه صباحا، وطلبه ان يكون حديثه كبيرا يليق بمكانه الشيخ المستقبلي، فانطلق يقول : جبل، جمل، فيل، بيك اب، مضيف. فانطلق الضحك بين الحضور .