على يمين القلب /نقود أنثوية 36/ربا مسلم -ج



سعد محمد مهدي غلام
2017 / 5 / 5

كأني عابرة ذكرى
اسبح في نهر من الأغاني البعيدة
التي ابيضت جفون ظلالها
كأن كل تلك الحرائق
لم تشعلها دموع أمي
وهي تتعمد بتراب أبي
كل المتصرم الذكروي والقص ألا سردي وهذا الزخم من تداخل مشاعر وأحاسيس تترجمها لمن يقرأ بلغة أخرى . شريط العمر الذي يمر خوض غمار جذب طربي ، طقوس كرنفالية باذخة التطوح الثملي ، تتناص مع القرآن؛ عبر توظيف اليعقوبية. ولكن للظلل فتكحلت الشحوبية ليبقى مكانها العوار الأبيض ، إلى حيث المطامير غطرسة البوح المتعالي بالربط الفونتيكي لتمرير السيمانتيك في النص سيكون معاقا وكامل الحضور بالتعوق والعللية والضمور والعجز العني كل من يداخل دجلا إيقاعيا لتوصيل هذا الفيض الإشراقي في بضع كلمات يقول ، عبد الله الغذامي:ما زال المجاز هو الأساس المبدئي في الفعل النصوصي ، غير أن ما يحسن التأكيد عليه هنا أن المجاز قيمته ثقافية ، وليس قيمة بلاغية /جمالية كما هو ظاهر الأمر . من هنا تعاضدنا مع ما قالته ،هرمين ريفاتير* وما ألمح إليه د. احمد زياد مطبك* من حتمية أن من يتصدى لقصيدة النثر نقديا ليس من يقف على خلفية لسانية بل من يستند إلى خزين أبستمولوجي مفرط الكثافة النوعية والكمية .السيمانتيك عبر الفونتيك مجرد أرجوحة من حبال الغسيل تعلق عليها الكلمات العوراء بالتزويق والمنتخبة والتي أخضعت لعمليات تجميل بوتكسي وفلري عبر انزياح مسطري محدود لا يعمق رؤية ولا يفيض إلى رؤيا وإن فعل بعض الحراك التطريبي يعجز عن رفعنا إلى مصاف أغوار العقل وتساميه بالحس والحدس والخيال المعراجي ..تأثيث اللغة مغاير ولذلك محاولات السمان* ومستغانمي* الغرضية لا تصل إلى أجزاء من فعل القباني* ،فالرجل كان أمينا لمنهجه التنصيصي والإلتزامي عبر توقيت الصوغ التنغيمي المشبع بالغنائية كمتطلب يحتمه خط إنجازه ..ولكن هل تماهى مع متطلبات العصر في حقل
تكريس عطاءه وهو المرأة ؟ لا أحد يتمكن أن يقول ، القباني خلع جلباب البتريركية والذكورية وتجاوز مفاهيمية الجندر . العشق ليس توباذيات وعامريات اليوم . والحميمية ليست مرات وصال والقبلة ليست عناق الشفاه واللسان .فهم ما يتوجبه إشتعال الجسد وإراقة دم الهرمونات علم مداف برهيف حس فلما نعبر بكلمة لا تميز اﻹيرو تيك وحتى البرونو عن الفضيلة اللفظية كيف ؟استحضروا قصائد النثر .يقول ، رو ثفن في قضايا النقد :تفضي فحوص المعضلة المقارنة في علم الجمال Aestheticsإلى إدعاء جورج بوز"أن الذي لاشكل له هو ،في العادة ذاك الشكل الذي ليس
لدينا أسم له "ويضيف "بوز"قائلا حتى بقعة الحبر لها شكل بقعة . هذه ضالتنا في هذا الجنس .كل شاعر له قراءة وكل قصيدة لها قراءة ، ولذلك يشكل على الكثير ممن يسلخون منا أن يموهوه
ليس نحن من يكتشف السطو الجميع . لان السارق من أهل زواريب التكايا السكولاستيكية ..هل ندرس بشرى البستاني* كما ندرس ربا مسلم* ؟ يستحيل ﻷننا نخون النصوص والشاعرتين ونهد جدران سدود، فتكسحنا غضبة الطوفان ...وهذا مايفعله الطاريء .
هنا الصادق للجنس لا عقيدة تمذهبية له بل لا دينية إلا بالمعنى الإنساني . وقد يكون في الواقع هو ملتزم بالشعائر والطقوس .ويكشف من يطالع كتاب زمن الشعرحيث يقع على مفارقات أجترحها رائد في قصيدة النثر لضعف إيمان صميمي ﻹنه من تحت يافطة التناص يتلاص .فنجده يتذبذب في النظر للمرأة والضمير والوطنية ويدرس التاريخ تهاويم وتوهيمات وسرد وخلط ومسالك لا رابط فيها .
تحطيم الموروث ليس التجريب التخريبي كما ربط التراث بالمعاصرة ليس السلخ . هي إيقاد نار المجوس فوق قمم الأبراج في منهاتن عبر حريق الدموع؛ أمر ربا مسلم* على تراب أبيها ..ففي لقاء وصال ونحت حد سكين وسبي الفراشات وحضور طوق أمان الوطن واﻹخلاص له واستحضار الأمس الحضن اﻷمومي الدافيء والحنين . في لوحة واحدة كما الرب خلق الكون بكلمة واحدة كن فكان ....
تشهيت ُالوطن فيك
وأريدأن أشرب من يديك
عنفوان بردى فلا تتعب
كي لا تضيع مني في طابور الغياب
فأمسي نهرا بلا ضفاف
يبكي الحجرفوق ظل الوتر
لماذا هذا السفر
والموت لا جهة له
ينسلخ البحر عن جلده
لماذا تحلبون السراب
ولبن المنفى عطشان
أن نفهم كيف كنا نفكر في عمر الطفولة؟ ، ونتخيل كيف نفكر في طاعن العمر مع حضور فكر ألان؟ لن نكتب قصيدة نثر
أبدا !!. إن لا نحل في جسد أنثى ونمارس الذكورة في جسد واحد في ذات الآن!! ، لن نكتب قصيدة نثر!؟ .. إن لا نركب السحاب ونحن في سدم الثقب الأسود وأقدامنا في الوحل ونحن ننزف دم ونتبادل القبل ونقرأ الدعاء ونطالع قصيدة لبودلير ونفكر بمايحدث ونتخيل عشق قيس ومروءة ابن الورد وغرور المتنبي وتشاؤم المعري في ذات الوقت لن نكتب قصيدة نثر!؟ ..في المخدع حيث الروح الحميم تعود تشتهي فيه الوطن جسده كما أقراص كعك الكنيسة نلوكها بضعة من المسيح ونكرع كأس النبيذ الأحمر ليتسرانا دم المسح تريد من يده سقاية لتطفيء نار لهفة مستعصية وحريقا في ثلج ليشتعل بردى ، بشرط أن لا يصيبه الخوار والنصب رفيق لقاء حميم ليبقى معين إشباع لا يعرف النضوب لان الأنهار إن سكنت أو جاسها رهص النوم تموت .تريده معها يعطيها الحضور لا تسلبها حوادث الحادثات في وطنها الموبوء بالمصيبة . ولكن اﻹهتمام الغراماتولوجي القصدي والتعلق بأذيل منتج تمنحه قصائد النثر لتجاوز مقدرات الأجناس التقليدية من غير المتصاقبة التبلور مع ما بعد الحداثة والعصرية لن نحقق استجابة للمتطلباته بعنف السيكوسوسيولوجية
على حساب حرية المخرج لو افترضنا أنفسنا على خشبة عرض ومكتوبة افتراضية درما توجيا ومنطق التعلم البيدغوجي يحد من تطلعنا صوب إحالة اﻹمكانية للمفردة المستدعات لسوق اﻹفرادي أو بناء تشكيل تركيبي منها متصل أو كوحدة كبرى في الصوغ التاتشزمي* لعمران لوحة عصرية من النص المتقدم أو قدرة الإشتغال التوصيلي والبقاء في دائرة الديداكتيكية . القراءة الثقافية تستوجب ما لا متاح في التعرض الأدبي . نتقاطع مع دريدا بحدة إلا أننا لما تلزمنا به الموضوعية متوجب التقيد بالمنجز التقويضي Deconstruction وهو تمعن مزدوج التوجه في البحث التقليدي باﻹعتماد على الماورائيات دون التصريح ولكن ما
لا تخفى عن العين الباصرة بعمق وثراء معرفي . نقلت إلينا تلكم التقانات فالحقت بنا أقسى الأذى هم هناك يعالجون ويتكيفون مع كل ما يحقق التجاوز بتفعيل طرد التحزب الأصولي والإنتقال إلى معطيات ما يوفره العلم . أما نحن فقد وقعنا في جب المفرقين اللذين أحدهم أكثر ضررا من اﻵخر منا طمس بالتراث والتقليد اﻹتباعي المقيت والمميت والذي توسع لكل الشؤون وهو ما وفر حواضن التدعيش والتيمية الوهابية المتخلفة والمكفرة والقاتلة . أو تحت أسم الحداثة والتجريب أنتجنا بيئة حاضنة لمصيب مغايرة ولكنها متساوقة في قوة التأثير بل تفوق الأولى لانها إن سادت لن يبقى لنا هوية ولا تاريخ ولن يكون لنا ملامح وتميز فتذهب بنا ريح المقادير وهو الحاصل في التعاملات مع التوثيق والنشر اﻷلكتروني من شبيبة تقودهم قوى بنوايا إلحاق التخريب بالمقومات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية وكامل عمران البني الفوقية بعد أن حطمت البني التحتية ، في أقطار، كسوريا لا نتحدث عن النظام بل عن مجمل سياق الفعل التأسيسي للبناء الأخلاقي والمعرفي والإعتقادي مثلا عقود تسبق النظام القائم تدرس العربية وتطبق في كليات يزعم استحالة فعل ذلك فيها . ما يعنينا هنا إن قصيدة النثر ليست الفرانكو أرب هي لا تلحق الضر باللغة إن نهجنا مناهج التطوير والتعميق وكان لدينا المعقول من الحرص على الأمة والأوطان وما يكرس البقاء في حواضن التاريخ المنتج . نجد في أمثال ربا مسلم *نماذج من الذين ينفعون لغتهم ويثرون توسعاتها المطلوبة وخصوصا لو تحرت تطعيم تراكيبها بالتناصات البنائية والعمق المعرفي وإبتعدت عن التجاوب مع مغريات التسليع التي هي من التقليد ولكن نجد إن هناك من يكرسها لغايات معلومة (من التطوير المفرداتي مثلا نقلها كلمة أشتهيك بالمعنى المسوق والمستخدم والمعتادإلى استحضار الاستخدام اللهجوي الكلامي الشامي والذي يعني اريدك أرغب أتمنى .....بالمعن غير المحمل أي دلالة تأول إيروتيكيا ولكن تموضعها يمنحها ذات ما ساقه كمثل ميشيل ساندرا* عن احد شعراء قصيدة النثر الفرنسية في إستخدام له جناس أو طباق مغاير كليا ولا مجاورة بين معنى وأخر هذا هو التوسع وهذا اشتغال بالمفردات نحو إثراء المعجم وليس تقليصه حتى لو لم تكن تعنيه حققته ولها فضيلة الكسب للغة وتلك من لمسات ملامح قصيدة النثر العميقة الحضور ) .لا ضير من البحث عن الأثر Traceالتقويضي بشرط أن نكسبة رداء حاجاتنا ومبتغياتنا طالما يتطلب حضور الذاتي ولا نشكل بل نطلب التعمق في مفهوميات اﻹختلاف والإرجاء Differanceوالتي تعدها المعاجم ومنها العربية من أهم مخرجات التفكير التفكيكي المستفاد منه تغيير حرف e وإستبدالة بحرف aنقل المفهوم لدريدا خارج مدار سوسر لم يتمكن حتى وأن كانت تلك بغيته من إلغاء السيميولوجيا ولا دراسات التعاقب والتزامن في علم اللغة العام . ولكن فسح المجال لتوسع الأفق نحو ترك بصمة في العام خاصة وتطوي اللغة بنحت أو تغير أو ازاحات هو إغناء للقاموس المعجمي وليس كما يبشر البعض من فقراء الحرص واﻹخلاص والوطنية والمعرفة بتقليص معجمنا عوضا عن تطويرها وإغناء محتوياتها .ولذلك عندما نقرأ ﻷمثال ربا مسلم *نشعر بالغبطة ثمة خير يمكث في عقول الجيل ولم ينزع كامل التأصيل ، بالسليقة و الحس البريء والفطرة على قصيدة نثر؛ تعطي للشعر مكانة البناء وقيمة تعزيز إنسانية العشق بكل أشكاله .تشتهي في معشوقها وطنها ولا تنسى والدها وتمازج الحاجة العشقية اللهفوية بين رغبة جسد وروح ، بين تجسيد لتماهي مع متطلبات الأنثى من رفيقها بالتلازم مع الشوق لبقاء كيان وطن ونهر آن فقد الوجهة مات وإن مات طواه الغياب . تسأل بعمق الوجد عن سبب تعرفه ولكن لتقض مضاجع الفاعل المريب * لماذا هذا السفر والموت لا جهة له * فالمصب في البحر غير المتعين إرهاص النهاية الفادحة للعشق لوجود الحبيب والأب المفقود المخطوف إلى اللا جهة ،معها نسأل لماذا تحلبون السراب ؟ نعم لبن المنافي عطشان كماقرش بحر إيجة وثلوج بلدان الشمال ، ستبور الأوطان . ولن تنعموا أنتم إلا بالخواء والخيبة والواه الذي أمتريتموه من ضروع الخداع والسراب



سألتك َ
حلق بي واهبط
لأنام فوق قطن الغيم المسيج بأهداب أمي
تجعد الوقت حولي
لما المآذن كبرت بذبح الحمام
كنت أطعمه خبز روحي كل صباح
كنت أفتح له في أغاني فيروز نافذة
ليتسلل إلي منها يهددني بقبلة
ويطعنني بغزالة

المعنى الملموس الفيزيقي يتجذر بتلبس رامزات الإيحاء الكلمية إلى مراتع الميتا فيزيقيا بحركة تدوير تربط الحس بالحدس وتوقع إرتدادات دورية عميقة في الإكثار من التساؤلات العتابية والتقريعية والمستهجنة وليست أسئلة تبحث عن جواب . هو أرتباطات الظل بالنور الشمسي والقمري ، أو حتى المصنوع يكسب أبعاد المكان بعد زمن التخيل بدلالات الإثارة لما يطعن بالمقترف أثم التهديم والتخريب والقمع للقيم اﻹنسانية ..هؤلاء من الشذاذ ومن المغرر بهم والمرضى والمعتوهين لو كان حديث مدونة لسيرة لخلدنا جرائمهم فالظل لا زال يلازم الحيطان في النفوس . لا تروم الفرار ﻷحضان الحبيب ذاته زنود الوطن وأنفاس ثغره نسائم الذكريات فلما تقول* حلق بي واهبط /لأنام فوق قطن الغيم المسيج بأهداب أمي *هو ليس محض حلم وفرط شطح شعري هو استعاد غيث أيام بكتها الأم لتخضر تربة الزوج لتخرج خصب المفقود . الظلال حقائق لو تمعناها ولو عرفنا قراءة الملامح
هي الأرواح التي تسكن جدران الذواكر والقلوب وتعاريج مباني هدمت في بلادها. هو حديث مع قرين النفس تلكم ازدواجية المتشكك المحتوم عليه الوقوع في مأزق الحيرة والمحنة وترميز الرفض والتحدي والعتب بمخاطبة الساطع ، بريق النور القادم من مجاهيل زمن تجعد لم يتوقف ولكنه في مخاض الاستعصاء ذات المسبب لحيلولة دون التنفيه للهفة وإنجاز الوصال . الإحالة على الساطع الذي يشغل القلب المرتاب من منهج لحمامات زقتها كل فجر من أنفاسها الوجدية . وهي في حبور إستكانة الرضا عن ليلة حب . تستقبل صباح أمان وانتظار رزق تملئها المسرة ليدخل روحها النشيد وصوت فيروز الملائكي وترنو للحمائم الحرة والسعيدة في سماوات الله تحلق وتتسرب أنغام هديلها مع أحاسيس ما ينتابها من ترانيم السحر لصوت شرعت له نوافذ الولوج . يقتحمها عنوة رافعا تلويحها بقبلة ويغرز نورالشمس غزالة الله في أحشائها
المشبعة من عطر الحبيب أفياء ما يفرغ عليها كل صباح .* هل
ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ، وقضى الأمر ، وإلى الله ترجع اﻷمور * هذا ما يدور بخلدها حينها ....وهذا ما يخرج عن الزمانية والغرضية الضيقة إلى رحاب أعالي المحيطات في المقاصد والمخاطر والمنتويات والمكتشفات والدوال والأفاق التي لا حدود لها ..خلف المدى المنظور والمتخيل والمشعور به والمسكوت عنه بقصدية أو لا وعي ...
سألتك َ
خبئني لهفة عاصية خلف غيمة تشبهك
خذني ولو وهما اليك
أطلقني إليك
لكم أساءالفراق إلي
وكم خذلتني القصائد
وانا أحاول أن أصور الهواء فوق أصابعك
لم ينتم الجنس هذا يوما عبر تاريخ طويل للقوالب . ولم يلتزم بمسطريات البوح حتى قبل تحول الإشارة العلاماتية إلى لغة تقنونها تواصعات المستخدمين . في العصور الغابرة حكايات الأرباب ومغامراتهم وحروبهم وعشقهم وصراعهم في جميع أشكاله ولمختلف الأغراض وصلتنا كقصائد نثر عظيمة ملحمية . حتى اليوم أبوابها مشرعة للدخول التأويلي .الذي ربما يتناقض ما مترجم لأخر السبب ليس فقط ما متفق عليه كون النقل من لغة إلى أخرى هو إعادة تنصيص ، بل كما يقول د. محمد معتصم *في الإيقاع في قصيدة النثر [مع تحفظنا على العنونة ] لما تخلت قصيدة النثر من الوزن الخارجي ابتكرت لنفسها إيقاعا آخر لا يترك لدي القاريء سوى الصدى يتردد في أعماقه .لهذا نجد النص الواحد يقرأبأكثر من طريقة ويوقعه (من الإيقاع )القراء حسب تفاعلهم معه وانفعالاتهم الخاصة . فيعلو الصوت وينخفض حسب نفسية القاريء وليس كتابة النص أو توزيع الشاعر ويمتد الصوت أو يتقلص تبعا لتلك التأثيرات والتفاعلات والانفعلات * هذا الذي يعتبره وفقد عقيدتنا النقدية التوقيع والذي نعدة أحد الأركان الأربعة لقصيدة النثر في المنظور البنائي واﻷنثروبولوجي الثقافي اللساني . سألتك * تقرأ رجاء أستفهام وغنج وعتاب طلب ورغبة ...هذا التحميل للمفردة لا تتيحه كل الأجناس الشعرية . المعترض يقول ، ولماذا هي ذات الفعل وقد في غير مكان الإسم أو الضمير .نقول ، لا تقرأ الوحدات الصغرى أو الكبرى في النصوص دون السياق والتموضع التسايقي للتنصيص خذ مثلا من المطروق والمتداول وما ورد في القرآن *لا تقربوا الصلاة * الوقوف عند هذا جلاب معان مهلكة للنص الرباني ومخرجة لغير المقاصد وحتى عندما تكمل *وأنتم سكارى * لم نخرج إلا بالتواضع الإجماعي على التفسير ولذلك خرجت علينا بعض الفرق والمذاهب التي ترفض التأويل للنص القرآني . لان التوسع ينصرف إلى خرق المعتاد مع الإلتزام بالنص واللغة والمتطلبات التقوية . راح البعض يسأل ترى هل هذا يعني إن السكر خارج الصلاة مسموح ؟ وهل هذه نزلت قبل منع الخمر أم بعده؟ وهل هي منسوخة أم من أمهات الكتاب وغير خاضعة للتأويل ؟ ....وهكذا درج أهل الكلام في الغوص عميقا وترتب تفريعات لسنا فيها ولكن نقول ،على هذا فقط يمكن الإتيان بمؤلفات لا حصر لها ..تلك ميزات قصيدة النثر اﻹغماض ليس متعمدا ولا التنمع متولدا عن طمر المبتغيات بسيل التزويق والإكسسوارات اللسانية كما في ضروب الشعر المختلفة . هنا حرية الإنطاق متروكة للمتلقي .الشاعر ذاته حسب وضعه النفسي والخاص والظرف الإجتماعي ....يغير من فعل تأثير الدالة ويبعثنا بالإحالة لمداليل لا حصر لها ﻷننا نعيد التنصيص تبعا لما نحن عليه . لا أحكام قبلية ولا احتكامات تماثلية ، فهنا ربا مسلم *دفعت النداء تغنجا في لحظة لقاء حميمي ؟ أم أطلقته في سياق حوار ديالوجي مع الأخر ؟ أو هو مونولوج مع النفس تبكيت للآخر وعتابا مسكوت عنه ..هنا ما يعنيه النقاد
من أيام سوزان برنار * التكثيف والإيجاز يقول د. مطبك * لابد من درس هذا النوع الأدبي من داخله، ولمفاهيم نقدية تنبع منه وتناسبه ، لا نفرض مفاهيم وقيم نقدية من نوع أدبي أخر * ويعلق حول ظاهرة قصيدة النثر في الإيجاز والتكثيف ليشير إلى إن ذلك ليس المقصود بهما القصر ، وإنما المقصود تعميق الوجدان والحفر في الأعماق بأقل ما يمكن من أشكال التعبير ، وهذا لا يعني كما ذهب الكثير من غير أهل الدار .الذكرإلى قصر القصيدة أو طولها فذلك لا مشارطات له وفيه أودونيس *يقول ، لابد لهذا العالم إذن من الرفض الذي يهزه ، لا له من قصيدة النثركتمرد أعلى في نطاق الشكل الشعري * ما يرمي إليه هو الوحدات البنائية المتكونة منها قصيدة النثر . الوحدات الصغرى والكبرى في إشتغال التحميل الدالي والمعنوي فلا إكراه تنميطي وسنأتي على عرض أشكال متعارف عليها وهي لا حصر لها فالقول ، بالسرد والأفقية والرصف القصصي ، والاختزال النصي لمضاهاة التقليلية كلها تراهات وفقر معرفي ولاإستيعاب . وقت فيه ثلاثي الإبداع الناص والناقد والمتلقي فقرم النص وخضوعه لمقصات بروكروس دون وجه حق وقيدوا حنكة المفردات والتراكيب ، فصنعوا مسوخ وأجبروا الغالب على تقبل التنميط . أفرغت قصيدة النثر من ماهيتها واخرجت عن خط سيرها وعطل فعلها الإبداعي وساد ذلك الفعل المشين . ولذلك من بين كل مائة أو يزيد لا نجد من يكتبها . ومن مائة أو يزيد لنفس الشاعر لا نقع على قصيدة أو ربما عدد الأصابع . ليس من تشدد ولا حنبلية فكرية نقدية ولكن لا تتوافق المعايير مع أصل الجنس في المعروض .. ولما قلنا هذا النص قصيدة نثر كنا قد قلبنا فيه وقلبناه وسبرناه . يؤكد مطبك * ولعل في هذا ما يدل أيضا على أن أشكال البناء ليست قوالب ثابتة ، وإنما هي خبرات فنية قابلة للتطوير واﻹستيعاب والتجريب ، ولعل في ذلك أيضا ما يدل على إن هذه القوالب أو الأشكال من البناء لا تمتلك قيمة ثابتة أو مستقلة وإن القيمة ليست فيها وإنما في إسلوب التعامل معها ، فهي لا تمنح النص قيمة جاهزة ، إنما النص هو الذي يصنع قيمته أيا كان شكل البناء . *هو ذا إرهاص بالقول ، قصيدة النثر لا تقف عند حدود التجديد الشكلي ولا تغيير مسار الإشتغال بالمفردات هي الإنقلا ب الرديكالي على ما كان يعتقد هو المعطى المجسد للشعر . وقد ثبت اليوم إن هذا الجنس هو الأصل والأنقى والأصدق ، كما هو الأعرق هو الأحدث. أحصى مطبك *أحد عشرة شكلا قدمت به قصيدة النثر ونحن نقول، أن ذلك مجرد تقريب للمتلقي سعت أفق الجنس
وليس تحديدا أو تقديم الأنماط الملزمة .كان منها الغنائي والدرامي والمقطعي والمتنامي والحواري والتداعي الحر والوحدات المتكررة والتراكمي والقصصي واللوحة الفنية ....إلخ هو توضيح يشكر لمطبك *والرجل أوضح ما يرمي لتأكيد أن ذلك مجرد حصر توضيحي وليس حصرا تحديديا مسطريا كان الرجل على الضفة
الصحيحة في أكثر من مكان يقول ،*ولكن عبر الزمن ومن خلال النتاج المتراكم ، ولم يلخ أي نوع من الأنواع السابقة نوعا آخر ، لكل نوع ظهوره ووجوده وفق حاجات العصر وظروفه وكذلك مصطلح "قصيدة النثر"هو أسم جديد لنوع جديد .*نقول إن الحداثوية واليوم نحن ما بعد ما بعد الحداثة كتحقيب وتاريخ وتواضع حدده أهل التصنيف للزمن الإبداعي . اليوم في العصروية وكما هي الأسبق ظهورا كمنجز أدبي تعبيري هي اﻵحدث كجنس يعكس تطور ملكات العقل البشري وقدراته غير المحددة على الخلق . التركيب المتنافر القطبية والحال المقامي لتوصيف واقع ذاتي من جراء سطوة الموضوع جمعة اللهفة والاستعصاء بصهارة نزت عنها تطلب* خبئني * وأين* خلف غيمة تشبهك * هذه تحميل لساني مشتغل بجذب لحظة بوح .ولكن بجسد تجليات نفس بقدر توقها لتحصيل اﻹرتواء .تبث مخاوفها في الخلف ،فالغيم سقاء عطشها تبغي التواري خلفه لتضمن السقاية ، في كل شيء طالما هي لهف يعتريها الحؤول دون الإكتفاء عوامل خارجه . حتى لو شربت بقيت تحتاج إن ليس لوقتها القائم فللغد المريب السمات والذي ملامحه كئيبة ، تعي إن ذلك دونه أشلاء الذكريات وأسلاك شائكة ملغزة بالألغام . والمعوقات التي قد تكون وضعت إستحالة تحقق للمطلوب ولن تجدي التعاويذ والتضرع ، فالمصاب جلل . قبلت بالوهم البديل الذي كثيرا ما يلجأ إليه الإنسان عبرتاريخه وهو يقارع الطبيعة والغضب الكوني والتقلب في المصير ودخل عليه قهر بلطة قابيل وهي تلتمع تشي بما في قلبه . طاقة لتفجير الكراهية وإيقاع الظلامة حد الذبح ، أطلقني *حتى اﻷفعال من منتج المحيط فالإطلاق لكل تصريف المعجميات وتصرفها هنا مستل المعنى من الإطلاقة والقذف والنبذ العنيف لنرى مجاورة هذ ا الفعل مع الاستعصاء ليس مصادفة ومجرد لقاء عابر ولا قصدية مبيتة سلفا . هكذا جاءت الكلمات . الفراق عن حصن المعشوق ودفءالامان والطمأنينة تضارع دموع أمها وهي تسقي تراب غيابة زوجها الذي طرق الدرب الذي لا وجهة له . حرقة الفراق والفقدان مؤلمة إلى درجة اﻹيذاء .تعجز حيالها قدرات الصراخ وطلبات النجدة ولا تنفع وسائل الاستغاثة المتاحة . ما تملك إلا الكلمات تنظمها رصا بوحيا سليقيا بفطرة مطبوعة ؛ قصيدة هكذا تسميها دون حاجة تراها للتصنيف والتفريز والتجنيس ..سبق ونحن نتناول نصوص شاعرأن وجهنا له سؤالا ، كتبت على مجموعتك شعرهل لديك معايير ؟ هل تستند لمصادر دعم ؟ ما هي قياساتك فالكثير يقول ، نصوص أو قصائد نثر لماذا أنت قررت جنس نصوصك سلفا ؟ أجاب لم أفكر بالأمر هو من نعومة أظافري أعتقد في ما أقول، هو الشعر، وبتقادم السنوات تعززت قناعتي بأن ما أكتب هو الشعر . هنا ربا مسلم * الأخرى ها هي تجنس ما تدبج قصائد دونما تجد ضرورة لمرجعية توصيف ولا لدليل ، في حالات ما نرجع ذلك لبرونايا تتلبس الناص وهي حال تلك البقع المجهرية من الجغرافيا والتي للإحساس بالنقص يضعون أسم دولة أمام ما هم فيه ليشيروا دون وعي إلى عدم الثقة وعدم التصديق أنهم كيانات دولة . كذلك البعض ممن يصر على توصيف نصه رواية أو قصة أو قصيدة ..وهم الغالب اليوم .لم يكتب هوغو *ولا تولستوي * ولا جويس* ولا أليوت * ولا كاندنسكي *...ولكن شاعر قصيدة النثر الحق ، إذا ما نبع من عندياته الإحساس بما يكتب يكون الحق معه بالتوصيف ، ولسنا إلا من متابعيه فيما يقول ، خذلتها قصائدها وأوقعت فيها الخيبة وكرست الاستعصاء .لم تتمكن من إعاقة لهفتها ، فها هي ذي في هنيهات اللقاء الحميمية إذ تعمل على مسك نسمات مس أنامله لها حقيقة أو تذكرا أو تخيلا حلم يقظة أو حلم نوم .تعمل على نسج حروفها بالألوان صورا لهالات ما حقق فيها فعل اللهفة أو الذي سيفعل .مطلع سؤال متعين لمشخص تطلب فعل منه وخاتمة لمقطع هي الفعل على مشخص
متعين .. ....يتبع