تنويعات في الجنس!



محمد مسافير
2017 / 5 / 28

قبل أشهر، وفي حارتي، ضبطت امرأة خمسينية مع رجل ثلاثيني يمارسان حقهما الطبيعي، المرأة أرملة منذ ما يزيد عن العقد، والشاب غير متزوج، الإثنان بكامل قواهما العقلية، إلا أن الضابطة القضائية كان لها رأيها...
أفرج عنهما بداية الأسبوع المنصرم، اقامت المرأة وليمة للسائلين، تخللتها أهازيج وأغاني محلية، كما شوهد الرجل أمام مسجد الحارة، يسلم بحرارة على المصلين، وكأنما قدم من الحج أو اعتمر؟
مجتمعنا مسالم، لأنه لم يعتبر فعلة الإثنان جرما، بينما القانون لا زال يعتبر المواطن مهما طغى في السن قاصرا، يجب أن تحرس أعضاؤه التناسلية..
- - - -
خرجت هذا الصباح لأشتري فطوري، لمحت غير بعيد عني، قطا وقطة غارقين في اللذة، وبريق السعادة يضيء عينيهما، كانا يستمتعان ببعضهما البعض دون أن يقضا مضجع أحد، ودون أن يثيرا أي شغب...
فجأة، خرج أحد جيراني من بيته رفقة ابنه الذي لم يتجاوز بعد، فيما يبدو، الثمان سنوات... صعق الأب من منظر القطين، استرق نظرة سريعة من ابنه الذي فتح ثغره عن آخره مسرورا بروعة المنظر، أسرع الأب إلى العاشقين، وجه لهما ركلة قوية رفعتهما إلى السماء وصراخهما ملأ الجو، ثم ابتلعتهما الأزقة دون أن يظهر لهما أثر! وجاري المهبول يصرخ موبخا: تفوا على حمير وسخو الدنيا!
وابنه يغض بصره خجلا أو رعبا، دون أن ينبس ببنت شفة!
- - - -
أستاذة مناضلة جدا...
في العام الماضي، كانت تدرس أحد تلاميذ الباكلوريا في إطار دروس الدعم، كان التلميذ متعثرا جدا، وكانوا في شهر ماي، ورغم ضيق الوقت، كان التلميذ عاجزا عن التركيز في ساعات الدعم مع الأستاذة، فقد كانت جميلة جدا، كلما دنت منه لتشرح له أمرا، انسلت عيناه إلى بين نهديها الضخمين... لاحظت الأمر بسهولة، أرادت عمل ما بوسعها كي لا يضيع التلميذ إحراز الشهادة... فجأة ودون مقدمات، أخرجت نهديها من قميصها وقالت له:
- حملق بهما جيدا، ليسا إلا كتلتا لحم منتفخة...
أعادتهما إلى وضعهما السابق، ثم طلبت منه التركيز، إلا أن التلميذ ذاب كليا، شلت حركته وعجز عن سد فمه المفتوح عن آخره... أخرجتهما مرة أخرى، مسكت بيديه ووضعتهما على تدييها، ثم شرع في تدليكهما على مهل، وبخجل... قالت الأستاذة:
- ماذا بعد؟؟
أحضرت صابونة من الحمام، ذهنت بها يدها، وبدأت في تدليك قضيب التلميذ حتى قضى وطره...
استراح قليلا بعد أن مسحت المخلفات بمنديل، ثم شرعت في الدرس، وكان كله نشاط وحيوية وتركيز...
استمرت على حالتها حتى أحرز التلميذ شهادته بامتياز...
هذا بالضبط، هو المدخل الأساسي لإصلاح المنظومة التعليمية، لأن التلاميذ، يهدرون طاقة كبيرة في التفكير في الجنس، طاقة كان بالإمكان تصريفها في أمور أخرى!
- - - -
ذهبت المشغلة إلى أمها لتفشي أمرها:
لقد حاولت التستر على ابنتك أكثر من مرة، لكنها لم ترغب في الأخذ بتحذيراتي، والآن... سأخبرك بكل شيء... إن ابنتك على علاقة بأحدهم، تدخله إلى مقر عملها، وهناك يمارسان علاقتهما الحميمية... كل يوم يحضر لها الغذاء مرفقا بوردة حمراء، لمحت ذات مرة عن غير قصد صورة على هاتفها وهي تتبادل القبل معه، واليوم، وجدت تحت مكتبها مناديل متسخة...
رمقت الأم ابنتها وصرخت في وجهها موبخة: ما هذه الفضيحة يا بنيتي، ألم أنصحك دوما بتنظيف مكان عملك؟ ثم لماذا لا تحترمين مقر العمل، لماذا تحضرين إليه عشيقك؟ يا لك من تافهة وبليدة...
نظرت إليهما المشغلة في اندهاش، وانصرفت عنهما دون أن تضيف كلمة!
- - - -
الحب ليس عيبا، بل هو فضيلة...
وممارسة الحب حياة، وإن لم يقرن بعقد نكاح...
أنصتوا لدواخلكم، وأعرضوا عن ذهنية التحريم، لا تكبحوا أبدا جماح الحب، لكن... حاولوا أن تنفضوا الكراهية بعيدا، غيروا المنطلقات مهما بدت أصولا، لا تخشوا التغيير، فربما... خلف ذاك السور بقليل، تكمن الحياة!
- - - -
أيهما زنا فاحش؟
هل حين يمارس الزوجان علاقتهما الحميمية دون أن يطيقا بعضهما البعض؟ أو حين يغوص العشيقان في اللذة والعشق دون أن يعقدا القران !
شريعة الكهنة أشد فسقا من شريعة القلب !
- - - -
توفيت أمها أولا، ثم لحق بها أبوها، بقيت وحيدة دون إخوة، أحاطها الجيران بنوع من العطف والإحسان، حيث اتفقوا جميعا على واجب إعالتها، من نفقة وتكاليف الكراء...
بقيت على تلك الحالة سنينا، حتى تجاوزت الثلاثين، وقد حدث في الأمس القريب، أي في شهر المحرمات، أن ضبطت مع عشيقها في البيت الذي تسكنه، انسل إلى بيتها وقت الظهيرة، واحتشد الجمع عند عتبة البيت، يطالبونها بإخراج المنسل، وينعتونها بأبغض النعوت، أخرجوه وأخرجوها أخيرا، وانهالوا عليهما بوابل من اللطمات واللكمات...
ومن تطورات الحدث، أن قامت كل أسرة بسحب التجهيزات التي سبق أن منحتها للضحية، كما قام المكتري بإخراجها من البيت، ثم استدعوا السلطات لينظروا في الواقعة...
هذا كله دون أن ندري ما هو الأذى الواضح الذي ألحقته الضحية بالمشتكين، وبالمحتشدين، ألا يكفيها أن تجاوزت الثلاثين؟ أو أنها لا تزال قاصرا في حاجة إلى وصاية على فرجها؟ أم أن فرجها هو فرج الأمة جميعا، إذا أصاب مبغاه فكأنما قتل الناس جميعا؟ أم أنه، مرة أخرى، استفزاز لمشاعر الصائمين !
داعش تسكن فينا..
- - - -
تجاوزت من العمرِ الأربعينَ، قضت معظم حياتها فِي الحياءِ والاحتشامِ، سُمْعتها الجيدة كانت مَضربَ مثلٍ في الحي، رغم الهمسِ الذي كانَ يطالهَا من بعض النسوة، كانوا يُحيطونهَا بالشفقة مِن العنوسة...
غير أن هذه العانس الراضية بالأقدار، كانت تُواري في صدرها براكين من السخط على حالها، ترقُب سنوات عمرها تنفلت من بين أصابعها بانسياب قاسٍ، تنظر إلى الدهر كيف يلتهم وجودها كل يوم، كل أسبوع وشهر وسنة، هكذا كانت تعِدُّها، تحتسبها والضيق يخنقها... حتى أخذت قرار الحسم أخيرا: أن تكف عن انتظار جُود الأقدار، وأن تعمل على الانتصار لذاتها...
أحست بالغثيان والدوار ذات مساء، سعدت لأجل ذلك، واشتدت سعادتها حال بشرها الدكتور بقدوم مولود...
لم تنبس في الموضوع لأحد، ورغم سعادتها المطلقة، إلا أن إحساسا رهيبا بالخوف والهلع يجتاحها في لحظات، خاصة كلما أحست بحركته في أحشائها، كانت تتوق إليه كثيرا، لكنها في نفس الوقت، كانت تقف مذهولة متسمرة كلما فكرت في كيفية تجاوب إخوانها مع الخبر، كيف سيستقبلون الخبر؟ كيف لهم أن يستسيغوه وهي التي كانت مضرب المثل في العِفة والشرف؟ كيف...
هكذا كانت تتساءل، لكنها لم تتوقع لحظة ما وقع فعلا، لقد قضت نحبها بسبب تهور أخيها الأصغر، ارتكب في حقها جرما هدَّ تماما بصيص الأمل الذي توسمت منه بعض السعادة في آخر العمر...
- - - -
في الدول المتقدمة...
من حق المعاق ذهنيا أن يتمتع بحصة جنسية كل أسبوع، لأنهم يعتبرون الجنس من أساسيات الاستقرار النفسي والسلامة العقلية...
في مجتمعاتنا...
حتى العاقل...حتى الراشد... تفرض الوصاية على أعضائه التناسلية، وهناك من أسس لجنا خاصة تحرصها، أسموها "بوليس الأدب"...
التقدم إما أن يتسم بالشمولية...أو أن يغدوا مسخ تقدم.
- - - -
البارحة... وَجَدت جارتنها ابنتها ذات الأربع سنوات، تعبث بقضيب ابن خالتها الذي يصغرها قليلا كما يبدوا، جرَّتهَا من شعرها إلى المطبخ، وأحرقتها من يديها وهي تمطرها سبابا وشتيمة!
هكذا يربى الكبث في أطفالنا، هكذا نلقنهم ثقافة الخوف من الجسد، هكذا نقتل فيهم البراءة الإنسانية والفضول الطفولي إلى التعلم والاكتشاف، هكذا نجعلهم ذئابا تتربص بالمحظور في عتمة الليالي.