احاديث الازواج



محمد الذهبي
2017 / 6 / 16

أحاديث الأزواج
محمد الذهبي
كان يحاول جاهداً وبشتى الحيل أن يبتعد عن الأحاديث اليومية، حتى انه قال لهم مرة انه في نزاع دائم مع زوجته ليتخلص من الأسئلة اليومية التي تدعو كل واحد منهم إلى شرح ما حدث ليلة البارحة، وهل اغتسل ام لا، لتصل في احيان كثيرة الى مسك الشعر لمعرفة ان المعني اغتسل فعلا صباحا، وتتعدى الاسئلة الى عدد مرات الفعل الجنسي لينفش البعض ريشه ويتبجح بالرقم الاكبر، الهواء البارد الذي يلفح وجنتيه وانفه صباحا يستدعي منه ان يكون حذرا لانه يشكو من الجيوب الانفية، دائما يقول : لامبرر للاغتسال صباحا ويقفل الموضوع، واخيرا اهتدى الى عذر ناجح جدا في ان علاقته بزوجته سيئة ليتخلص من مزيد من الاسئلة في هذا الشأن، دائما يفجر القنابل الموقوتة، ففي مرة من المرات قال: كلما يزداد المرء قربا من الله يزيد في عدد زوجاته، واستعرض عددا من السادة ائمة الجوامع، واردف قائلا: كلما ازداد المرء قربا من الله كثر حديثه عن الجنس، يصطدم بوجهات نظر مختلفة، وجميعها تأتي بقواعد قرآنية جاهزة، لايتعب احدهم عقلة ويستخرج دليلا ملموسا، في هذا استعرض الاولياء والصالحين والانبياء، فوجدهم اكثر زوجات حتى من اعدائهم الذين قاتلوهم، ولم يدخر وسعا في اثبات ان الزواج مؤسسة اجتماعية فاشلة، ويحتج انك ربما اخطأت قليلا في الاختيار فما ذنبك ان تقضي العمر مع انسان لايماثلك باي شيء، ويكون الجواب سيرة احد الانبياء او الاولياء، فيشطح بعيداً في ان الانبياء والاولياء استطاعوا ان يتغلبوا على الملل بكثرة الزوجات.
دائما يجد ان معدة الانسان ورغبته الجنسية متوفرة بقوة لدى المؤمنين، فهم يخفون مسرعين الى احاديث الطعام والجنس معاً، طرح مرات عديدة فكرة انهم لو كانوا في جيوش الفتح في ارمينيا او روسيا وشاهدوا الشقراوات، ماكانوا يفعلون؟ ربما مارسوا ذات الممارسة فالله يتيح لهم ذلك في احكام كثيرة، ملك اليمين والمتعة والزواج وغيرها، لتصل في عصور متأخرة الى الغلمان ، ولنسحب ماجرى الى مايجري اليوم، لو انبرى للمشهد مرجع شبق وراح يتيح ما اتاحه داعش لنفسه، فهل ترى سيمنع البعض نفسه من تكرار المشهد ثانية وثالثة ورابعة، كان يقضي يومه بتكرار ذات المشهد اليومي : البارحه اشكد؟ يسأل احدهم الآخر، ليفتل احدهم شاربه ويردد البارحه اتلاثه، وينزوي هو جالسا بعيدا مخافة ان يأتيه نفس السؤال، فيحتج بنفس الحجة، انهم يعتقدون ان الرجولة تكمن فقط في الممارسة الجنسية، ويدعون الاشياء الاخرى، فلقد دعاهم الى الاضراب لتحسين ظروفهم المعيشية، ولكن لم يستجب احد لدعوته في كل المرات، الثورة التي تعتمل بصدره لاتعتمل بصدر اي احد منهم، انهم يفرغون ثورتهم ليلا، ويعتقدون انها الطريقة الوحيدة في مداراة الالم الناتج عن الدونية والارهاق الفكري، او انها الطريقة الوحيدة التي يتبلد بها الانسان ويريح تفكيره او بالاحرى يعطله لساعة اوساعتين، لياليه مجهولة لديهم ولياليهم معلومة لديه، حتى انه بعض المرات يتخيل المشهد كاملا ولاتغيب عنه الا بعض الوجوه، فمنهم من يشرح بالتفصيل الممل مايجري، فكرة الرتابة لاتعنيهم فهم يبددون اوهامهم بالكثير من الامنيات، حتى انه صرح بصوتٍ عالٍ في احيان كثيرة: لاتتعجبوا، فربما هم في نهاية المشوار ولطالما اقتنع بان كثير الكلام قليل العمل، فراح في العودة الى البيت يقنع ابنه ان يتزوج ليكون مستقبلا نسخة منه يعاني مايعانيه، ويسمع احاديث مكررة عن زوجات في الليل.