التحرش الجنسي والحرية الشخصية في لبنان



غفران محمد حسن
2017 / 4 / 24

غفران حداد
على مدى إقامتي في بيروت وإلى اليوم لم أتعرض يوماً للتحرش الجنسي من قبل أي رجل لبناني ،ولا أية فتاة بيروتية لديها معانات يومية في هذا الموضوع على الرغم من الحرية الكبيرة في طريقة لباسهنّ في الشارع والأسواق والغريب أصبحت أسمع شكوى الكثير من صديقاتي وزميلات العمل اللبنانيات من تعرضهنّ لكلامٍ جارح وغير لائق من بعض الشباب خاصة في موسم الربيع والصيف ولكنهم بالتأكيد ليسوا لبنانيين بل من قبل السائح العراقي والعربي ،وهم يتغزلون بفتيات السراويل والفستاين القصيرة، أو قميصاً يكشف بعضاً من نهديها أو ظهرها ، ربما لم يعتادوا على هكذا حرية في طريقة اللباس في بلدانهم الأم،علماً أن المراة المحجبة في العراق مثلاً لم تسلم أيضا من التحرش الجنسي من قبل الشباب المارة ،مايثير إستغرابي بوجود مثل هكذا حالات ماتزال موجودة ونحن في القرن الواحد والعشرين وأين؟ في لبنان؟، الذي يعتبر حرية المرأة خط احمر لا يمكن المساس بها.
لست مع العري المبالغ فيه وكشف الجسم في المكان الغير مناسب، ولكن زي وسلوك المرأة حرية شخصية، وربما يظن المتحرش إنه لن يجد ردة فعل من المرأة في لبنان على غرار بلدهِ الأم التي تتجاهل تحرشهِ وقلة أدبه ، ولكنه يجد العكس تماماً كما حصل مؤخراً من قبل سائح عراقي مع فتاة لبنانية في شارع الحمراء، وكاد الأمر أن يتطور إلى الشكوى في مخفر الشرطة لولا تدخل الأصدقاء وبعد الإعتذار للفتاة ، الحمد لله مر الموقف بسلام ولكني أسأل الشاب الذي لا يعجبهُ هكذا مناظر ومن وجهة نظرك سلوك غير أخلاقي فما الذي أتى بكَ إلى لبنان؟ ولماذا تذهب لحجز شاليهات على البحر لتمارس هواية السباحة أمام النساء اللواتي يرتدينّ البكيني ، فما دمت متديناً إلى هذه الدرجة كان الأولى بكَ أن تغضَّ بصركَ وتذهب في زيارات دينية ، أو تصرف أموالك في الحج أو العمرة بدلاً من رمي دولاراتك على الصبايا والراقصات في النوادي والملاهي الليلية في لبنان وبدل من التحرش هنا وهناك.