العنف الجنسي من قبل القائمون على مخيمات النازحات



فراس العامري
2017 / 5 / 16

تمادى بعضهم وتجاوز بتصرفاته المشينة ليكون من المتسلقين والمتشدّقين والمدّعين والمتنفعين كل الخطوط الاخلاقية والادبية وأنهم من المجتمعات المدنية لمساعدة النازحين ولبسوا كل الاثواب لتحقيق نزعتهم الجارفه في الاحتيال واستغلال كل ماهو متاح لتحقيق وجودهم على قاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة ) وباتت انتحال مسميات والقاب لمراكز
تتعرض النساء في المخيمات إلى التحرش الجنسي اثناء استلام المساعدات الغذائية والمالية والتحرش يكون وبشكل كبير من قبل القائمين على المخيمات في بعض المحافظات هناك الاف من النساء النازحات في المخيمات حياتهن صعبة من حيث نقص مستلزمات العيش الاساسية وفقدان لمصادر الامن والسلامة واضافة الى عدم توفر بيئة آمنة للاحتفاظ بالحقوق والكرامة مما يزيد من خطورة ما يتعرضن له من التحرش والعنف الجنسي هو السكوت على هذا النوع الحساس من العنف وعدم وجود آليات مناسبة وواضحة للإخبار والإبلاغ عن هكذا تجاوزات بطريقة تحفظ كرامة النساء وتأمن لهن أ جراءات جيدة للحصول على حقهن او تأمين الحماية الكافية لهن
وأشارت الانصاري إلى أن اوضاع المخيمات التي تعيش فيها النساء النازحات غير مؤهلة بشكل كاف لتأمين الحماية أو حتى لردع من يمارس العنف الجنسي بحق النساء
وهناك استغلالا واضحا في مواقع توزيع المساعدات الانسانية اضافة الى استغلال من قبل كادر المخيمات للنساء الفاقدات للمعيل وقائدات الاسر، مع خوف النساء من التحدث عن هذا الامر وعدم استطاعتهن ردع اولئك الاشخاص لفقدانهن مصادر القوة والحماية".
في المخيمات توجد المئات من النساء اللواتي فقدن ازواجهن بحكم القتال او النزوح وقد تعرض البعض منهن للاغتصاب او الاعتداء الجنسي ويقعن ضحية الاستغلال والاعتداء وهناك قصص عديدة في هذا المجال ولكن لغياب اليات الحماية السرية والقانونية لهن فانهن يفضلن الصمت واجترار الواقع الاليم لهن على ان يتحدثن ويصبحن مادة إعلامية أو تسويقية لبعض المنظمات التي تأخذ القصص دون ان تقوم بأي مساعدة لهن أو تحسين لأوضاعهن
مع الاسف ان سلطة الرجل في ادارة المخيمات لها دور كبير في تغييب اليات الحماية للنساء او الوقاية وغالبا ما تكون تلك السلطة مدعومة بشكل كبير قانونيا واجتماعيا مما يجعل الرجل بمأمن من العقاب او حتى بمأمن من المساءلة وبذلك يتضاعف خوف النساء من الإبلاغ او حتى الحديث. كما ان إفتقار ادارة المخيمات للعنصر النسوي في كوادرها ساهم من تضاعف استغلال الرجال للنساء في تلك المواقع.
ان العنف الجنسي التي تتعرض له النساء في المخيمات، اضافة الى ما تعرضن له اثناء النزوح من إستغلال وتحرش واعتداء يجب ان يتصدر قائمة الاهتمامات الدولية والحكومية والمحلية وتضافر الجهود الحقيقية لأجل إيجاد حلول صائبة ومناسبة للوقاية والحماية وحفظ الكرامة. حيث ان ما هو موجود الآن على أرض الواقع قاصر عن توفير تدابير الوقاية والحماية وحفظ كرامة النساء
فراس العامري