فتش عن القانون



شذا برغوث
2006 / 1 / 25

هناك فرع دراسي اسمه الحقوق وهذا أمر معروف طبعاً , يدرس فيه الطلاب الحقوق ويتعلمونها ويطبقون ما درسوه , فأية حقوق يا ترى ؟
أنا لم أدرس الحقوق .... ماذا تحتوي كتبهم عن حقوق المرأة , وما الذي يطبق منها وبأية طريقة ؟؟
من الذي وضع قانون الأحوال الشخصية مثلا , وكم عمر هذا القانون , وهل هو قانون سماوي لا يمكن تغييره ؟! والعالم من حولنا يتغير بالساعة والدقيقة والأمور تتطور , وحتى القوانين السماوية يمكن الاجتهاد فيها لمواكبة الجديد . أم أنه قانون حمو رابي المقدس الذي صار قطعة من التاريخ ؟ أم قانون الفراعنة , وستحل اللعنة على من يحاول المساس به أو مخالفته.
ستتساءلون ما الداعي لهذا الكلام , ولم هذا الهجوم ...؟ إنه ليس هجوماً والله , وليس القصد منه الاستفزاز , إنما هو تيمنا بالحديث الشريف /من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان / وأنا رأيت المنكر وأراه كل يوم وقلمي هو يدي ولساني وقلبي ... رأيت النساء والمطلقات تعسفاً وظلماً تخرج الواحدة منهن من بيتها مكسورة مقهورة , لا بيت يؤويها , تعود إلى بيت أهلها أو أخوتها ذليلة , وقد لا تجد , وإن حضيت بحضانة الأولاد فتلك أعظم المصائب , فإن شاء لها الحظ أن تجد من يؤويها وأولادها, فمن أين ستصرف عليهم ؟ ....من النفقة التي أصبحت مجدداً خمسمائة ليرة سورية عن الطفل الواحد ! فهل تكفي هذه النفقة لإطعام قطة ؟! فما بالك بطفل يحتاج الطعام واللباس و الطبابة والكتاب ... أما الألعاب فيكفيه أن يراها في الصور المتحركة أو الجامدة ... سيقول البعض من حقها أن ترفع دعوى كل ستة أشهر للمطالبة بزيادة النفقة ! وأقول من سيصرف على الدعوى ؟ ولماذا تحتاج إلى رفع دعوى في أمر بديهي هو من متطلبات الحياة بأدنى مستوياتها ........
القانون ليس شرعاً سماوياً فلماذا لا نشتغل عليه ؟ لماذا لا يكون البيت من حق الزوجة أين حقوق الطفولة والأمومة ؟ ماذا عن الطلاق التعسفي ؟ ماذا عن تعدد الزوجات دون سبب حقيقي ومن غير علم الزوجة السابقة ... ماذا عن العنف الذي يمارس ضد الزوجات و الأطفال وعجز أولئك عن التصرف والدفاع عن النفس وافتقادهم لجهة رسمية رادعة وخط ساخن لتقديم الشكوى وطلب النجدة كما في الدول المتحضرة ...ماذا عن الإفراط في الإنجاب لدى الطبقات الفقيرة والمتخلفة ...
سيقول البعض إنه هجوم نسائي من بقلم نسائي ... وأقول إنه مطلب إنساني لشريحة هي نصف المجتمع , بقلم امرأة تتخيل نفسها في وضع مشابه لأولئك النساء المقهورات اللواتي تراهن يتقلبن على جمر الذل والفقر والعجز عن التصرف , ولم أكتب في هذا الموضوع الذي لا أعرف عنه الكثير لولا شعوري هذا .
فأرجوكم أنتم يا من تستطيعون التغيير إذا حاولتم وتعاونتم , وأنا على ثقة بأن الجهات العليا المعنية بالتغيير وسن القوانين ستصغي وتستجيب لأن من حق بلدنا علينا أن نساهم في تطويره وارتقائه كي نستحق أن نكون له أبناء , والارتقاء بالوطن مسؤولية كل مواطن , .. من يمسك البندقية ..من يمسك القلم .. من يملك القرار ..
هذا هو إيماني الضعيف ...ودعوتي للقادرين أن يكون إيمانهم أقوى وفعلهم أجدى ....
وإلاّ فدلوني على الدرب .