قاضي المحكمة وقاضي البلاج



اوليفيا سيد
2017 / 4 / 5


القاضى يوجه كلامه للمتهم بإغتصاب الطفلة المعروفة إعلاميا "بفتاة البامبرز" بإسلوب أقرب لحديث الأب مع إبنه وهو يعاتبه فى تؤدة:
يوم الجمعة ده ماروحتش صليت الجمعة ليه يا إبراهيم؟
يعنى صليت الجمعة ؟ ده الجامع بيخلص بدرى بقى؟ بتصلى الجمعة عادى؟
طيب ايه اللى حصل فى اليوم ده؟ انت قولت فى التحقيق حصل كيت وكيت وكيت وانت قولت ان دى ساعة شيطان، مظبوط الكلام ده يا إبراهيم؟ ربنا يسترها يا إبراهيم..
يا إخوانا هو السيد المسيح قال ايه؟
واحد من الحضور تطوع بترديد المقولة اللى قالها المسيح :"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".
كمل القاضى كلامه وقال: حد فيكم بلا خطيئة يا إخوانا؟ يعنى الرحمة الرحمة..
يا إبراهيم انت توبت إلى الله وندمت على اللى حصل؟
تهمتك دى زى ما رسول الله قال لو وزعت على أهل الأرض لوسعته ، تقابل ربنا وإنت نظيف، فيابنى سيبها لله ، الحكم ده بتاع ربنا وماتقلقش، وإنت قدام قاضى يعتقد إنه بيحكم بالعدل.
................................................................................................
أولا: إنت مالك صلى الجمعة ولا راح يشترى فول وطعمية ساعة الصلاة؟ ده مش سؤال محورى فى القضية ولا من خلاله هيتكشف لك حقيقة تغير مسار القضية علشان تسأله صليت الجمعة ولا لا والجامع بيخلص بدرى ولا بيتأخر فى الخطبة!
يعنى لو صلى الجمعة وقلع البنت البامبرز وإغتصبها وهو لسة متوضى هاتفرق معاك وتخفف له الحكم عن لو كان عمل جريمته من غير ما يصلى؟!
ثانيا: بتقوله يعنى دى كانت ساعة شيطان وإنت ندمت يا إبراهيم؟ أيوه يا سيدى كانت لحظة شيطان، هو فيه حد بيرتكب جريمة وهو فى لحظة تصوف مثلا! .. وإيه دلالة "ربنا يسترها" هنا، بتطمنه يعنى؟
ثالثا : مالك ومال المسيح دلوقت، إشمعنى المقولة دى اللى بترددوها لما تتزنقوا؟ وبعدين المسيح قالها فى مناسبة معينة كان هايطبق فيها حكم مجتمعى مش حكم قانونى، فقبل ما تردد وإنت مش فاهم فكر الأول، المقولة دى تتقال على حكم البعض بالسوء كحكم أخلاقى ومجتمعى من الناس على غيرهم مش فى قضية يطبق فيها القانون، "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" تقدر تقول المشابه لها من مقولات "قبل أن تشير بأصبعك نحو شخص لتنتقده فلا تنسى أن هناك ثلاث اصابع بيدك ايضا تشير نحوك" أو مقولة أخرى من الكتاب المقدس" لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها".
كل تلك المقولات وغيرها تصلح فى التعاملات الحياتية والمجتمعية ولا تصلح فى قاعات المحاكم، وإلا نلغى تطبيق كل أحكام القانون بقى وعفا الله عما سلف وماحدش مننا مابيغلطش يا خويا والدنيا منفاتة باللى فيها والصلح خير.
رابعا: القاضى رجع تانى وبيستشهد بالرسول مدللا أن رحمة الله واسعة وبكده إبراهيم هايقابل ربنا وهو نظيف، وبيأكد على طمأنته مستخدما لفظ "يا إبنى"، "سيبها لله" "وماتقلقش".. لولا الملامة كان نزل من على المنصة وطبطب على كتفه وهو بيقول الكلمتين اللى قالهم علشان يحسسه أكتر بالود والحميمية.
صدق المتنبى - رغم خلافى معه - حين قال :وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء.
قاضى البلاج يا قاضى مشتاق م الصيف الماضى. وجيت على الحبايب لقيت مكانى فاضى .. مستنى إيه يا قاضى. مستنى إيه يا قاضى!
رابط الفيديو https://www.youtube.com/watch?v=GfN00Cbwj-s