شارع القبط التكوين2



مارينا سوريال
2017 / 5 / 2

اخبرها انه سيقدم برنامجا اذاعيا سيحكى فيه ما يحدث فى لندن وشجاعة اهلها فى مواجهة غارات النازيين عليهم كان يصف لها البلاد اخبرته ان لها شقيق قد رحل منذ سنوات ربما لهناك لم تذكر له امر اخيها الذى كان جنديا من جنود عرابى قبل وقت طويل حينما كانت طفلة تراقب شجار اخوتها بهذا الشأن لم يكن ابيها يعارض الملك بل راه دوما على صواب لانه حاكم البلاد الشرعى فطاعته واجبه هذا امر الهى هكذا كان يردد وسط اخواتها الذكور ..بعد الهزيمة رحل كانت تنسى انها اكبر عمرا منه انه لايزال فتيا بينما هى فى منتصف العمر سيمر الوقت سريعا وتقترب من النهاية بينما لايزال فارق الخمسة عشر عاما بينهم هو يردد انه لايهتم بتلك الامور لقد احبها فحسب انها تشبه كليوباترا التى راها فى البر الغربى ..
.تراقبه وهو نائم يصغرها بخمسة عشر عاما من بلاد الانجليز ولد بلندن تمرد على ارث عائلته والتحق بالجيش اصبح عسكريا وقدم الى هنا فى مصادفة تقابلا ..بيت هيدرا لم يعد لها عليها النهوض سريعا قبل شروق الشمس والعودة الى حيث الحارة قبل خروج الرجال لصلاة الفجر ..اليوم الجمعة ستستمع الى ثرثرة زينب فى ان ابنتها الوحيدة تريد ان تتعلم انها ليست كبقية البنات وفعلت كل شىء معها تريد ان تعرف منها ما العمل كى لاتكون مثلها معلمة عانس لايهم عملها ولا تهتم بمدارس الفتيات فاخيها الاكبر قد التحق بمدرسة الحقوق مثل سعد باشا زغلول وهو كلما يهم ...زينب زوجة المعلم سيد جزار الحارة صاحب الابن الوحيد الذى وصل لمدرسة الحقوق وربما يصبح وزيرا فوالده المعلم سيد وفديا وكذلك اخيها ويعرفون النحاس باشا لذا فالعمل مضمون لمتولى ولدها بعد التعليم ..تسمعهن يثرثرن كيف بامراة وحيدة تعيش وسط حارة مثلهم كى يكثر القول لولا نصحى افندى الذى اشاع انها من عائلة كبيرة ضاع منها الميراث ولم يتبقى سواها انها معلمة فحسب ..كانت هى وبعض الكتب التى احضرتها من مكتب هدية هى اخر ما تبقى من بعض القلادات التى خبأتها جيدا للدهر هى ميراث هيدرا الباقى ..والان اصبح هناك تشارلز ايضا اخبرها انه سيعود يوما الى لندن ..صمتت هو لم يخبرهاان كان يريد ان يحضرها معه او لا وان فعل فهل ستغادر ايزيس المكان الذى عرفته ..ترتجف عندما تفكر فى انه سيرحل يوما ما .راودتها تلك الفكرة لاولمرة وهو يقص لها كيف منع من دخول احدى الفنادق بوسط البلد بسبب ان قدم بشورت عسكرى كان يتذمر لان القادة لايتعاملون مع العسكريين بنفس المقدار من الاحترام فبرغم انه عرض شكواه وكيف كان قادما من مهمة لاجل بريطانيا استوقف لاجل ملابسه العسكرية الغير لائقة لمثل هذا الفندق ..تشعر بحيرته عندما تحضر لاجله انواع الجبن المتوفرة لدى اى بقال يونانى بالقاهرة بينما هى ليست كذلك هناك بلندن اخبرته ان عائلة سارة قد هربت الى الريف بعيدا عن القصف ..هل ستحارب هتلر؟ نظر لها فى دهشة :او لاافعل الان
تلعثمت :اعنى ستذهب للحرب ..كانت تفكر ماذا ستصنع لقد رحل زوج سارة وهى منهارة ..ماذا اذا حدث له مكروه لم يعد هناك فرصة اخرى لها فى الحياة سواه لم يعد التعليم يغنيها صار الكل مملا بالنسبه لها حتى فتياتها صارت تتجنبهن وتقضى وقتها فى المكتبة تطالع ما تعثر عليه وتقرأ مقالات نبوية موسى فى حقد الكل يتحدث عنها فحسب وكان بقية الملعمات لايصنعن شيئا او هى فقط من ضحكت بحياة اجتماعية كاملة ووهبت نفسها لى التعليم وحتى اذا تزوجت المعلمات الان فهل تستطيع هى هل ستتزوج بتشارلز ام سيرحل الى لندن بعد ان تنتهى مهماته فى القاهرة ويتزوج بزوجة بريطانية وينسى امر ايزيس..
لما لانرحل الى البر الغربى ساريكى المعابد التى لم تريها من قبل اتعجب كيف يكون لديك كل هذا هنا ولا تفكرى بالذهاب
جفلت :كيف سنذهب معا
ضحك:لا احد يعرفك هناك ..هناك لن تكونى معلمة ولن ترتدى زى المعلمات ستكونين ايزيس فحسب الاله ايزيس تتجول فى المعبد ليلا سنرحل لهم فى القارب الصغير
لم ارحل الى هناك من قبل .
رحل صباحا لم تصل فى الموعد المتفق عليه رحل دون ان يعلم انها ارادت الحضور معه الى اقصى الجنوب ولا باس ان تترك ايزيس هنا لبعض الوقت ولكن الاف من المتظاهرين يقودهم طلبة جامعة الملك فؤاد الاول والازهر احاطت بسراى عابدين هاتفة بحياه الملك فاروق وضد النحاس وحزب الوفد ..رحل وحيدا الى اقصى الجنوب واصبح على ماهر رئيس الوزراء ..عادت وحيدة من جديدة تجلس مساء الى طاولتها لتقرأ بعض اوراق تركتها هدية بخط يدها لاجلها كانت اخر ورقات عثرت عليها تخص هدية
كانت تسمع صوت زنيب زوجة المعلم وهى تتذمر لدى جارتها من ان المعلمة تقطن ومعهم فتيات اجنبيات وحيدات ..كانتا سارة ومارجريت معها خففن عنها وحدتها بعد رحيلة ..كانت مارجريت تصرخ بوجه سارة كيف تعودين الى هناك ولا اتصالات مجنونة لانحظى هناك بما نحظى به هنا فكرى نحن هنا محظوظات نعمل فى سكرتارية احدى شركات البن هنا وبضرائب مخففة لدى ولديكى خادمة نحن اوفر حظنا من نساء كثيرات هنا بينما هناك لاعمل ولاطعام تلعثمت اسفة ايزيس لم اقصد
لاعليك فانا من اضاعت بيت هيدرا ولم يعد لدى خدم ..صرت معلمة ووحيدة لما لاتقلن مثل فاطمة اننى جبانة واستحق هذا .
كانت مارجريت حاملا فى شهرها الثالث وتفكر انها سترسل ابنها عندما يكبر الى احدى المدارس الامريكية هنا بالقاهرة وانها ستترقى بعملها لم تحاول ان تفكر فى كلمات سارة ماذا اذا نقل زوجك الى احدى البلاد الاخرى بالسفارة البريطانية
لالن ارحل معه لقد اخبرته انى احببت الاستقرار هنا بالقاهرة ..لاتفهمن مقصدى انا ولدت بعائلة متواضعة لايمكننى الابتعاد عن كل ما استطيعه هنا والسفر من جديد سارة انك مجنونة ربما تعلمين عندما تصبحين اما هنا افضل لاطفالك لااحد يعلم متى تنتهى الحرب باوروبا وعلى ماذا سنحصل فى النهاية ربما انا لست انجليزية خالصة مثلك ولكن لاافكر فى المغادرة سيبقى هنا بيتى دوما ..اتعلمن حتى حبشية قد احببتها كثيرا انا محظوظة فى الحصول على خادمة مثلها سوف ترعى الصغير جيدا عندما يحضر انا اثق بها ..هى ايضا بحاجة الى العمل وليست من هنا انها من بلاد الحبشة
تدعى حبشية تعجبت سارة
اعلم لقد اخبرتنى بهذا حتى تتذكر دائما من اين حضرت انها تحب حيث ولدت ولكن هنا لديها بيت تعمل فيه وترسل من نقودها الى حيث اخوتها وامها هناك ربما تستطيع ان تحضرهم جميعا الى هنا ايضا.
كانت ايزيس تستمع الى احاديثهن وهى تراقب من خلف النافذة الماره فىا لشوارع تراقب النساء بالملاية السوداء واطفالهن من خلفهن بعضهم بملابس مهلهة الحرب رفعت اسعار الخضروات والفاكهة برغم كل شىء ومصر مستعمرة لانجلترا هى ليست بلدا مستقلة ربما احبت انجلترا وتربت على ثقافة اوروبا لكنهالم تحب كون الامر بالنسبة لهم مجردمستعمرة لابد من السيطرة عليها هى ايضا بحاجة الى الاستقلال ..فكرت انها احبت سارة ومارجريت وان حدث هذا فهى لاتحب ان تغادر ولا واحدة منهم فقط ينبغى لهؤلاء الصغار ان يرتادوا مدارس ايضا فبرغم ازديادعدد تلميذاتها الا ان جميعهن ثريات واما الباقيات فهن اميات مثل الجميع حتى الصبى فيخرج من الابتدائية لمن كان ولده موظف صغير..نبوية موسى ذهبت لمدرسة اخرى بسبب انها امراة قبل كل شىء انها تغضبهم لديها صوت وتكتب ..تتذكر اجتماعتهم مع ملكة اسعد قبل ان تفقد بصرها وحديثها عن هدى شعراوى وصفية زغلول كانت ايزيس فتية معلمة صغيرة ربما اصغر واحدة فيهن تخاف ان تتحدث تراقب عيونهن بشغف كبرت ولا تزال بحاجة الى هدية تفتقدها بشدة تمتمت لو كانت هدية هنا لكانت خرجت جوار هدى شعراوى ولكانت بالاتحاد النسائى الان ..عندما رحل تشارلز قررت زيارة الجمعية التوفيقية من جديد الى حيث جريدتها كانت تحمل فى يدها مقالة عن تعليم الفتيات اعادت صياغتها عده مرات ولكنها لم ترضى عنها ابدا .لم تقابل تادرس شنودة رئيس تحرير الجريدة يومها رحلت حزينة لم تواتيها الشجاعة لفعلها من جديد..