مكانة استاذ الجامعة وماسأة النخبة !



فتحي حسين
2017 / 4 / 11


بلا شك أن ماسأة هذا البلد في نخبتها أو مثقفيها الذين يطلق عليهم القوة الناعمة للبلاد بجانب الفن والاعلام وهذا ما أكدته وقائع وأحداث كان أبطالها أفراد يصنفون ضمن صفوة مجتمعنا ونخبتها فوجدنا القاضي الذي تم محاكمته بعد القبض عليه متلبسا بمخدرات في سيارته والموظف المرتشي بمجلس الدولة الذي يحوي الملايين في شقته , وهناك بعض اساتذة الجامعة الذين يسعون وراء بيع الكتب والملازم الدراسية واعطاء الدروس الخصوصية وطلب الهدايا من الطلاب حتي يلغي لهم 90% من مقرر المادة وربما يسرب لهم الامتحان وهناك استاذ جامعي سليط اللسان معروف لا يتكلم الا بالفحش والبذاءة ويشترك مع ادارة جامعته او معهده الخاص في بيع الوهم للطلاب والشهادات حتي يحافظ علي راتبه الذي يزيد سبع اضعاف راتبه الحكومي وتكون النتيجة تخريج جيل من الشباب الجاهل دون تعليم حقيقي أوادوات وخبرات عملية , وغيرها من الحالات التي لا يتسع المقال لسردها ولكن ما استوقفني واقعة أثارت الانتباه وهزت المجتمع نتيجة قيام بطلة الواقعة وهي دكتورة جامعية تقوم بتدريس الادب الانجليزي في جامعة السويس العريقة , بهز جسدها علي الملأ وعبر شبكة التواصل الاجتماعي وصفحتها الشخصية علي الفيس بوك وتم نشر الكليب علي اليوتيوب وحصل علي مشاهدة تعدت مئات الاّف في ايام معدودة ! وهي ترقص بشكل مثير ولا يتناسب مع مكانة الاستاذ الجامعي المنوط به تقديم القدوة والقيم والاخلاق الفاضلة فضلا عن تقديمه للعلم النافع وليس الدعوة الي الرقص والحرية المزعومة غير المسئولة وفى وضع يخالف أخلاقيات وتقاليد العمل الجامعى ودون ان تدرك ان لكل مهنة قواعد واخلاقيات وشروط ينبغي الالتزام بها .فهي كاستاذة جامعية لا تمثل قدوة لطلابها فقط وانما للمجتمع كله لان الدكتور الجامعي بمكانته في المجتمع هو الذي يُخرج شباب لسوق العمل متسلحا بالعلم والاخلاق والقيم والقدوة .. ربما حاولت الدكتورة الراقصة أن تنافس بكليبها المثير والملفت للانتباه رقص دينا وفيفي عبده والراقصة الاجنبية صوفينار الا أنها أخطأت خطأ فادح يستوجب العقاب والتحقيق معها لتمردها غير المبرر علي تقاليد وضوابط العمل الجامعي فضلا عن تجاوزات مهنية ترتبط بخروجها عن أطر المحاضرات، وعدم الالتزام بالمواعيد القانونية للحضور بالجامعة، ومشكلات أخرى ترتبط بالتصحيح والنتائج كما هو منشور عنها وبسبب سلوكها هذا غير المسئول بالمرة ولا علاقة له بالحرية الشخصية كما تزعم هي وزادت من الامر تعقيدا عندما قامت بنشر صور لها وهي - شبة عارية- ترتدي البكيني كما بدا في الصور المنشورة ! وازعم ان هذه هي السابقة الاولي في تاريخ العمل الجامعي يحدث هذا ربما أرادت الدكتورة مني الشهرة والنجومية الاعلامية وربما أرادت الانتحار ليشعر بها الناس من حولها وتكون حديث الفضائيات والصحف ووكالات الانباء المحلية والعالمية وربما تتمكن من تأسيس منظمة مجتمع مدني تدافع عن الحق في الرقص علي الملأ لكل المهن دون قيود للطبيب والمهندس والمحامي والقاضي والوزير وربما لرئيس الحكومة ! وربما تتحول الي كاتبة يخصص لها مقال يومي في اكبر الصحف ومحاورة وضيفة دائمة في الفضائيات وربما في افلام السينما ! اذن لا حاجة لنا ازاي هذا الموقف من قول شاعرنا شوقي حينما قال "قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا "!
وليس غريبا أن تقوم الدنيا ولم تقعد بعد نشر الفيديو علي شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الدكتورة مني بشكل يثير الانتباه ويحرض طلاب الجامعة وغيرهم علي الاستهانة بمكانة الاستاذ الجامعي لاسيما بعد أن تم تحويلها الي التحقيق عدة مرات بسبب مخالفتها للاعراف الجامعية من قبل , وطالب البعض بعزلها من وظيفتها بعد التحقيق معها من قبل ادارة الجامعة . ولم يكن الغضب العام من واقعة الدكتورة الجامعية ذات المكانة المرموقة علي فعل الرقص في حد ذاته ولا في مفهومها الخاطيء عن الحرية الشخصية التي لا ينبغي بأي حال من الاحوال ان تتعارض مع حريات الاخرين ولا في اصرارها الغير طبيعي علي صواب أرائها بالرغم من خطائها الواضح وضوح الشمس واجماع الاراء علي أنها اساءة لصورة استاذ الجامعة في أعين المجتمع والطلاب وضربت بقضية المرأة ونضالها عبر سنوات طويلة في مقتل بسبب هذا السلوك المشين الذي لو فعلته في بيتها وخلف جدرانها وليس علي الملأ كما فعلت هي لأصبح سلوكا عاديا وغير مشين بل هي حرية شخصية فعلا ما لم تضر الاخرين فهي حرة في سلوكها الخاص داخل بيتها بعيدا عن اعين الناس بل كانت وقتها ستحظي باحترام المجتمع وتعاطفه بل اصرت هي علي عدم الاعتذار عن الواقعة بل تقول للاعلامي وائل الابراشي "أنا بأرقص حلو انت شفت الفيديو"! ربما لا تفهم الدكتورة الراقصة معني وقيمة ان تكون استاذة جامعية وهل هذه الافكار تقدمية كما ترها خاصة أنه تم اتهامها من قبل بإزدراء الاديان! وهل تبريرها الغير منطقي بأن الجامعة بها بعض الاساتذة الذين يتحرشون بطالبات ويحصلون علي هدايا منهم سببا ومبررا علي تصرفها هذا غير المسئول بأي حال من الاحوال ..! ربما هو عذر أقبح من الذنب نفسه ..!
علي أي حال فأن الحرية الشخصية لأعضاء هيئة التدريس مصانة بحكم الدستور والقانون، إلا أنها ليست على حساب الأعراف والأخلاق الجامعية التي لم تراعيها د.مني مدرس الادب الانجليزي التي كان عليها أن تقدم كليب تعليمي يحرك العقول ويحث علي التعلم بدلا من كليب راقص لتحريك الجسد والغرائز ..!
لابد من احترام أخلاقيات وقيم العمل الجامعي باعتبار أن السمعة الحسنة أساس لتعيين أساتذة الجامعات، كما أنها أساس لاستمرارهم في العمل حفاظا علي المجتمع والطلاب ..!