ارض السراب10



مارينا سوريال
2017 / 4 / 26

راهم تلك الليلة ريتدون المسوح لم يتحمل النظر اليهم صرخ لست انا من قتلكم انتم من اتبعتمونى ولم اطلب ذلك..قلت لكم انصرفوا اردت البحر انا وليس كل هذا ولكنكم لم تسمعوا وقاتلتم لم اقاتل انا...لم تقفون وتنظرون لى الان ..كان يرددون بصوت هادىء الان انشودتهم رأهم يدرون بمسوحهم التى اخذت تتحول الى اللون الابيض شيئا فشىء...بدأ يتوقف وينظر اليهم قال فى تردد هل سامحتمونى؟...لكنهم لم يجابوه ايضا واستمروا يطوفون حول تلك المائدة التى ظهرت من بعيد بالابيض ..راهم ينتهون من نشيدهم ويصعدون الدرج الاعلى ..تمهل عقد حاجبيه ذلك الدرج الذى صنعه الذئب من قبل !...
نهضت تتخفى عندما لمحت ذلك الشبح الذى يركض نحوها قادما من الظلام من بعيد..تراجعت الى الخلف انتفضت فتياتها وابتعدن بعيدا بينما جثا هو على ركبتيه واخذ يأن ...
سكنا فى قلب الغابة علمها صنع الخيام بينما ساعد الصبى الصغير فى جمع الاخشاب وحرقها للتدفئة ..تعلمت الفتيات فنون الصيد من الباكى لم يكن هناك احدا سواهما هو والسيدة ..كانت لهما الخيمة بينما افترش الباقين العراء !...كبر الصبى فتزوج الفتاتين وانجبت السيدة غلامين ...كبرالغلامان وخرجا للصيد معا ..بينما كانا يشاهدان من بعيد لمحا غزالا صغيرا هم الغلام الاول بالاقتراب منه ببطء بينما مكث الاخر وسط الحشائش يخفى نفسه جيدا..وحينما اقترب الاول اخرج رمحه الصغير الذى صنعه له والده وعلمه كيفية صنعه والقى به على عنق الغزال ..لم يحاول الغلام الثانى الحركة اكتفى بمراقبة الدماء وهى تنفجر من عنق الغزال بينما اقترب منها الغلام الاخر وحملها بين يديه وعاد الى طريق الخيمة الاولى ...تبعه الغلام الثانى فى استسلام بينما اخيه الاكبر يقوم بصنع النار ووضع الواح الحطب والغزال عليه ..خرجت ابن الراعى والباكى من خيمتهما والتفوا من حول النيران ..قسم الباكى الطعام ..اخبر الغلام الاكبر ابويه عن اخيه الذى تخفى وسط الحشائش من بعيد بينما هو يقوم بصيد الطعام لهم ...لاول مرة يشعر الغلام الثانى بالارتياح لانه ليس له اسما مثل ابويه والبقية كانا هو واخية الاخ الاكبر والاصغر وعندما سأل امة لم تجاوبه ربما نسى والده ان يسميهما ...فالبقية كانا لهما الغلامين ..لكن اخيه الاكبر اخذ يخبرهم بانه رقد وسط الحشائش ولم يقترب من الغزال وخاف من دمائه ...لم ينظر له الباكى..منذ زمن كان مثله لكنه تعلم كيف يصطاد بيد واحدة الان والاخرى تحمل الصيد بدمائها الطازجة وتصنع الطعام ...كان الاكبر مثل ابيه الان بينما الثانى كان الباكى القديم ذا لم ينظر اليه لم يعد يحب النظر اليه ..جلس الاصغر جوار ابن الراعى...
كره الاخ الاصغر اخيه الصياد المتفاخر احب العشب والحشائش احب الاخضر الذى ينمو بمفرده ولا يعرف كيف لكن امة كانت تعرف وتخبره عنها كانت مثله تحبها ،تعلم على يدها الرعى ولم يكن احدا يعرفها منهم فعلم كيف يربى الحيوانات بدل من ان يقتلها فى الصيد ..فى يوما كان يتجول مع حيواناته مثل عادته وشعر بالتعب وجلس بين النباتات التى اخذت تنمو بمفردها ..تذكر وهو صغير عندما كانت ترتفع من امامه كان يصرخ ويركض منها ..لكن الام كانت تعلم واخبرته بكل شىء ..تعود على اخيه الصياد والساخر وضحكات الباكى وتعلم كيف يجلس فى نهاية المائدة التى صنعها لهم من خشب الشجر الذى تعلم كيف يقطعه ....ولكن اخيه الصياد ذكره انه من صنع الرماح والحراب وجعله يقطع الاشجار من حيواناته التى يصطاد...
اعتاد الغلام فى المساء ان يسال امة وهى تجيب كان لديها تفسير لكل شىء حتى شعر انها كانت فى كل مكان من قبل ورأت كل شىء لم يكن عليها مجهول كان ينظر للباكى شذرا دون ان يراه وهو يحيط منتصف جسده بجلد الحيوان الذى تم شيه فى الصباح حتى كره طعم اللحم وتعلم كيفية اكل الحشائش والنباتات ..تحمل سخريتهم بمزيد من الحكايات التى اخذت الام تقصها عليه كل مساء ..كان يسهر الى جوارها فى الليل وينظر للاعلى ويتخيل كل ما تقصه عليه وهو يحدث امام عينيه ..عندما سخرا منه هرب منهما فى الليل الى ذلك المكان الذى اكتشفه وسط الصخر قال عليه كهف هكذا احب ذلك الاسم الذى اخبرته عنه امة فى السابق وكره خيمتهما وبات ينام فى ذلك الكهف البعيد عن رؤية الغلام الاكبر يتفاخر فى الليل بصيد الصباح والركض من خلف الثور !...
كان فى الليل يتسلى بحرف الكهف لقد احب صنع الصور ..رسم من تشبه الام والباكى ..رسم النباتات ..رسم اغنامه الصغيرة ..استيقظ ليبحث عنها فلم يجدها ركض باتجاه خيمة الاب فشم رائحة الشواء كانا متجاورين ياكلون اصغر غنماته فى نهم ..وقف من بعيد يراقبهما وهم ياكلان ..كان صيد الاكبر من لديه هذا اليوم ..بعد ان انتهى جمع بعض الحطب ووضع العظام المتبقيه واشعل من تحتها النيران ...وقفا يرقصان مثلما علمتهما امة من قبل ولم تفلح معه فى هذا حتى يجلب اليه مزيدا من الطعام ..شعر بالخوف على اغنامه هل سيأكلهم جميعا ..تراجع الى الخلف ركض الى كهفه امسك بعض الاخشاب ورسم بها على الرمال اغنامه ....استمر تساقط اغنامه حتى كره الليل والصباح ..هم ان يخبره ذلك اليوم ان لا يسرق من اغنامه ..عليه ان يكون صيادا وان يصطاد له طعام من بقية الحيوانات ...اخبرته امةعن الذئب فكان يراه ليلا ياتى اليه من وسط الظلام كان يضىء له السماء ليلا!....لم يستمع اليه اخيه الاكبر لم ينم اخذ يسمع وينتظر حتى لا ياتى الصياد ويسرقهم لكنه كان يغمى عليه فى النهاية ويشم رائحة الشواء ترتفع فى الصباح...فى الناحية الاخرى من الكهف عرفها الاخ الاكبر كان يضع الحطب والعظام المتبقى ويشعل النار ويرقص تعلم التصفيق ..صنعت الام شيئا يصنع الصوت ..كان صوته جميلا احبه الاصغر لكن الاكبر سرعان ما سرقه واخذ يخرج منه اصوتا كرهها الاصغر وهو يراقب الاكبر يدور من حول النيران المشتعلة واصوات الخشب تخرج من فمه تنطلق فى الهواء تدخل الى اذنيه يغطيهما...كره اخيه الاكبر بشدة ...لم يخبر الام بذلك اخفاه عليها ...انتهز فرصة الصباح ..كان يرقص بينما اقتربهو ببطء مثلما تعلم من جلوسه على الحشائش والتحرك ببطء من حول الحيوان ..كان لديه مطرقه ضرب بها على الراس مثلما راى اخية الاكبر يفعل مع الحيوان ..كان راسه عنيد فضرب اكثر واكثر..انتفض وضرب اكثر حتى خرجت الدماء رأها اخذ يصرخ ويضرب اكثر ..كان الجسد ينتفض يهمد..كان الاصغر يضحك..كان سعيدا..حمل العظام والقى بها فى النيران المشتعلة ..حمل المزمار واخرج اصوات ورقص ! شعر بالخفه ..شعر بالسعادة !...