المرأة ونحن...



محمد مسافير
2017 / 6 / 11

لكني أفهم الأمور هكذا...
مثلا... الرجل البدوي، أو المتدين، يخشى على من يحب من أعين جل الناس، فتراه يغلق عليها الباب فلا يراها إلا من هو من جنسها، أو إن جاد عليها قليلا، تخالط إخوانها... والرجل غير المتزمت نوعا ما، قد لا يمانع أن تظهر زوجته أمام العامة إذا تحجبت.. والرجل المتحضر إلى حد ما، قد يتركها تقف على عتبة البيت دون حجاب... والذي يزيد عنه بقليل، قد يتركها تقضي حوائجها خارج البيت دون حجاب...
كذلك يمكن للأخير مثلا أن يترك زوجته تمد يدها للغريب لتصافحه، أي أنه قد ضحى بجزء من جسدها لغيره، وقد يتجاوزه آخر إلى السماح لها بتبادل القبل بالوجنتين أثناء السلام، وهذا أقل عقدا من الأول... وكلما ضحى الرجل بجزء إضافي من جسد زوجته، كلما بدا أكثر تحضرا من سابقه... وكلما تقلصت نرجسيته وتبددت وساوسه وعقده، كلما عاش رزينا سويا أكثر من غيره...
(المعادلة لا ترتبك في علاقتها بالإناث، اخترت نموذج الذكور لارتباط مصطلح الديوث بهم)
هكذا تكون الحداثة درجات، ففي أدنى السلم، يقبع أولئك الذين يقدسون الجسد ويخافونه ويبجلونه، بينما نجد في أعلى درجات السلم، أولئك الذين نراهم اليوم ديوثين غير متخلقين... إننا حقا نفهم الأمور على نحو مقلوب... ولو كانت رؤيتنا للعالم سليمة، لتقدمنا موكب الحضارة واصطفت باقي الأمم خلفنا! لكن لا نملك إلا ترديد بعض الشعارات المتعصبة وتمجيد الأطلال!
ولا تحدثني عن الأخلاق فهي نسبية، ففي الغرب مثلا، توصف الفتاة العذراء بالمعقدة نفسيا، وأحيانا كثيرة، يحصل الطلاق إذا اكتشف الزوج أن زوجته لا تزال عذراء، لأنها بطبيعة الحال لن تكون أبدا سوية ومتزنة، خاصة وأن الطب النفسي يوصي بثلاث علاقات جنسية على الأقل أسبوعيا كشرط أساسي للسلامة النفسية!
والمصيبة عندنا أن تجد إنسانة تدعي الإيمان بالقيم الإنسانية والتحرر، ولا تزال تخشى فقدان تلك الزائدة!