سعودي ببني ملال..



محمد مسافير
2017 / 5 / 14

هو مستثمر كبير، له شركات ضخمة اقتحم بها معظم مجالات الاستثمار، ليس بالمدينة وحدها، بل ربما بأغلب مدن المغرب... كان يقضي معظم أيام السنة بالمغرب، ولا يغادره إلى بلاده الأصل إلا اضطرارا... رجل في الخمسينيات من العمر، بشوش جدا، لا يتهندم بغير البياض تشبها بالملائكة، يعيش الترف على أعلى المستويات، ويحب إظهاره رغما عن أنوف الحاسدين، يستبدل السيارة بأخرى كل شهر، ويظهر دوما في أبهى حلة...
لكن الأحداث الأخيرة كشفت عن شيء غريب يشوب شخصيته، فقد تزوج من العشرات، كان يتزوج ويطلق باستمرار، وكان دوما يطلق بالتوافق حتى يتجنب تعقيدات المساطر والتبعات، يطلقنه وهن راضيات بالقدر، هكذا كان يحسب أغلب المتعاملين معه...
رفعت أخيرا إحدى ضحاياه الشجاعات دعوى قضائية ضده، ورغم أن الدعوى كانت متأخرة شيئا ما، حيث كان وقتها الجاني قد غادر المغرب، إلا أنها استطاعت فعلا حل اللغز... قالت إن ذاك السعودي كان يبتزها بنشر فيديوهاتها على اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي، إن هي لم ترضخ للطلاق التوافقي... وهذه الفيديوهات توضح حسبما ذكرت، اللحظات الحميمية السريرية التي قضتها معه فترة زواجهما، كان يرسل إليها الفيديوهات عن طريق الواتساب، وهذا ما دفعها فعلا إلى أن تقبل بذاك التطليق المذل دون أن تطالب بأي حقوق...
والغريب في القصة، أن سبب رفعها الدعوى بعد رضاها بالتطليق، هو أن اكتشفت أنها لم تكن قد جنت بزواجها منه على نفسها فقط، بل كان زوجها قد اغتصب أيضا أختيها الاثنتين وأمها، لقد اغتصب أمها فعلا... وقد لزمن الصمت أيضا بعد أن كان يهددهن بنشر فيديوهاتهن، كان يغتصب ويصور جرائمه، والنساء يعلمن جيدا كونهن مجرد "نساء" في مجتمع متخلف لن يرحم أبدا ضعفهن، لن ينتصر أبدا لهن، بل سينظر إليهن كمجرد عاهرات، أو كأسرة عاهرة فاقدة للشرف، وسينظر إلى الجاني بإعجاب شديد، أو ربما بحسد دفين...
لكن بالنسبة لها، ما إن علمت بالأمر، حتى اهتاج سخطها، وما عادت ترى نصب عينيها أية قيود أو قواعد أو أعراف مجتمعية، لم تعد ترى شيئا يستحق الخسارة بعد أن خسرت كرامتها وكرامة أسرتها، فاندفعت تبلغ عنه علها تشفي بعض الغليل حين تراه خلف القضبان...
كانت ضحاياه كثيرات، هكذا كان تخمينها أيضا، لكن لم يستطعن أبدا الإقدام بما أقدمت عليه صاحبة البادرة، بل آثرن الصمت على الظهور، فتكفيهن خسارة واحدة، لكن أن يقحمن أنوفهن في متاهات قضائية قد لا تسفر بالضرورة على نتائج حميدة... فذاك هو المستحيل في نظرهن...
شمرت صاحبة البادرة الفريدة عن يديها، ولم تدخر جهدا في سبيل الزج به خلف القضبان، استجمعت الحجج التي تدينه، ابتزازاته، المحادثات، كل شيء قد يفيد قضيتها، لكن المصيبة فعلا، أن قد ذهبت كل جهودها سدى...
لم يتابع الجاني، كان من الظاهر أن شيئا غريبا كان يلف القضية ويشلها تماما، لقد دخلت جهات عليا في الخط، وأمرت بطمس الملف... هذا كان رأي متابعي القضية، خاصة بعد أن تبين أن ذاك السعودي، قد فوت أملاكه لشخصيات نافذة في الدولة بأثمنة زهيدة، قبل أن يقرر المغادرة النهائية للبلد...