ارض السراب16



مارينا سوريال
2017 / 4 / 30

رسموا على بيت العرافة نجمة ومنع العامة من الاقتراب من بيتها ..صنع لها سوروثلاث بوابات خطى الحارس الغريب الفناء .. دخل الممر لمح حديقتها من بعيد هى ليست هناك الان ..راى من بعيد تلك الاحجار التى قدم عليها الصغير منذ زمن طويل مضى كان لايزال على حاله هاهنا فقط خصصت لهم العرافة اوقات التقدمات ...ومر على تلك الاحجار التى تكدست قالوا ان هناك رقد الزعيم صنعته له العرافة التى لم تستطع ان تبتعد عنه !....ذكرته بذلك الذى صنعه السيد ابن الارض من قبل ايضا تذكار ولكن احدا لم يعلم ان ابن الارض الاب كان يرقد هناك وهو يمر عليه وحتى هو من قام بحراسته من قبل ..كان عليه ان ينسى تلك الصور التى لاتزال على الجدران من حوله لم تمحها العرافة ولم تضف عليها شىء حتى الان ولم يفهم لماا ؟هو لم يحب تلك الصور من قبل ويخشاها ؟..كان يرى صور من يقدمون اولادهم وبناتهم ..كره ان يكون وجه امة بين تلك الصور ...اشتاق لرؤية العرافة لذا عندما سمحت له برؤيتها شعر بانه استيقظ من سباته العميق وعاد من جديد الى قلب المدينة بعد ان اصبح البحر نفيا له ...كان الغريب منبوذ ..كان غريبا وسط اهله القدماء والغريب بين الجدد ايضا ..سكنه الغريب فصار يدعوا نفسه الغريب وليس الحارس ..لحارس تذكر الحارس القديم بينما هو الان يشتاق للعرافة لا يدرى لما حدث له كل هذا ؟لما اختير لفعل ما فعل ؟ثم الان يترك قرب البحر الذى هجر منذ سنوات طويلة مضت تعلم فيها الا يشتاق ؟!....
لما يسالها لما احضرته ولالما تركته ؟...لم يرغب ان يغضبها !..قدمت له احدى فتياتها ..قبلها فلم يتعلم الرفض من قبل ..كانت تعرف ما تطلبه السماء وتقوم هى على تنفيذه ...كان يعلم ان امة راضية فيشعر ببعض الارتياح ...كان تجلس على ذلك الكرسى الذى كان للزعيم من قبل ..علم حينها ان عليه العبور من جديد ذلك البحر كانت مهمة جديدة اختير لاجلها ...كان هناكرجلا عجوز يحمل تلك المكنسة فى يده وهو يمر فى الفناء الامامى لمحه من بعيد وهو يكلف بالسفر من جديدتلك المرة يعلم انه لن يعود للمدينة ..سيبحث عمن ارسلته لمقابلتهم قالت ان لدى واحد منهم الحل ...لم كفيها المدينة قالت بان هناك مدنا اخرى تريد اللحاق بها ..سألها عن الزعيم فقالت انه رحل بلا عودة ..لم يكن من المهيئين لتلك المهمة قد علمت ذلك وخبرته بنفسها كان عليها طاعتة حتى استردت روحه من جديد من قبل الاعلى كان هناك بجوار ابن الارض كلاهما كانا دنسين والان فى الموضع المخصص لهما ..راقب تلك الاصوات القادمة من خلفه فى اتجاه النصب الحجرى كان هناك مزيد من الصغار والصبايا ..كان النصب يصرخ باسم الزعيم لكن احدا لم يبالى بهؤلاء المتقدمين كان واحدا منهم ذات يوم ويعلم ...يعلم كيف يكون الطريق؟ولكن نهاية تلك الرحلة لم يختبرها بعد ؟...الان سيتجه ناحية البحر بعد ان حصل على فتاته احدى هؤلاء الصبايا ترك بجوارها درهم كما اخبرته ..كانت من اعطتهم تلك الاحجار الصغيرة من بقايا احجار التقدمات ....كانت تعطى لكل فتاة ..قالت انها علامة لكل واحدة منهن انها قد نفذت مطلب الاعلى وصارت تابعة له ....لما طال اتجاه البحر تلك المرة هكذا ...سيعبر لمدينة اخرى كما قالت ؟..فكر فى الرحيل ليلا كيف تذكر الاحراش من جديد لا يعلم !..حقا لم يحب الاحراش لم يعلم حقا ماذا احب اكثر مدينتة ام احراشه التى عاش فى وسطها سنوات لا يعرف مقدارها ..كان صغيرا وانحنى ظهره وقاتل اهله وقتلهم ونبذ وسكن البحر ....هل عليه حقا السفر والمزيد؟لما تطلب منه السماء ما لا تطلبه من غيره ؟..خاف ان يسأل لم يتلك الشجاعة يوما ليفعلها قالت له ان عليه الذهاب وعلم انه فى النهاية سيذهب كل ما استطاع فعله تلك المرة وقت اراد ان يودع فيه الراعية!...كانت هناك فى نفس موضعها مع قطيعها الصغير الذى لا يتكاثر ولا تحب ان يزداد عدده ! جلس على مقربه منها ..كان يعلم انها فقط من خبرته ..اراد ان يعلمها ان شعر بالندم لانه لم يرحل منها من تلك الاحراش منذ زمن انه لم يغادر معها لاحراش يصنعونها هم معا بعيدا عن الزعيم وغريمه ...لكنه لم يستمع وندم كان هذا هو من البداية لا يعرف ما يجب عليه فعله ...عندما اخبرته انه سيقتل فى النهاية الحارس وقائده لم يصدقها ولكنها كانت مصيبه...الان اتى اليها لانه اراد ان يعرف هل سيعود من جديد ؟..كان حقا لا يعلم ماذا هناك ماذا بعد الرحيل..مدن جديده اناس جددا ..سيكون خادما لمن هم اقوى منه فقط..اراد ان يعرف ان كان هناك الم ام لا...ظلت على صمتها تحرقه ..كانت تعاقبه يعلم نهض ابتعد عنها خطوات ..رددت لن تعود ....استدار لكنها اولته ظهرها من جديد ....كان يعلم ان العرافة قد سرقت من اختها علمها ونسبته اليها وحصلت على بركة ابيها وتركتها الراعية المنبوذة طوال العمر ...كان هو فقط من يعلم ذك لكن الراعية مع الوقت تعلمت الا تبالى ...تعلم هو ايضا المزيد من الصمت !......
كان باتجاه البحر يعبر وسط العابرين الى الموائد التى وضع عليها الطعام ولشراب جلس الرحالة واهل المدينة القديمة جوار شجرة البلوط التى قاموا بزراعتها وتبادلوا الادوار اليها ..اخرجت الثيران ..رأى قرونها تعلق على جذوع الشجرة بينما تراق من حولها على تربتها ...بينما ألقى الاخرون البذور من حولها ..وعبر الى البحر !..كانت تراقبهم العرافة من بعيد ..لم يروقها ان يفعلوا هذا سويا كانت تعلم ما للرحالة لا يحق لاهل المدينة المشاركة فيه ما صنعوه اجدادها هى لا يشاركه اخرون غرباء حتى ولو كانوا من نفس المدينة ...
هبطت الفتاة وسط المدينة صرخت لاتعودوا تاتوا الى هنا من جديد لا تدنسوا لنا المدينة التى صنعناها ...لا تجعلونا غرباء بين المدن من جديد ...لم يلتفتوا لصراخ الفتاة لكنها استمرت بالصراخ طوال ليالى الاحتفال التى مرت جوار شجرة البلوط ...ارتفع الشراب جلبوها الى وسط الساحات لم تكف عن الصراخ سحبوها حتى الشجرة ووضعوها بين طينها لعلها تعطى بعض الثمار التى انقطعت عنها بفعل صراخ تلك الفتاة !...
كانت العرافة العجوز مع حراسها يتجولون فى المدينة المتسعة ..وطات قدمها ارض شجرة البلوط القديمة التى انتزعتها من مكانها الان وتخطت الطين الذى حمل الفتاة التى صرخت باسمها من قبل وتركت لايدى الغرباء واهل المدينة ..تخطتها واكملت تحركها فى المدينة كانت تمر على الساحات التى بدات فى بناء البعض منها ليكون اكبر من سابقيها ..وضعت نصب الحجارة الخاص بها ..كان نصب العرافة ممر يعبره الجميع ويلتقون لديه من ممرات المدينة المختلفة ...من عبره دون التقديم كان مصيره النيران المتقدة...
كانت دائما ما تتجول فعلم الجميع ان للعرافة اعين تراقب وترى من خلالها ما يدور عن الجميع فى الخفاء وتاكدوا من ذلك عندما شاهدوا عقاب الزارع وعائلته بعد ان كذب بشأن التقدمات ..هى فقط علمت ..أمرت بان يعلق واهله على عمدان واضرمت فيهم النيران قالت انهم قد اصبحوا التقدمات التى رفضوا ان يقدموها من قبل..يجب عليكم ان تعلموا ان السماء لن تصمت على اهانتها بتلك الطريقة التى تصنعون بها ..وان كل مخطىء تراه بعينها وسوف يعاقب هاهنا امام الجميع وكل من حمل من دمه الدنس ايضا ..لن يكون هناك غرباء واهل مدينة فالجميع هنا يعيش وفقا لما وضع لهم من قبل...من قال ان عليكم معرفة كل شىء مخطط لكم لفا ؟هل كنتم ايها الغرباء تعلمون انكم ستنتصرون من قبل وان تلك المدينة القديمة ستكون لكم ؟..لا لم تعلموا ولكنها اصبحت ..ذلك الرجل الذى تشاهدوا وجه على الجدران الان كان هدية السماء لكم انظروا لقد نفذ مهمتة ولم يبخل بالاكثر من ذلك وقدم ما تبقى له فى اخر مهماته ..انظروا الى ما حصل عليه الان .تعلمون ان من توضع صورته على تلك الجدارن لا يرحل الى عالم اخر بل يعود الى هنا من جديد....ولكن انتم يا من جلبتم عليكم اللعنة ..لا لن تحصلوا على شىء سوى البكاء والحزن ...انهت العرافة كلامها ورحلت ما حراستها من جديد ...ساد الصمت المدينة ..مضت ليالى قبل ان تعود المدينة لحالتها الاولى ...ولكن تلك الفتاة الجديدة التى جلبت من مكان مجهول امرت العرافة باحضارها ووضعها مع بقية الفتيات ولكن فى غرفة مخصصة لها ..كانت تشاهد من بعيد لم تكن راضية ولم تفعل شىء لكنها لم تكن راضية هكذا رددت لانفسها حتى لا تنسى لا تريد ان تنسى انها هنا مجبرة ..ماذا اذا نسيت خافت عندما شاهدت بقية الفتيات المطيعات من داخلها غضبت هل ستكون مثلهن ؟..لقد عاشت مع والدين من قبل وليست مثلهما ..كانا مجرد عابرين ولكن من مدينة الى اخرى فقد اتوا لرؤية ذلك العمود الحجرى المصنوع واصطحبوها معهم ..كانت تسمع والدها يقول لو لم ناتى الى هنا لن تكون لدينا تجارتنا يقولوا لزوجتة الرافضة فى خوف اصمتى ماادراكى انت بان علينا ان نفهم كل شىء هذا ما قيل لنا ؟الم ترى ما يحدث باهلنا ..هل تسمعين عن الخراب الذى يحل ام الجفاف والجوع ؟..هل تبحثين عن الخراب يا اامراة ؟..كيف تتجرأ وتقول انها لا تحب تلك العرافة حتى لو كانت همسا لزوجها فى مخدعهما فى المساء...ذعر كمن لدغته حيه وتطلع من حوله قالت له انها لن تدخل المخدع اجابها ما ادراك انت بما تفعله تلك العرافة ؟انها تعرف كل شىء....لن يعرف ابدا ان تلك الزوجة كانت فتاة يتمية قامت الراعية بتربيتها فى كبرها ربما ارادت احدا لتخبره عن ما تعرف قبل ان ترحل ربما نقلها الى اخرون ..علمت انها ان ماتت صامتة ستظل العرافة هى العرافة لكنها اخبرت اليتمية التى قررت ان تربيها فقط لتخبرها....كان ينظر لزوجتة ويتذكر كيف عثر على تلك الفتاة وهى جائعة قاربت على الموت فى الطريق..ماذا لو لم يمر فى هذا الطريق تلك الليلة؟ماذا اذا لم يخرج مع قافلتة ربما خسر بعض التجارة ربما اضطر لتخزين الطعام ..ولكن الان ماذا عيه ان يفعل؟اقسم لها تلك المرة انها لو عادت وتحدثت فى ارض العرافة ولم تصنع ما يأمها به سيتركها فى المدينة ويرحل عنها ..سيتركها فى ارض المعبد حتى تعاقب على يد العرافة ولا تجلب عليه وابنته البلاء ...العرافة كانت تقول ان جلب الفتاة الى الحياه يجلب الخير معها ..لذا عندما انجب الفتاة الاولى شعر بالسرور ...لم يعلم انه سيعرف كل هذا الالم عندما تامر العرافة بترك كل ما هو بكرا فى تلك القافلة قبل ان تعود الى مدينتها ..لم تعرف ابنته انها من البكر المقصودين الا عند نسمات الصباح عندما استيقظت وحيدة تبحث عن الجميع فى النفاء المتسع وتركض لتلحق بهم وهى تتسال كيف ينساها ابيها ..وكيف لا تسال امها وهى راحلة الى المدينة من دونها؟.....لم يمضى الوقت وجدت الطابور معد والفتيات المعدات صامتات هادئات ما عداها ..حاولت التملص خمشت ايدى من حاولوا امساكها ..حاولت الافلات والهرب صرخت وضربت ..نادت على اسم امها كى تعود وتاخذها من هنا لكنها لم تستمع ....القيت فى غرفة المنبوذات قيل لها من تذهب اليها هى تقدمة الى الاحجار ولن تعود ...حاولت البحث عن نافذةلتهرب منها فلم تجد اكتشفت انها فى سجن تحت الارض ....كفت عن الطعام ..كيف تركها ابويها هكذا ورحلا فى الليل الم يتذكراها او يعرفا انهما اضاعها ليعودا للبحث عنها ؟!.....