2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B9



سعد محمد مهدي غلام
2017 / 4 / 17

وخصوصا في :-
قلت لي هذا النص تغتاله الثقوب
قلت "دريدا"أراده كذلك
قاومت الشك والتقويض واستعنت ب"جادامير"
لكن الصواريخ كانت معه
وليس معي ومعك غيرُ اسرار السعف
وقمصان الحضارات
قلت ، يا حبيبتي
تشفع لنا لغة الماء وشرائع الأسماء
استلقت روحي بين ساعديك
وأغمضت
هي في لغة الماء تحتوي كل ما تحمله حداثة الماء وخصائصه. والتحميل غير المقيد للدوال ومن ثم لا محدودية المداليل والتحصل على دلائل تأويلية متفرعة متناسلة عليمة ؛ليس كمثل الذي يقفز إلى سطح الماء دون دراية فيشق بطنه. وانما كمثل آخر يقفز سهميا يشق السطح دون ان يؤذي نفسه هو الماء وتلك من اسرار الفيزياء ،ومن هنا جاء نصها اللاحق يحمل عتبة حداثة الوجد ومن تصديراته فبسبب هذا العذاب وجود الحجاب لابن عطاء السكندري وما أتعس الحب الذي يقبل أن يقاس خذوا القول اﻷول المقتبس أي حرف يرفع ستتغير الدلالة والسياق والمعنى والمراد، خذ قول شكسبير (محزن حب يقاس) ؛عشرات التراكيب البديلة غير الحرفية في الترجمة يقتل روح اللغة المنقول منها ويقدم النصوص الأدبية باردة لا تحرك الذهن ولا المشاعر للغة المترجم إليها . نوع البلاغة استيعاب مقارن وصورلوجي وخزين معرفي يتجاوز القدرة اللسانية وحسب الى هضم ثقافي ومعرفي ونوع السوق ، لو تمت المقايسة مع مجايل شكسبير. عقيدتنا في تأصيل قصيدة النثر الانكلو سكسونية نراه هو المشيد لصرح حداثتها ، لوجدنا نصوصه من نوع نصوص المعاصرة وحتى الشطح والانزياح والعدول نقصد كرستوفر مارلو ، ولو مررنا بعجالة على عتبيات فرعية ما بعد حداثة الوجد الموصل* ، موعد ادركته الرصاصة *، تلوب الطيور* ، مقامات المحنة* ، حوارية الحياة* ....كلها دوال(التقدير التقليدي المقامات دوال وكذلك حوارية والمحنة والحياة مدلول ، الان نعتقد في السوق لقصيدة النثر كل التركيب الاسنادي او الدلالي ...ان مضاف ومضاف الية او مبتدأ وخبر او قالب صفة وموصوف الاسوق بمصطلح او قناع او كلمة من الفولكلور او من القاموس الميثي ....كلها دالة ومدلوها يتوجب التأويل. بل اﻷكثر ان التركيب عينه لا بد من تقليبه وقراءته ليس على وجه ما يعطيه من خلال سطح المفهوم اﻷول المتكون عبر الربط المعجمي للمعنى وانما العمل على تأويله . وفي محيط تموضعه وكيفية سوقه وما قبله وما يعقبه وحينها الدالة المركبة لن تكون استاتيكية بل مستبطنة دالة في عمق يتوجب تقشير الظاهر السطحي لبلوغه ، ومن ثم الاستدلال على المدلولات بمقاربات حدسية . مستمدة من النص والمقطع والتراكيب وما توصلنا اليه من محتملات المعاني والدوال )نذكر قد لا يطابق الدال المعنى ، تلك اشتغالات القاريء العمدة والنقد لو توخى غاية تسبير المعطى الإبداعي لكشف الكنه المضمر .ربما يقول البعض ان ذلك تقويل ما لم يقله الشاعر، نجيب نعم في تأويل المنجز ليس كل ما نتوصل إليه كان الشاعر يدركه (نشير هنا الى الدراسة النقدية التي قامت بها الشاعرة الانكليزية أديث سيتويل * التي منها اخذ بعض قصائد التفعيل الشاعر بدر شاكر السياب * لقصايد توماس ديلان* الشاعر الويلزي الجميل فاتهمها انها قولته ما لا يريد وانها ذهبت بعيدا عن مراميه ومقاصده .دعمها غالب اﻷدباء والشعراء والنقد واعتبر من اخطاء الشاعر ان يفترص التأويل على الناقد فما يراه الناقد قد لا يراه الناص. ولذلك حينما جرب ممارسة كتابة قصيدة النثر على طريقة جيمس جويس في أوليس لم يتقبله النقاد وكانت واحدة من المأخذ عقيدته غير الصائبة في تعاطيه مع النص والنقد ، وهناك الكثير من الامثلة يسوقها أمبرتوإيكو* في دراساته السيميولوجية بالامثلة النقدية ولتوضيح ابعاد النص المفتوح ) هذا في الاشتغال الثقافي لاننا نحفر أركيولوجيا ونؤصل أنثروبولوجية سوسيو لوجية وسايكولوجيا مع الدرس المقارن والبعد السيميولوجي .لا استهانة بوحدات صغرى أو كبرى قذف بها الناص على قرطاسه على طريقة التاتشزم * هنا ان وجدنا تدخل من الناص وقصدية وتزويقية وتجهيز للوحدة الداخلة في السوق نضع علامة استفهام : لان ذلك يخرج هذه الوحدة من كونها من منتجات قصيدة النثر حتى لو أن السياق الكلي قد تم تجنيسه كذلك ، هنا تكون ممكنات المداخلات التشكيلية ومزاوجة اﻷجناس والاستعانة بموروث أو تضمين موزون أو سوق مقطع تفعيلي أو تأطير لافتاوي (تقنية استخدمتها الشاعرة في اﻷخبار ووضع مقاطع تقريرية داخل مربعات وهذه التقنية الشعراتية أو كما يسميها البعض تقنية اليافطات مارسها أحمد مطر ومظفر النواب فهي ليست جديدة ولا حكرا على قصيدة النثر) ...فعالم قصيدة النثر واسع شاسع محيط ممتليء بالمفاجئات ونتوقع الغرائب وغير المحتمل في أي موقع ضمن السياق . ولا يقدح ذلك بأنسيابية السوق وللبستاني نماذج كهذه في رواية حب مثلا التي نحن نجنسها في الكلية قصيدة نثر ملحمية براكسيسها *بعفوية السوق وليس في سبق تصور أو تداخل لاحق بجراحة أجرتها على النص . في النص قد تكون الإيقاعية والتوزين ؛هذه محطة مرفئية أو جزيرة في محيط النص. للإثراء ،للتقوت؛ لغاية مقصودة ،انصرفت غرضيتها اﻷنية أثناء التنصيص .لالفات نظرنا ،أو صدمنا بواقع أن توقعت ثمة مخاطر فهمية مغلوطة سنقع فيها ؛اقتضى منها تنبيهنا هذي النوافذ والكوى والثقوب واﻷبواب تعبيرية تغريبية تتوخى إحداث تطهير كاثارسيس Catharsis * تمررها في تراكيب اسنادية أضافية أو وصفية أو حتى المفردة تضعها في سطر لوحدها لها معنى وتقبل التأويلات وهو ليس وضع متفرد في النص ؛تحملها من المعاني الثقيل ، الموصل كلمة مفردة هنا وعاء تحميل ليس اﻷسماء المفردة في قصيدة النثر أو روحها ، كل كلمة
تحميل لانقول كما يزعم أهل التخريب التجريبي لوحدها الكلمة يمنحونها مكانة قصيدة بمزاعم الحداثوية وحرية التعبير. أين السياق للكلمة ، هي أكثر في النص كما عرضنا لاستخدامات البستاني ممكن أن تسوقه في السطر لوحدها أو في تركيب وتخلق المدماك لتشكل كامل النص. قصيدة النثرأحمالها عظيمة في التأويل المتعددالرؤوس .
المولود ثمرة تصاهر المحبين مقدمه حب وأشواق وأحضان وبركة وخير، وترقب رحمة الله الذي بيده الحكم والبشائر بما يجلبه الفجر في بركة صلاته ودلالة معنى التبلج ولونه المشرق. في الذكر الكريم، إن قرآن الفجر كان مشهودا* في الاسراءواﻹجماع هو الصلاة ولكن قيل الفجر لذي الحجة أيام الحج والنحر منسك أمة إبراهيم وقيل هي مطلع أكثر الفاتح من محرم الحرام . أول العام ، فمحرم أعظم الشهور أول يوم من كل عام . وفي العشر اﻵواخر من رمضان انفتاح بوابات السماء وفيهما ليلة القدر الدليل الرباني ومفاتيح قدسية في مساق لقاء أن تلتقي كفها بكفه لتتمخض عن الخضرة اليانعة ، والصبح إذا أسفر
والصبح إذا تنفس، مضمر تناص العتمة واﻹظلام المعسعس الغاطس، لاما يستدعي اﻹتيان به فهو مستدل عليه بالصبح ، وقيل الفجر عيون تتفجر مياه فيها الحياة، ..فتلك الحروف والكلمات .فرط استيعاب للإعجاز القرآني للمعاني والدلالات من الشاعرة، الربط الدلالي بين الليل والنهار والوصال واﻹخصاب والمخاض واﻹنجاب للقصيدة، توسطتها كلمة من مشتقات الفعل يلوب ، المكثر منه والمستخدم والمحمل بالدلالة من العامية ومن المعجمية، فعندما نقول، في العامية فلان يلوب ،الحائرالمضطرب، يترقب، يتوقع، الذ ي يأتي ولا يأتي ،ومن فيه سقم ويعني الوجع نقول يلوب ،وأصل الطواف لوبان هاجر بين الصفا والمروة لما حضرها المخاض ولا ماء هناك ، ولاغرابة عندما نسأل عن حالة الحامل في لحظات قبل الولادة نقول: ما تزال تلوب ، ومعجميا العطشان بل اﻷشد في الوقع والدلالة التوسع المعنوي خارج المعجمي العطشان قرب حياض الماء يدور يهلكه العطش فلاينال الماء لحائل يمنع مع التحميل التأويلي واﻹحالة العامية ، أي بلاغة في هذا الفعل وأي دلالة دقيقة عميقة سابرة معبرة عن واقع ، لله در الشاعرة ، هذا الفعل في مواقعه أينما وجدناها كان :ليست موفقة في استخدامه وحسب ، بل لا بديل عنه . وهو ما يؤكد ما قلناه سابقا ؛ لا نؤيد أن أغلب المترادف يمكن ان يتموضع في محل مترادفه. أتونا بما يعوض جلال بلاغة اﻹعجاز في تنفس الصبح وعسعس الليل ، وأعطونا ما نستبدل به نلوب الذي استخدمته الشاعرة ، أعجب ان كل من تناول نصوصها أغفل الخاصية هذه في الدلالة الصوتية والصفاتية والماهوية للمفردات التي تستخدمها الشاعرة عن القراءة ومكانتها في الصياغة دلاليا، واشعلتها بكامل تنويرها في نصوص قصيدة النثر التي وجدت فيها حرية اﻹبحار وفي المعنى السياقي خذوا ما قبلها وما بعدها، ستجدون أنّ في كل المعجم لانعثر على ما يعوض (نلوب) هنا في الدلالة الدقة الدلالية والسعة الدقيقة، وحدها تحتاج لدراسة في اﻹختيار ، لم يسبق ان توسع شاعر قبل بشرى البستاني ، حتى سعدي يوسف* في استخدام أنهر ...الرائع والمستنبط من المعجم وهو ما نحث عليه أن نعود لمعاجمنا ولا نهدر كنوزها تحت ذريعة ثقل بعض المفردات ، وتقعر تصريفات ما .التموضع وحنكة اﻹختيار وروعة الصياغة ورونق السليقة ، هو الاستثمار اﻷمثل للتعاطي مع المفردات في قصيدة النثر في وضعها منفصلة أو في التركيب أو في النحت لها أو المغايرات التصريفية أو التوظيف لتصريف نادر العمل به تستعيده قصيدة النثر. وهو ما نعتقده الحاجة إلى توسيع قاموس الشاعر المفرداتي وعمق إشتقاقي ، وتأصيلي ، وتصريفي وهو إثراء في العودة للمعاجم وأخراج المتروك والمهجور وليس ذاك من التقعر .لو تمكن الشاعر الفذ من التوظيف الخلاق والجمالي الدالي والدلالي ، وهو ما فعلته البستاني في التعامل المفرداتي(ولنا في ما أتهم به المتنبي من تقعر وخصوصا من ابن فرات ، وانبراء العديد في الدفاع عن الشاعر في الطليعة ابن جني مفسره اﻷعمق ) ،وجدناها أعمق وأوسع في التعامل مع المفردات أكثر مما كانت في التفعيل ، وحتى التناصية والتضمن والاقتباس وتلك من معطيات هذا الجنس تلك الحرية باﻷطياف غير المحدد للتوظيفات ، نشكل عليها أننا لم نجدها تتوسع في التصريفات في مواقع بعينها نجد اﻷنسب الخروج الازاحي ، والحيود ، ولكن مرجعيتها ومكانتها ، معيقة كما نعتقد فاختصاصها ومكانتها وهو ما كشفنا عنه عن ضمور البراكسيسية عند من يشغلون مواقع أكاديمية، وهو حصل مع عز الدين المناصرة وعز الدين أسماعيل ومحمد بنيس وفاضل العزاوي ، والكثير جدا كتفتهم اﻷكدمة والمدرسية ومنهم تقهقر للكتاتيبية السكولاستيكية في الشكل والمضمون وفقدت نصوصه روح الإبداع والتحديث وثورية التمرد وطلاقة الطيور الحرة وعبق الزنابق البرية . وهو حال من أصاب بعض الشهرة وشغل مكانة وظيفية أو سلطت عليه أضواء اﻹعلام .وقد تنبه العديد من النقد لذلك في الكثير من بلدان العالم وهو دافع العديد من المبدعين عن قبول إسناد مواقع رسمية أو تسنم مكانات تفرض عليهم بروتكولية تنجر للتعامل اﻹنجازي للعطاء الآبداعي . لو تسأل سترد في المعتاد أن لا يطالب الشاعر بالاستبدال الكلمي أو التركيبي ، أو تجيب بلباقة حياء الكبار لم تجد ضرورة . ولذلك لم نؤشر ﻵننا لن نتحصل على استجابة ذاتية أو موضوعية . لا إشراط على مبدع كما لا قسرية على ناقد ، ومنهجيتنا إستوجبت ما نقول. تصنع من أي مفردة في لغتنا قدرات إفصاح لا تتوافر بلغات أخرى هذا ما دفع البعض إلى القول، إن ما تملكه العربية جعلها في الاختيار لغة خاتمة الرسالات السماوية. اللغات المعربة من أخوات العربية يمتلكن خصائص الحيوية والتجدد ولكن في اعتقادنا لا توجد لغة تضارع العربية في ما تكتنزه من امكانيات متقدمة والدليل بقاء أصولها كل هذه القرون ،، وهو ما دعانا لنشيد بإستخدام الشاعر سعدي يوسف لاشتقاق إنهر ، ولكنه لم يطوره ولم يكرره رغم إنه معجمي ومثبوت .وكأنه أسقط في يده مصادفة ولم يفلح في صرفها توظيفات شعرية متواترة ، هنا بشرى البستاني وقعت على الفعل "يلوب" ربطته بالقصيدة العصية في مواقع أخرى هكذا وصفت قصيدة النثر وإغماضاتها الكثيفة فأعطتها ما تستحق من تعميق ومن جودة وتحديث استعمالي لم تهدر مكانة المعجم ولكنها نفخت في المفردة حداثوية وتحميلات تأويل غير محدودة . في اللهجة الدارجة توسع للعطشان قرب الماء ولا يناله، هي دعوة للنقاد الكرام وفيهم أساتذة لنا ما نحتاجه ان يتعلم الطارق للدرج على خطوات النياسم التي تقود لشارع يصلح أن يربط التراث بالغد وعلى قاعدة سليمة في النقد المتقدم الذي أكثر ما نفتقده اليوم . التنبه لثيمات على سطوح الموتيفات الإ سياق النصي بالكشف عن التفردات والمفردات ومكانتهما العامة ، وموقعهما الدلالي ، وخصائص الكلمة، التناص ، والتشكيل التجنيسي والتداخل السياقي والنصوص الموازية والعتبيات لم تلغ نظرية النظم وقصيدة النثر لم تزاحم أي بيت لشاعر كبير،هناك الكثير ما يتوجب لا أقول هجرة بل تقليلة في النقد المهني، وبالذات من أهل الاختصاص والتوجه صوب أكتشاف الجديد ، محفوف بالحذر والوثاق بلزوميات ما لايلزم في النقد .لهذا نجد من الضفتين المتخصص والمثقف اﻷديب أتكيتية مراسمية في التجاوب وإضمار تحسس من ضفة للآخرى ، ذلك مردوده مؤذٍ للعملية الإبداعية ... حد ان قطيعة إسلوبية ومضمونية هناك من سطح حدَّ السذاجة العملية النقدية، لا منهج ولا مدرسة ولا مصطلح نقدي ولا أرضية ولا معرفية بالحدود المقبولة وخروج عن أتيقية * النقد ، وداخل فعل التشلل والنفعية والشخصنة مع اليتم اﻹبداعي والفقر الثقافي وطرف متزمت تكبر على هدف وغاية عمله وكأنه يكتب لغايات مدرسية ، والأخطر أن كل رواد كل ضفة أسوء ما في الضفة المقابلة، ونجده أحد أخطر أسباب ما نحن فيه ....فخسرنا مواكبة العصر وعصر كل المتحصل الكوني مع إهمال مرضي لكل المتوفر التراثي ....يتبع