2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البشتاني B4



سعد محمد مهدي غلام
2017 / 4 / 8

هذا تعبيرنا التأويلي لخزعة كرستها للغة ومرتبطة بقنوات تحت السطح في مرورها على دريدا في اشتغالاته التفكيكية بعد إنشقاقه عن البنيوية وغلبة المراجعة اللسانية عبر مزاوجة المنهجية الاوروبية السوسيرية مع منجز بيرس فقدم الرمز ليحل في الثلاثية والذهاب صوب تأويلات توراتية تبنى أدورد سعيد *اعتراضها منهجيا وعلمويا حيث ربطت المعطى اللساني بتجذير ميتافيزيقي ومن منهل وحيد الغائوية تستمد تفريعاتها من اﻷصول البنائية ، وغادمير*في غلبة الأفق الفلسفي اﻷلماني الذي يقبل الدخولات الأنطولوجية والنتشوية والفينومينولوجيةيقول هيغل *في فينومينولوجيا الفكر *إن الحق هو الكل ولكن الكل ليس إلا الماهية في تحققها واكتمالها عن طريق نموها * وهي موشرات على عمق الفتح الفكري الفينومينولوجي خارج المبحث الانطولوجي والنتشوي *والهو سرلي *للكلمة. وان الجذر لاهوتي إكويني* او بلبوسات أوغسطينية* وأفلوطينية*، وربما بيكونية* ولذلك تركيز هيدجر* على الكلمة في مبحثه الوجودي في نداء الحقيقة على الخلفية الفينو مينو لوجية الميتافيزيقية *الكلمة هي التي تساعد الشيء على الوجود وتحفظه إنها هي التي تجعل الشيء شيئا ...فالكلمة هي التي تمكن الموجود من الوجود وتكفله * وفي مبحثة القيم الكبير عن الوجود والزمن *ويتعين على ما هو مواجه لنا لهذا الشكل وموضوع أما منا بهذا الوضع أن يشمل ميدانا مفتوحا أمام لقائنا لكن أيضا مع بقائه الشيء نفسه ومع تجليه في ثيابه * وان شكل ذلك تعقيدية تنظيرية في اعتماده كمرجعية وهنا نحن نعتقد مكانة ريكور الذي نزع عن التأويل واحدية المنهل الرافدي الى توسيع المصادر وحتى في البعد الميتافيزيقي يرجع لجميع الديانات *إن حدث ارتباط الكائنات بالكينونة هو حدث يحدث في الزمن ، أي أنه حدث زماني ، أنه حدث انجذابي بمعنى أنه يتخارج مع نفسه ، كما أنه حدث غير ساكن ينأى بنفسه عن الثبات والاستقرار والسكون الأبدي وبوصفه كذلك فإنه يفضي إلى حدوث آخر ، وتكمن آخريته من جهة علاقته بهوية كائن ما ، ولكن هذه الآخروية ليست مجرد آخر فحسب وإنما أيضا فعل حدوث وانتقال من الهوية إلى الاختلاف * كما يذكر في نصيات بين الهيرمينو طيقا والتفكيكية سيلر. م .جون .هيو *. وتنوع منفتح على التعامل مع الترميزية بمصادر قريبة للوسطية وجميع البعد النفسي مع الظواهرياتية مع الروحي فوسع طاقة استيعاب التحميل المعنوي للرمز ، هنا اللغة وعموم اللسان باﻷغراض والاستخدامات وهناك بالنقود تحليلها لنصها بفطرة السليقة المدعمة بالتخصص والمنظور العام لعموم نظرية النقد التي ليس كل أعمدتها توصل الى تفكيك اﻷلغاز لنصوص قصيدة النثر . والجميع عجز عن تقديم رؤية موحدة وقواعد ومفهوميات يتواضع الجميع عليها لا في الشكل ولا بالمضمون لا في سوق المفردة ولا صنع التراكيب ولا السياق وعموم النص العصي عن اﻹمساك بلجامه وزمامه، كما سواه من النصوص *يعتبر جاك دريدا *أن الاختلاف كما حدده هيد جر*سجين الميتافيزيقا لأن هذا الأخير فكر في الاختلاف بين الوجود والموجود وبقي بالتالي رهين ميتافيزيقا الحضور * كما يذكر عز الدين الخطابي *في أسئلة الحداثة ليس ﻷنه فقط من المفتوح وإنما ﻵنه كل اﻷجناس* أولهما:التنوع الهائل لنصوص يمكن ان تجتمع تحت هذه التسمية لاكون نصا "تشكيليا"تغذيه أشكال أدبية أخرى كلاسيكية ، كالقصيدة ، والقصة ، والوصف ، والحكاية ، ذات المغزى والأخلاقي ،تنوع ملموس كذلك في مصادر الإيحاء ، وفي أساليب التعبير والتأليف المتعدد مزيج الشعر -النثر .
وثانيهما :غياب الحدود بين قصيدة النثر ، والنصوص النثرية الأخرى ذات الأنواع المهمة التي تعقد معها صفات تشابه :كالنصوس التاريخية ، والنثر الفني ،والمقتطفات الفلسفات وبعض القصص الخيالية (كالحكاية وقصة الرؤيا )،" والأشكال الصغيرة "العزيزة على والتر بنجامين *. وتشكل هذه المعطيات صعوبات في تحديد شعرية جنس بوصف غالبا بأنه متعددالأشكال ، او هجين أو غير نقي .ولكن إذا صح أن قصيدة النثر مجبولة على الافتراض، فذلك لأنها تسعى ﻹشباع رغبة الابتكار على نحو أفضل . ثم إن الظروف التي شهدت ميلادها وممارسة أعظم الكتاب لها ، والمكانة المهمة التي تحتلها في الشعر الحديث ، كل هذا يدعونا إلى أن نعدها شكلا أصيلا بحكم المواضيع التي تتناولها وطرائق معالجتها * وفق ساندرا هو الشذوذ الانزياحي والحيود العميق في كل المطروق والمقنن ، والمؤرخ يستدل إن ذلك ليس كما تقول برنار* او مازعم بودلير* او ما أضافه ساندرا * هذا الجنس هو اﻷصل واﻷقدم واﻷعرق واﻷقدر على الخلق كما كان في بداية التاريخ والخلق . حتى الرب دفعها كلمة وأردفها بالكلمات دون قواعد وشروط . كل ما موجود اليوم هو ما تواضع كل تجمع بشري عليه . وهو كما نشوء اللغة وتفرعاتها اللهجوية ثم التشجير والتفريع وفي كل اﻵصول الروابطية والقواعد ية والنظم واﻷسس والمعايير ، كل التقسيمات اﻷجناس واﻷنماط واﻷنواع تسميات . كل المشاعر والرغبات تسميات ، أنا في موقف الحيرة بلغة الصوفية ، مناجاة اﻵخر ومناغاته ، تطلب البوح حتى الرب يقول :لان شكرتم لازيدنكم ، طلب الصوت إفصاح إرهاص للعشق ، وقلنا أنسنتة ، واستحضرته ، ودفعته للنطق السافر ،ها هو يطلب أن يكنى بالصريح على اﻷقل إن لم يكشف إسمه ،ولا بد لمثلها أن لا تغفل الصائت العام خروج الحروفية للحركات وحروف العلة ، يخاطبها فعل السلطان الوصال ينطلق من جروف ثغره منسكب القبلات ، تفجر القصيدة وارتجاج أركانها وتجنحها والتحليق ، مبادلة الشاعرة للمخاطب الحاضر بغيابة نفرية . وتلك اﻹفرازات من العيون والغدران التي تنبجس منها اﻵمواه .وقد من مرتفع فتنثال شلالات في قصيدة النثر قد الانبثاقات من البثوق والعيون الحيوية او الشيئية ؛ تشب حرائق في فجاج من تضاريسها أي صورة مهولة وأي هيلمان واقع موجع ، هي فيه ، نجد ذلك من النضج الشعري والبراكسيس *اﻹبداعي . ما بلغته من تسامي وتلابس بالمعشوق المرغوب المؤمن به ، العالم الملكوتي الشعري الميتافيزيقي ، التي تتوق إليه كأني بها تريد العروج ، بالنبوءة والتماهي والتلبس والتنغميم المكتوم غير المسموع خارج النص وﻹنسجام واﻹنصياع ﻹيحاءات عبقر * وتلقينات اﻵوراكل *.
لم تصل اﻷوركازم * الشعري تلك من مبتعثات بحثها عن البديل للعنة في التوصيل والوصول بالوصال الحروفي للنص بالسوق النظمي الى هذه الحالة فإندفعت إلى أرجاء الجنس الذي يتيح ذلك ﻹنفتاحه وقدرة إحتواء كل المتطلبات النفسية والذهانية واللغوية والمنجزالمعرفي والعرفاني العصري لكل العلوم وهو قصيدة النثر ، ولذلك وجدناها داخلت غالب المتاح اﻹبداعي لها
في النصوص ، والتي في رواية حب أسمتها د. فاتن *تشكيلات متداخلة ونحن نعتقد كما في هذا النص ، هناك التفعيل والومض والسنريوم* واﻷبغراما* ، والشكلية ولكن وجدنا مواقع من النص النمط الفوضوي ، ولنكون أمينين لهذا الجنس الذي نذرنا له أكثرمن أربعة عقود دراسة وتعمقاً ومن كل العالم وأقمنا علائق مع رواده من عقود ولكن لدواعي شخصية نحن لا نرغب بالضجيج حتى عندما نشاهد المغفل والطاريء والمتسلق واﻷمي لا يعنينا اﻷمر
، بشرى البستاني لا نجدها مرت لتلقي التحية، إنها درست وبحثت بعمق طالب المعرفة والعرفان في مسارب ونياسم هذا الجنس فخاضت به مع سابق إصرار وترصد وله سابق معرفة وتطبيق، وعليه ، نقول : المتوجب أن تقلل التداخل الجراحي للنصوص ، ونترك التشكل يمتلك ذاته في الخلق لصنع المفردات من مختزناتها. وتتعاشق الكلمات لتنتج التركيب ، والتراكيب كفيلة بإخراج الصورة ،وتراكم الصور بالتوظيف لكل المتراكم اﻷبستمولوجي الحر والرواقي ومنه اللساني لديها يتحصل النص. هناك وقفات قطوعية نحس فيها الافتعال الذي فاقم الاقسرية في التكميم التسكيني وهو فعل تنغيم سالب متقصد للقطع التنغيمي وبالتالي يحدث عدول عن الانسيابية ويدخل قصدية تقديم المعاني والدلالات عبر الموسقة الخارجية. وذلك لايستقيم مع نقاء الجنس . ولكننا نختلف معهم فالتسكين فعل فونيمي يتعارض والجنس الكتابي ، المفترض تخلصه من الخصائص الصوتية المشتغلة كتنبير و تنغيم أو إيقاع ...*ان للسكون قيمة فونيمية خاصة به . وهو ما ذهب إليه الدكتور كمال بشر* ، من ان السكون في العربية يمثل فونيما لقدرته على التمييز بين المعاني ،ولان له وظيفة تقارن بوظائف اصوات المد القصيرة ، ولكن هذا الفونيم ثانوي Secondary Phonemeأوفونيم خارج التركيب ، بسبب من ان السكون لا يملك تحققا صوتيا Ralizator Phoneticفي الواقع النطقي ، أي انه (ظاهرة سلبية نطقا إيجابية عملا ووظيفة )ولوضوح العلاقة الوظيفية بين السكون وأصوات المد القصيرة اطلق عليه بعض الباحثين مصطلح صوت مد صفر Sero Vowel وهوأمر قد يذكرنا بالرمز العربي .لهذا السكون ، إذ ان العرب رمزوا له برمز دائرة صغيرة ، هي الدائرة التي تعبر عن الصفر أيضا*وفي شرح المفصل *والذين جعلوها دائرة فوجهها عندي ان الدائرة في عرف الحساب صفر وهو الذي لا شيء فيه من العدد، فجعلوها علاقة على الساكن لخلوه من الحركة * كما عد السكون ذا وظيفة نحوية إعرابية ، إذ انه علامة إعرابية في الافعال المضارعة المجزومة . كل هذه الأمور تشير إلى ان العربية تشعر بوجود قيمة لغوية للسكون في نظامها *فالقيام بالتسكين لابد ان لايكون بالافتعال تلك مقاربة للنظم وتدخل في انسيابية البوح وهنا افتعال ، يمكن ان يحدث عفويا في الجذب الشعري .فهو موقف الكشف الصوفي في قول: ما لا يتدخل فيه بفعل الشطح وتكون حينها توصيلية لخلجات او نوازع مشبع بدفقات حس هو متحصل لا قصدي ولهذا تجري مقابلة قصيدة النثر بالاوراد والكلام الذي يصدر من المتصوفين ، التداخل يحرف المعنى والدوال والتي من المسلمات انها تعرضت في هذا الجنس للانزياح هي الاخرى ككل مكونات السياق العفوي .بل انتشر في تجارب عالمية توظيف مفردات من لغات متعددة أو ادخال مفردات من العامية ، كما هناك تجارب نشجعها في التقليل من التحريك للكلمات ان تحدث فعل تأويل متعدد اﻷبعاد لمفردات بعينها . التحريك يغير معناها معجميا وداليا .بشرط ان لا تقدح في السياق ولا تقود الى فقدان المعنى .في قصيدة النثر وغالب الشعريات والشاعريات المعاصرة لا يتوجب مطابقة الدال للمعنى ، حتى لو افرغت الفونيمات من المعنى يبقيها محمله بدوال تبنير أو إيقاع *أفتقار الفونيمات إلى المعنى لايدل على أنها تفتقر إلى القيمة في النص الشعري ، فلكل صوت من هذه الفونيمات التي لا معنى لها خصائص صوتية تميزه عن غيره من أصوات اللغة ،ويمكن للشاعر أن يكررالأصوات أو يقيم بينها صورا من العلاقات التي تجعلها تتشكل في صورة ، بنية صوتية قد لا تكون لمفرداتها معان .ولكن خصائصها الصوتية وطبيعة تشكيلها في النص تخدم الدلالة العامة التي يهدف الشاعر إلى ابرازها * كما يقول في التحليل البنائي د. عبد الهادي زاهي .وبما ان مستويات اللغة :الصوتي ، الصرفي ،والتركيبي ، شكلية ، فان الأمرهنا متعلق بالمستوى الدلالي لأنه وظيفي ، كما يرى بيير جيرو في علم الدلالة.
ويعود ليقول *المستوى الوظيفي في لغة الكلام اليومي يتحول في لغة الشعر إلى مكون أو مستوى شكلي كالمستويات الثلاث الأخرى ؛لأن اللسانيات لا تميز بين الشكل والمضمون وانما المضمون فيها له شكل نقوله لغته * الترابط في المباحث في المعنى والدلالة والمستويات اللغوي ضمنا الصوتية الفونتكس والدلالية السيمانتكس. وهو مقتضه حال يتوجب ان نوليه العناية البالغة دراسة الارتباطات مع مختلف العلوم المترابطة في تحقيق ذلك ، وإلا فقدت المعالجة مصداقيتها لمعالجة جنس ادبي نعتقد بقيمومته الكيانية المستقلة ......يتبع