على يمين القلب /نقود أنثوية 36/ربا مسلم -ب



سعد محمد مهدي غلام
2017 / 4 / 27



تقليب نصوص ربا مسلم المتاح وهو ليس بقليلا عموما . وتجاذب حوارات عابرة معها ، نحن نعتمدها في الاستيضاح وتكوين قاعدة بيانات عن خلفية الناص ، الأدبية والثقافية والنفسية والعقدية . تلكم مؤشرات حيثوية نتلقى فيها النص المراد معالجته نقديا .الغالب على سطح النصوص لم يش بقصيدة نثر في تصنيفنا . ربما لا نتوافق مع العديد ممن يتعاطون النقد وليس من عابري السبيل .عموما الأكثرية منهم ليس ما يجعلهم مؤهلين بالمعنى الريفاتيري أو حتى بمعايير ساندرا والعديدة من أهل التخصص والدربة والعمر المتقدم في التعامل مع هذا الجنس الذي يوصف بالغموض والعصيان على فك الترميزات والهجرة القطبية وزئبقية تمركزات الدوال وتنافراته وتجاذباته ...والعديد مما شخص من سوزان برنار وهنري ميشو وميشيل ساندرا واحمد محبك وعزالدين المناصرة ووعز الدين إسماعيل وأدونيس...وبشرى البستاني وسركون بولص وفاضل العزاوي وعبد القادر الجنابي ، وخالدة سعيد ومحمد بنيس والعشرات ..لم نجد الضالة المبحوث عنه على وجه التعيين الا في الشحيح ، الغالب شعر حر وهناك عدد من الخواطر الشعرية ..عندما كنا نحاول شعراء وحتى منهم من الخط الأول كنا نجد إصغاء وتأمل الحوار أحيانا
ينصرف بإتجاه أهمية الغنائية واﻹيقاع الداخلي ،ومن كنا نقول، له إن ما تكتبه من الشعر الحر بعد محاورة نجده على بينة عمومية ضمن ما نتحدث فيه ولذلك يستجيب بالإنتباه اليقظ لما نقول ، ربا مسلم وجدناه مع خلقها الرفيع وجم الأدب الشخصي ، القناعة مكونة من ما يساح من توقيع الاعجابات والتعاليق المسموعة أو المكتوبة ، ومن تناول نصو لها من القليل وكانت إنشاء وتعليق شكلي لا أحد تناولها بنقد منهجي وإستقى معاييره من مراجع . لذلك لا أحد دلها على جنس ما تكتب ولا من أصل ما يعلق عليه . وهي وجدت نفسها تكتفي بالقبول غير المحايد وغير من ذي تخصص ولا من الذين يتمكنون من تصويب خط السير . لم تجد حاجة لتطوير تقانة او لغة او التناص او الانزياح .....قاعدة بيانتها متاحات اللسان وعموما في سوريا تدريس العربية يتميزوبمستوى رفيع . حتى لم نجد رغبة لديه في قراءة تفريز التنصيص أو تجنيس النصوص، قد يعود لعدم أخذ الأمر على محمل الجد ، أو ما أسبغ عليها والبئية غير الخلاقة في وسائل التواصل أو حتى الآتصال المباشر .دافع للناص ليجد نفسه غير محتاج للرأي والمشورة والتوجيه ...يكفي ان س أو ص قدم كلمات إطراء . ولذلك لم تهتم حتى بالتعمق في ما يكتب عنها المهم هو يقول، ان ما تكتب جميلا أو مستساغا ..تلك من واقعات لا تطورالفعل الإبداعي في مجتمعاتنا المتخلفة وخصوصا للأدب النسوي الذي يستبدل حتى الأكاديمي وفق البواعث الكبتية وروح البطرركيةوالسائد من مفاهيم سلوك وأتكيت التعامل مع الأنثى . عكس ذلك في مناقشات الأطاريح العلمية والدراسات النقدية . ثمة من وظف ذلك سيف سلطه لتحصيل مبتغيات غير ذات علاقة برسالة الأدب وغير معنية بخدمة العطاء وتطور ه .وهو حال طاقمه وتاثيثاته نتوارثها كابر عن كابر حتى أمسى أكل لحم الزوجة عند الجوع فتوى . إلتهام لحم الأسير في ضرورة المساغب مباح . لا نرى ان هذا الاستمراء لذبح العلوم والأداب أمر مستغرب .وعليه أتكأ الناص على قدرات ما يتمكن أن يبادله وكأننا في عصر المقايضة السلعية ، فالمنافع هي أيضا من السلع . كم التخلف وارتكاسات الكبت وإستشراء الفقر المعرفي والأخلاقي والرخاوة النفسية والمتراكم من أوزار الموروث ؛ وضعت بيوضه في جيوب وجدان الناس وفقست عن خواء في عقول الكثير وهي متصل بين ما نتعرض لهم كبشر وأوطان وتاريخ ....فلا عتب عن ناص لديه فطرة ومطبوع بسليقة نظيفة .ان وجد أنه في غنى عن النقد والتوجيه والتطور وبذل جهود التعمق لصقل موهبته أو دفعه للتقدم . ولهذا وجدنا البعض عندما قلنا لهم هذا الذي تنشروه خاطرة بلى فيها شاعرية ولكن لا تعني إن المعروض من النصوص الشعرية . أنتم أحرار بالمشارطات العتبية الكونية ، معاصرة أو من التراث أن تعتمدوا المسار الموصوف. منهم من راح يبذل الجهد ومنهم من عرج على سماسرة سوقة مسجلين في قوائم نخاسة الحروف وإتحاداتها ومنتدياتها والتي ترهص بالقرف والمجانية والرخص .فوجد عناءا في تتبع ماأرشدناه إليه ...نحن في بداية مباحثنا قلنا سنتناول خليط لا مقياس نعتمد فيه مكانة الناص بل ممتلكات النص ،ولن نقتفي درب التنويط والألقاب والصفات والتنصيبات التي ما أنزل بها من سلطان . عقيدتنا لا نتصاقب مع الناص يترتب على هذا أي نص لا نحتاج إلى طلب من الناص ونكتب ما يقبله ضمير الأدب والنفس ، لن تأخذنا لومة لا ئم ...وقد نتناول من ليس له مطبوعا ونساويه في المقايسة عند خط الشروع مع الذي له مائة مطبوع ...النص هو الحاكم ..ووضعنا في الحسبان كم سيزعج هذا الطواويس ويحرث ما يؤلم في منجزاتهم التي منها الكثير لا قيمة أدبية عصرية فيها ومنها متخمة بوخم التخلف الجندري أو المعرفي أو الإبداعي ...قلنا للبعض ما تكنى به ليس له صدى لدينا . هناك من صارحناه بتقهقره النوعي والإنكفاء بكفاية الكم . من قبل بورك فيه تلك من خصل التهذيب ومن لم تعجبه ، حتى وان أجهش بالزعيق في سهرات الصخب ليس لصوته شروى نقير لدينا ...ولا أحد يواجه بموضوعية الحوار والحرف بحرف والنقاش سجال الغاية المعرفة والرقي ..مع ربا مسلم . لا نتبنى التصنيف والتوصيف المراتبي ..نحن كما سواها ان تقرأ ما نقول، أو لا غير معنييين . المهم لدينا تقديم درس لمن يرغب بالفائدة . ولذلك التصنيف والتجنيس أولا ومن ثم التعمق في دراسة أنموذجا من نصوصها لمعالجته . لن نتعامل كما يفعل يكفي ان يعرف اللغة يعلن جهارا لا حاجة للمعجم ولا ذلك أحدهم لا يجد أهمية للتمييز بين يمليء ويملأ ويعتبر ذلك تقعر . واستخدام كلمة مثل مسغبة وصدي خروج عن المتوجب ﻷنها غير متاحة . وهناك من يطالب أن تختزل المعاجم بكراسات ، ومنهم يعاني عقدة جنسية وطبقية وفكرية ويجلس للإفتاء حول الجنس والتجارة . لطفية الدليمي تنقل أن أحدهم عرض عليهم ما يسميه رواية. سألته عن كم ر واية قرأ وأسماء من الروائيين العرب والعالميين لا يعرفهم ولم يطلع حتى على الأسماء . ولذلك اليوم من يعرف الإملاء ومنهم حتى هذه غير مهمة ، أما علم النفس واﻷنثروبولوجي والفونتيك والسيمانتك تلك زوائد تستوجب الأستئصال..في زمن العنوان واللون وحجم الخط والإهداء والتغليف والهامش ......كلها نصوص تستوجب الدراسة واليوم الدرس خارج متطلبات جينيت وليو هوك ومتيران أننا اليوم في عصر الدرس الثقافي الذي تتداخل فيه عشرات العلوم ... في مثل هذا الجو وتحت طائل العالم اﻷزراق والدجل والفقر والعبث والتدعيش وشهادات وليس شهود الزور ..نستل النصوص ونضع تحت أعيننا نماذج من الكتاب في الشعر ان قصيدة نثر او تفعيل ولربما حتى منظوم ولكن بروح أمثال الطليعية الراقية بشرى البستاني في حوار تصغي لما نقول بعناية إستثنائية وتستمع وتقول ، انه حين تكتب تضع امامها مالا يقل عن أربع معاجم وعندما تدرس نقديا تضيف عشرات الكتب ، وتقلب الكل وغالبها كانت قد درسته ، ولكن تعيد المراجعة وتستعين في التنصيص . وهي التي تكتب كل أنواع الشعر من نهاية الستينات من القرن المنصرم وتواكب اﻷحدث واﻷرقى في العالم في كل شؤون المعرفة ، وحصلت على اﻷستاذية من سنين طوال .تمارس التدريس وتخرج من تحت يديها عشرات اليوم هم أساتذة. وشاعر يعتبر نفسه من الخط المتقدم يضع في صفحته كأيقونات ما بين خمسة إلى عشرة أسطر أطراء وثناء وإنشاء ومنهم من العقيم والسطحي ويعتبر تلك شهادات حال الأنواط التي تباع بالجملة في شارع المتنبي ببضع دولا رات وتوهب مع هويات واجهات عجائبية ، رحم الله ماركيز ...ولا يتعب نفسه حتى بقراءة ما كتب عن نصوصه . لا من عالجها لم يقل انه الكبير والعراب والعظيم والسومري وشاعر المقاومة والرائد .....إلى غيرها من التراهات ....في محيط هذه الرؤية نتناول نص ربا مسلم المنتخب من بين الكثير التي لا نجد فيه ملامح قصيدة نثر .موسوم نصها المختار كما أسلفنا -لهفة عاصية - الحراك الدلالي في حاضن المعاني للعتبية العنوانية كما معروف اليوم لها الحضور . عليه المعطى المقدم كمنجز كتابي عنونته له تصدي نص مواز .إن سيميائيا أو في الدلالة اللسانية وقد يحتاج لمعالجة أولية هيرمينو طيقية . على أن نتعامل بحرية مع العلاماتية والإشارية وعموم الترميز . سنعد الإستخدام مركب تشكيلي يتوسط تجاذبات وظائفية الدال والمدلول لن نخوض بالمعاني المضمرة فالمعين المرجعي متنوع الإحالية المنهجية ، ومقدما نصوص ربا مسلم * ثم عتبياتها غير عميقة عموديا لخلفيات قدمنا لها فيما سبق ، ومع ذلك لا يسعنا تجنب البعد الأنثروبولوجي ان سايكولوجيا أو أيكولوجيا أوسوسيولوجيا بل حتى عقديا ، فالدرس النقدي هنا أنثويا . وهو من فروع التناول الثقافي ، المكانة اللسانية ندعها للمعالجات الأدبية الصرفة .يقول عبدالله الغذامي في النقد الثقافي :أولا -نستحضر المعنى الأبعد لمصطلح "أدبي" و"أدبية "وبه نبادر إلى استبعاد المعنى الأكاديمي /الرسمي لمصطلحي أدبي وأدبية وهو ذلك التصور السائد عن أن الخطاب الذي قررته المؤسسة الثقافية حسب ما توارثته من مواصفات بلاغية وجمالية ، قديمة وحديثة . نحن لا نعالجها إلا بمقدار ما نكون لحاجة للفهم والتفهيم فالنص النقدي رسالتنا موجهة للمتلقي الخاص نسخ للعام ونسخة للنقاد ونسخة للناص تلكم مبتغياتنا. من يتلقها أو يمتنع أو يتعمق أو مجرد يضع علامة أو حتى هذه لا يفعلها لا يعنينا قط وكذلك الناص إن حملها محمل جد ورغب أن يجد في التحصيل ويحاورليفهم نحن حاضرون. وان عد الأمر عابرا يعنيه. وان دفتر مفكرتنا ﻷجندة التعاطي نسجل إنطباعنا عنه ﻷن منجزه كان موضوعنا . ولكن لا يهمنا مقدار ما يستوعب أو يسعى إليه .الغوص في الذات الأنثوية ذاتها أو لذاتها يتوجب ان تأخذ بحسباننا .الأصل المحوري لتبئير الدوال هو من يكشف ملامح المداليل . هنا نوع العتبة مفردة أو تركيب ، أسمية أم فعلية ...إلخ
كلها تلعب دورا في التأصيل المفهوماتي الذي نكونه ونعمل لنقله للمتلقي لما القراءة الخارجية فيها تحققت متطلبات التنصيص والتجنيس ، أنتهينا من الغوص الموسع في دراسة المستلزمات وإيضاح المستعان به ..سنسقط الدالة الفونيمية مع أي تصدي دالي طالما قررنا أننا حيال نموذج قصيدة نثر . ولكن اكتساب المعطى الإشاري الترميزي نأخذه من الترادف المعجمي والتأثيل ونوع التركيب الأسمي هنا .درجنا في كل مباحثنا على أهمال المسطريات . وحتى المقياس السوقي كل الموروث فالمقياس للسياق له قواعد ومشتركات بين اﻷمس واليوم والغرب والشرق ، كما هي معايير اﻷسس للعلوم واللغات ...يقول محمد الجزار* في العنوان وسيموطيقيا اﻹتصال * العنوان للكتاب كالأسم للشيء يعرف به، *لهفة اقلاق يعترينا جراءترقب أمر ما ولا يقينية حدوثة بعد .المعتل والمجروح نتلهف لشفاءه وذهاب العلة وإندمال الجرح ويلزم ذلك حسرة على ما سبق منع المصاب القيام به وهناك الشوق بشوب في عامية الشام بحرارة نعني وقد تصطبغ اللهفة بحزن وقلق وربما غضب مكتوم وكلها تقود إلى حاجة نبتغي تلبية ما فينا من نقص لما نفتقد وننتظرونريد بالمعنى الحسي أو الحدسي هو رغبة جامحة لإشباع ما نروم . ان في بعد جنسي أو غريزي أو تطمين جوع وتوق لأمر ما . هي إحالة إنفعالية لذاتنا الحاضن المحتاج . اﻹقتران بالإستعصاء من جذر عصى إمتناع مخالفة حرن ، عناد ، توقف عن المطاوعة ، حيلولة دون تلبية المطلوب ، رمان من احتياز ما ننشد حسيا أو ماديا ، مرأة عاصية لأمر زوجها ، ابن عصى أباه ، يلاحظ وجب ان فاعل العصيان معقلن ، لا تستقيم ان نقول ،القط عصى أمري ، لكن توسع الاستخدام فصرف إلى كل ممتنع عن مطاوعة وكل متلبس بلا إنجاز المنتظرمنه ، ولادة متعسرة مستعصية ،استعصاء اﻹطلاقة في حجرة الرمي ، مصاعب نفحم بها تحول دون تلبية مبتغياتنا ..هو النكوص الإرتكاسي بذات الحاضن حيلولة قد مردها من الخارج لكن متحصلها في الحاصن المعني . هنا إعضال سايكولوجي إنطولوجي في خضم متاهة كينونية لايقينية كو جيتو حسي يلوب بهيام ليحصل على حسوة ماء وهو معاناة تحيل لتطبع كل النص . هو ليس توقيف على إلتهاف بل كلية جامعة دال ومدلول تسبغ واقع تاطيرات عامة تقبل التأويل الموسع
كبت +إنفجار
توق +خفوت
رغبة + مانع
متاح +حيلولة
شوق+ امتناع
ليس فوهة بركانا خامدا ، ولا بركة ساكنة هيج هيض سقوط حجر قذف بعنف . هو محاورات أﻻن والحال في مقام الحيرة .ذاك مبتغى نسعى له كمتحقق حداثوي من إشتغالات مباحثنا .يحقق إحالية أنثروبولوجية وسايكولوجية وسوسيولوجية . مجاورات تنافرية تحقق مسبق تصور صراع اﻷضداد ...
سألتك َ
هزّ بابتسامتك َ
غصن وطني الموجوع
تسقط رايات ودموع
يعود زمان القمح والنبيذ
ويزهر حب ممنوع
بفتوى تتلوى بين ثديي حورية

الإنشطار يتجلى في إنفعالية يتوجب التنبه لها بإمعان تفكيكي كتقويض لمشكل قائم. فلا يصرف بالإتجاه التعيني دونما تمحيص . نقدم رؤية كينوني كمتلازمة للتنافرية العتبية وهي مفتاح ولوج . علاقة الوطن حال ومقام براكية الوقت النزف بالترقب والحيرة وعطش الشوق العشقي هو استعصاء إطلاقي .تهديد للوجود بحدوث قيام الحيلولة . لن يكون الضر بالأداة المطالقة بل بالمستخدم . هي فلتات عير مسبقة التصميم حتما في أي قراءة موضوعية منصفة . هي تجاي شاعرية مطبوعة .هنا مدخل لقصيدة نثر بالانزياحات غير المسطرية وغير المسيطر عليها .منجبة نهايات مجعدة وحادة مع كل السنفرة التي نعتقد قد أجرتها الشاعرة . المدخل لا زال يستبطن الميتا ..اختيار المفردة في هذا الجنس ليس تخبطا ولا إنتخابا وإنما تجسيد لما يعتور الذات الذهنية وغير الشعورية . هنا مكمن الصدقية الشعرية
في تحويل مفردة تائهة ترتبط بغيرها مشكلة تركيبا إعتباطيا يحيل الكلام لغة والنثر شعرا .هي مخاض والمتحصل ولادة والمنجز وليد. ربما خديج أو سبعاعي أو مستكمل التسعة .
تناص قرآني بهز النخلة هنة عدول استثنائي هز بابتسامتك ليس الجذع بل الغصن والمتساقط رطب من رايات ودموع قلب متقصد للمتحصل نجني نهاية تلك الشراذم من العناوين المصحوبة بالنصب
الذي حقنته في ضمائر الوطن وقاطنيه . ذهابهم عودة للحب الذي يمنعه دين أفيون منعه بمغريات حور عين ..مينيبية حزينة متاقضة ضدية في التركيب والمعني والإحالة .

تشهيتُ الوطن فيك َ
مذعروا أول فراشة
وساقوها سبية
في شوارع الحرية
السليقة خالق عجيب . أحد اﻷيام كتب شاعر يعد في طليعة الخط الأول في العراق الثمانيني كلمات أغنية ملخصها أحبك بلسان طفل لوالده كما أحب الوطن ..وفي ندوة عامة تصدينا له ﻷن ذلك مخالف للعقل والمنطق والعالم فالطفل لا يدرك المجردات في سنواته الأولى ..لا يفهم حب الوطن ولكنه ممتليء بحب عاطفة غير مفهومة لان المفاهيم غير متكونة ولكنهت قيمومة فعل المتحصل الغريزي والبئيي والإنساني والجبلة إلتي أودعت فيه بالمكتسب والإكتساب لوالديه يكن ما لا يفهم يبدأ برائحة ويتواصل بصوت ثم تعود .....والخاتمة فهم الحاجة والحب والعواطف وصلة الرحم .... .ولما يسأله كم يحبهما يفتح ذراعيه ليصف مقدار الحب وقد يحيله بالتوصيف ليقول بقدر الغرفة أو الدار ...ودقائق وفقد الشاعر قدرة الرد على الحجة ورغم ما كان عليه من مكانة معنوية ومادية ، لم يحر جوابا ..وقد نشرت من أحد الصحفيين الواقعة ان مرت ولكن شدخت شعرية ذاك العلم في الشعر أو في القليل جرحت مصداقيته ..طالعوا معي *تشهيت الوطن فيك * كم حجم الصدق وما مقدار ما يكذب الشعراء ، الحاجة للحبيب والوصال فالشهوة مفردة دالة لفعل تعنيه الشاعرة بوعي أو لا وعي .ذلك مصداق يثبته العلم والمنطق وقال، فيه أهل التصوف والشعر المطبوع . فحين يقربون لنا تعلقهم بالخالق يصفونه بالمعشوق وحلوله فيه هو الوصال ولذته ...وذاك شاعر يقول ،تحب ناقتها بعيري ...بدويا أصدق ما يصف بن عمق العشق دابته اﻷثيرة على النفس ..ما بعد ذلك استدراكات توصيف الذي اجترحه البغاة بصورة رائعة كثيفة الازياح غير المسطري فراشة سبية في شوارع الحرية ....لاتزال تركيبها مبنيبية كرنفالية مشوبة بالحزن الدامي .

...تنزف زمان الشرنقة
تشهيت ُالوطن فيك
مذ نحروا القمر
تحت أقدام ربيع ٍ من سقر
وتواصل حنان وأشياقا عبر حبيب بشري ووصال جسدي لتلوح بسفور لزمن ما قبل تفتق هذا الخشخاش ايام كانتوالفراشات في الشرانق تكن مطمئنة أمنة . وتؤكد أشتهاء تلك المفردة الدالة على رغبة جامحة تمس الآيروتك في المآل هنا تعود شهوتها للوطنها عندما سلبوه قمره وذبحوا النور لتعم العتمة هم حوت أبتلع قمر بلدها ..أين ؟! تحت أقدام ربيع أعجف مقرف دام مقزز لا صلة له بالفصل هو فصل من الجحيم ..صياغة أيقونية سكتها تختزن حس بالإنصهار الزمني حيث أﻻن يحتوي الأمس المفقود والغد المجهول .
آه على دم ٍ
ريحه مسك
رخامه مزارٌ يشفع
لم أدر ِ قلبي أم قلبك َ
من صدري وقع
لما كان ثمننا رصاصة
وحد سكين
أحتسي نبيذ الأمس

تصعد في النص لسلم الواقع والحادث رصيدة التلويح بالموت ىالعنيف والمصدر ﻷفق فقير الإبصار متمنع دون حذر عن البوح
بما يضم الغد ..دريئتها ما جنته من ثمار اﻷمس واختزنته في أقبية النفس والمسكوب في تواصل مع المعشوق .الحب في الحروب وجائحات الأوبئة لايكاد أدب في المعمورة يخلو منه عبر جميع العصور وتكتظ الميثولوجيات به مترعة بالثيمات الجامعة وهو حال الهوميرات والبونيقيات وكل موروثات شعوب الأرض. وفي الأدب المعاصر أجراس أرنست همغواي والدون الهاديء والحرب والسلم . في المخاطر الحربية يقول سارتر إنهما المكان والزمان المناسبين للحرية في دروب الحرية . حيث يجر اﻷنسان في لحظات مواجهة مصيره على التخلي عن اﻷقنعة ، يكون بعريه حيال الوجود حينها يندفع بكليته ليتعاطى الحس بالذات عبر حفر لذاته ، أنفاقا، وملاذات الموت لن يكون مسؤليته إنه كينونة تواجهه وعليه إما الإنتصار عليه أو الإستسلام الذليل وقبول ولوج العدم .آنذاك هو في بيئة ليكون حاضن الكره حتى الموت والعشق حتى الفناء . تلكم مواجهة الحقيقة للوجود اﻹنساني الهش والظرفي يقول ، عبد المعطي حجازي :الشعر حدس ونبوءة وخيال واكتشاف واعتراف ، معرفة شاملة نعيشها ،بكل ملكاتنا وحواسنا ومشاعرنا ونتعلم فيها ، ونتصل بالطبيعة وبالأخرين ونطرب وننتشي .من هنا كانت لغة النثر اصطلاحا إجتماعيا وكانت لغة الشعر إبداعا فرديا ،أو لغة النثر ، كما يقول باحث إيراني هي لغة الضرورة في مقابل لغة الشعر هي لغة الحرية * نتفق معه كليا ولكن نعيب عليه فقر تمييز وجمود فكر لا يليق بشاعر بمكانته ، التماهي مع العصر واستيعاب متطلبات متحققاته توجب على أمثال الحجازي الخروج من الحدائق الجيروسية لم يعد ثمة مكان للدينا صورات . ما هذا الخلط والجهل وليس هو وحده الخرتيت في هذه الغابة العشرات من النظامة اللطامة على ما لا يدركون ، والأغرب منهم من عقود يطرق أبواب قصيدة النثر. أحسن مرات وإنحرف أخريات .وقع في شراك عدم تفريز المعاني الاصطلاحية . لا يفرق الشعر الحرباﻷنواع التي ينصرف إليها ،حتما لن يتمكن في تلمس معنى قصيدة النثر ، وكل ما كتبه ، هو شاعر فجرب لا عن وعي ولا عن دراية . هو طارق درب عابر سبيل . المطلبون وحجيج الجاهلية الأولى من الحمس وأهل التصدية أوقعوه وأمثاله في خيبة الخية * كما إنزلق لها حجازي .ما قال، الحديث عن مقابلة الشعر والنثر ؟ وما هو الشعر هذه الكلمات اﻹنشائية التي في مطلع الكلام ؟ ما النثر ؟ وبعد كل ذلك من قال ، ان قصيدة النثر من جنس ما يعتقد ؟ يقول ، د. محمد الديهاجي في الخيال وشعريات المتخيل :يميز
كولريدج مابين الخيال والتصور . فالخيال -عنده-آلية من آليات الخلق والإضافة والتفرد . إلا بواسطته يمكن اعادة ترتيب وخلق المعاني ودلالات هذا الوجود .وعلى هذا الأساس ذهب كولريدج يفرق بين الخيال والوهم . ذلك أن الأخير يعتبر مرحلة أساسية من مراحل الخيال تقوم على حشد وجمع المادة الأولى التي على أساسها ستركب القوة الخيالية عوالمها إن الخيال في نظر كولريدج قوة سحرية تركيبية تخلق التآلف والوحدة ما بين المتناقضات .ليجيب الأدعياء أليس ثمة خطوط وصل بين هذا الصرف لمعنى الخيال وأطروحة سوزان برنار وقراءة ساندرا ومباحث هريمين ريفاتير ومآل بحث تودوروف في الشعرية ودراسة ميكائيل ريفاتير لقصيدة النثر . وكل من درس هذا الجنس من أكثر من نصف قرن تقعيدا تنظيريا وهو المطلب؛ الذي تاق إليه؛ بودلير ، وهو خلاصة ما قاله ، التوحيدي عن أعظم نوع من الكتاب هو الذي في صفاء وحرية النثر وجمال ورقة الشعر .لا براح تجمع الصقيع مع هجير صيف الربع الخالي كقصيدة النثر ، لاتستسيغها أذن حجازي ولا يعيها عقل شاعر نظام كتب الحر والتفعيل وولج قصيدة النثر دونما أدراك لمتطلباتها فاستعصت عليه وأشكلت قريحته على ان تجود بما اعتاد وبدلا عن البحث في الأسباب وإن الأمر تذوق وتمرين وثقافة وتطور وإلمام بقدرات مسك المجد من أطرافه سؤدد ودين راح يسقط في التسطيح واﻹبتذال المعرفي . ها نحن حيال النموذج المعني قصيدة ربا مسلم لانقول ، انها من الخط الأول إننا لا نعترف بالخطوط بل بكل جبهة الحرب .إلا أننا نجدها في هذا النص فلحت في توصيل واحدة من رسائل قصيدة النثر مع كل ملاحظاتنا ومع قولنا ان نضجه التجنيسي ليس مستكمل العمق كقصيدة من التي نبحث عنها ، ومع ذلك هي أجابة صادمة وصارمة ومفحمة للحجازي وللذين يزعمون ان لا فرق بين قصيدة النثر والشعر الحر ، وأن لم يخبرنا أي حر يعني ما نعرف نحن اكثر من عشرة أنماط نوعية منه ،..لنرى مكان الحب في الحرب ما صوره عنترة وأمرؤ القيس والمتنبي وفي النظم الحديث الجواهري ، لا يكرر قط في روعته وجسامة التصوير وجزل اللغة وفرط الشعرية المتفردة كونيا ..ولكن هل في بيت واحد من القصيدة تجتمع عشرة مبتغيات ومآرب ودالات ومعان ؟ لا يمكن أبدا ! هل نطالب بهدر دم التراث والحاضر للنظم والتفعيل وكل أشكال الحر المتاحة أو التي قد تتفتق عنها قرائح الفحول . ولكن لا ما يضارع هو السؤال في مقابلة مع قصيدة النثر ، الأمر حسم لا نتحدث على إذكاء المشاعر ولا جهوريات صوت يقارع طبلات الأذن فيشعل الحماس والطرب وغلواء التغني من المنصات والمنابر .نحن نتحدث عما يفتح نوافذ موصد في العقول ، عن ما يطرد الخفافيش ويكنس بيوت العناكب عن الفكر لا نريد باخوسيات وحماسات الطائي ولا سفر نشق عباب البحر والحب والحروب باﻹخلاص أو الخيانة الإلياذية والإنياذية والآوديسية .نحن نريد قراءة تحت نور شمعة لا تبقى أبواب مغلقة ولاشبابيك . قلوبنا تطير محلقة مع فكرنا إلى عوالم غير مكتشفة عبر مجرات هو الإسراء والمعراج ونحن في خلواتنا لا ضجيج ولا هيجان ولا تطوح ولا تطريب سلطاننا كلسولة فضاء وليس سرج سابح في الأجواء .لنعيد ما تقول ربا مسلم *آه على دم /ريحه مسك رخامه مزار يشفع ...لا يتاح ان يكون الدم رخام يكون مسك دم الشهداء ولكن لا يكون إمام يزاروفي ذات الهيبة مواقعة جسدية وحلول *لم ادر قلبي أم قلبك *كيف يتأتى في أي جنس غير قصيدة النثر هذا اﻹنصهار بتجاور المتنافرات والمتجاذبات والتي لا ترابط بينها في صورة واحدة . هي ليست من إبداع دافنشي ولا أنجلو هي أنامل بيكاسو ودالي وكاندنسكي ، لا مقابلة ولا مقارنة ولا مفاضلة أيها السادة الأجلا ء هذا غير ذاك. لكل مكانته وستبقى وكلاهما يتطوران لا إحلال ولا إحتلال في العلائق مع الجنسين ولكن ما أنجزه أنجلو فن وما أنجزه كاندنسكي فن ليس أذواقا لشارب بول البعير. المرجع علماء ومؤرخون ومتخصصون وأهل ذواق متقدم يدفع 50 مليون بلوحة لكندنسكي ومثلها بلوحة لأنجلوا. اللوحتان يعلقهما في متحفه للتنظيم كل ظرب على جدار ولكن الكالري * هو للفن ..اتعظوا يا أولي الألباب ..تستكمل لوحتها ربا مسلم * لا تخضع لمحسنات ولا مقاييس مجاز معنى المعنى فاﻵغراض تداخلت والمفردات حملت زحوف عدولات في التراكيب لاتتيحها الكتاتيب والشاعرة ليس من الذين تفرغوا للجنس هذا .لم تدرسه أو تخوض في تنظيراته ،عندما وقع من صدرها غير عليمة قلبه أم قلبها بتلابس الوصال ورهبة الحدث الجلل فعلها ميرسول في الغريب عندما أبلغ بوفاة والدته الغالية عاد إلى شقته ومارس الجنس مع من يحب وتسلسل منها قتل وعدم بكاء.....أعتبر مذنبا هذا غريب البير كامو ..لنسدل الأجفان على البقعة الملونة من اللوحة الجسيمة التأويل *لما كان ثمننا رصاصة /وحد سكين /احتسي نبيذ الأمس* ليقول، لنا ما قاله ،الكبير المتنبي :
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ****ظنا كل الظن ان لا تلاقيا
الله الجامع وقصيدة النثر منحة الله المستوحات من العقول الناضجة والعميقة الخيال والحس والمعرفة والذوق الكوني ...تقول ،آنا دانيال *في المرأة والحب : فإن كلمة "الحب" ينبغي أن تفهم بأوسع مانيها دون أن تقصر على العلاقات والمسائل الجنسية وحسب . إن الحب علاقة مودة عميقة لشخص آخر ، وأحيانا أيضا بشيء غير حي أو حيوان ،وهو يأخذ صورة "الأنتماء"لشخص آخر وجعل هذا الشخص جزء لا يتجزء من وجودك ذاته . وهو حال الحرب التي يسميها الإسلام بالجهاد وماو تسي تونخ بالحرب المقدسة ، وهو عبادة الطوطم والتابو وطلب شفاعة أهل الأضرحة ، وعباد ة الله وتقديس غوتاما ....كلها في جزء من لوح بانورامية تدعى قصيدة نثر جادت الشاعرة في تقديم نموذج رائع منها ..يتبع