- المساواة بين المرأة والرجل - شعار مضلّل لا واقع له



الأسعد بنرحومة
2017 / 4 / 3

المساواة لا تكون الا في المجال الذي فيه قابلية المساواة بين شيئين أو طرفين اثنين , أما أن نفترضها في أمر أو مجال لا يخضع لهذه القاعدة فحينها يكون عبثا أو تخديرا أو تضليلا ... كما أنّ المساواة ليست هي العدل , فالعدل لا يعني المساواة بل قد تكون المساواة بين طرفين هي ظلما لكلا الطرفين معا , وهذا مثل ما نسمع به من شعارات تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة مع أنّ الرجل غير المرأة وكلاهما انسان ولكلّ واحد منهما مميزاته وخواصّه ,. وكالدعوة للعدل في المساواة بينهما مع أنّ العدل غير المساواة .
انّ كلّ حديث عن حقوق المرأة ومساواتها بين الرّجل وتحرّرها ليس الّا شعارات فاسدة مفرغة من أيّ محتوى , فقط تهدف الى هدم الأسرة وتحويل العائلة الى بؤر من الصراعات الخطيرة التي تدفع الى تفكّك العلاقات ونسفها بما يحوّل كلّ بيت الى جحيم لا يُطاق وعراك لا ينتهي بين المرأة زوجة وأمّا وأختا وقريبات عمّة وخالة وجارة , وبين الرّجل زوجا وأبا وابنا وأخا وأقارب عمّا وخالا ...
وتحت هذا الشعار الهدّام والخالي من كلّ قيمة رفيعة يضعون المرأة في صراع وعراك وقطيعة دائمة مع الرجل , الذي هو في الحقيقة ليس الا أبوها وأخوها وزوجها وابنها وجارها وزميلها , وهؤلاء ليسوا في عداء أو صراع معها . ولكن وتحت عنوان " مساواة المرأة بالرجل وحقوق المرأة وتحرّرها " وضعوها في أتون هذا الحرب التي لن يتضرّر منها الا الأسرة والعائلة , وهو أكبر هدف يسعى الغرب لضربه في المسلمين ...
فالمجتمع ليس شيءا يمكن قسمته الى نصف رجال ونصف نساء , ولا يوصف المجتمع بأنه مجتمع رجالي أو مجتمع نسائي , لأنّ المجتمع هو النّاس وما بينهم من علاقات دائمية تحدّدها أفكار معيّنة وتنظمها أنظمة معينة , فيوصف المجتمع طبقا لهذه الأفكار والأنظمة فنقول مجتمع اسلامي أو مجتمع شيوعي أو مجتمع رأسمالي ديمقراطي .. والناس هم جميع من يعيش في هذا المجتمع بغضّ النظر عن جنسهم وعرقهم , اذ هؤلاء النّاس جميعا هو الانسان .
فالعبرة بالانسان " رجلا وامرأة , عربي وافريفي وكردي وأمازغي , طفلا وكهلا وشيخا , مسلما وبوذيا ونصراني ويهودي ..."
والنظام الاسلامي أو القانون الشرعي جاء ليعالج الانسان , أي يعالج مشاكل الانسان " وأيّ انسان " بوصفه انسان فقط وليس بوصفه امرأة أو رجل , أو بوصفه عربي وأمازغي وكردي, أو بوصفه تونسي وفرنسي وأمريكي ...
لذلك فقد جاء القانون الشرعي أو النظام الاسلامي بأحكام تعالج مشاكل الانسان بوصفه انسان , فكانت أحكام للرجل والمرأة معا بوصفهما هما الانسان , وكانت أحكام للمرأة خاصة بوصفها انسان له مميزات خاصة لكونها أنثى فكان الأصل فيها أنها عرض يجب أن يصان وأمّ , وأحكام للرجل بوصفه انسان أيضا له مميزات خاصة .
لذلك الدعوة للمساواة بين المرأة والرجل أو لتحرّر المرأة ليس الا شعار مضلّل خيالي لا واقع له , ولن يزيد الا عنفا وعداوة وصراع .. وتفكك في العلاقات وهدما للأسر والعائلات ...