ارض السراب الاخيرة



مارينا سوريال
2017 / 4 / 30

وراقبهم يوم وراء الاخر واعدادهم تتكاثر فتامر العرافة ان يحضروا وتاخذوا ابكارهم لها ولاحجارها ....لم يحاول ان يفعل مثلهم كان فى الماضى يضحى ام الان ؟ّ!...اصبح ينهك كل مساء بدفن تلك الجلود تحت الارض يسير بعيدا عن المرتفع والعيون قدر الامكان حتى يجد له موضع مناسب بعد ان يتاكد من خلوه ويبدا الحفر حتى اقسى عمق يستطيع ثم يضع الجلود ويلقى عليها التراب ..كان يشعر باللذة عندما ينتهى من كل هذا ...فى كل خاتمة كان يكتب اسمه وكيف عاش ابن من هو ..كان يخاف؟..نعم ولكن تذكر انه ربما غدا عندما ترحل العرافة ومن معها ربما ياتى اخرون مثلها سيعرفون اسمه وكيف جاء وعاش هنا ربما تعرف على لصغار الذين ولدوا منبوذين وحكم عليهم بعدم الاقتراب من المدينة او الاختلاط باهلها وقتل كل من يتزوج منهم ورفع نسله على الاحجار ....تعلم الخوف...تعلم اللذة ...
راى النهر من بعيد يتحول الى نهر دماء ..وجلس هو يكتب بريشته ..وهو يراقب رجال ثلاث من وسط الخيام هاربين من وجه العرافة هكذا قالوا للمنبوذين من المدينة ...تطلع لوجه الرجل الاول فعرفه احد خدامها الذى فتح له معبر العبور من قبل ..والاخر راى على الاحجار يلقى والثالث كان الحارس ...حث نفسه على الحديث ولكنه لم يجد من خله غير الصمت والدماء ..عرف ان عليه الرحيل معهم ..كلما توقف فى طريق كان يحفر الارض ويترك بعضا من اوراقه هناك محفورة وسط التراب ..كان يسير من خلف النساء والاطفال يراقب من يتساقطن عطشا ومن يتحمل الجوع حتى النهاية ..تمنى مثلهم مثل الجميع ان يصل لتلك الارض الخضراء التى حدثهم عنها الرجال ...وعندما وصل لاخر عين مياه وجدوها وسط الاعشاب القليلة جلس يدفن ما تبقى معه من اوراق...كان يتطلع الى صوت العويل والنواح الى صوت الالم ولكن الرجال خرجوا ليكملوا الحديث على تلمرتفع جلس ليشاهدهم يبنون سور حول الجيران اخبروا الناس انهم اعدائهم وان الطعام قادم تذكر ان لم ياكل لليالى عده ...تطلع الى السماء ترى هل اخطىء حينما قرر البقاء ولم يرحل ليشاهد بقية المدن ؟..ام ان هناك من سيحفر الارض وينبش عن اوراقه ربما صنع هذا له بسمه وحيدة غامرة ....
-تمت-